اشار سماحة العلامة الشيخ عبدالله الصالح نائب الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي "أمل" خلال خطابه في يوم العاشر من شهر رمضان الی ما حصل بالكويت في مسجد الإمام الصادق عليه السلام الذي راح ضحيته كوكبة من الشهداء الأبرار والضحايا، ومجموعة كبيرة من الجرحى والمصابين.
و قال تتكالب هذه الأيام على المؤمنين مجموعة من المصائب والمحن، تضيق بها صدورهم، ويدمي قلوبهم ما يرون ويسمعون فضلاً عما يجري عليهم، وآخر هذه المصائب ما حصل بالكويت الشقيق في مسجد الإمام الصادق عليه السلام، التي راح ضحيته كوكبة من الشهداء الأبرار والضحايا، ومجموعة كبيرة من الجرحى والمصابين.
و قال بالرغم من فداحة المصاب، إلا أننا لا يجب أن نعتبره أمراً سيئا، فربما هو بوابة الفرج ومقدمته، وإذ ذاك فهو حتماً مما يستبشر به وله، وعسرٌ بعده يسر بإذن الله تعالى، ومقدمة الفرج الكبير والنصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين، والتجلي الأعظم للظهور المبارك الميمون.
إن الله تبارك وتعالى وعد المؤمنين بالنصر وهو لن يخلف وعده، وبالرغم من أننا متأثرون جداً، وحزينون جداً للمجازر البشعة التي لطخت جبين الإنسانية، والتي لا يرضاها مسلم مهما كان، لا سيما ما كان منها في بيوت الله وفي شهره في الصلاة الواجبة وفي ظهر عيده (الجمعة)!!.
لَقَدْ آلمتنا مناظر التشييع المهيبة للشهداء الأبرار، ولا نملك إلا أن نرفع الأكف بالدعاء متضرعين لله عز وجل، أن يرحمهم بواسع رحمته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويحسن عزاءهم وأجرهم، ويتقبل قرابينهم بأحسن القبول ويدخلهم واسع الجنان مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وإن مناظر حمل الشهداء على الأكتاف وهم مقطعون؛ من دفن في الكويت، أو خارجها بالنجف الأشرف، أو أي مكان آخر، كل ذلك آلمنا وأدمى قلوبنا ومزق أكبادنا، لكن - في نفس الوقت - يجب أن نعلم أن ليس بعد كل هذا الثمن الكبير والصبر والعناء إن شاء الله إلا النصر الهي الذي سيأتي لا محالة ودون تأخير، فدم الشهداء عند الله لا يذهب هدراً.
قال تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}.
صدق الله العلي العظيم.
الشيخ عبدالله الصالح
السبت - مشهد المقدسة
١٠ شهر رمضان ١٤٣٦هـ
source : abna