عربي
Thursday 25th of July 2024
0
نفر 0

ظهور الشیعة وانتشارهم

ظهور الشیعة وانتشارهم

إن رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) هو الذی أظهر مصطلح ( الشیعة ) وأصَّلَه وجذَّره فی وعی الأمة ووجدانها .
فقال أبو حاتم الرازی :
( إن أول اسم لمذهب ظهر فی الإسلام هو الشیعة ، وکان هذا لقب أربعة من الصحابة : أبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان ).(1)
وقال الخونساری : ( اختص باسم الشیعة أولاً سلمان الفارسی ، وأبو ذر الغفاری ، ومقداد بن الأسود ، وعمَّار بن یاسر ، فی عهد رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) لملازمتهم علی بن أبی طالب ( علیه السلام ) (2)
وقال جابر بن عبد الله الانصاری : کُنَّا عند النبی ( صلى الله علیه وآله ) ، فأقبل علی ( علیه السلام ) ، فقال النبی ( صلى الله علیه وآله ) : والذی نفسی بیده ، إن هذا وشیعته لهم الفائزون یوم القیامة ، فنزل قوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِینَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِکَ هُمْ خَیرُ البَرِیَّةِ ) [3] .
وعلى کل حال ، فکان فی زمن النبی ( صلى الله علیه وآله ) جماعة یتشیعون لأمیر المؤمنین علی ( علیه السلام ) أقَرّهم وأیَّدهم النبی ( صلى الله علیه وآله ) ، ورضی عنهم ووعدهم بالفوز یوم القیامة .
ثم ظهر التشیع لعلی ( علیه السلام ) عند حدوث الاختلاف فی أمر الخلافة یوم وفاة النبی ( صلى الله علیه وآله ) ، فتشیَّع یومئذ لعلی جمیع بنی هاشم وبنی عبد المطلب ، وانظمَّ إلیهم الزبیر بن العَوَّام ، وثلاثة عشر من المهاجرین والأنصار ، فأرادوا علیاً ( علیه السلام ) للخلافة .
وقیل أن مجموعهم لم یبلغ الأربعین ، حتى أنه روی عنه ( علیه السلام ) أنه قال : لو وجدت أربعین رجلاً لقاتلتهم .
وقیل بل کانوا سبعمائة من أکابر الصحابة ، وهذا إن صحَّ فالمانع له عن الطلب والقتال إما علمه بأنهم لا یثبتون معه على القتال ، أو إتِّقاء الفتنة فی زمان عدم استقرار الدین .
ثم ازداد عدد الشیعة فی صدر الإسلام شیئاً فشیئاً حتى بلغوا ألفاً أو أکثر .
وبعد نَفی أبی ذر إلى الشام تشیَّع منها جماعة بسببه ، ولما رأى معاویة ذلک أخرجه إلى القرى بعیداً عن مراکز المُدُن وجماهیر الناس ، فوقع فی جبال بنی عاملة فتأثروا فیه وتشیعوا بسببه .
ولما وقعت الفتن فی الإسلام وقُتل عثمان ، ووقعت حرب الجمل ، ثم صِفِّین ، ثم النَهرَوَان ، کان أبا ذر أکثر الصحابة مع الإمام علی ( علیه السلام ) ومن أشیاعه ، وأفراد منهم مع معاویة ، وقلیل اعتزل الفریقین .
ثم جعل الإمام علی ( علیه السلام ) عاصمته ( مَحلُّ خِلافَتِهِ ) الکوفة ، فتشیع کثیر من أهل الکوفة والبصرة وما جاورهما .
ثم أخذ الإمام علی ( علیه السلام ) یرسل عُمَّاله وشیعته إلى الأمصار المختلفة ، وذلک لتفقیه الناس بأمور دینهم وتدبیر أمورهم .
فکان فی مکة ، والمدینة ، والطائف ، والیمن ، ومصر ، کثیر من الشیعة ، مضافاً إلى من فی العراق وفارس .
بل کان معظم أهل الیمن شیعة لعلی ( علیه السلام ) ، ولا زال لحد الآن الکثیر منهم على مذهب زید الشهید ، ویُسَمَّوْنَ بـ ( الزیدیَّة ) ، کما یوجد عدد کثیر من الشیعة الإمامیة الإثنی عشریة فی مصر ، وقسم کبیر منهم یُسَمَّوْنَ بـ ( العَلَوِیَّة ) .
ولما قتل الإمام الحسین ( علیه السلام ) استعظم أکثر المسلمین ذلک ، حتى أن بعض الأمویین تَنَبَّهُوا لفضل أهل البیت ( علیهم السلام ) وما أصابهم من الظلم ، إضافة إلى أعمال بنی أمیة اللاَّدینیة ، وفسقهم العلنی فی زمن یزید وغیره ، فارتدَّ قسم کبیر من الناس عن بنی أمیة .
وهکذا کثر عدد الشیعة فی التابعین وتابعی التابعین کثرة مفرطة ، وما زال عدد الشیعة یزداد حیناً فحیناً إلى أواخر الدولة الأمویة ، فظهرت شیعة بنی هاشم من العلویین والعباسیین بشکل واضح ونتیجتها وَلَّدَت الدولة العباسیة .
المصادر :
1-[ الزینة 3 / 10 ]
2- روضات الجنات / 334 ط بیروت .
3- البیِّنة : 7


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الحجّة المنتظر
دعاء العهد بسم الله الرحمن الرحيم
التمهيد للظهور (الآليات والنتائج)
دولة الموعود -4
القاب المهدي (عليه‌السلام)
أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كرامات الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشريف)
العلامات التي تخص صاحب الزمان عليه السلام:
جعفر وادعاؤه الإمامة
التهميد للظهور، رسالة المنتظرين / المحور الثاني: ...

 
user comment