بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ الأحزاب /33 .
هذا المقطع من الآية المباركة من سورة الأحزاب جاء ليتحدث عن إرادة إلهية لتطهير مجموعة معينة من الناس لها أهميتها الكبرى في تبليغ الرسالة وأن هذا المقطع يعالج صفة من أهم صفاتهم وهي تطهيرهم من كل رجس وخبث وذنب حيث يصيرهم من المصطفين الأخيار ويبلغوا بذلك درجة العصمة عن الذنوب والمخالفة لربهم ، وحينئذ فلا بد من البحث في سبب نزول هذا المقطع من الآية وفي من نزل ؟ حتى تعطي الآية الفائدة المتوخات من نزولها .
ونتحدث في الآية من جهتين:
الأولى : في البداية عن مفادها بصورة مختصرة وما يتناسب مع الوقت تاركين تفصيل الحديث عنها في مجالات أخرى .
الثانية : عن الروايات الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله في تحديد أسماء من نزلت فيهم .
ويوجد في الجهة الأولى عدة أبحاث :
1- كلمة ﴿ إنما ﴾ : ذكر علماء العربية أن كلمة إنما أداة حصر لمدخولها فتحصر هذا المدخول وتضيق دائرته وهنا حصرت ذهاب الرجس والتطهير بجماعة خاصة حيث أصبحت منقبة لهم على مر التاريخ وهؤلاء هم أهل البيت عليهم السلام .
2- أهمية هذه الآية :
هذه الآية مفتاح لكثير من الأبحاث العقائدية والعرفانية والكلامية والفضائل والملكات لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله .
قال ابن حجر : ( ثم هذه الآية منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على غرر من مآثرهم والاعتناء بشأنهم حيث ابتدأت بإنما المفيدة لحصر إرادته تعالى في أمرهم على إذهاب الرجس الذي هو الإثم أو الشك فيما يجب الإيمان به عنه وتطهيرهم من سائر الأخلاق والأحوال المذمومة وسيأتي في بعض الطرق تحريمهم على النار وهو فائدة ذلك التطهير وغايته إذ منه إلهام الإنابة إلى الله تعالى وإدامة الأعمال الصالحة ) [1]
3- معنى الإرادة لله :
الإرادة استعملت في الذكر الحكيم وغيره لله سبحانه وللمخلوق ، فالخالق له إرادة والإنسان له إرادة لكن الفرق بينهما أن إرادة الإنسان : لها مقدمات ومبادئ حتى تتحقق تلك الإرادة ومن أهمها : تصور الفعل ، وأهميته ، والميل له ، والتصديق به ، والتحرك نحوه ، والعزم عليه . بينما الإرادة لله لا تحتاج لمثل هذه المقدمات أبداً .
التكوينية والتشريعية
علماء أصول الفقه قسموا الإرادة إلى قسمين : الإرادة التكوينية والإرادة التشريعية .
فالأولى : إرادة الشخص : صدور الفعل عنه بنفسه بلا تخلل إرادة غيره في صدوره ، كما في إرادة الله تعالى خلق العالم وإيجاد الأرض والسماء ، وكإرادتك أكلك وشربك وصلاتك وصيامك فيسمى هذا القسم بالإرادة التكوينية .
والثانية : إرادة الشخص : صدور الشخص صدور الفعل عن غيره بإرادته واختياره كما في إرادة الله تعالى صدور العبادات والواجبات من عباده باختيارهم وإرادتهم ، لا مجرد حصولها بأعضائهم وصدورها بأبدانهم بدون تخلل القصد منهم ، وكما في إرادتك صدور الفعل من ابنك وخادمك بلا إجبار منك وإلجاء ، وتسمى هذه بالإرادة التشريعية .[2]
والحاصل : الإرادة لله على قسمين : 1- الإرادة التشريعية . 2- الإرادة التكوينية.
الإرادة التشريعية لله
فهي التي يستعملها المولى سبحانه في الأمور الملزمة من الفعل أو الترك لعباده على أن لا تسلب منهم قدرة الفعل أو الترك ويريد ها لكل الناس وأن يطهرهم جميعاً بنحو من التطهير كما في آية الوضوء والتيمم قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ - إلى أن قال - مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾[3] فالأمر بالواجبات عام للجميع وإرادة التطهير من النجسات حتى المعنوية عامة للجميع أيضاً بما فيهم أهل بيت النبي ، وهذه الإرادة إرادة تشريعية .
الإرادة التكوينية لله
أما الإرادة التي تحدثت عنها آية التطهير فهي إرادة تكوينية تختلف عن الإرادة التشريعية كما أن الضمان من الله لهم بإذهاب الرجس عنهم يختلف أيضاً . قال الشيخ المفيد قدس سره في شرحه للإرادة التكوينية والفرق بينها وبين إرادة الإنسان :
( الإرادة من الله جل اسمه : نفس الفعل ، ومن الخلق الضمير وأشباهه مما لا يجوز إلا على ذوي الحاجة والنقص . وذاك أن العقول شاهدة بأن القصد لا يكون إلا بقلب ، كما لا تكون الشهوة والمحبة إلا لذي قلب ، ولا تصح النية والضمير والعزم إلا على ذي خاطر يضطر معها في الفعل الذي يغلب عليه إلى الإرادة له ، والنية فيه والعزم .
ولما كان الله تعالى يجل عن الحاجات ، ويستحيل عليه الوصف بالجوارح والآلات ، ولا يجوز عليه الدواعي والخطرات ، بطل أن يكون محتاجا في الأفعال إلى القصود والعزمات ، وثبت أن وصفه بالإرادة مخالف في معناه لوصف العباد ، وأنها نفس فعله الأشياء ، وإطلاق الوصف بها عليه مأخوذ من جهة الإتباع دون القياس ، وبذلك جاء الخبر عن أئمة الهدى عليهم السلام) . [4]
ثم استدل الشيخ المفيد على قوله بصحيحة صفوان : فقد جاء عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ ( ولعله الرضا ) عليه السلام :
أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِرَادَةِ مِنَ اللَّهِ وَ مِنَ الْخَلْقِ قَالَ : فَقَالَ : ( الْإِرَادَةُ مِنَ الْخَلْقِ الضَّمِيرُ وَ مَا يَبْدُو لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْفِعْلِ .
وَأَمَّا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَإِرَادَتُهُ إِحْدَاثُهُ لَا غَيْرُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يُرَوِّي وَ لَا يَهُمُّ وَ لَا يَتَفَكَّرُ وَ هَذِهِ الصِّفَاتُ مَنْفِيَّةٌ عَنْهُ وَ هِيَ صِفَاتُ الْخَلْقِ فَإِرَادَةُ اللَّهِ الْفِعْلُ لَا غَيْرُ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ بِلَا لَفْظٍ وَ لَا نُطْقٍ بِلِسَانٍ وَ لَا هِمَّةٍ وَ لَا تَفَكُّرٍ وَ لَا كَيْفَ لِذَلِكَ كَمَا أَنَّهُ لَا كَيْفَ لَهُ ) [5]
فهذا الحديث الشريف يفرق بين إرادة الخالق وإرادة المخلوق وإن إرادة الله التكوينية هو وجود الفعل بإرادته وبلا لفظ ولا نطق ، ويستحيل تخلف المراد عن الإرادة لله سبحانه في الإرادة التكوينية .
4- ما معنى الرجس ؟ :
الرجس في اللغة:
( والرجس بالكسر : القذر - ويحرك وتفتح الراء وتكسر الجيم - والمأثم ، وكل ما استقذر من العمل والعمل المؤدي إلى العذاب والشك والعقاب والغضب ورجس كفرح وكرم رجاسة عمل عملا قبيحا ) [6]
( الرجس : القذر وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر ) [7]
قال الفخر الرازي :
( والرجس في اللغة كل ما استقذر من عمل يقال : رجس الرجل رجساً ورجس إذا عمل عملاً قبيحاً وأصله من الرجس بفتح الراء ... فكان الرجس هو العمل الذي يكون قوي الدرجة كامل الرتبة في القبح ) [8]
وفي الاصطلاح :
لفظة الرجس : تعطي المعنى القذر كما تقدم وهو شامل لكل أنواع النجس والقذر قال الأزهري : ( الرجس اسم لكل عمل مستقذر ) [9] سواء كان :
1- من ناحية طبع الإنسان . 2- بحكم العقل . 3- بحكم الشرع .
4- أو بحكمها جميعا ، مثل الميتة فإنها مستقذرة من قبل الجميع .
الشمولية في إذهاب الرجس
الرجس المنفي عن هؤلاء الصفوة منفي عنهم بمختلف مراتبه سواء كان الرجس دال على المعنى المادي أو المعنوي أو اللفظي أو الفكري والتصوري أو العقائدي بل يشمل مختلف الجوانب والمفاسد والذنوب والآثام والأخلاق السيئة والكفر واللعنة فيشمل كل القبائح ظاهرها وباطنها .
قال الفخر الرازي : قوله تعالى ﴿ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ ﴾ فيه لطيفة وهي أن الرجس قد يزول عيناً ولا يطهر المحل فقوله تعالى ﴿ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ ﴾ أي يزيل عنكم الذنوب ﴿وَيُطَهّرَكُمْ﴾ أي يلبسكم خلع الكرامة . [10]
وإذا فسر الرجس في بعض الأحيان بالإثم أو الشك أو بالذنب أو الحسد فإنما ذلك من باب المثال وبيان لبعض المصاديق وإلا هو شامل للكل بحكم الألف واللام التي هي للجنس . فالرجس المراد إذهابه عنهم هو جميع أنواع الرجس صغيرها وكبيرها قويها وضعيفها ظاهرها وباطنها ومن أبرز مصاديقه وأمثلته الإثم كما هو أحد الآراء وفسرت آية التطهير به [11] وهو نص في العصمة .
5- معنى التطهير :
الطهارة ضد النجاسة فيعني إزالة النجاسة بمختلف أنواعها وتعني هنا نفي السيئات والذنوب وغيرها .
قال الفخر الرازي :
( الرجس ضد التزكية والتطهير قال تعالى ﴿ تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا ﴾[12] ، وقال في صفة أهل البيت ﴿ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾[13] والمراد التطهر من العقائد الباطلة والأفعال المذمومة وإذا كان كذلك وجب أن يكون الرجس عبارة عن العقائد الباطلة والأفعال المذمومة ) [14]
والحاصل : أن الطهارة المراد تطهيرهم بها هي ضد الرجس فتكون الطهارة عامة لكل المطهرات المادية والمعنوية الأخلاقية والعقائدية والظاهرة والباطنة حتى يتصف هؤلاء بأعظم الملكات النفسية والصفات الملكوتية وهذه هي العصمة من الذنوب والآثام . وهذه الإرادة من الله سبحانه إرادة تكوينية فيستحيل تخلف المراد عنها فلابد أن يقع .
أما بقية الناس فعندهم عصمة نسبية كل بحسب لياقته وقدرته فعندما يمتنع شخص من استعمال شيء من الأكل أو غيره فهو معصوم عنه .
6- هل يوجد هناك إجبار في العصمة ؟ :
بعد الرجوع إلى معنى العصمة للأنبياء والأئمة :
أن العصمة تعني استحالة صدور الذنب من المعصوم لعلمه الجازم واليقين الذي لا يشوبه أي شك بخطر وضرر الذنب ، ولكن ليس معناه انعدام الإرادة والاختيار في سلوك الإنسان .
مثلا : الأم لحنانها على أولادها وقد تفديهم بنفسها لحبها لهم لا يمكن أن تقتلهم ولكن ليس لأنها مسلوبة القدرة بل لأنها لا تقدم على مثل هذا العمل إلا في حالة الجنون أو حالات شاذة ، وهكذا الإنسان لا يضع يده على السلك الكهربائي الذي يؤدي إلى هلاكه حتى ولو أعطي الدنيا بكاملها ولكن ليس بمعنى لا قدرة له بل لا يمكن وقوعه منه .
والحاصل أن المعصومين لا بد أن يتوفر فيهم عدة عناصر :
1- أن تكون لهم لياقة ذاتية للعصمة .
2- موهوبة من قبل الله .
3- أهلية إكتسابية من طريق أعمالهم ليكونوا أسوة للناس في أعمالهم .
4- أن العصمة لا تسلبهم الاختيار في الأفعال كما في كثير من الأفعال التي لا يمكن للإنسان أن تقع منه مع قدرته على فعلها لعلمه بمضرتها عليه أو على غيره .
أهل البيت : هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله بالاتفاق بين المسلمين .
الجهة الثانية : من هم أهل البيت المعنيون في الآية ؟:
هنا خلاف بين المسلمين وأقوال عديدة :
أ- القول الأول : أن المراد بأهل البيت في الآية خاص بالخمسة وفيهم نزلت هذه الآية وقد جاءت في ذلك عشرات الروايات من السنة والشيعة ؛ منها الروايات الواردة عن النبي في تفسير هذه الآية وهي على أقسام:
1- تعيينهم بأسمائهم : منها ما رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة بسنده : وإليك ما في المعجم الأوسط بسنده عن أبي سعيد الخدري في قوله ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ قال نزلت في خمسة : في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين .
انظر : المعجم الأوسط للطبراني ج 4 ص 271 حديث 3480 واللفظ له .[15] كما رواه في المعجم الصغير ( الروض الداني ) ج1/ص231 حديث 375 بعين السند ورواه في المعجم الكبير ج 3 ص 56 حديث 2673 بسند آخر .
2- قول الرسول نزلت هذه الآية في خمسة:
روى الطبري في تفسيره [16]بسنده عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : ( نزلت هذه الآية في خمسة : فيَّ ، وفي علي رضي الله عنه ، وحسن رضي الله عنه ، وحسين رضي الله عنه ، وفاطمة رضي الله عنها ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [17]
وهذه أوضح في الدلالة مما سبق ويمكن أن تكون هي عين الرواية المتقدمة مع اختلاف يسير في السند والمتن .
3- التصريح أنها نزلت في الخمسة يوم نزول الرحمة:
كما رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين[18] بسنده عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة هابطة :
قال : ادعوا لي ، ادعوا لي .
فقالت صفية : من يا رسول الله ؟
قال ( أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين ) فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساءه ثم رفع يديه .
ثم قال : ( اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد ) وأنزل الله عز وجل ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد .
ب - رواية أم سلمة لما أرادت أن تدخل معهم فلم يسمح لها وقال لها إنك على خير :
جاء في سنن الترمذي[19] بسنده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ).
قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله ! قال : ( أنت على مكانك وأنت على خير ).
قال هذا حديث غريب وفي رواية ( أنت إلى خير أنت من أزواج النبي ) .
وفي سنن الترمذي[20] بسنده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء .
ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)
قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال : ( أنت على مكانك وأنت إلى خير ).[21]
وفي مسند أبي يعلى قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدي ، وقال : (إنك على خير) [22]
وفي رواية عن أم سلمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم غطّى على علي وفاطمة وحسن وحسين كساءً ثم قال : ( هؤلاء أهل بيتي ، إليك لا إلى النار ) .
قالت أم سلمة : فقلت يا رسول الله ، وأنا منهم .
قال : ( لا ، وأنت على خير ) [23]
ج- رواية عائشة زوج النبي والتي اعترفت بعدم دخولها معهم وأنها خاصة في الخمسة :
قال السيوطي في تفسيره[24] وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما فادخلهما معه ثم جاء علي فادخله معه ثم قال ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ وروى الحاكم الحسكاني أكثر من حديث عنها في ذلك وصرحت في بعضها بعد أن سألتها أم جميع عن علي عليه السلام قالت أم المؤمنين عائشة : ( ما ظنكِ برجل كانت فاطمة تحته والحسن والحسين ابناه ، ولقد رأيت رسول الله التفع عليهم [25] بثوب وقال : ( اللهم هؤلاء أهلي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ).
قلت : يا رسول الله ألستُ من أهلك ؟ .
قال : ( إنك لعلى خير ) ولم يدخلني معهم .[26]
فمن هذه الروايات المروية عن زوجات النبي من أم سلمة وعائشة أن الآية لا تشمل زوجات النبي وأنهن خارجات عنها بالتصريح كما تقدم أو بالتلويح كما في أكثر الروايات المروي في الباب أو بالتخصيص في الخمسة كما في حديث الكساء وغيره .
د- النبي يمر على منزل علي وفاطمة وينادي الصلاة يا أهل البيت ثم يقرأ الآية:
وهنا تعددت النصوص الناقلة لهذا الحديث فبينما لم يحدد بمدة في بعضها وفي البعض الآخر يحدد بـ 17شهراً أو 10 أو 9 أو 8 أو 7 أو 6 أشهر أو 40 صباحاً وبين من يصرح في صلاة الصبح وبين من يذكر في الصلوات الخمس جميعاً وإليك بعضها :
1- عن أمير المؤمنين علي عليه السلام وبدون تحديد لفترة بل طيلة حياة الرسول بعد زواجهما قال:
( كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتينا كل غداة فيقول:
الصلاة - رحمكم الله - الصلاة ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾[27]
2- سبعة عشر شهراً :
كما عن أبي برزة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة عشر شهرا فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمة فقال الصلاة عليكم ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾ الآية رواه الطبراني [28]
3- تسعة أشهر:
كما أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند وقت كل صلاة فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات . [29]
وروى الحاكم الحسكاني بسنده عن أبي سعيد الخدري تسعة أشهر .[30]
4- ثمانية أشهر :
كما أخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي رضي الله عنه فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال الصلاة ، الصلاة ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾[31]
5- لمدة سبعة أشهر :
كما عن أبي الحمراء قال رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي قال رأيت النبي إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال الصلاة الصلاة ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [32]
6- لمدة ستة أشهر :
فقد روى الطبري بسنده عن أنس أن النبي كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر كلما خرج إلى الصلاة فيقول الصلاة أهل البيت ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [33] ورواه عن أنس بن مالك آخرون وأنه شاهد رسول الله لمدة ستة أشهر يفعل ذلك .[34]
وعن أبي الحمراء ستة أشهر .[35]
7- لمدة أربعين صباحا :
فقد أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما دخل علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها جاء النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا إلى بابها يقول السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة رحمكم الله ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ أنا حرب لمن حاربتم أنا سلم لمن سالمتم .[36]
أما الأحاديث المعارضة فقد تصدى للجواب عليه عدد من علماء السنة والشيعة وهنا نشير إلى بعض الأحاديث المعارضة لما تقدم ولبعض الأجوبة من الفريقين منها :
1- أن ( أهل البيت ) خاص بنساء النبي لأجل سياق ما قبل الآية وما بعدها حيث تتحدث عنهن . وهذا الرأي تبناه ونقله عكرمة مولى عبد الله بن عباس وكان ينادي به في الأسواق لأجل تحمسه .[37]
الجواب : 1- ولكن لم يتبن هذا الرأي أحد من العلماء حتى المتشددين منهم .
2- أن الضمائر ما قبل هذا المقطع وما بعده ضمير النسوة . أما هذا المقطع فبضمير الجمع .
3- ضعف عكرمة كما نص عليه علماء الجرح والتعديل وأنه كان من الأباضية يرى الخروج بالسيف وكان جاء إلى نجدة الحروري الخارجي وأقام معه ستة أشهر وكان يحدث برأيه .[38]
4- أنها شاملة لكل أفراد بيت النبي رجالا ونساء بما فيهم نساء النبي مع بقية أهل بيته من آل علي وعقيل وجعفر والعباس وغيرهم .
والجواب أن الآية خاصة في خمسة وهم : النبي محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين .كما دل عليها النصوص من النبي فلا يمكن التعدي عن ذلك كما تقدم .
الإشكال : أن الآيات تتحدث عن واجبات نساء النبي فكيف أقحم هذا المطلب في وسط هذه الآيات .
ذكر لهذا الإشكال عدة أجوبة منها :
1- ما أجاب به المفسر الكبير الطبرسي في مجمع البيان : فقال ليست المرة الأولى التي يتعرض القرآن لأن يتحدث عن موضوع ثم يتعرض لموضوع آخر ثم يعود للأول بهذا الشكل قال ( أن هذا لا ينكره من عرف عادة الفصحاء في كلامهم فإنهم يذهبون من خطاب إلى غيره ويعودون إليه والقرآن من ذلك مملوء وكذلك كلام العرب وأشعارهم ) .
2- أن الله يريد أن يقول لنساء النبي أن كن تعشن بين عائلة بعضها معصومون والذي يعيش في ظل هذه العائلة يجب أن يراقب نفسه أكثر من الآخرين .
وقفة مع بعض المنصفين
وقد أجاب عدد من علماء أهل السنة عن هذه الأحاديث المعارضة لما تقدم من أحاديث صحيحة ورجحوا أنها نزلت في الخمسة دون غيرهم منهم : الطحاوي في كتابه شرح مشكل الآثار ج 2 وقد ذكر كلاماً طويلاً في معالجة الموضوع بدقة وموضوعية وإنصاف قال تحت عنوان :
( باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام في المراد بقوله تعالى ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ من هم ؟ قال :
حدثنا الربيع المرادي حدثنا أسد بن موسى حدثنا حاتم بن إسماعيل حدثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام فقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) .
ففي هذا الحديث أن المراد في هذه الآية هم : رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين .[39]
ثم ذكر عدة أحاديث رويت في نزول الآية فبعد أن روى تلك الأحاديث المتقدمة ثم نقل كلام أم سلمة في بعض أحاديثها فقالت : فقلت يا رسول الله أنا من أهل البيت ؟
فقال : إن لك عند الله خيرا ؛ فوددت أنه قال نعم ؛ فكان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب ).
قال الطحاوي معلقاً على تلك الأحاديث :
( فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة مما ذكر فيها لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب وأن المرادين بما فيها هم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام دون من سواهم ) [40]
وقال بعد تفسيره لقول رسول الله لأم سلمة أنت من أهلي : (وما قد ذكرناه معه من الأحاديث في أول هذا الباب معقول بها من أهل الآية المتلوة فيها لأنا قد أحطنا علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا من دعا من أهله عند نزولها لم يبق من أهلها المرادين فيها أحدا سواهم وإذا كان ذلك كذلك استحال أن يدخل معهم فيما أريدت به سواهم وفيما ذكرنا من ذلك بيان ما وصفنا ) [41]
هذا كلامه ونعم ما قال ونكتفي بهذا الكلام المتين الموضوعي على كلام غيره .
الوصية الجامعة للخيرات
الإمام العسكري الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام تحمل أعباء الإمامة بكل جدارة وكان يتحمل مشاكل الأمة ويتصدى لحلها وكان من أصعب المشاكل التي عصفت بالأمة هو اختلافها على الإمامة والزعامة الدينية والدنيوية وحصل شرخ كبير في جسم الأمة حتى انقسمت إلى قسمين : الموالين لأهل البيت ، والمخالفين لهم ، وكانت أزمة الأمور الدنيوية والسلطة بيد القسم الثاني ، وأُضْطُهِد القسم الأول على يد القسم الثاني . وحاول كل قسم أن يتمسك بالدين لأجل تبرير موقفه وأعماله ، وفي ما يلي : وصية الإمام العسكري عليه السلام التي تعالج كثيراً من السلبيات التي تقع باسم أهل البيت من الموالين لهم ، ويحاول الإمام أن يوحد صفوف الأمة بين الموالين والمخالفين مع حفظ حقوق كل طرف في رأيه والتعبير عن حجته .
قَالَ الإمام العسكري عليه السلام لِشِيعَتِهِ :
( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَ الْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ ، وَ الِاجْتِهَادِ لِلَّهِ ، وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ ، وَ طُولِ السُّجُودِ ، وَ حُسْنِ الْجِوَارِ ؛ فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله ، صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ أَدُّوا حُقُوقَهُمْ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دِينِهِ وَ صَدَقَ فِي حَدِيثِهِ وَ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَ حَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ النَّاسِ قِيلَ هَذَا شِيعِيٌّ فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ .
اتَّقُوا اللَّهَ ، وَ كُونُوا زَيْناً ، وَ لَا تَكُونُوا شَيْناً ، جَرُّوا إِلَيْنَا كُلَّ مَوَدَّةٍ ، وَ ادْفَعُوا عَنَّا كُلَّ قَبِيحٍ ؛ فَإِنَّهُ مَا قِيلَ فِينَا مِنْ حُسْنٍ فَنَحْنُ أَهْلُهُ ، وَ مَا قِيلَ فِينَا مِنْ سُوءٍ فَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ ، لَنَا حَقٌّ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ تَطْهِيرٌ مِنَ اللَّهِ لَا يَدَّعِيهِ أَحَدٌ غَيْرُنَا إِلَّا كَذَّابٌ ، أَكْثِرُوا : ذِكْرَ اللَّهِ ، وَ ذِكْرَ الْمَوْتِ ، وَ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ ، وَ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، احْفَظُوا مَا وَصَّيْتُكُمْ بِهِ وَ أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ ) [42]
أما فيما يرجع إلى الأوضاع السياسية :
فيستحضرنا في ذكرى استشهاد الإمام العسكري عليه السلام تفجير القبة الشريفة وهي الجريمة البشعة التي ارتكبها الإرهابيون في نهاية محرم الحرام وما زال الإرهابيون التكفيريون يدمرون في العراق ويفجرون الأبرياء بغية الإخلال بالعملية الأمنية و السياسية وكل ذلك بمعونة أمريكية خفية .
إننا لا نشك طرفة عين بأن الإرهابيين يعملون تحت مظلة أمريكية سواء شعر الإرهابيون أنفسهم بذلك أم لم يشعروا.
ومما يؤسف له في الواقع السياسي و الأمني في العراق ، فالعراق يمر في أزمة سياسية خانقه بسبب الديمقراطية العراقية المزعومة ، فأمريكا لا ترغب في حكومة شيعية ولذلك خلقت أزمة سياسية مع الأطراف المتفرقة معها ، وما تناقلته بعض وسائل الإعلام الأمريكية ذاتها من أن أمريكا جهزت بعض الأطراف الخاصة المتعاونة معه لتعمل انقلابا سياسيا ثم انقلابا عسكريا على الحكومة الحالية ، فأين هي الديمقراطية المزعومة من أمريكا؟ .
هل الديمقراطية الانقلاب العسكري ؟
أم الديمقراطية الانقلاب السياسي ؟
أم الديمقراطية الإخلال بالأمن في المنطقة ؟!
هذا ما نتصوره من أمريكا ، أما نحن فنقول أن الديمقراطية أن يحكم العراق الأغلبية وعلى حسب نص الدستور المقرر من الشعب و دون التدخل الأمريكي هذه الديمقراطية الحقيقية لا الديمقراطية الأمريكية المزيفة.
وما تزال الدماء البريئة في العراق الحبيبة تسيل في كل مكان و الشهداء يسقطون بشكل يومي جراء الإرهاب السافر والعالم كل العالم يتفرج على العراق لا مساعد ولا مساند ولا مستنكر لما يجري .
نتمنى من العلي القدير أن يخلص العراق الحبيب من الاحتلال الأمريكي ومن الإرهاب الدموي لاستقراره و استقرار المنطقة.
أما في الشأن الفلسطيني فلا زالت الأزمة الاقتصادية التي أوجدها الاحتلال الصهيوني حصارا على الحكومة الفلسطينية الفتية من أجل زيادة الضغوط عليها للرضوخ و القبول بالأمر و الواقع وهو الاحتلال الصهيوني .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
[1] الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة ج2/ص425
[2] اصطلاحات الأصول للمشكيني ص 29 .
[3] المائدة /6 .
[4] مسألة في الإرادة - الشيخ المفيد - ص 11 - 12
[5] الكافي ج : 1 ص : 110 كتاب التوحيد باب الإرادة .
[6] القاموس المحيط ج1/ص706 .
[7] لسان العرب ج6/ص95 .
[8] التفسير الكبير ج12/ص66 .
[9] تفسير غريب القرآن العظيم لزين الدين الرازي المتوفى بعد 666 هـ : ص 262 .
[10] التفسير الكبير ج25/ص181
[11] تفسير غريب القرآن العظيم ص 263
[12] التوبة / 103 .
[13] الأحزاب / 33 .
[14] التفسير الكبير ج14/ص130 .
[15] وسنده كما يلي : المعجم الأوسط ج 4 ص 271 حديث 3480 طبع دار المعارف بالرياض . وفي طبع القاهرة ج3/ص380 حديث 3456 .
قال الطبراني : حدثنا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني الطرسوسي قال حدثنا أبو الربيع الزهرانيقال حدثنا عمار بن محمد عن سفيان الثوري عن داود أبي الجحاف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري في قوله .... وهذا السند قد نص على وثاقتهم ولم يتردد في أحد منهم ، ما عدى عطية الوفي فبالرغم بعضهم حاول أن يضعفه لأجل تشيعه ومع هذا لم يدع أحد أنه كان كذابا . ولكن آخرين من علماء الجرح والتعديل قد نصوا على صدقه وتوثيقه منهم :
1- محمد بن سعد في الطبقات الكبرى ج6/ص304 قال :
( هرب عطية إلى فارس فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي أن ادع عطية فإن لعن علي بن أبي طالب وإلا فاضربه أربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج فأبى عطية أن يفعل فضربه أربعمائة وحلق رأسه ولحيته فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية إليه فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق فكتب إليه عطية يسأله الإذن له في القدوم فأذن له فقدم الكوفة فلم يزل بها إلى أن توفي سنة أحدى عشرة ومائة وكان ثقة إن شاء الله وله أحاديث صالحة ومن الناس من لا يحتج به ) ولعل جرمه وعدم احتجاجهم به هو عدم لعنه لأمير المؤمنين عليه السلام .
2- ابن حجر في تقريب التهذيب ج1/ص393 رقم 4616 قال : عطية بن سعد بن جنادة بضم الجيم بعدها نون خفيفة العوفي الجدلي بفتح الجيم والمهملة الكوفي أبو الحسن صدوق يخطىء كثيرا وكان شيعيا مدلسا من الثالثة مات سنة إحدى عشرة بخ د ت ق . فابن حجر يشهد بصدق عطية العوفي مع كونه شيعياً وقد روى له البخاري في الأدب المفرد كما روى له ابن داود والترمذي وابن ماجة في سننهم .
[16] ج22/ص6
[17] وذكرها الواحدي في أسباب النزول حديث 696
[18] ج3/ص159 .
[19] ج5/ص351 رقم 3205 .
[20] ج5/ص663 رقم 3787 .
[21] ومسند أحمد ج 18 ص 244 حديث 26388 والمعلق صحح سنده وروى أحمد بسنده عن أم سلمة أكثر من حديث راجع برقم 26419 و26429 وسنده حسن و 26476 بسند حسن .و 26479 .
[22] مسند أبي يعلى ج 6 ص 86 حديث 6876 .
[23] مسند أبي يعلى ج 6 ص 74 حديث 6853 .
[24] الدر المنثور ج6/ص605 .
[25] أي غطاهم بثوب وضمهم فيه .
[26] شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني حديث 683 وفي حديثي 682 و684 قال : ( إنك على خير ) .وفي شواهد التنزيل لها أكثر من حديث غير ما تقدم في نزولها في علي وفاطمة والحسن والحسين كما تحت أرقام 676 إلى 681 . وقد روى لها حديث الكساء من هذه الروايات مسلم في صحيحه والحاكم في مستدرك الصحيحين والطبري في تفسيره وابن عساكر في تاريخ دمشق وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم الكثير .
[27] أمالي المفيد ص 318 المجلس 38
[28] مجمع الزوائد ج9/ص169
[29] الدر المنثور ج6/ص606
[30] شواهد التنزيل حديث 668 .
[31] الدر المنثور ج6/ص606 وروى الحسكاني في شواهد التنزيل حديث 667 عن أبي سعيد الخدري : كان يجيء نبي الله صلى الله عليه وسلم : إلى باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر ....
[32] تفسير الطبري ج 22 ص 6 وشواهد التنزيل حديث 697 .
[33] تفسير الطبري ج 22 ص 6
[34] المعجم الكبير للطبراني و شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ص 469 حديث 637 - 644 . وعن أبي الحمراء أيضا كما في الدر المنثور ج6/ص606
[35] شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني حديث 695 .
[36] الدر المنثور ج6/ص606 واللفظ له ورواه الطبراني في الأوسط و الحسكاني في شواهد التنزيل حديث 666 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 169 .
[37] انظر تفسير الطبري عند تفسير الآية المباركة . والدر المنثور .
[38] تهذيب الكمال للمزي ج 20 وص 277 - 286
[39] شرح مشكل الآثار ج2/ص236
[40] شرح مشكل الآثار ج2/ص245
[41] شرح مشكل الآثار ج2/ص247
[42] بحار الأنوار ج : 75 ص :
source : www.alradhy.com