نظراً لأنه ليس هناك فرق بين المرأة و الرجل في المسائل المذكورة ؛ لأن محورها كلها هو الإنسان ، و لاتؤثر خصوصية الذكورة و الأنوثة في حقيقة الإنسان ، والايمان و أمثالها ، يمكن من الحديث الشريف المروي عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، حيث قال : ( عقول النساء في جمالهن و جمال الرجال في عقولهم ) ، فهم معنى أمريّ ، و ليس معنى وصفيّاً ، أي لا يكون المقصود من الحديث الشريف وصف صنفين من الناس ، و ان عقل المرأة محصور في جمالها ، حيث يكون في هذا جنبة ذم ، و ان جمال الرجل معبأ في عقله ، حيث يكون في هذا جنبة مدح ، بل قد يكون معنى ذلك هو أمر أو وصف بنّاء ، و ليس وصف قدح و ذم ، أي ان المرأة مكلفة ، أو تستطيع إظهار عقلها و فكرها الإنساني في ظرافة العاطفة ، و جمال الكلام ، و السلوك ، و كيفية المحاورة ، المناظرة و كيفية التعامل و الحكاية و أمثال ذلك ، كما ان الرجل مكلف و يمكنه إظهار فنه في فكره الإنساني و تفكيره العقلاني ، فمثلاً يجب ان تستطيع المرأة جعل قداسة زوجة إبراهيم عليه السلام ، و كيفية تعاملها مع الملائكة ، و كيفية سماع بشارة الأمومة ، و حالة التعجب و القيام بإبراز الإنفعال الظريف بياناً للآية : ( فاقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها ، و قالت عجوز عقيم ) ، (سورة الذاريات ، الآية : 29) ، و الآية ( و امرأته قائمة فضحكت ، فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) ، التي ورد شرحها في متن الكتاب ، و لاتسهل أبداً هذه الطرائف الفنية التي تمثل عين الطرائف العقلية على الرجال الفنانين .
كما أن المرأة المتعلمة و العارفة بمعارف الشهادة و الايثار و التضحية ، تستطيع بوصف الأم الحنون تشويق ابنها للجهاد و إظهار عقل طريف في ظل فن ظريف في توديعه عند الذهاب أو اظهار فكر وزين عقلي في لباس شوق و انتظار جميل ، و أمثال ذلك عند استقبال ابنها الشجاع الذي عاد منتصراً من ميدان القتال ، كما أن الرجال الفنانين يستطيعون مقابل ذلك ، أن يبتكروا فنوناً ظريفة في ظل عقل طريف .
الخلاصة أن المرأة ، يجب أن تظهر طرائف الحكمة في ظرائف الفن ، و يجب ان يظهر الرجل ظرائف الفن في طرائف الحكمة ، أي ان جلال المرأة كامن في جمالها ، و جمال الرجل يتجلى في جلاله ، و هذا التوزيع للعمل ليس ذماً للمرأة ولا مدحاً للرجل ، بل هو إرشاد وأمر عملي لكل منهما .
و كل شخص مأمور بعمله الخاص ، و في حالة التمرد على ذلك يستحق الذم ، و يظهر اختلاف المرأة و الرجل في كيفية تقديم الأفكار الصحيحة . و إلا فالمرأة كالرجل لديها لياقة تعلم العلوم و المعارف ، و يجب تقديرها و مدحها ؛ كالرجل الذي يكون لائقاً لتقديم الفنون الظريفة ، و يجب مدحه و تقديره .
الجوادي الآملي
source : www.tebyan.net