عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

متى يكون حبّ المعصومين (عليهم السلام) قيّما

متى يكون حبّ المعصومين (عليهم السلام) قيّما

من محاضرات: سماحة آیة الله الشیخ مجتبی الطهراني
ترجمة: الأستاذ علي فاضل السعدي

متى يكون حبّ المعصومين (عليهم السلام) قيّما

يمتاز حب العترة المعصومة والطاهرة- كما مرّ- بقيمة كبيرة وله نتائج جمّة للغاية؛ لكن هل كل محبة لهم تمتاز بكذا قيمة أو لا؟

وللإجابة يمكن القول بأنّ أي حبّ إن كان يمتاز بالصدق والواقعيّة والإخلاص فسيكون قيما لكن إن لم تمتاز المحبّة بمثل ما ذكر فإنّها ستكون فاقدة للقيمة؛ ذلك لأنّ هذه المحبة ليست محبة للمحبوب؛ بل هي صورة وشكل للمحبة الأصليّة للمعصومين (عليهم السلام) ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما هي شرائط هذه المحبة؟ وللجواب على ذلك يمكن الإشارة إلى الأمور التالية:

1- الحب للّه

قد يحب شخص شخصاً آخر لأنّه يقوم بأداء أو قضاء حاجاته المادية وعندها سيكون متعلق المحبة لهذا الشخص هو الأغراض والاحتياجات الماديّة، وتكون هي محبوبه الحقيقي. وبعبارةٍ أوضح ؛ يمكن القول: بأن هذا الإنسان إنما تعلق بذلك الشخص ( الكبير) من أجل قضاء حاجاته ، في ما عدا ذلك فإنه لا يحمل له أي حباً في قلبه.

لكن قد لا تكون المودة والمحبة لشخص عظيم ناتجة عن أدائه لطلباته رغم انه قد يطلب منه حاجياته إلّا أنّ الحبّ كان نتيجة لعظمة وجوده، وخصاله الإنسانية والإلهية وأخلاقه الكريمة.

والحال أنّه قد اتضح أنّ المحبة الحقيقية إنّما هي من السنخ الثاني. فقد ورد عن بشر بن غالب فيما نقله عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنّه قال:

يا بشر بن غالب من أحبنا لا يحبنا إلّا لله جئنا نحن وهو كهاتين- وقدر بين سبابتيه- ومن أحبنا لا يحبنا إلّا للدنيا فإنه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر ( 1)

وقد ورد عن طريق آخر عن الإمام (عليه السلام) أنّه قال:

من أحبنا لله وردنا نحن وهو على نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) هكذا- وضم أصبعيه- ومن أحبنا للدنيا فإن الدنيا لتسع البر والفاجر. ( 2)

فمن الجليّ إذاً أن تكون الملازمة للمعصومين (عليهم السلام) للورود على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم القيامة للمحبة التي تكون لله تعالى؛ ذلك لأنّ مثل هذه المحبّة هي المحبّة الواقعية البعيدة عن حبّ الذات. فمحبة المعصوم (عليه السلام) إنّما تكون حقيقية فيما إذا كانت ناشئة من المعرفة وإن كانت ناقصة لمقامهم الرفيع وجلالة شأنهم. فهكذا محبة تكون قيّمة وينتج عنها معطيات رفيعة.

فمن يتخذ المعصومين سبباً لأداء احتياجاته المادية فسوف لا يكون منتفعاً من هذه النتائج.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام):

من أحبنا وأحب محبنا لا لغرض دنيا يصيبها منه وعادى عدونا لا لإحنة كانت بينه وبينه ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفر الله تعالى له( 3)

وقد روي أن فتى لم يبلغ الحلم، سلّم على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد انفرجت أساوره وابتسم فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

أتحبّني يا فتى فقال إي والله يا رسول الله فقال له: مثل عينيك؟ فقال أكثر. فقال مثل أبيك؟ فقال أكثر. فقال: مثل أمك. فقال أكثر. فقال: مثل نفسك؟ فقال أكثر والله يا رسول الله. فقال: أمثل ربك؟ فقال: الله الله الله يا رسول الله ليس هذا لك ولا لإحد فإنما أحببتك لحبّ الله. فالتفت النبي إلى من كان معه وقال: هكذا كونوا أحبوا الله لإحسانه إليكم وأحبوني لحب الله ( 4)

2- البغض لأعدائهم

إنّ المحبّ للائمة المعصومين (عليهم السلام) لا يمكنه أن يكون محبّاًَ لأعدائهم، بل لا بدّ أن يكون نافرا لهم؛ لأن عدو المعصوم (عليه السلام) بالنسبة له يعني عدو من يحبه فهذا الحبّ والودّ إذا كان حقيقياً، سينتج عنه بغضاً لعدو حبيبه فقد ورد عن ميثم النجار الذي كان من حواريي أمير المؤمنين (عليه السلام) وممن قدم نفسه فداء لإمامه انه قال كنا ليلة عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:

ولن يحبنا من يحب مبغضنا إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد، "ما جعل الله لرجل من قلبين"( 5) يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه. ( 6)

وقد ورد أن رجلا جاء أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين إني أحبك وأحبّ فلان (وكان من أعداء أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال أمير المؤمنين:

أمّا الآن فأنت أعور فإمّا أن تعمى وإمّا أن تبصر(7 )

ففي كلام الإمام (عليه السلام) كناية على أنّ حب المعصوم (عليه السلام) لا يمكنه أن يجتمع مع حبّ عدوه، ومن ظنّ أن هذا أمراً ممكناً فهو واهم.

ولذلك ولكي نعلم مدى قيميّة المحبة للمعصومين (عليهم السلام) واختبار مدى صدق هذا الأمر من عدمه، فبالإمكان أن تلاحظ محبة الآخرين إلى القلب. فإن كانت محبة عدو من أعدائهم حاصلة في القلب، فإنّ المحبة للمعصومين (عليهم السلام) ليست محبة أصيلة وصادقة ولذلك لا قيمة لمثل هذه المحبّة.

وقد صرّح الإمام الباقر (عليه السلام) لاختبار كهذا بقوله:

"مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ"( 8) فيحبّ بهذا ويبغض بهذا، فأما محبتنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، من أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه، والله عدوهم وجبرائيل وميكائيل والله عدو للكافرين.( 9)

3- معاداة أعدائهم والبراءة منهم

إنّ المحبّة الحقيقية للمعصومين (عليهم السلام) لا تتجلى إلّا من خلال رفض الحبّ لأعدائهم لا بل أن تبغض أعدائهم وتتبرأ منهم. فالمحبّ الحقيقي هو من يبغض أعداء حبيبه، ويعلن عن بغضه له (وذلك مع عدم وجود مانع يمنع ذلك) فقد ورد أن بعضهم ذكر عند الإمام الصادق (عليه السلام) أنّ فلان يحبكم ولكنّه ضعيف في البراءة من أعدائكم فقال الإمام (عليه السلام):

هيهات! كذب من ادّعى محبتنا ولم يتبرأ من عدوّنا.( 10)

فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يرى أنّ الولاء لولاية المعصومين (عليهم السلام) لا يتأتّى إلّا من خلال البراءة من أعدائهم وذلك كما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلامه لأمير المؤمنين (عليه السلام):

يا علي أنت أمير المؤمنين... وإن ولايتك لا تقبل إلّا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك بذلك أخبرني جبرائيل "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"( 11) ( 12)

فمن ظلم الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وسلب حقهم، لابد وأن يكون مبغوضاً من قبل محبيهم (عليهم السلام). فالتبرّي من أعداء المعصومين (عليهم السلام) من الأصول المهمة للأحكام ومن فروع الدين. قال الإمام الصادق (عليه السلام):

... والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد صلى الله عليهم وهتكوا حجابه وأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما وهمّوا بإحراق بيتها وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة، والبراءة من أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) واجبة، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت (عليهم السلام) واجبة... ( 13)

فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان قد اخبر جابر بن عبد الله الأنصاري بعدائه لأعداء أهل بيته وأشهد الله على عدائه لهم وهذا يعدّ درسا نبويا لأمة هذا النبي؛ ويعني هذا استحسان أن يعادي أتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعداء أهل بيته (عليهم السلام) وقد سأل جابر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وفاطمة والحسن (عليه السلام). والحسين (عليه السلام) فأردف بعد أن أجاب على سؤاله قائلاً:

أُشهد الله أنّي حربٌ لمن حاربهم... ( 14)

وقد علّم المعصومون (عليهم السلام) هذا المعنى لأتباعهم وذلك في زياراتهم؛ فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه سئل عن كيفية زيارة والده الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) فقال له في أثناء تعليمه آداب الزيارة قل:

أشهد الله أنّي... حربٌ لمن حاربكم ( 15)

وورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في زيارة عاشوراء أن يقول الزائر وهذا من الدروس:

إنّي... حربٌ لمن حاربكم... وعدوٌّ لمن عاداكم (16 )

وقد ورد عن الإمام الهادي (عليهم السلام) في الزيارة المعروفة بالجامعة الكبيرة أنّه قال:

أنّي... مبغض لأعدائكم ومُعاد لهم... حربٌ لمن حاربكم.( 17)

4- المحبّة لمحبيهم

حينما يحبُّ الإنسان شخصاً حبّاً حقيقياً، فلا يمكنه أن يعادي محبّيه، وليس له أن يعاديهم ، بل لا ينبغي أن يكون مبغضاً لهم حتى في قلبه. فإن كان في قلبه بغضاً وعداءً لأحباء من يحبّ فلابّد وأن يشك في صدق مثل هذا الحبّ. فقلب محبّي العترة المعصومة يميل صوب محبّيهم ولأجلهم يحبّ محبيهم (عليهم السلام) وقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال لأحد أصحابه وهو حبيش بن معتمر:

يا حبيش من سرّه أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه، فإن كان يحب وليّا لنا فليس بمبغض لنا، وإن كان يبغض وليّاً لنا فليس بمحب لنا( 18)

5- المحبّة [السلوكية] لمحبيهم

إنّ محبة محبي المعصومين الصادقين في حبهم لا يكون ضمن إطار القلب والروح وحسب بل يتجلی هذا الحبّ من خلال القول والعمل وهذا ما نسميه المحبة [السلوكية]؛ ذلك لأنّ المحبّة تكون تارة محبة قلب وأخرى محبة سلوك وعمل. فالابتعاد عن محبي وأتباع المعصومين (عليهم السلام) وعدم إيجاد رابطة المحبّة معهم، يدلّ على ضعف في المحبة للمعصومين (عليهم السلام) فمن همّ بالوصول إلى محبّة صادقة للمعصومين (عليهم السلام) يجب أن يحبّ محبيهم وأن يرتبط بعلاقة ودّ معهم. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):

والولاية للمؤمنين الذين لم يغيّروا ولم يبدلوا بعد نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم) واجبة، مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود الكندي وعمار بن ياسر وجابر بن عبد الله الأنصاري وحذيفة بن اليمان وأبي الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبي أيوب الأنصاري وعبد الله بن الصامت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبي سعيد الخدري ومن نحا نحوهم وفعل مثل فعلهم والولاية لأتباعهم والمقتدين بهم وبهداهم واجبة( 19)

وقد أشار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أنه محب لمحبي ذويه وذلك في نفس الحديث الذي حدّث به جابر بن عبد الله وأعلن فيه أنه عدوٌّ لعدوهم، فقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):

أشهد الله أني... وسلم لمن سالمهم( 20)

وقد أوضح الإمام الباقر (عليه السلام) هذا المعنى في زيارة عاشوراء كدرس [لشيعته]:

إنّي سلم لمن سالمكم... وولي لمن والاكم... ( 21)

وورد عن الإمام الهادي (عليهم السلام) في زيارة الجامعة:

إنّي... موال لكم ولأوليائكم... سلم لمن سالمكم(22 )

6- إظهار الحبّ للائمة (عليهم السلام)

إنّ المحبّ الذي يستنكف من إعلان محبته دون أدنى خشية، لا يعتبر محبّاً حقيقياً.

فالمحبّ الحقيقيّ هو من لا يمتنع عن إظهار محبته مهما كانت الظروف، إلّا إذا كان أمر الله يقتضي إخفاء ذلك الأمر. ففي هذه الحالة يمتنع المحبّ عن إظهار هذا الحبّ اتباعاً لأمر الله تعالى ولا يمكن اعتبار هذا الإخفاء دليلاً على عدم الحبّ. وقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) كما مرّ الذمّ لمن يزعمون أنهم شيعة [وهم ليسوا أهلاً لذلك] حين قال (عليه السلام):

وتتقون حيث لا تجبُ التقية( 23)

وقيل للإمام الصادق (عليه السلام): إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة فقال له القاضي: قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لأنّك رافضي فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى: أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوءك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض فأنت من إخواننا، فقال له عمار: يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت، ولكن بكيت عليك وعلي، أما بكائي على نفسي فانك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها زعمت أني رافضي ويحك لقد حدثني الصادق (عليه السلام) أن أول من سمي الرافضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به واتبعوه، ورفضوا أمر فرعون، واستسلموا لكل ما نزل بهم، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه، فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله، وفعل كل ما أمره الله، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟. وإن ما بكيت على نفسي خشيت أن يطلع الله عزّ وجل على قلبي وقد تلقبت هذا الاسم الشريف على نفسي فيعاتبني ربي عزّ وجل ويقول: يا عمار أكنت رافضا للأباطيل، عاملا بالطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك بي مقصرا في الدرجات إن سامحني، وموجبا لشديد العقاب علي إن ناقشني، إلّا أن يتداركني موالي بشفاعتهم. وأما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي وشفقتي الشديدة عليك من عذاب الله أن صرفت أشرف الأسماء إلي، وإن جعلته من أرذلها كيف يصبر بدنك على عذاب كلمتك هذه؟.

فقال الصادق (عليه السلام) (بعد سماعه لهذا النمط من الدفاع الرصين الذي أبداه عمار عن التشيع):

لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات والأرضين لمحيت عنه بهذه الكلمات وإنها لتزيد في حسناته عند ربه عزّ وجل حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة....( 24)

آل النبي ذريعتي وهم إليه وسيلتي

أرجو بهم أعطى غداً بيد اليمين صحيفتي( 25)

إن كان رفضا حبّ آل محمد فليشهد الثقلان إنّي رافضي( 26)

وإن في مجلسي تذكرُ عليّاً وسبطيه وفاطمة الزكية

يقلّ دع ما ذكرت إلى سواه فهذا من حديث الرافضية

برئت إلى المهيمن من أُناس يرون الرفض حبّ الفاطمية( 27)

7- إطاعة الله

إنّ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) عبيد الله المخلصون الذين أمروا أن يهدوا الناس إلى عبادة الله وإطاعته؛ إذاً لا يمكن لأحد أن يزعم أنّه محبٌّ لهم في حين لا يكون عبداً لله ومطيعا له كما أنّ من يعصي الله ولا ينصاع لأوامره، لا يعدّ غير محبّ وحسب بل يمكن أن يطلق عليه عدوّهم (عليهم السلام).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ وليّ محمد من أطاع الله وإن بعُدت لحمتُه وإنّ عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته.( 28)

إنّ هذا الميزان للحبّ والعداء هو المعيار الذي بيّنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد فتح مكة والغلبة على قلب الجزيرة العربية كي لا يقدّم أحد نفسه على الآخرين ويظلمهم زعماً منه أنّه قريب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد ورد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما فتح مكة قام على الصفا فقال:

" يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب، إنّي رسول الله إليكم وإني شفيق عليكم، لا تقولوا: إن محمدا منا، فو الله ما أوليائي منكم ولا من غيركم إلّا المتقون، فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم، ويأتي الناس يحملون الآخرة، ألا وإنّي قد أعذرت فيما بيني وبينكم وفيما بين الله عزّ وجل وبينكم، وإنّ لي عملي ولكم عملكم ".( 29)

فإطاعة الله تعالى لها من الأهمية والفضل ما يجعل المطيع لله في عداد أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رغم أنه لا ينتسب لهم بالنسب والعاصي يبعد عنهم. فعن الحسن بن موسى الوشّاء البغدادي قال: كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في مجلسه وزيد بن موسى حاضر وقد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن وأبو الحسن (عليه السلام) مقبل على قوم يحدثهم. فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال: يا زيد أغرك قول بقالي الكوفة إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، والله ما ذلك إلّا للحسن والحسين وولد بطنها خاصة. فأما أن يكون موسى بن جعفر (عليه السلام) يطيع الله، ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء لأنت أعز على الله عزّ وجل منه إن علي ابن الحسين (عليه السلام) كان يقول: لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب. وقال الحسن الوشاء: ثم التفت إلي وقال: يا حسن كيف تقرؤون هذه الآية: "قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح"( 30) فقلت من الناس من يقرء "إنه عمل غير صالح" ومنهم من يقرء "إنه عمل غير صالح" نفاه عن أبيه فقال (عليه السلام): كلا لقد كان ابنه، ولكن لما عصى الله عزّ وجل نفاه الله عن أبيه، كذا من كان منا لم يطع الله فليس منا وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت.( 31)

8- الطاعة والتبعية للمعصوم (عليه السلام)

إن المحبة الواقعية سيكون لها امتداد وذلك باتّباع المحبوب. فلا معنى لأن يحب شخص المعصومين (عليهم السلام)، في حين لا يكون متبعاً لهم في أي أمر فقد يكون التخلف عن بعض الأوامر وفي أوقات ما أمرا ممكناً، لكن كمال الحبّ متوقف على الطاعة المحضة الكاملة. إذاً وكما مرّ فبما أن المحب الحقيقي للائمة المعصومين (عليهم السلام) ينبغي أن يكون مطيعا لله غير متخلف عن أوامره، وبما أنّ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) هم أولياء الله وزعماء للأمة الإسلامية، إذاً فمحبهم الحقيقي سيكون مطيعا لهم في ما يأمرونه ومتّبعا لهم في فعاله كما حكم الله بذلك، ويمتنع عمّا ينهونه عنه. فإن كان كذلك فسيكون قد بلغ مرتبة المطيعين. كذلك فإنّ المحبّ الواقعي للمعصومين (عليهم السلام) يمعن النظر بدقة في منهجية وخصال أئمته (عليهم السلام) ليتبعهم؛ إذ يعلم علم اليقين أنّ أفضل نموذج للبشرية في مسير الإنسانية وتقربه إلى الله هم الأئمة المعصومون (عليهم السلام) إذاً لا ينبغي أن تترك سيرتهم جانباً؛ بل ينبغي أن ينظر بشكل جيد إلى جزئياتها ليكون الإنسان متّبعا لهم بإحسان فان عمل الإنسان بكل ذلك فقد نال مرتبة التابعين. فأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وضمن وصيته لأتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يمثل الأسوة [الحسنة] لمن يبحث عن قدوة ويؤمن بأن أحبّ الخلق إلى الله هم أتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك في كلامه (عليه السلام) حيث يقول:

فتأس بنبيك الأطيب الأطهر (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإن فيه أسوة لمن تأسّى، وعزاء لمن تعزى وأحبّ العباد إلى الله المتأسي بنبيه والمقتص لأثره. قضم الدنيا قضما، ولم يعرها طرفا. أهضم أهل الدنيا كشحا، وأخمصهم من الدنيا بطنا. عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها. وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، وحقر شيئا فحقره، وصغر شيئا فصغره. ولو لم يكن فينا إلّا حبنا ما أبغض الله ورسوله وتعظيمنا ما صغر الله ورسوله لكفى به شقاقا لله ومحادة عن أمر الله.( 32)

فعن أبي عبيدة زياد الحذاء [من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)]، عن أبي جعفر (عليه السلام)- في حديث- أنه قال له: يا زياد ويحك وهل الدين إلّا الحب؟ ألا ترى إلى قوله: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"( 33).( 34)

وقد يكون استشهاد الإمام بهذه الآية لبيان هذا الأمر المهم الذي يرى بأنّ حب الأئمة المعصومين لا يتم من دون اتباعهم؛ فالآية حينما تقيّد حبّ الله في اتباع الرسول فهذا يعني أنها تدل على أن المحبة الأصيلة لا ينتج عنها إلّا الإتباع وأن المحبّ إنّما يكون صادقا في حبّه إذا كان مطيعا لمحبوبه. فمن يزعم بأنه محبّ لكنه لا ينقاد لأوامر حبيبه ولا يقوم بتأديتها فعليه أن يتراجع عن ادعائه هذا. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) وضمن كلام له حول من يدعي حبّ الله:

ما أحبّ الله عزّ وجل من عصاه.

ثم تمثل الإمام (عليه السلام) بعد ذلك بهذين البيتين من الشعر:

تعصي الإله وأنت تُظهر حبه هذا محال في الفعال بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته إنّ المحبّ لمن يحبُّ مُطيع( 35)

فكما مرّ سلفاً فإنّ الإتّباع متى ما كان كاملاً ودائما في جميع الموارد فإنّ الفرد سيصل إلى مقام التشيّع ويسمى شيعياً حقيقياً، أما إذا لم يكن كذلك فلا يطلق عليه إلّا عنوان "المحبّ"، هذا مع ما للمحبّ من درجات جمّة إلّا أنّ التشيع يمثل ارفع درجة لحبّ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) فالوصول إلى تلك المرتبة يوجب الاتصال الكامل بالمعصومين (عليهم السلام) إلى الحدّ الذي يمكن تسمية الشيعي الحقيقي بأنّه من أهل البيت.

فقد روي عن عمار بن ياسر قال: بينا أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

إن الشيعة الخاصة الخالصة منا أهل البيت فقال عمر: يا رسول الله عرّفناهم حتى نعرفهم، فقال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): ما قلت لكم إلّا وأنا أريد أن أخبركم ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا الدليل على الله عزّ وجل وعليّ نصر الدين ومنارة أهل البيت وهم المصابيح الذين يستضاء بهم، فقال عمر: يا رسول الله فمن لم يكن قلبه موافقا لهذا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما وضع القلب في ذلك الموضع إلّا ليوافق أو ليخالف فمن كان قلبه موافقا لنا أهل البيت كان ناجيا ومن كان قلبه مخالفا لنا أهل البيت كان هالكا.(36)

9- التلازم بين طاعة الله مع اتباع المعصوم (عليه السلام)

والملاحظة الأخرى هي أنّ اتّباع المعصوم يتلازم دوما وإطاعة الله إلى درجة يمكن القول بأنّ اتباع المعصوم إطاعة لله تعالى؛ لأنّ المعصوم (عليه السلام) لا يتفوّه إلّا بما أراد الله كما ورد في القرآن الكريم:

"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" ( 37)

ويمكن أن يقال أيضا بأن المطيع لله هو المتبع لأوليائه فمن دون هذه الإطاعة لا تحصل عملية الإتّباع لله تعالى. قال الإمام الصادق (عليه السلام):

وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله( 38)

فالشيعي أذا هو من كان مطيعا لله تعالى وأنّ من أطاع الله كان بطبيعة الحال تبعا لولي اللهِ. والتابع للمعصوم (عليه السلام) مطيع لله. فالتشيع دون طاعة الله كالتشيع دون اتباع المعصوم (عليه السلام)، إذ ليس التشيع هنا سوى زعم يدّعى فعن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي:

"يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فـ والله ما شيعتنا إلّا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلّا بالتواضع والتخشّع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكفّ الألسن عن الناس إلّا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة، فقال: يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول: أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟ فلو قال: إني أحب رسول الله فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من علي (عليه السلام) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عزّ وجل [وأكرمهم عليه] أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلّا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلّا بالعمل والورع.( 39)

------------------------------------

( 1) المصدر السابق، ص90 ح44 نقلا عن المحاسن ج1 ص61 ح104.

( 2) المصدر السابق، ص84 ح26؛ نقلا عن الأمالي للطوسي ص253 ح455.

( 3) المصدر السابق، ص106 ح77؛ نقلا عن بشارة المصطفى ص89.

( 4) إرشاد القلوب : لأبي محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي، ج1 ص161.

وقد ورد في مصادر العامة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أحبّوا الله عز وجل لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحبّ الله وأحبّوا أهل بيتي لحبّي. (المتقي الهندي: كنز العمال ج12 ص95 ح34150 والحاكم النيشابوري: المستدرك، ج3، ص150 وجلال الدين السيوطي: الجامع الصغير، ج1 ص39، ح224. وكما هو واضح فإنّ الغاية من حبّ أهل البيت هو حبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والغاية من حبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حبّ الله، إذاً فقد أمرنا بأن يكون حبنا لأهل البيت (عليهم السلام) في طول حبنا لله وهذا دليل على قيميّة حبّ أهل البيت (عليهم السلام) إذا كانت للتقرب إلى الله تعالى.

(5 ) الأحزاب: 4.

(6 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي ج37 ص83 ح24 نقلا عن أمالي الصدوق ص148 ح243

(7 ) المصدر السابق، ص58 ح17.

(8 ) الأحزاب: 4.

(9 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي ج27، ص51 ح1.

(10 ) المصدر السابق، ص58 ح18.

(11 ) الكهف: 29.

(12 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي ج27 ص63 ح22.

(13 ) المصدر السابق، ص 52؛ نقلا عن كتاب الخصال: ج2، ص607.

(14 ) المصدر السابق، ج37، ص76، ح43 نقلا عن الاختصاص للشيخ المفيد: ص222. وقد ورد في مصادر العامة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر إلى علي والحسن والحسين وفاطمة وقال: أنا حرب لمن حاربكم...: مسند أحمد بن حنبل، ج2، ص442.

(15 ) المصدر السابق، ج99، ص126، ح1؛ نقلا عن عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج2 ص271 ح1.

(16 ) المصدر السابق، ج98 ص293 ح2.

(17 ) المصدر السابق، ج99، ص 131 ح4؛ نقلا عن عيون أخبار الرضا « للشيخ الصدوق،ج2،ص257،ح1.

(18 ) المصدر السابق، ج27 ص53 ح6.

(19 ) المصدر السابق، ص52 ح3؛ نقلا عن الخصال ج2 ص607.

(20 ) المصدر السابق، ج37، ص76، ح43؛ نقلا عن الاختصاص للشيخ المفيد: ص222. وقد ورد في المصادر السنيّة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر إلى علي والحسن والحسين وفاطمة وقال: أنا سلم لمن سالمكم. مسند أحمد بن حنبل: ج2،ص442.

(21 ) المصدر السابق ج98 ص293 ح2.

(22 ) المصدر السابق، ج99 ص131 ح4 نقلا عن عيون أخبار الرضا (عليه السلام) الشيخ الصدوق ج2 ص257 ح1.

(23 ) وسائل الشيعة: الحر العاملي، ج16، ص217 ح21400.

(24 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي ج65، ص156، ح11.

(25 ) مناقب آل أبي طالب (عليهم السلام): محمد بن شهر آشوب المازندراني، ج2، ص152. عبد القادر محمد مايو: شرح ديوان الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ص46، الطبعة الأولى، دار القلم، حلب، سوريا، 2000م.

(26 ) المصدر السابق، ج23 ص235.

(27 ) المصدر السابق، ص154.

(28 ) نهج البلاغة: صبحي الصالح، ص484 الحكمة 96.

(29 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي ج21 ص111 ح2؛ نقلا عن صفات الشيعة، الصدوق، ص5 ح8.

(30 ) هود: 46.

(31 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي ج43 ص230، ح2 نقلا عن معاني الأخبار ص105 وقد وردت رواية أخرى للحديث عن هذا الحوار منها:

خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن (عليه السلام) بالمدينة وأحرق وقتل، وكان يسمى زيد النار، فبعث إليه المأمون فأسر وحمل إلى المأمون، فقال المأمون: إذهبوا به إلى أبي الحسن (عليه السلام). فلما دخل إليه قال له أبو الحسن: يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار؟ ذاك للحسن والحسين خاصة إن كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة، وموسى بن جعفر (عليه السلام) أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذا أكرم على الله عزوجل من موسى بن جعفر، والله ما ينال أحد ما عند الله عزوجل إلا بطاعته، وزعمت أنك تناله بمعصيته، فبئس ما زعمت. فقال له زيد: أنا أخوك وابن أبيك فقال له أبو الحسن (عليه السلام): أنت أخي ما أطعت الله عزوجل إن نوحا (عليه السلام) قال "رب إن ابني من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين " فقال الله عزوجل "يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " فأخرجه الله عزوجل من أن يكون من أهله بمعصيته. (العلامة المجلسي بحار الأنوار ج93 ص222 ح18).

( 32) نهج البلاغة: صبحي الصالح ص227، الخطبة 160.

( 33) آل عمران: 31.

( 34) وسائل الشيعة: الحر العاملي ج16 ص171، ح21265.

( 35) بحار الأنوار: العلامة المجلسي ج67 ص15 ح3؛ نقلا عن أمالي الصدوق ص498.

( 36) الكافي: الكليني، ج8 ص333، ح518

( 37) النجم (53):3 و4.

( 38)الكافي: الكليني ، ج1 ص181، ح6.

( 39) المصدر السابق، ج2 ص74، ح3.

 


source : www.abna.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا
ملامح شخصية الإمام جعفر الصادق عليه السلام
أحاديث في الخشية من الله (عزّ وجلّ)
أقوال علماء أهل السنة في اختصاص آية التطهير ...
فاطمة هي فاطمة.. وما أدراك ما فاطمة
معرفة فاطمة عليها السلام
علي مع الحق - علي مع القرآن - شبهة وجوابها - خلاصة ...
صدق الحدیث
السيد الشاه عبدالعظيم الحسني رضوان الله عليه
كلمات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) القصار

 
user comment