الفرق بين التفسير الموضوعي و التفسير الترتيبي . في السير التعليمي يقع التفسير الموضوعي بعد التفسير الترتيبي ، يجب ان يكون الإنسان أولاً في خدمة القرآن الكريم بنحو الترتيب ، أي يدرس القرآن من أوله إلى آخره ، و يكون لديه حضور ذهني و علمي ، بحيث لو طرحت آية من القرآن ، لايكون بعيد الذهن عنها .
و بعد التعرف على مضمون الآيات ، يأتي إلى التفسير الموضوعي برأسمال التفسير الترتيبي ، فيختار موضوعاً من المواضيع و يبحث حوله ، أي يقوم بجمع آيات من القرآن تحوي هذا الموضوع و يرتبها ، ثم يقوم بجمع و ترتيب الروايات الواردة في ذلك المجال ، و في المرحلة النهائية يقوم بترتيب ثالث لما تحصّل لديه من الآيات و الروايات ، حتى يستطيع تقديم ذلك بوصفه راي الإسلام و القرآن و العترة .
ان وزان التفسير الموضوعي و التفسير الترتيبي ، هو وزان شرح الحديث مع الفقه ، فعندما يجمع بعض العلماء روايات في الجوامع الأولية و المجامع اللاحقة ، يبحث بعض آخر هذه الروايات بطرح شرح الحديث و دراسة سنده ، و تحليل متن الحديث كعلم حديث ترتيبي .
ثم يختار الفقيه موضوعاً من المواضيع ـ عادة الفقه ، هو مواضيع مختارة ـ و يستفيد من هذه الأحاديث لتبيين و تعليم هذا الموضوع الفقهي ، طبعاً قد تكون بعض هذه الأحاديث في باب ، و بعضها في باب آخر ، و الشخص الذي يتولى الشرح الترتيبي للأحاديث ، يبين الباب من أوله إلى آخره ، لكنه لايستطيع الافتاء اعتماداً على باب واحد بل يجمع الفقيه الروايات المتعلقة بذلك الموضوع من أبواب متنوعة ، و كثيراً ما يدرس عدة أبواب ، حتى يستطيع ان يكون لديه ترتيب عام للروايات .
و بعد هذه المرحلة ، يزن النتيجة بالقرآن و العقل و الاجماع ، و يبيّن فتواه في ما يتعلق بذلك الموضوع الفقهي بناءّ على هذا ، فهناك تفسير موضوعي و تفسير ترتيبي ، كما أنّ هناك شرح الحديث و الفقه . فالفقه بمثابة التفسير الموضوعي للأحاديث و الروايات ، و شرح الحديث هو بمثابة التفسير الترتيبي . تقدم التفسير الترتيبي على التفسير الموضوعي :
ان القول بان التفسير الترتيبي مقدم على التفسير الموضوعي ، يعني أن من يريد بحث موضوع من وجهة نظر القرآن الكريم ، لا يستطيع أبداً استنباط موضوعه من القرآن اعتماداً على ( المعجم ) أو ( كشف المطالب ) ، ثم يسند ذلك إلى القرآن ؛ لأن هناك كثيراً من المسائل المتعلقة بذلك الموضوع لم تبيّن بتلك اللغة ، حتى يتمكن المعجم من تقديمها ،
علاوة على ذلك ، لو أراد شخص ان يكتب تفسيراً موضوعياً . و دخلت آية في محل البحث ، فعليه أن لا ينظر لهذه الآية بمعزل عن السياق السابق و اللاحق ، بل يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار السياق و الخصائص الموضوعية للآية حتى يقول : إن هذه الآية تبين الموضوع الفلاني إلى هذا الحد .
بناء على هذا يتضح ، أن التفسير الموضوعي لايمكن بدون التفسير الترتيبي ، و يمكن ذلك إذا كان الإنسان عارفاً بالموضوع ، و يستنبط من القرآن الكريم الموضوع بعد أن ينهي أولاً التفسير الترتيبي ، و يأخذ بنظر الاعتبار كل آية مع ملاحظة صدر و ذيل تلك الآية ، و كذلك تلاحظ جمع الآيات التي لها بنحو من الانحاء علاقة مع الموضوع محل البحث سواء بشكل إثبات و تأييد أو بشكل سلب و تكذيب .
اية الله جوادي املي
source : tebyan