اﻻجابة للشيخ صالح الكرباسي
ليلةُ الجُهَني ليلةٌ مباركة جاء ذكرها في عدد من الروايات و الأحاديث، و هي ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان المبارك و التي يُتوقع أن تكون ليلة القدر.أما سببُ تسميتها بالجُهني كما صرَّح بذلك الشيخ الصدوق (قدَّس الله نفسه الزَّكية) فيعود إلى نسبتها إلى رجل من أصحاب النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله) يُسمى بعبد الله بن أُنَيْسٍ الْأَنْصَارِي الْجُهَنِي (نسبة إلى جُهَيْنَة ، و هي قبيلة معروفة) إثرَ حديثٍ جرى بينه و بين الرسول (صلى الله عليه و آله).أما قصته فهي كما ترويها الأحاديث و الروايات كالتالي:رَوى مُحَمَّدُ بْن يُوسُف عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (الباقر) (عليه السَّلام) يَقُولُ :"إِنَّ الْجُهَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِبِلًا وَ غَنَماً وَ غِلْمَةً وَ عَمَلَةً ، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) فَسَارَّهُ فِي أُذُنِهِ (أي أسَرَّ له حديثاً في أذنه ، بحيث لم يطلع على ذلك أحد ) ، فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَ غَنَمِهِ وَ أَهْلِهِ إِلَى مَكَانِهِ".وَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا (الباقر أو الصادق) (عليهما السلام) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اللَّيَالِي الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الْغُسْلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.فَقَالَ: "لَيْلَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ، وَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ".وَ قَالَ: "لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ هِيَ لَيْلَةُ الْجُهَنِيِّ"."وَ حَدِيثُهُ : أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ عَنِ الْمَدِينَةِ فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا؟فَأَمَرَهُ بِلَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ".و يبدو أن المسلمين لمَّا تعودوا رؤية الجهني في ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان فقط خلال السنة لإنشغال هذا الرجل بإبله و غنمه و عدم تمكنه من الحضور في غيرها من الأيام و الليالي لذلك أسموا هذه الليلة بإسمه.هذا من جهة، و من جهة أخرى فإنه يُستفاد من مجموع الروايات و الأحاديث الواردة بهذا الشأن أن المسلمين آنذاك فهِموا بصورة غير مباشرة من إسْرارِ النبي (صلى الله عليه و آله) للجُهَني، و ما لَحِقَ ذلك اللقاء من مواظبة الجُهني على إحياء هذه الليلة و الحضور في مسجد النبي (صلى الله عليه و آله) بالمدينة المنورة للعبادة و الذكر أن ليلة الثالث و العشرين هي ليلة القدر.
انظر: من لا يحضره الفقيه : 2 / 160 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات إسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .
إعداد مركز الإشعاع الإسلامي
للدراسات و البحوث الإسلامية
source : sibtayn