معنى الشيعة عند أهل اللغة :
جاء في القاموس : شـيعة الرجل ( بالكسر ) : أتباعه وأنصاره ، ويقع على الواحد والأثنين والجمع ، والمذكر والمؤنث ، وقد غلب هذا الإسم على من يتولَّى علياً و أهل بيته ( عليهم السلام ) ، حتى صار إسماً خاصاً لهم ، والجمع : أشياع ، وشِيَع .
وفي تاج العروس : كل قوم اجتمعوا على أمر فهم : شيعة ، وكل من عاون إنساناً وتبعه فهو : شيعة له ، وأصله مِن : المُشَايعة ، وهي : المتابعة ، والمُطَاوَعَة .
وفي لسان العرب : الشيعة : القوم الذين يجتمعون على الأمر ، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم : شيعة ، وأصل الشيعة : الفرقة من الناس ، ويقع على الواحد والإثنين والجمع ، والمذكر والمؤنث ، بلفظ واحد ، ومعنى واحد .
وقد غلب هذا الإسم على من يتولَّى علياً وأهل بيته ( عليهم السلام ) حتى صار لهم إسماً خاصاً .
مَدح الشيعة :
روى أبو بصير عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : ( لَيُهنِئُكُم الإسم ) ، قلت : وما هو ؟ قال ( عليه السلام ) : ( الشيعة ) ، قلت : الناس يُعيِّرُونَنَا بذلك .
قال ( عليه السلام ) : ( أما تسمع قوله سبحانه : ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ ) الصافات : 83 ، وقوله تعالى : ( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) القصص : 51 ، فَليُهنِئُكُم الإسم .
وقال مهيار الديلمي يصف قصائده في أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
غُرّاً أقدُّ مِنَ الجِبَال مَعَانِياً ** فِيها وألتقط النُّجُوم قَوَافِيَاً
وَتَعَصُّباً ومَوَدَّةً لك صُيِّرَا ** فِي حُبِّك الشيعي مِن إِخوَانِنا
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي في بعض علويَّاته :
وَرَأيتُ دِينَ الاعتزال وَأنَّني ** أهْوَى لأجلِكَ كُلَّ مَن يَتَشَيَّع
من هم الشيعة :
إن الشيعة هم القائلون بوجوب الإمامة والعصمة ، ووجوب النصِّ من الله سبحانه وتعالى على الإمام ( عليه السلام ) بواسطة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث نصَّ على ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم الغدير .
وقد روى الفريقان روايات كثيرة متواترة بأن الأئمة ( عليهم السلام ) إثنا عشر إماماً ، كُلُّهم من قريش – والبعض يقول من بني هاشم – من ولد فاطمة ( عليها السلام ) ، فيكون الإمام علي ( عليه السلام ) هو الأول ، ومن بعده ( عليه السلام ) أحد عشر إماماً من ولد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) .
فعن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فسمعتُه يقول : ( بعدي إثنا عشر خليفة ) ، ثم أخفى صوته ، فقلت لأبي : ما الذي أخفى صوته ؟ قال أبي : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( كلهم من بني هاشم ) ينابيع المودة 3 : 104 ط بيروت .
والشيعة يأخذون أصول دينهم من القرآن الكريم والسنة النَّبوية الصحيحة ، أما الفروع فيأخذونها عن أهل بيت النبوَّة ( عليهم السلام ) ، وهم الأئمة الإثنا عشر ( عليهم السلام ) ، فصاحب البيت أكثر علماً بما في البيت .
إضافة إلى أنهم ( عليهم السلام ) مُنزَّهون معصومون من الله سبحانه وتعالى بِنصِّ القرآن الكريم : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهْلَ البَيتِ وَيُطَهِّرُكُم تَطهِيراً ) الأحزاب : 33 .
وقد أكَّد الفريقان أنها نزلت في : علي وفاطمة و الحسن و الحسين ( عليهم السلام ) ، فهم ( عليهم السلام ) معصومون من الله ، لا ينطقون بما يخالف أحكام الله ، وعلى هذا لُقِّبوا بـ ( الشِّيعَة ) ، ولُقِّبوا أيضاً بـ ( الإِمَامِية ) .
كما أنهم يُلقَّبون أيضاً بـ ( الجَعفَرِيَّة ) إنتساباً إلى الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، حيث كان عصره ( عليه السلام ) في آخر عصر الدولة الأموية التي بدأ الضعف ينخر فيها ، وفي أول الدولة العباسية التي لم يكن التَعَصُّب الشديد قد بدأ فيها .
فكان للأئمة ( عليهم السلام ) من أهل البيت يومئذٍ شيء من الحرية وعدم الخوف من الحُكَّام الجائرين ، فأخذوا في نشر مذهبهم الذي تَلَقَّوهُ عن جدِّهم ( صلى الله عليه وآله ) ، ويُلقَّبونَ أيضاً بـ ( الخَاصَّة ) ، مقابل العَامَّة الذين يُسَمَّونَ بـ ( أهل السُّنة ) .
وَالحقُّ هو : أنَّ الشِّيعة هم أهلُ السُّنة ، وذلك لأن الشيعةَ أَحَقُّ مَن أخَذَ بالسُّنة النبوية الصحيحة ، ولأنهم فرقة خاصة بين فرق المسلمين الكثيرة ، ويُلقَّبون في لبنان بـ ( المُتَاوِلَة ) ، وهو جمع : متوالي ، إسم فاعل من : تَوالَى ، مأخوذ من : الوِلاء والمُوَالاة ، وهي : حُبُّ أهل البيت ( عليهم السلام ) واتباع طريقتهم .
ويقول الشيخ محمد عبده : أنهم كانوا يقولون في حروبهم : مُتْ وَلياً لِعَلِيٍّ ( عليه السلام ) ، فسُمِّي الواحد منهم متوالياً .
وأمَّا من أراد التشفي والانتقام من الشيعة فقد لقَّبهم بـ ( الرافِضَة ) ، فهو كره أن يقدَّم أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) في الخلافة ، وسبب هذه التسمية هو أن الشيعة رفضوا أن يقدِّموا خلافة غير علي على خلافة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
وسبب هذا الرفض عند الشيعة هو الروايات الواردة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حق محبِّي أهل بيته ( عليهم السلام ) ومواليهم ، والتي أكدت وصاية النبي ( صلى الله عليه وآله ) بهم ، وجعلهم ( عليهم السلام ) أحد الثقلين الذين لا يُضِلُّ المتمسِّكُ بِهِما .
فقال الشافعي :
يَا رَاكِباً قِف بِالمُحَصَّبِ مِن مِنَى ** وَاهتِفْ بِسَاكِنِ خيفِهَا والنَّاهِضِ
إِنْ كَانَ رَفْضـاً حُـبُّ آَلِ مُحَمَّدٍ ** فَلْيَشـهَدِ الثَّقَلانِ أَنِّي رَافِضِي
وقال العبدي الكوفي :
لُقِّبتُ بِالرَّفضِ لَمَّا أَنْ مَنَحتُكُمْ ** وِدِّي وَأفضَلُ مَا أَدَّعِي بِهِ لَقَبِي
source : tebyan