عربي
Sunday 19th of May 2024
0
نفر 0

الاسلام منهاج خالد وكامل‏

إن الاسلام الذي هو مجموعة من المعتقدات الصحيحة والسلوك المحمودة والاخلاق الحسنة والأحكام الرصينة ونظام من الأوامر والنواهي، كان دين اللَّه من بدء الخليقة وسيبقى‌ دين اللَّه إلى نهايتها.

إن قواعد وقوانين هذا الدين كانت في كل عصر تهبط على‌ قلوب الأنبياء المباركة متناسبة وحاجات الانسان وكان هؤلاء الابرار يعرضون تلك القوانين على الناس لارشادهم.

إنّ الدين من ناحية عرض القوانين وتبيان الحلال والحرام والكشف عن الحقائق، بلغ ذروته وذلك في غدير خم عند ما نُصِّبَ الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام بإمرة المؤمنين وبالولاية على الناس ولقيادتهم وإدارة شؤونهم، فمن جهة عرض القوانين الالهية وبيان الحرام والحلال، بلغ الدين ذروة الكمال وبه استغنا الناس إلى قيام الساعة من بعث الأنبياء وانزال الكتب والاتيان بدين جديد بديلًا للاسلام فجعل البشرية في جوار حقيقة خالدة وهداهم إلى‌ واقع فاعل يتسعان بهما للاستجابة إلى مختلف متطلبات القوانين المادية والروحية.

قال جلّ من قائل:

نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 18

[الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً] «1».

وقال الامام محمد الباقر عليه السلام:

وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى‌ وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل اللَّه عزّوجلّ: [

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً] «2». «3» وعن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول:

لمّا نزل رسول اللَّه عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل فقال له: يا محمد إن اللَّه يقرئك السلام ويقول لك: قل لأمّتك: اليوم أكملت لكم دينكم بولاية علي بن أبي طالب وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ولست أُنْزِل عليكم بعد هذا، قد انزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج وهي الخامسة ولست اقبل هذه الأربعة إلّابها «4».

يجب التنبيه بهذه الحقيقة بأنّ جميع أقوال النبي صلى الله عليه و آله والأئمة من آله عليهم السلام التي وردت في المصادر المعتبرة القيمة بوصفها روايات المعتَمدين من الرواة وأحاديثهم، ما هي الا موضِّحات و مفسرات للواجبات الالهية والآيات القرآنية التي صدرت عن ينابيع العلم والمعرفة

______________________________
(1)- المائدة (5): 3.

(2)- المائدة (5): 3.

(3)- الكافي: 1/ 289، باب ما نص اللَّه عزّوجلّ ورسوله صلى الله عليه و آله، حديث 4.

(4)- تفسير العياشي: 1/ 293، ح 21؛ بحار الأنوار: 37/ 1، باب 52، ح 28.

نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 19

وأصحاب البصيرة والنظرة الثاقبة وفق الظروف الزمانية القائمة والحاجات الانسانية الماسة.

إن الانسان الذي يراد منه العقائد الصائبة والأخلاق الحسنة والأفعال الفاضلة وهو الذي يعني في باطنه وذاته، انقياد الانسان المطلق لأوامر اللَّه سبحانه وارادته؛ عند ما يتجلى‌ في مظهر الاعتقاد والايمان والاخلاق والعمل في جميع مجالات الحياة المادية والروحية للانسان، يصبح الانسان حينئذ في دائرة الاسلام بالمعنى‌ الصحيح للكلمة لهذا السبب تُضْمن سعادة الانسان في الدنيا والآخرة.

إن حالة التسليم الكامل أمام ارادة الباري- جلّ وعلا- هي حالة طلبها الأنبياء والأولياء منه سبحانه في منتهى‌ الاستغاثة والتضرع.

إن ابراهيم واسماعيل بعد بناء الكعبة رفعا أيديهما بالدعاء نحو المحبوب داعيين:

[رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ‌] «1».

ويعقوب عند الوصية يخاطب أولاده جميعاً فيقول:

[فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‌] «2».

ويوسف الصديق هكذا يطلب من رب الأرباب:

[تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ‌] «3».

______________________________
(1)- البقرة (2): 128.

(2)- البقرة (2): 132.

(3)- يوسف (12): 10

إن الاسلام الذي هو مجموعة من المعتقدات الصحيحة والسلوك المحمودة والاخلاق الحسنة والأحكام الرصينة ونظام من الأوامر والنواهي، كان دين اللَّه من بدء الخليقة وسيبقى‌ دين اللَّه إلى نهايتها.

إن قواعد وقوانين هذا الدين كانت في كل عصر تهبط على‌ قلوب الأنبياء المباركة متناسبة وحاجات الانسان وكان هؤلاء الابرار يعرضون تلك القوانين على الناس لارشادهم.

إنّ الدين من ناحية عرض القوانين وتبيان الحلال والحرام والكشف عن الحقائق، بلغ ذروته وذلك في غدير خم عند ما نُصِّبَ الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام بإمرة المؤمنين وبالولاية على الناس ولقيادتهم وإدارة شؤونهم، فمن جهة عرض القوانين الالهية وبيان الحرام والحلال، بلغ الدين ذروة الكمال وبه استغنا الناس إلى قيام الساعة من بعث الأنبياء وانزال الكتب والاتيان بدين جديد بديلًا للاسلام فجعل البشرية في جوار حقيقة خالدة وهداهم إلى‌ واقع فاعل يتسعان بهما للاستجابة إلى مختلف متطلبات القوانين المادية والروحية.

قال جلّ من قائل:

نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 18

[الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً] «1».

وقال الامام محمد الباقر عليه السلام:

وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى‌ وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل اللَّه عزّوجلّ: [

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً] «2». «3» وعن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول:

لمّا نزل رسول اللَّه عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل فقال له: يا محمد إن اللَّه يقرئك السلام ويقول لك: قل لأمّتك: اليوم أكملت لكم دينكم بولاية علي بن أبي طالب وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ولست أُنْزِل عليكم بعد هذا، قد انزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج وهي الخامسة ولست اقبل هذه الأربعة إلّابها «4».

يجب التنبيه بهذه الحقيقة بأنّ جميع أقوال النبي صلى الله عليه و آله والأئمة من آله عليهم السلام التي وردت في المصادر المعتبرة القيمة بوصفها روايات المعتَمدين من الرواة وأحاديثهم، ما هي الا موضِّحات و مفسرات للواجبات الالهية والآيات القرآنية التي صدرت عن ينابيع العلم والمعرفة

______________________________
(1)- المائدة (5): 3.

(2)- المائدة (5): 3.

(3)- الكافي: 1/ 289، باب ما نص اللَّه عزّوجلّ ورسوله صلى الله عليه و آله، حديث 4.

(4)- تفسير العياشي: 1/ 293، ح 21؛ بحار الأنوار: 37/ 1، باب 52، ح 28.

نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 19

وأصحاب البصيرة والنظرة الثاقبة وفق الظروف الزمانية القائمة والحاجات الانسانية الماسة.

إن الانسان الذي يراد منه العقائد الصائبة والأخلاق الحسنة والأفعال الفاضلة وهو الذي يعني في باطنه وذاته، انقياد الانسان المطلق لأوامر اللَّه سبحانه وارادته؛ عند ما يتجلى‌ في مظهر الاعتقاد والايمان والاخلاق والعمل في جميع مجالات الحياة المادية والروحية للانسان، يصبح الانسان حينئذ في دائرة الاسلام بالمعنى‌ الصحيح للكلمة لهذا السبب تُضْمن سعادة الانسان في الدنيا والآخرة.

إن حالة التسليم الكامل أمام ارادة الباري- جلّ وعلا- هي حالة طلبها الأنبياء والأولياء منه سبحانه في منتهى‌ الاستغاثة والتضرع.

إن ابراهيم واسماعيل بعد بناء الكعبة رفعا أيديهما بالدعاء نحو المحبوب داعيين:

[رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ‌] «1».

ويعقوب عند الوصية يخاطب أولاده جميعاً فيقول:

[فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‌] «2».

ويوسف الصديق هكذا يطلب من رب الأرباب:

[تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ‌] «3».

______________________________
(1)- البقرة (2): 128.

(2)- البقرة (2): 132.

(3)- يوسف (12): 101.

نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 20

 


source : نظام العشرة فی المنظور الاسلامی للأستاذ انصاریان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

اهل البیت فی کلام الرسول
نعمة الحياء
من معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام
سيرة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الصحابة وتحريم متعة الحج
العتبتان الحسينية والعباسية تستعدان لإقامة ...
لماذا فرض الله صيام 30 يوما على الامه؟؟
المعايير البلاغية عند الامام الصادق(عليه السلام)
لماذا لابدّ من صب اللعن على أعداء الإمام الحسين ...
في قلع الأصنام عن الكعبة

 
user comment