برعاية الرئيس السوري بشار الأسد بدأت صباح أمس الجمعة أعمال المؤتمر الاعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي تقيمه وزارة الإعلام في دار الاسد للثقافة والفنون بدمشق.
وقال وزير الاعلام عمران الزعبي ممثل راعي المؤتمر في كلمة خلال الافتتاح .. “يشرفني أن أمثل سيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية راعي هذا المؤتمر وان أنقل إلى المشاركين جميعا تحياته الخالصة وتمنياته الصادقة لنا جميعا لتحقيق أهداف هذا الانعقاد والغايات المرجوة منه” مرحبا بجميع المشاركين في المؤتمر.
وأشار الزعبي إلى المواجهة التاريخية التي تخوضها سورية ضد الإرهاب التكفيري منذ العام 2011 والتي قدم فيها الشعب والجيش السوري آلاف الشهداء والجرحى ونتج عنها دمار “هائل” في البنى التحتية للدولة جراء أعمال الحرق والتدمير والتفخيخ والسرقة التي طالت المنشآت العامة والمال العام .
ولفت الزعبي إلى أن يد الإرهاب طالت الحضارة السورية بكل مراحلها وأركانها القديم منها والحديث فدمرت ونهبت الكنائس والمساجد والشواهد الأثرية المتنوعة كما سرقت المحاصيل الزراعية وخربت وسرقت حقول النفط والغاز لبيعها في الأسواق التركية من خلال شركات تركية تتبع لحزب العدالة والتنمية ولعائلة أردوغان بالذات وسرقة المنشآت الصناعية في حلب وإدلب حيث نقلت المئات منها كاملة بواسطة شاحنات تركية إلى الداخل التركي.
وأشار الزعبي إلى الاجرام الذي طال العلماء والأئمة والمفكرين وعشرات الشخصيات العلمية والثقافية والفكرية والدينية اضافة إلى اختطاف آلاف الأبرياء العزل من النساء والرجال والأطفال وارتكاب عشرات المجازر الجماعية في ريف دير الزور
وحماة وحمص والريف الشمالي لمدينة اللاذقية ودرعا وجسر الشغور ومدينة حلب واشتبرق والمبعوجة وخان العسل وغيرها .
وأوضح الزعبي أن التنظيمات الارهابية ك/داعش/ و/النصرة/ و/جيش الإسلام/ و/جيش الفتح/ و/الجبهة الشامية/ و/أحرار الشام/ و/الإخوان المسلمين/ استخدموا بشكل مبرمج أسلحة غربية متطورة وصواريخ ومدافع جهنم ومواد كيميائية سامة ضد مناطق مأهولة بالمدنيين في خان العسل وغوطة دمشق وريف حماة وفي مناطق أخرى في الشمال السوري الشرقي والغربي دون أي رادع أو وازع.
وتساءل الزعبي كيف عبر آلاف الأجانب إلى سورية لقتل شعبها وجيشها وتدميرها ومن أين وصل السلاح الحديث والمحرم إلى التنظيمات الارهابية والمال الذي استخدم للتجنيد والتسليح والتدريب عدا عن أساليب بيع النفط وتهريب الاثار ولصالح من حصل كل ذلك مؤكدا أن تنظيمات ارهابية ك/داعش/ و/النصرة/ بهذا الحجم والقدرة لا تنمو منفردة دون أي سند أو غطاء او تمويل او مرجعية.
ولفت الزعبي إلى الارهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي كما الشعب السوري من تفجير المراقد والمساجد ومؤسسات الدولة وتهجير الناس من بيوتهم والاعتداء على الجيش العراقي وسرقة النفط والاثار العراقية وكذلك الاعتداء على الجيش المصري وخطف جنود الجيش اللبناني وتدمير ليبيا واليمن .
وقال الزعبي “هل هو المشروع الصهيوني أو الوهابي او العثماني الاردوغاني فالحقيقة هو مشروع واحد بثلاثة اذرع يستهدف سورية والعراق وليبيا واليمن ومصر والجزائر ” مؤكدا أن العالم اليوم يحتاج إلى جهد مشترك ومنسق وصادق لمواجهته ومن هنا انطلقت مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين بالدعوة إلى مواجهة مشتركة للإرهاب .
كريميان: الحرب الإرهابية ضد سورية فشلت بفضل صمود الشعب السوري وتضحيات جيشه
وأشار كريميان إلى الدعم الحقيقي الذي قدمه الأصدقاء لصمود سوريا ولا سيما إيران والمقاومة اللبنانية.
وقال كريميان: ” نحن نشهد اليوم أن المنتصر في هذه المعركة هو الشعب والجيش والقيادة في سوريا و الأعداء وصلوا إلى مصير مشؤوم وبعضهم أنهار وبعضهم على وشك الانهيار ولكن ربيبهم التيار التكفيري الإرهابي يشكل تحدياً كبيراً لنا
ولهم اليوم وغدا وإن مواجهة هذا التيار ستكون صعبة.
ولفت كريميان إلى أن ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف التي هي مؤامرة الاستكبار العالمي عمت جميع أرجاء المنطقة و أن هذا التيار ليس موجودا فقط في سورية والمنطقة بل تم تصديره إلى كل العالم لافتا إلى أن هذا التيار التكفيري قبل أن يكون”جماعة مجرمة إرهابية هو جماعة فكرية وعقائدية متجذرة”.
ودعا كريميان إلى ضرورة دراسة ظاهرة الارهاب بدقة ومن الضروري أن يجتمع جميع الخبراء والباحثين والمفكرين للتشاور ودراسة كيفية مواجهة هذا التيار التكفيري.
المعلم: الحاجة لاقامة تحالف اقليمي ضد الارهاب كبيرة
وأكد من جانبه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن الحاجة لإقامة تحالف إقليمي ضد الارهاب كبيرة وخاصة في ظل فشل التحالف الذى أقامته الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، لافتا إلى أن دول الجوار لم تنفذ قرارات مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب لذلك فإن أي جهد لمكافحة هذه الظاهرة سيبقى غير فاعل في حال عدم تنفيذ تلك الدول القرارات الدولية.
ولفت المعلم إلى أن “هناك حديثا كثيرا عن الاتفاق النووي الإيراني وأثره على الأزمة في سورية وبدون شك لا يزال الاهتمام الدولي بالاتفاق بين إيران والدول الست منصبا على نتائج أو متسمات هذا الاتفاق على الأزمات في المنطقة وأبرزها الأزمة في سوريأ”.
المعلم: إيران دخلت المسرح الدولي من أوسع أبوابه وكلما كان حليفنا قويا نكون أقوياء
وقال المعلم ..”هذا الاتفاق لا جدل بأنه اتفاق تاريخي كونه حقق للشعب الإيراني الشقيق مصالحه الحيوية وأبرزها الاعتراف بحق إيران بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والاعتراف بأن إيران دولة إقليمية كبرى على المسرح السياسي كما وفر لإيران إمكانيات مادية للنمو الاقتصادي وبالتالي دخلت إيران المسرح الدولي من أوسع أبوابه وكلما كان حليفنا قويا نكون أقوياء”.
وأضاف المعلم .. إن “هناك من يعتقد في الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة أن هذا الاتفاق سيمكن الغرب من التأثير على المواقف الإيرانية تجاه الأزمة في سورية وهناك من يعتقد العكس ونحن نرى أن مواقف إيران تجاه الأزمة في سوريا لن تتغير وأكبر دليل على ذلك جرى مؤخرا عندما ألقى سماحة الإمام السيد علي خامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران خطبة العيد وكذلك تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين التي أكدوا فيها مواصلة دعمهم لمحور المقاومة بل وذهب بعضهم للقول بأن هذا الدعم سوف يتضاعف بعد الاتفاق”.
المعلم: إيران ستستمر بدعم الشعب السوري
ولفت المعلم إلى أن إيران قدمت كل أشكال الدعم للشعب السوري في نضاله ضد الإرهاب قبل الاتفاق النووي وخلاله وبعده وستستمر بذلك لأن مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية وأخلاقية.. موجها الشكر لاضطلاع إيران بمسؤولياتها وداعيا في الوقت ذاته دول العالم لأن تحذو حذوها دفاعا عن الحق والحرية والسلام.
جنتي : إيران وقفت وستقف إلى جانب سورية لأنها الى جانب الحق والعدل
بدوره أكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران الدكتور علي أحمد جنتي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفت وستقف إلى جانب الشعب السوري لأنها إلى جانب الحق والعدل والمظلومين.
جنتي: التكفيريون يعملون كأداة بيد مختلف أجهزة الأمن والاستخبارات التي تستهدف مجمل مساحة العالم الإسلامي
وأضاف جنتي “مهما كانت جذور الفكر المتطرف اليوم فإنه لم يغير هويته على مدى التاريخ ولكن حدود تأثيراته واستقطابه التي كانت تنحصر بالأمس بحلقات صغيرة أصبحت اليوم واسعة مترامية الأطراف” مشددا على أن التكفيريين يعملون كأداة بيد مختلف أجهزة الأمن والاستخبارات التي تستهدف مجمل مساحة العالم الإسلامي وخاصة دول المقاومة كسورية والعراق ويحاولون القضاء على اساس الهوية واصول الثقافة والحضارة التاريخية الظاهرة لتلك المناطق.
وتابع جنتي “إن هؤلاء التكفيريين يعادون التاريخ والإرث الحضاري ويهدمون الأماكن الدينية والتاريخية ويدمرون كل ما يرتبط بالتجارب التاريخية للبشرية ولمنطقتهم… اذ لا مكانة للأخلاق في رؤية هؤلاء”.
قاسم: سنكون في كل موقع يتطلبه مشروع المقاومة .. التكفيريون جزء من المشروع الإسرائيلي المعادي
من جانبه أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن سورية لن تخضع لمشروع “الشرق الأوسط الجديد وستكون دعامة مشروع شرق مقاوم يحقق العزة والكرامة في المنطقة مع محور المقاومة”.
وقال قاسم في كلمته خلال الجلسة “إننا مستمرون كحزب الله في دعم سورية وسنكون في كل موقع يتطلبه مشروع المقاومة” مؤكدا أن التكفيريين جزء من المشروع الإسرائيلي المعادي وهم من مدرسة الإرهاب الواحدة وذراع الارهاب “سيقطع حتما”.
قاسم : سوريا تواجه عدوانا دوليا إقليميا لتغيير اتجاهها السياسي من محور المقاومة إلى المحور الأمريكي الإسرائيلي
وأشار قاسم الى أن سوريا تواجه عدوانا دوليا إقليميا لتغيير اتجاهها السياسي من محور المقاومة إلى المحور الأمريكي الإسرائيلي لافتا الى أن المعتدين أخطأوا حساب المدة الزمنية والتكلفة وأثبتت سورية بقيادتها وجيشها وشعبها أنها عصية على الإرهاب وكسرت مشروع تغيير الاتجاه.
وقال قاسم “نحن اليوم أمام سورية التي تجاوزت خطر التحول وتغيير الاتجاه ولم يعد بالإمكان اسقاطها وتوجيهها خارج دائرة محور المقاومة وهي الآن في مرحلة إعادة دورها المحوري تمهيدا لمعالجة نتائج الحرب عليها”.
وأكد قاسم أن الحل في سورية يجب أن يكون سياسيا بين أبناء الشعب السوري ومن حق شعبها أن يختار ما يريد دون تدخل خارجي لافتا الى ان سورية تحمي استقلالها وتدعم القضية الفلسطينية وهي رأس المقاومة وتقف مع ايران في محور المقاومة لمواجهة مشروع الكيان الصهيوني.
source : abna