عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

مدرسة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) الفكرية

مدرسة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) الفكرية الحالة العلمية في عصر الإمام ( عليه السلام ) : لقد كانت الحياة العلمية في عصر الإمام ( عليه السلام ) شُبْه معدومة ، حيث اقتَضَت مصلحة الدولة الأموية آنذاك إقصاء الوعي الثقافي في الأمة ، وإركاسها في منحدر سَحيق من الجهل . لأن بَلْوَرَة الوعي العام ، وإشاعة العلم بين المسلمين ، يُهدِّدَان مصالحها ، وملكها القائم على الجهل . فقد كان الناس في عصر الإمام
مدرسة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) الفكرية

مدرسة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) الفكرية

الحالة العلمية في عصر الإمام ( عليه السلام ) :
لقد كانت الحياة العلمية في عصر الإمام ( عليه السلام ) شُبْه معدومة ، حيث اقتَضَت مصلحة الدولة الأموية آنذاك إقصاء الوعي الثقافي في الأمة ، وإركاسها في منحدر سَحيق من الجهل .
لأن بَلْوَرَة الوعي العام ، وإشاعة العلم بين المسلمين ، يُهدِّدَان مصالحها ، وملكها القائم على الجهل .
فقد كان الناس في عصر الإمام ( عليه السلام ) لا يعرفون كيف يُصلُّون ، ولا كيف يَحجُّون .
يقول أنس بن مالك عن ذلك - على ما رواه البخاري والترمذي - : ما أعرف شيئاً مما كان على عهد رسول الله ؟
قيل : الصلاة .
قال : أليس صنعتم ما صنعتم فيها .
وبعد عصر أنَس بقليل نجد الحسن البصري يقول : لو خرج عليكم أصحاب رسول الله ما عرفوا منكم إلا قِبْلتكم .
وعن عبد الله بن عمر بن العاص أنه قال : لو أن رَجُلين من أوائل هذه الأمة خطو بمصحفيهما في بعض الأودية ، لأتَيَا الناس اليوم ولا يعرفان شيئاً مما كانا عليه .
وبعد هذا ، فإن من الطبيعي أن يُعتَبر من حفظ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعض الأحاديث أو بعض الأحكام ، أعلم الناس وأعظمهم ، في وقته وعصره .
هذا عرض موجز عن واقع سياسة التجهيل ، التي كانت تَتَعرَّض لها الأمة بأسرها في ذلك الوقت .
تأسيس المدرسة :
رأى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) مِحْنة الأمة ، وما هي فيه من أخطار مدمِّرة لوجودها وكيانها .
فرفع ( عليه السلام ) مناراً للعلم ، ودعا شباب الأمة إلى التحرر من قيود الجهل ، حيث قام ( عليه السلام ) بتأسيس مدرسته الفكرية الإسلامية ، من أجْلِ هذا الهدف .
فقد كان المسجد النبوي الشريف ، ودار الإمام ( عليه السلام ) يشهدان نشاطاً فكرياً من الطراز الأول .
حيث استقطب الإمام ( عليه السلام ) خلال تلك الفترة طُلاَّب المعرفة الإسلامية في جميع حقولها وأغراضها ، لا في المدينة المنورة ومكة المكرمة وحدهما ، وإنما في الساحة الإسلامية بأكملها .
علوم المدرسة :
لقد فتح الإمام ( عليه السلام ) آفاقاً مشرقة من العلم لم يعرفها الناس من ذي قبل .
حيث عرض لعلوم الشريعة الإسلامية من رواية الأحاديث الشريفة الصحيحة عن جَدِّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عبر سلسلة نقيَّة ، لا يرقى إلى رواتها أدنى شك .
وتبدأ بسيدي شباب أهل الجنة ( عليهما السلام ) ، وتمرُّ بالإمام علي ( عليه السلام ) ، وتنتهي برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فالوحي الإلهي المقدس .
وإلى جانب عرضه للحديث فقد قام الإمام ( عليه السلام ) ، وعبر خمس وثلاثين سنة ، وهي مدة إمامته ( عليه السلام ) ، بعرض الفقه ، والتفسير ، وعلم الكلام ، والفلسفة ، وغيرها من العلوم .
الرواة والأصحاب :
استطاع الإمام ( عليه السلام ) أن يخرّج من مدرسته الإسلامية رواة حفّاظاً ، وفقهاء وقادة فكر ، يُعَدُّون من الرعيل الأول ، وكان فيهم الصحابي ، والتابعي ، وسِوَاهم .
يقول بعض المترجمين للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : إن العلماء رَوَوا عنه من العلوم ما لا يُحصى ، نُورد هنا ثبتاً
بأسماء بعضهم :
أولاً : مَن رَوَى عنه ( عليه السلام ) :
1 - الزهري .
2 - سُفيان بن عيينه .
3 - نَافِع .
4 - الأوزاعي .
5 - مُقاتل .
6 - الواقِدِي .
7 - محمد بن إِسْحاق .
ثانياً : مَن رَوَى عَمَّن رَوى عنه ( عليه السلام ) :
1 - الطَبَري .
2 - ابْن الربيع .
3 - أحمَد بن حَنبل .
4 - ابن بَطَّة .
5 - أبو دَاوُود .
6 - صاحب ( الأغاني ) .
7 - صاحب ( قُوت القلوب ) .
8 - صاحب ( أسباب النزول ) .
9 - صاحب ( الفائق ) .
10 - صاحب ( الترغيب والترهيب ) .
ثالثاً : مِنَ التابِعِين لَه ( عليه السلام ) :
1 - سَعيد بن جبير .
2 - مُحمَّد بن جبير بن مطعم .
3 - القاسِم بن عَوْف .
4 - إسماعِيل بن عبد الله بن جَعفَر .
5 - إبراهيم بن محمد ابن الحَنَفِيَّة .
6 - الحَسن بن محمد ابن الحَنَفِيَّة .
7 - جبير بن أبي ثَابِت .
8 - أبو أَيْمَن الأسدي .
9 - مُسلِمة بن دِينَار المَدَني .
رابعاً : مِن أصْحَابه ( عليه السلام ) :
1 - أبو حَمْزة الثُّمَالي [ ثَابت بن دِينَار ] .
2 - جَابِر بن محمد بن أبي بَكْر .
3 - أبو أيُّوب بن الحَسن .
4 - عَلي بن رافِع .
5 - أبو محمد القرشي ( السري الكوفي ) .
6 - الضَّحَّاك بن مُزاحِم الخُرَاسَاني .
7 - سعيد بن المُسيَّب المَخْزومي .
8 - أبو خَالد الكابلي .
9 - حَميد بن موسى الكوفي .
وهكذا أصبح تلامذة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) الذين تخرَّجوا من مدرسته الرائدة فيما بعد ، بُنَاةً للحضارة الإسلامية الشامخة ، ورجالَ فِكرِها ، وتشريعِها ، وأدبِها الإسلامي الأصيل .


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

التشيّع إتجاه فكري وسياسي
الحياة العلمية والسياسية في زمن الإمام الباقر ...
البدعة الحسنة والسيئة
المعصومة سلام الله علیها
فکرة عمل الدیود باعث للضوء
حبّ أهل البیت علیهم السلام فی السُنّة المطهّرة
الإمام الباقرعليه السلام وإصلاح الأمّة
استهداف نبي الرحمة (ص) من الراهب بحيرى حتى براءة ...
مع الثورة الحسينية
رساله الامام الهادي ( عليه السلام ) فى الرد على ...

 
user comment