السؤال: أرجو منكم أن تذكروا لي الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في كيفية الاستخارة ، بالتفصيل إن أمكن .
الجواب : وردت عدّة روايات في مسألة الاستخارة ، نذكر بعضها ، وهي على أقسام :
الأوّل : الاستخارة بالرقاع .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : " إذا أردت أمراً فخذ ست رقاع ، فأكتب في ثلاث منها : بسم الله الرحمن الرحيم ، خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل ، وفي ثلاث منها مثل ذلك افعل ، ثمّ ضعها تحت مصلاك ، ثمّ صلّ ركعتين ، فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرّة : استخير الله برحمته خيرة في عافية ، ثمّ استو جالساً وقل : اللهم خر لي واختر لي في جميع أُموري ، في يسر منك وعافية ، ثمّ اضرب بيدك إلى الرقاع فشوّشها ، وأخرج واحدة ، فإن خرج ثلاث متواليات أفعل ، فأفعل الأمر الذي تريده ، وإن خرج ثلاث متواليات لا تفعل ، فلا تفعله ، وإن خرجت واحدة افعل والأُخرى لا تفعل ، فأخرج من الرقاع إلى خمس ، فأنظر أكثرها فاعمل به ، ودع السادسة لا تحتاج إليها " (1) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : " إذا أردت أمراً فخذ ست رقاع ، فاكتب في ثلاث منهن : بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان افعل كذا إن شاء الله ، واذكر اسمك وما تريد فعله ، وفي ثلاث منهن : بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان لا تفعل
____________
1- مصباح المتهجّد : 535 ، الذكرى : 253 ، روض الجنان : 326 ، الكافي 3 / 470 ، مكارم الأخلاق : 322 ، بحار الأنوار 88 / 231 ، وقال العلاّمة المجلسي في بيانه على هذه الرواية : هذا أشهر طرق هذه الاستخارة وأوثقها وعليه عمل أصحابنا .
|
الصفحة 251 |
|
كذا ، وتصلّي أربع ركعات ، تقرأ في كلّ ركعة خمسين مرّة " قل هو الله أحد " ، وثلاث مرّات " إنّا أنزلناه في ليلة القدر " ، وتدع الرقاع تحت سجّادتك ، وتقول بعد ذلك : اللهم إنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علاّم الغيوب، اللهم آمنت بك فلا شيء أعظم منك ، صلّ على آدم صفوتك ، ومحمّد خيرتك ، وأهل بيته الطاهرين ، ومن بينهم من نبيّ وصدّيق وشهيد ، وعبد صالح ، وولي مخلص ، وملائكتك أجمعين ، إن كان ما عزمت عليه من الدخول في سفري إلى بلد كذا وكذا خيرة لي في البدو والعاقبة ، ورزق تيسّر لي منه ، فسهّله ولا تعسّره ، وخر لي فيه ، وإن كان غيره فاصرفه عنّي ، وبدّلني منه ما هو خير منه ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، ثمّ تقول سبعين مرّة : خيرة من الله العليّ الكريم ، فإذا فرغت من ذلك عفّرت خدّك ، ودعوت الله وسألته ما تريد " (1) .
الثاني : الاستخارة بصلاة ركعتين وبرقعتين .
عن علي بن محمّد ، رفعه عنهم (عليهم السلام) ، قال لبعض أصحابه وقد سأله عن الأمر يمضي فيه ، ولا يجد أحداً يشاوره ، فكيف يصنع ؟ قال : " شاور ربّك " قال : فقال له : كيف ؟ قال : " انو الحاجة في نفسك ، واكتب رقعتين ، في واحدة لا ، وفي واحدة نعم ، واجعلهما في بندقتين من طين ، ثمّ صلّ ركعتين ، واجعلهما تحت ذيلك ، وقل : يا الله إنّي أشاورك في أمري هذا ، وأنت خير مستشار ومشير ، فأشر عليّ بما فيه صلاح وحسن عاقبة ، ثمّ أدخل يدك ، فإن كان فيها نعم فافعل ، وإن كان فيها لا ، لا تفعل ، هكذا شاور ربّك " (2) .
الثالث : الاستخارة بمائة مرّة .
عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : قلت له : ربما أردت
____________
1- فتح الأبواب : 189 .
2- فتح الأبواب : 228 ، الكافي 3 / 473 ، تهذيب الأحكام 3 / 182 .
|
الصفحة 252 |
|
الأمر يفرق منّي فريقان ، أحدهما يأمرني والآخر ينهاني ؟ قال : فقال لي : " إذا كنت كذلك ، فصلّ ركعتين ، واستخر الله مائة مرّة ومرّة ، ثمّ أنظر أحزم الأمرين لك فافعله ، فإنّ الخيرة فيه إن شاء الله ، ولتكن استخارتك في عافية ، فإنّه ربما خيّر للرجل في قطع يده ، وموت ولده ، وذهاب ماله " (1) .
الرابع : الاستخارة بمائة مرّة ومرّة في آخر ركعة من صلاة الليل .
وسأل محمّد بن خالد القسري الإمام الصادق (عليه السلام) عن الاستخارة ، فقال : " استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل ، وأنت ساجد مائة مرّة ومرّة " ، قال : كيف أقول ؟ قال : " تقول : استخير الله برحمته ، استخير الله برحمته " (2) .
الخامس : الاستخارة بمائة مرّة ومرّة عقيب ركعتي الفجر .
عن حمّاد بن عثمان قال : سألت الإمام الصادق (عليه السلام) عن الاستخارة ، فقال : " استخر الله مائة مرّة ومرّة في آخر سجدة من ركعتي الفجر ، تحمد الله وتمجّده وتثني عليه ، وتصلّي على النبيّ وعلى أهل بيته ، ثمّ تستخير الله تمام المائة مرّة ومرّة " (3) .
السادس : الاستخارة بمائة مرّة بعد صوم ثلاثة أيّام .
عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : إذا أردت أمراً ، وأردت الاستخارة كيف أقول ؟ فقال : " إذا أردت ذلك فصم الثلاثاء والأربعاء والخميس ، ثمّ صلّ يوم الجمعة في مكان نظيف ركعتين ، فتشهّد ثمّ قل وأنت تنظر إلى السماء : اللهم إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، أنت
____________
1- الكافي 3 / 472 ، مصباح المتهجّد : 534 ، تهذيب الأحكام 3 / 181 ، وسائل الشيعة 8 / 65 ، مكارم الأخلاق : 322 .
2- فتح الأبواب : 233 ، من لا يحضره الفقيه 1 / 563 ، وسائل الشيعة 8 / 73 ، مكارم الأخلاق : 320 .
3- فتح الأبواب : 234 .
|
الصفحة 253 |
|
عالم الغيب، إن كان هذا الأمر خيراً فيما أحاط به علمك ، فيسّره لي ، وبارك لي فيه ، وافتح لي به ، وإن كان ذلك لي شرّاً فيما أحاط به علمك ، فاصرف عنّي بما تعلم ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وتقضي ولا أقضي ، وأنت علاّم الغيوب ، تقولها مائة مرّة " (1) .
السابع : الاستخارة بمائة مرّة يتصدّق قبلها على ستّين مسكيناً .
عن زرارة ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) في الأمر يطلبه الطالب من ربّه ، قال : " يتصدّق في يومه على ستّين مسكيناً ، على كلّ مسكين صاعاً بصاع النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فإذا كان الليل اغتسل في ثلث الليل الباقي ، ويلبس أدنى ما يلبس من يعول من الثياب إلاّ أن عليه في تلك الثياب إزاراً ، ثمّ يصلّي ركعتين ، فإذا وضع جبهته في الركعة الأخيرة للسجود هلّل الله وعظّمه ومجّده ، وذكر ذنوبه ، فأقّر بما يعرف منها مسمّى ، ثمّ يرفع رأسه ، فإذا وضع في السجدة الثانية استخار الله مائة مرّة ، يقول : اللهم إنّي استخيرك ، ثمّ يدعو الله بما يشاء ويسأله إيّاه ، وكلّما سجد فليفض بركبتيه إلى الأرض ، يرفع الإزار حتّى يكشفهما ، ويجعل الإزار من خلفه بين إليتيه وباطن ساقيه " (2) .
الثامن : الاستخارة بمائة مرّة عقيب الفريضة .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه يسجد عقيب المكتوبة ويقول : " اللهم خر لي ، مائة مرّة ، ثمّ يتوسّل بالنبيّ والأئمّة (عليهم السلام) ، ويصلّي عليهم ، ويستشفع بهم ، وينظر ما يلهمه الله فيفعل ، فإنّ ذلك من الله تعالى " (3) .
التاسع : الاستخارة بمائة مرّة في آخر ركعة من صلاة الليل .
عن جعفر بن محمّد بن خلف العشيري قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الاستخارة ، فقال : " استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل ، وأنت ساجد
____________
1- وسائل الشيعة 8 / 67 .
2- فتح الأبواب : 237 .
3- المصدر السابق : 238 .
|
الصفحة 254 |
|
مائة مرّة " ، قال : قلت : كيف أقول ؟ قال : " تقول : استخير الله برحمته ، استخير الله برحمته " (1) .
العاشر : الاستخارة بمائة مرّة عند الإمام الحسين (عليه السلام) .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : " ما استخار الله عبد قط في أمر مائة مرّة عند رأس الحسين (عليه السلام) ، فيحمد الله ويثني عليه ، إلاّ رماه الله بخير الأمرين " (2) .
الحادي عشر : الاستخارة بسبعين مرّة .
عن معاوية بن ميسرة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : " ما استخار الله عبد سبعين مرّة بهذه الاستخارة ، إلاّ رماه الله بالخيرة ، يقول : يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صلّ على محمّد وأهل بيته ، وخر لي في كذا وكذا " (3) .
الثاني عشر : الاستخارة بعشر مرّات .
عن محمّد بن مسلم ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : " كنّا أُمرنا بالخروج إلى الشام ، فقلت : اللهم إن كان هذا الوجه الذي هممت به خيراً لي في ديني ودنياي ، وعاقبة أمري ولجميع المسلمين ، فيسّره لي وبارك لي فيه ، وإن كان ذلك شرّاً لي ، فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي منه ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علاّم الغيوب ، استخير الله ويقول ذلك مائة مرّة ... " (4) .
____________
1- المصدر السابق : 239 .
2- المصدر السابق : 240 .
3- مصباح المتهجّد : 539 ، الذكرى : 253 ، من لا يحضره الفقيه 1 / 563 ، تهذيب الأحكام 3 / 182 ، وسائل الشيعة 8 / 75 .
4- فتح الأبواب : 252 .
|
الصفحة 255 |
|
الثالث عشر : الاستخارة بسبع مرّات .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه كان إذا أراد شراء العبد أو الدابّة ، أو الحاجة الخفيفة أو الشيء اليسير استخار الله عزّ وجلّ فيه سبع مرّات ، وإذا كان أمراً جسيماً استخار الله فيه مائة مرّة (1) .
الرابع عشر : الاستخارة بثلاث مرّات .
عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في الاستخارة : " تعظّم الله وتمجّده وتحمده وتصلّي على النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ تقول : اللهم إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، وأنت علاّم الغيوب ، استخير الله برحمته " .
ثمّ قال أبو عبد الله (عليه السلام) : " إن كان الأمر شديداً تخاف فيه ، قلته مائة مرّة ، وإن كان غير ذلك قلته ثلاث مرّات " (2) .
الخامس عشر : الاستخارة بمرّة واحدة .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : " من استخار الله مرّة واحدة وهو راض به ، خار الله له حتماً " (3) .
السادس عشر : الاستخارة في كلّ ركعة من الزوال .
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : " الاستخارة في كلّ ركعة من الزوال " (4) .
السابع عشر : الاستخارة بالقرعة .
عن منصور بن حازم قال : سأل بعض أصحابنا أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة ، فقال له : " هذه تخرج في القرعة " ؟ ثمّ قال : " وأيّ قضية أعدل من القرعة إذا فوّض الأمر إلى الله عزّ وجلّ ، أليس الله يقول تبارك وتعالى :
____________
1- فتح الأبواب : 253 ، مكارم الأخلاق : 321 .
2- فتح الأبواب : 255 ، وسائل الشيعة 8 / 68 .
3- فتح الأبواب : 257 .
4- المصدر السابق : 260 .