روى محمد بن مسلم عن الإمام محمد ا لباقر (ع) قوله:
مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن على (ع)، فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله عز وجل «4».
وروى عن الإمام الصادق (ع):
من زار قبر الحسين لله وفى الله، أعتقه الله من النار، وآمنه يوم الفزع الأكبر، ولم يسأل الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاه «5».
وروى عنه (ع) أيضاً:
من لم يأت قبر الحسين حتى يموت كان منتقص الدين،
______________________________
(1) وسائل الشيعة: 4/ 324.
(2) تهذيب الأحكام: 6/ 9، باب 3، حديث 11؛ المناقب: 3/ 365؛ وسائل الشيعة: 367: 14، باب 18، حديث 19404؛ بحار الأنوار: 97/ 194، باب 5، حديث 9.
(3) المقنعة: 474، باب 20؛ تهذيب الأحكام: 6/ 78، باب 26، حديث 1؛ وسائل الشيعة: 14/ 543، باب 79، حديث 19784؛ بحار الأنوار: 97/ 145، باب 1، حديث 34.
(4) كامل الزيارات: 121؛ جامع الأخبار: 23، الفصل الحادى عشر؛ بحار الأنوار: 98/ 3، باب 1، حديث 8.
(5) كامل الزيارات: 145، باب 57، حديث 7؛ بحار الأنوار: 98، باب 3، حديث 9.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 459
منتقص الإيمان وإن أدخل الجنة كان دون المؤمنين فى الجنة «1». وقال الإمام الرضا (ع):
من زار قبر الحسين بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه «2».
وعن أبى جعفر (ع) قال: أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتى تسيل على خدّه بوّأه الله بها فى الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً.
وعن أبى عبدالله (ع) قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرّم الله وجهه على النار.
وعن الريّان بن شبيب قال: دخلت على الرضا (ع) فى أوّل يوم من المحرّم فقال لى: يا ابن شبيب أصائم أنت فقلت: لا، فقال: إنَّ هذا اليوم هو اليوم الذى دعا فيه زكريا ربّه عزّ وجلّ فقال: ربِّ هب لى من لدنك ذرّية طيبة إنّك سميع الدعاء فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى، فمن صام هذا اليوم ثمّ دعا الله عزّ وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا (ع).
ثم قال: يا ابن شبيب إنّ المحرّم هو الشهر الذى كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا فى هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً.
يا ابن شبيب إن كنت باكياً لشىء فابك للحسين بن على بن
______________________________
(1) كامل الزيارات: 193، باب 78، حديث 2؛ كتاب المزار: 56، باب 26، حديث 2؛ بحار الأنوار: 98/ 4، باب 1، حديث 14.
(2) ثواب الأعمار وعقاب الأعمال: 85؛ مستدرك الوسائل: 10/ 250، باب 26، حديث 11948.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 460
أبى طالب (عليهما السلام) فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلًا، ما لهم فى الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم يا لثارات الحسين.
يا ابن شبيب لقد حدثنى أبى، عن أبيه، عن جده أنه لما قتل جدى الحسين أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر، يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً، قليلًا كان أو كثيراً.
يا ابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله عزّ وجلّ ولا ذنب عليك، فزُر الحسين (ع)، يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية فى الجنة مع النبى صلى الله عليه وآله فالعن قتلة الحسين.
يا ابن شبيب إن سرّك أن يكن لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته يا ليتنى كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً
يا ابن شبيب إن سرّك أن تكون معنا فى الدرجات العُلى من الجنان، فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلًا تولّى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة «1».
24
مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبى عمير، عن عبدالله بن حسّان، عن [ابن] أبى شعبة، عن عبدالله بن غالب قال: دخلت على أبى عبدالله (ع) فأنشدته مرثية الحسين بن على (عليهما السلام) فلما انتهيت إلى هذا الموضع:
لبلية تسقو حُيناً بسمقاة الثرى غير التراب
______________________________
(1) أمالى الصدوق: المجلس 27 الرقم 5؛ عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 299.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 461
صاحت باكية من وراء الستر: يا أبتاه «1».
وعن أبى هارون المكفوف قال: دخلت على أبى عبدالله (ع) فقال لى: أنشدنى، فأنشدته فقال: لا، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره، فأنشدته
أمرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكيّة
قال فلمّأ بكى أمسكن أنا فقال: مرَّ فمررت: قال: ثمّ قال زدنى قال: فأنشدته:
يا مريم قومى واندبى مولاك وعلى الحسين فأسعدى ببكاك
قال: فبكى وتهايج النساء قال: فلمّا أن سكتن قال لى: يا با هارون من أنشد فى الحسين فأبكى عشرة [فله الجنة] ثمّ جعل ينتقص واحداً واحداً حتى بلغ الواحد فقال: من أنشد فى الحسين فأبكى واحداً فله الجنّة ثمّ قال: من ذكره فبكى فله الجنّة.
وروى عن أبى عبدالله (ع) قال: لكلِّ سرّ ثواب إلا الدمعة فينا.
أى لكل شىء من الطاعة ثواب مقدّر إلا الدمعة فيهم فإنه لا تقدير لثوابها.
قال أمير المؤمنين (ع): إن الله تبارك وتعالى أطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصرونا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منّا وإلينا.
وعن ابن عباس قال: قال علىٌّ لرسول الله (ص): يا رسول الله إنّك لتحبُّ عقيلًا؟ قال: إى والله إنّى لأحبه حبين: حباً له وحباً لحبّ أبى طالب له وإن ولده لمقتول فى محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلى عليه الملائكة المقربون، ثم بكى رسول الله حتى جرت دموعه على صدره ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتى من
______________________________
(1) كامل الزيارات: ص 105.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 462
بعدى.
قال ابن طاووس: روى عن آل الرسول (ص) أنهم قالوا: من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنّة، ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة، ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة، ومن بكى وأبكى عشرة فله الجنة، ومن بكى وأبكى واحداً فله الجنة، ومن تباكى فله الجنة.
وعن أبى هارون المكفوف قال: قال لى أبو عبدالله (ع): يا با هارون أنشدنى فى الحسين (ع) قال: فأنشدته قال: فقال لى: أنشدنى كما تنشدون يعنى بالرقة، قال: فأنشدته: