1 ـ قال أبو جعفر الدوانيقي: كنت هارباً من بني اُمية أنا وأخي أبو العباس فمررنا بمسجد النبي(صلى الله عليه وآله) ومحمد بن علي جالس، فقال(عليه السلام) لرجل إلى جانبه: كأني بهذا الأمر قد صار الى هذين ، وأشار إلينا ، فجاء الرجل وأخبرنا بمقالته ، فملنا إليه وقلنا له : يابن رسول الله! ما الذي قلت ؟ فقال (عليه السلام): « هذا الأمر صائر إليكم عن قريب ولكنكم تسيئون إلى ذريتي ، وعترتي فالويل لكم»[1]. فكان كما أخبر (عليه السلام) وقد أساء المنصور حينما ولّي الخلافة إلى ذريّة رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعترته، فنكّل بهم كأفظع ما يكون التنكيل وقد قاست عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله) في عهد هذا الطاغية من صنوف العذاب ما لم تره عين في عهد الاُمويين فقد كانت أيامه عليهم كلها محنة وألماً وعذاباً .
2 ـ ومما أنبأ عنه الإمام أبو جعفر (عليه السلام) أنه أخبر عن الحجر الأسود وأنّه يعلق في الجامع الأعظم في الكوفة[2]. وتحقق ذلك أيام القرامطة فقد أخذوه من الكعبة ، وجعلوه في جامع الكوفة; معتقدين أن الحج يدور مداره ، وقد أرادوا ان يكون الحج إلى مسجد الكوفة، وبقي فيه مدة تقرب من عشرين عاماً ثم اُرجع إلى مكانه .
3 ـ ومن الملاحم التي أخبر عنها: غزو نافع بن الأزرق لمدينة النبي(صلى الله عليه وآله)، وإباحتها لجنوده ، يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « كان أبي في مجلس عام إذ اطرق برأسه إلى الأرض ثم رفعه وقال: يا قوم كيف أنتم إذا جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم في أربعة الآف حتى يستعرضكم على السيف ثلاثة أيام متوالية ، فيقتل مقاتلكم ، وتلقون منه بلاءاً لا تقدرون عليه ولا على دفعه وذلك من قابل ـ أي السنة التي تأتي ـ فخذوا حذركم، واعلموا أن الذي قلت لكم هو كائن لابد منه »، فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه، وقالوا: لا يكون هذا أبداً، فلما كانت السنة المقبلة حمل أبو جعفر(عليه السلام) عياله، واصطحب معه جماعة من بني هاشم، وخرجوا من المدينة ، فجاء نافع بن الأزرق فدخلها في أربعة آلاف واستباحها ثلاثة أيام، وقتل فيها خلقاً كثيراً[3] واستبان لأهل المدينة مدى صدق الإمام في إخباره .
4 ـ وأخبر الإمام الباقر(عليه السلام) عن شهادة أخيه زيد بن علي فقد قال زيد ابن حازم: كنت مع أبي جعفر (عليه السلام) فمرّ بنا زيد بن علي فقال لي أبو جعفر(عليه السلام): « أما رأيت هذا ؟ ليخرجن بالكوفة ، وليقتلن ، وليطافن برأسه »[4]. ولم تمض الأيام حتى قتل زيد بالكوفة وطيف برأسه في الأقطار والأمصار .
5 ـ ومن الأحداث التي أخبر عنها الإمام أبو جعفر(عليه السلام) هو ما أخبر به من هدم دار هشام بن عبد الملك ، وهي من أضخم الدور في المدينة، وكان قد بناها بأحجار الزيت. قال (عليه السلام): « اما والله لتهدمنّ ، أما والله لتندر أحجار الزيت »، قال أبو حازم : فلما سمعت هذا تعجّبت منه وقلت : من يهدمها وأمير المؤمنين هشام قد بناها! فلما مات هشام وولي الخلافة من بعده الوليد أمر بهدمها، ونقل أحجار الزيت منها حتى ندرت في يثرب[5].
________________
[1] دلائل الامامة : 96 .
[2] اتعاض الحنفاء للمقريزي : 245 .
[3] نور الابصار : 130 ، جوهرة الكلام في مدح السادة الاعلام : 134 ، الخرايج والجرايح : 80 من مخطوطات مكتبة الحكيم.
[4] نور الابصار : ص131 .
[5] دلائل الامامة : 110 .
source : www.sibtayn.com