عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

الظلم والجور

الظلم هو: وضع الشئ في غير موضعه، ومن أمثال العرب في الشبه: من استرعى الذئب فقد ظلم، وأصل الظلم الجور ومجاوزة الحد، ومنه حديث الوضوء " فمن زاد أو نقص. فقد أساء وظلم ": أي أساء الأدب بتركه السنة والتأدب بأدب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من الثواب من ترداد المرات في الوضوء، وفي التنزيل (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم لهم الأمن) (1) قال ابن عباس: أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك، والظلم: الميل عن القصد. والعرب تقول.
الظلم والجور

الظلم هو: وضع الشئ في غير موضعه، ومن أمثال العرب في الشبه: من استرعى الذئب فقد ظلم، وأصل الظلم الجور ومجاوزة الحد، ومنه حديث الوضوء " فمن زاد أو نقص. فقد أساء وظلم ": أي أساء الأدب بتركه السنة والتأدب بأدب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من الثواب من ترداد المرات في الوضوء، وفي التنزيل (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم لهم الأمن) (1) قال ابن عباس: أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك، والظلم: الميل عن القصد. والعرب تقول.
إلزم هذا الصوب ولا تظلم عنه. أي لا تجر عنه، وقوله تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم) (2) يعني أن الله تعالى هو المحي المميت. الرازق المنعم وحده لا شريك له. فإذا أشرك به غيره. فذلك أعظم الظلم.لأنه جعل النعمة لغير ربها (3).
وبينت الدعوة الخاتمة أن الافتراء على الله كذبا. والتكذيب بآياته أو الإعراض عنها. والصد عن سبيله سبحانه. من أعظم الظلم. لأن الظلم يعظم بعظمة من يتعلق به، وإذا اختص بجنب الله كان أشد الظلم. وأخبر سبحانه في كتابه. بأنه أهلك القرون الأولى لما ظلموا، ووعد سبحانه رسله بهلاك الظالمين. قال تعالى: (فأوحى إليهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم) (4).
وبالنظر إلى المسيرة البشرية، تجد أن الظلم في نهاية المطاف، تدثر بأكثر من دثار من حرير وزخرف، وأصبح له عقائد وثقافات وقوانين، يشرف عليها حكومات وهيئات وجمعيات، والخارج عن هذه العقائد والقوانين هو في نظر هذه الدول والمؤسسات، خارج عن الحق، يستحق التأديب بواسطة الأساطيل أو السجون. أو بالتجويع تارة وبالتخويف تارة أخرى.
وبالنظر إلى مسيرة الشعوب في عصرنا هذا. نجد للوثنية أعلاما، وهذه الوثنية استترت وراء التقدم العلمي والاختراعات الحديثة، وقد يكون التقدم مفيدا في عالم المادة، ولكن إذا كان للدنيا عمل. فلا بد أن يستقيم هذا العمل مع الزاد الفطري، ولقد ذم القرآن الكريم الذين لا يذعنون بيوم الحساب ويعملون للدنيا بسلوكهم الطريق الذي يغذي التمتع بالدنيا المادية فحسب، قال تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون) (5).
فالآية فسرت من هم الظالمين، وبينت أنهم الذين يصدون عن الدين الحق ولا يتبعون ملة الفطرة. وبالآخرة هم كافرون وهذه الوثنية لها جماعاتها ومؤسساتها وبنوكها التي تمول مخططاتها.
وبالنظر إلى مسيرة بني إسرائيل. نجد أنها أنتجت في عصرنا الحاضر عنكبوتا ضخما تختفي وراء خيوطه العديد من مؤسسات الظلم والجور، التي تعمل على امتداد التاريخ من أجل تغذية الأمل. الذي حلم به بنو إسرائيل ليلا طويلا، وهو مملكة داوود وعاء العهد الإبراهيمي، وراء هذه الخيوط تختفي جمعيات مسيحية تعمل من أجل ذات الهدف. نظرا لأن المسيحية الحاضرة خرجت من تحت عباءة بولس. الذي ادعى أنه أوحي إليه وهو لم ير المسيح ولم يكن من تلاميذه. ولقد وضعه القرآن وأمثاله تحت سقف الظلم. في قوله تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ. ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) (6). وهذه الجمعيات التي تعمل ظاهرة أو من وراء ستار. لها مؤسساتها وبنوكها وأساطيلها التي تمول وتحمي مخططاتها وأهدافها.
وبالنظر إلى المسيرة الخاتمة. نجد أن الظالمين فيها قد أخذوا بذيول الذين من قبلهم واتبعوهم شبرا بشبر، وذراع بذراع، ومن إتبع أحد يصل معه إلى حيث يصل، وما الله بظلام للعبيد.
وفيما يلي نلقي ضوءا على جذور وفروع بعض الحركات التي عليها بصمة الظلم والجور. لتظهر جذورها الفكرية والعقائدية. ومواقع انتشارها ونفوذها. ويرى الحاضر كيف يتقدم الظلم إلى الخلف من أجل تنفيذ أهداف ما أنزل الله بها من سلطان.

مسيرات وثنية :

1- البوذية
أسسها " سدهار تاجوتاما " الملقب " ببوذا " (560 - 480 ق. م)
ونشأ بوذا في بلدة على حدود نيبال، ويعتقد البوذيون. أن بوذا هو ابن الله. وهو المخلص للبشرية من مآسيها وآلامها وإنه يتحمل عنهم جميع خطاياهم، ويعتقدون أن تجسد بوذا كان بواسطة حلول روح القدس على العذراء " مايا "، ويعتقدون أن بوذا سيدخلهم الجنة، وأنه صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمته على الأرض، ويؤمنون برجعة بوذا ثانية إلى الأرض ليعيد السلام والبركة إليها، ويعتقدون أن بوذا ترك فرائض ملزمة للبشر إلى يوم القيامة. والصلاة عندهم تؤدي إلى اجتماعات يحضرها عدد كبير من الأتباع، والديانة البوذية منتشرة بين عدد كبير من الشعوب الآسيوية، وهي مذهبان كبيران: المذهب الشمالي. وقد غالى أهله في بوذا حتى الهوه، والمذهب الجنوبي.
وهؤلاء معتقداتهم أقل غلوا في بوذا، وكتبهم منسوبة إلى بوذا أو حكايات لأفعاله سجلها بعض أتباعه (7).

2- الهندوسية
الهندوسية ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند، لا يوجد لها مؤسس معين، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون، فقد تم تشكيل الديانة وكذلك الكتب عبر مراحل طويلة من الزمن، وقيل: أن الآريون الغزاة الذين قدموا إلى الهند في القرن الخامس عشر قبل الميلاد هم المؤسسون الأوائل للديانة الهندوسية، وللديانة عدة آلهة. ولكل منطقة إله، ولكل عمل أو ظاهرة إله، ولا يوجد عندهم توحيد بالمعنى الدقيق، لكنهم إذا أقبلوا على إله من الآلهة أقبلوا عليه بكل جوارحهم حتى تختفي عن أعينهم كل الآلهة الأخرى، ويقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلها يعبد، كالماء والهواء والأنهار والجبال..، ويلتقي الهندوس على تقديس البقرة، ويعتقد الهندوس بأن آلهتهم قد حلت في إنسان اسمه " كرشنا "، وقد التقى فيه الإله بالانسان، أو حل اللاهوت في الناسوت، وهم يتحدثون عن كرشنا كما يتحدث النصارى عن المسيح.
وكانت الديانة الهندوسية تحكم شبه القارة الهندية، ولكن المسافة الشاسعة بين المسلمين والهندوس. في نظريتهما إلى الكون والحياة وإلى البقرة التي يعبدها الهندوس ويذبحها المسلمون ويأكلون لحمها، كان ذلك سببا في حدوث التقسيم، حيث أعلن عن قيام دولة الباكستان بجزأيها الشرقي والغربي والذي معظمه من المسلمين، وبقاء دولة هندية معظم سكانها هندوس، والمسلمون فيها أقلية كبيرة (8).

3- السيخية
السيخ مجموعة دينية من الهنود الذين ظهروا في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلادي داعين إلى دين جديد، فيه شئ من الديانتين الإسلامية والهندوسية، تحت شعار (لا هندوس ولا مسلمون) ولقد عادوا المسلمين خلال تاريخهم بشكل عنيف، كما عادوا الهندوس بهدف الحصول على وطن خاص بهم، وذلك مع الاحتفاظ بالولاء الشديد للبريطانيين خلال فترة استعمار الهند.
ومؤسس السيخية الأول (ناناك) ولد سنة 1469 م في قرية بالقرب من لاهور، وكان محبا للإسلام من ناحية مشدودا إلى تربيته وجذوره
الهندوسية من ناحية أخرى، مما دفعه لأن يعمل على التقريب بين الديانتين، ويقال أن (ناناك) لم يكن الأول في مذهبه السيخي هذا، وإنما سبقه إليه شخص آخر اسمه (كبير) (1440 - 1518 م) درس الدين الإسلامي والهندوكي، وكان حركة اتصال بين الدينين، وكان (كبير) يتساهل في قبول كثير من العقائد الهندوكية ويضمها إلى الإسلام شريطة بقاء التوحيد، لكنه لم يفلح إذ انقرض مذهبه بموته مخلفا مجموعة أشعار تظهر تمازج العقيدتين المختلفتين الهندوسية والإسلامية، مرتبطتين برباط صوفي يجمع بينهما.
للسيخ بلد مقدس يعقدون فيه اجتماعاتهم المهمة. وهي مدينة (أمرتيسار) من أعمال البنجاب وقد دخلت عند التقسيم في أرض الهند وأكثرية السيخ تقطن البنجاب إذ يعيش فيها 85 / منهم. ولهم لجنة تجتمع كل عام منذ سنة 1908 م تنشئ المدارس وتعمل على إنشاء كراسي في الجامعات لتدريس ديانة السيخ ونشر تاريخها. ويقدر عدد السيخ حاليا بحوالي 15 مليون نسمة داخل الهند وخارجها (9).

4- الكونفوشيوسية
الكونفوشيوسية ديانة أهل الصين، يعتبر (الكونفوشيوس) (551 ق. م) المؤسس الحقيقي لهذه العقيدة، ويعتقدون بالإله الأعظم، أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة، وتقديم القرابين إليه مخصوصة بالملك أو بأمراء المقاطعات، ويعتقدون أن للأرض إله ويعبده عامة الصينيين، ويعتقدون أن للشمس والقمر والكواكب والسحاب والجبال. لكل منها إله، وعبادتها وتقديم القرابين إليها مخصوصة بالأمراء، كما أنهم يقدسون الملائكة ويقدمون إليها القرابين، ويقدسون أرواح أجدادهم الأقدمين ويعتقدون ببقاء الأرواح، والقرابين عبارة عن موائد يدخلون بها السرور على تلك الأرواح بأنواع الموسيقى، ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنزل، وتنتشر الكونفوشية في الصين، وزالت هذه الديانة عام 1949 م عن المسرحين السياسي والديني، لكنها ما تزال كامنة في روح الشعب الصيني الأمر الذي يؤدي إلى تغيير ملامح الشيوعية الماركسية في الصين، وما تزال الكونفوشية ماثلة في النظم الاجتماعية في فرموزا (الصين الوطنية) وانتشرت كذلك في كوريا واليابان، وهي من الأسس الرئيسية التي تشكل الأخلاق. في معظم دول شرق آسيا وجنوبها الشرقي في العصرين الوسيط والحديث (10).
المصادر : 1- سورة الأنعام آية 82.
2- سورة لقمان آية 13.
3- لسان العرب مادة ظلم ص 2757.
4- سورة إبراهيم آية 13.
5- سورة هود آية 19.
6- سورة الأنعام آية 93.
7- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة / الندوة العالمية للشباب ط الرياض ص 110.
8- لسان العرب ص 537.
9- لسان العرب 289.
10- لسان العرب 425.


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تربية الأطفال بين الهدف والوسيلة
زيارة عاشُوراء غَير المشهُورة
تأثير التلفزيون على الأطفال
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
دعوة للتكامل مع الاحتفاظ بخصوصية الآخر
خصائص الأسرة المسلمة
هل يعاني الشباب حقاً من مشكلة؟
إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت
اعتصام “زينبيات صمود” ومسيرات “أنات الإنتصار” ...
الواصلية

 
user comment