آيات عديدة في القرآن الكريم تذكر ثلاث مصطلحات مقرونه مع بعضها هي: (الإيمان ) و (الهجرة) و (الشهادة) .
إنسان القرآن موجود مرتبط بالإيمان ، و متحرر من كل شيئ آخر، و هو الموجود الذي يهاجر لينقذ إيمانه ، و يجاهد لإنقاذ إيمان المجتمع ، أو بعبارة أخرى ، لانقاذ المجتمع من براثن الكفر و الشرك .
يطول بنا الحديث لو استعرضنا الآيات و الروايات الواردة في هذا الحقل . لذلك نكتفي بالقاء الضوء على جمل معدودات من إحدى خطب أمير المؤمنين في نهج البلاغة:
( أما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه ، و هو لباس التقوى ، و درع الله الحصينة ، و جنته الوثيقه ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل و شمله البلاء ، و دُيّت ( ديث : مبني للمجهول من ديثة، أي: ذللة) بالصغار و القماءة (الصغار و الذل) ، و ضرب على قلبه بالاسداد (الأسداد جمع سد ، أي الحجب ) ، و اديل الحق منه (أي صارت الدولة للحق بدله) بتضييع الجهاد ، وسيم الخسف (الذل و المشقه) ، و منع النصف ( العدل ) ) فالجهاد، باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه .. نعم لخاصة أوليائة ..، و هي كلمة لها مدلولها العميق .
باب الجهاد غير مفتوحه بوجه الجميع .. ، لأن وسام المجاهد لا يتقلده إلا من كان لائقا لذلك .. ، و أولياء الله غير لائقين بأجمعهم لتقلد هذا الوسام ، بل .. خاصة أولياء الله . ورد في القرآن :
أن للجنة ثمانية أبواب . فلم هذه الأبواب الثمانية ؟!أ ، للتخفيف من شدة الإزدحام ؟ ، غير معقول! ، لأن العالم الآخر ليس بعالم تزاحم . و الله قادر على أن يدخل جميع عباده الجنة دونما تأخير أو انتظار كقدرته على محاسبتهم السريعة "و الله سريع الحساب " . هل الهدف من تعدد الأبواب تقسيم الناس إلى طبقات بحسب مكانتهم أو مشاغلهم الدنيوية ؟!
source : tebyan