عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

الاستعاذة بالله طريق النجاة من الشيطان

من دعاء أبي حمزة الثماليّ: "اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الكسل والفشل، والهمّ والحزن، والجبن والبخل، والغفلة والقسوة، والذلّة والمسكنة، والفقر والفاقة، وكلّ بليّة والفواحش ما ظهر منها وما بطن. وأعوذ بك من نفس لا تقنع، وبطن لا يشبع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، وعمل لا ينفع، وأعوذ
الاستعاذة بالله طريق النجاة من الشيطان

من دعاء أبي حمزة الثماليّ:

"اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الكسل والفشل، والهمّ والحزن، والجبن والبخل، والغفلة والقسوة، والذلّة والمسكنة، والفقر والفاقة، وكلّ بليّة والفواحش ما ظهر منها وما بطن. وأعوذ بك من نفس لا تقنع، وبطن لا يشبع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، وعمل لا ينفع، وأعوذ
لقد تحوّل إبليس من صفوف الجنّ العابدين لله تعالى، ومن منزلة الملائكة المكرّمين الّتي أعطاه الله تعالى إياها لحسن عبادته، إلى منزلة الصاغرين والشياطين، وذلك بسبب استكباره ومنازعته لكبرياء الله العزيز الجبّار، وإصراره على رفض الأمر الإلهيّ بالسجود لآدم عليه السلام.
وقد سرد لنا النصّ القرآني الحوار الذي جرى بين الله تعالى وإبليس، لكي نعتبر من عواقب تمرّد إبليس على الأوامر الإلهيّة. قال تعالى: ﴿ولقدْ خلقْناكُمْ ثُمّ صوّرْناكُمْ ثُمّ قُلْنا لِلْملآئِكةِ اسْجُدُواْ لآدم فسجدُواْ إِلاّ إِبْلِيس لمْ يكُن مِّن السّاجِدِين * قال ما منعك ألاّ تسْجُد إِذْ أمرْتُك قال أناْ خيْرٌ مِّنْهُ خلقْتنِي مِن نّارٍ وخلقْتهُ مِن طِينٍ * قال فاهْبِطْ مِنْها فما يكُونُ لك أن تتكبّر فِيها فاخْرُجْ إِنّك مِن الصّاغِرِين * قال أنظِرْنِي إِلى يوْمِ يُبْعثُون * قال إِنّك مِن المُنظرِين * قال فبِما أغْويْتنِي لأقْعُدنّ لهُمْ صِراطك الْمُسْتقِيم * ثُمّ لآتِينّهُم مِّن بيْنِ أيْدِيهِمْ ومِنْ خلْفِهِمْ وعنْ أيْمانِهِمْ وعن شمآئِلِهِمْ ولا تجِدُ أكْثرهُمْ شاكِرِين * قال اخْرُجْ مِنْها مذْؤُومًا مّدْحُورًا لّمن تبِعك مِنْهُمْ لأمْلأنّ جهنّم مِنكُمْ أجْمعِين﴾(1).
وهذا أمير المؤمنين عليه السلام يدعونا إلى التأمُّل والاعتبار من هذه القصّة: "فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد الجميل، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يُدرى أمِن سنيّ الدنيا أم مِن سنيّ الآخرة عن كِبر ساعة واحدة"(2).

عداوة الشيطان للإنسان

منذ لحظة انتماء إبليس اللعين إلى عالم الشياطين، أصبح عدوّاً للإنسان وبدأ يتوعّده بإغوائه عن طاعة الله تعالى من جميع الجهات والأحوال: ﴿قال فبِما أغْويْتنِي لأقْعُدنّ لهُمْ صِراطك الْمُسْتقِيم * ثُمّ لآتِينّهُم مِّن بيْنِ أيْدِيهِمْ ومِنْ خلْفِهِمْ وعنْ أيْمانِهِمْ وعن شمآئِلِهِمْ ولا تجِدُ أكْثرهُمْ شاكِرِين﴾(3).
بل لم يكتفِ إبليس بهذا الوعيد فقط حتّى أنّه أقسم بربّ العزّة على إضلال الناس وغوايتهم، إذ قال: ﴿فبِعِزّتِك لأُغْوِينّهُمْ أجْمعِين﴾.
يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الشياطين أكثر على المؤمنين من الزنابير على اللحم"(4).
ولذا فإنّ ربّ العزّة والجلال قد حذّرنا مراراً في محكم كتابه العزيز من وسوسة الشيطان ومكائده، قائلاً: ﴿إِنّ الشّيْطان لكُمْ عدُوٌّ فاتّخِذُوهُ عدُوًّا إِنّما يدْعُو حِزْبهُ لِيكُونُوا مِنْ أصْحابِ السّعِيرِ﴾(5)،
وقائلاً: ﴿وقُل لِّعِبادِي يقُولُواْ الّتِي هِي أحْسنُ إِنّ الشّيْطان ينزغُ بيْنهُمْ إِنّ الشّيْطان كان لِلإِنْسانِ عدُوًّا مُّبِينً﴾(6).
بل قد نهانا المولى عزّ وجلّ عن اتّباع الشيطان وما يزيّنه لنا من ملذّات الدنيا وشهواتها، لأنّه عدوّنا وباتّباعه وتصديقه سوف يأمرنا بمعصية الله وارتكاب الفحشاء والمنكر: ﴿يا أيُّها الّذِين آمنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كآفّةً ولا تتّبِعُواْ خُطُواتِ الشّيْطانِ إِنّهُ لكُمْ عدُوٌّ مُّبِينٌ﴾(7)، وقال: ﴿يا أيُّها الّذِين آمنُوا لا تتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيْطانِ ومن يتّبِعْ خُطُواتِ الشّيْطانِ فإِنّهُ يأْمُرُ بِالْفحْشاء والْمُنكرِ﴾(8).
هذا وقد دعانا الله تعالى إلى عبادته وحده فقط، وأن لا نعبد الشيطان: ﴿ألمْ أعْهدْ إِليْكُمْ يا بنِي آدم أن لّا تعْبُدُوا الشّيْطان إِنّهُ لكُمْ عدُوٌّ مُّبِينٌ﴾(9).
يروي الإمام عليّ عليه السلام: "أنّ رجلاً كان يتعبّد في صومعة، وأنّ امرأة كان لها إخوة فعرض لها شيء فأتوه بها، فزيّنت له نفسه فوقع عليها، فجاءه الشيطان فقال: اقتلها فإنّهم إن ظهروا عليك افتضحت، فقتلها ودفنها، فجاؤوه فأخذوه فذهبوا به، فبينما هم يمشون إذ جاءه الشيطان فقال: إنّي أنا الّذي زيّنت لك فاسجد لي سجدة أُنجيك، فسجد له، فذلك قوله تعالى: ﴿كمثلِ الشّيْطانِ إِذْ قال لِلْإِنسانِ اكْفُرْ فلمّا كفر قال إِنِّي برِيءٌ مِّنك إِنِّي أخافُ الله ربّ الْعالمِين﴾"(10).
كما أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قد نبّهنا على ذلك، عندما قال: "احذروا عدوّاً نفذ في الصدور خفيّاً، ونفث في الآذان نجيّاً"(11). وكذلك ما نقرؤه في مناجاة الشاكين للإمام زين العابدين عليه
السلام: "إلهي أشكو إليك عدوّاً يُضلّني، وشيطاناً يغويني، قد ملأ بالوسواس صدري، وأحاطت هواجسه بقلبي، يُعاضد لي الهوى، ويُزيّن لي حبّ الدنيا، ويحول بيني وبين الطاعة والزلفى"(12).
إلّا أنّه بالرغم من تكرار التحذير الإلهيّ وإرشادات أهل البيت عليهم السلام لنا وتنبيهنا من خطورة عداوة الشيطان، فإنّ الله جلّ جلاله قال في الكتاب العزيز: ﴿وقلِيلٌ مِّنْ عِبادِي الشّكُورُ﴾(13)، ما يعني أن أكثرنا عرضةٌ للسقوط في مكائد الشيطان الرجيم، ومن ثمّ الانحراف عن الخطّ المستقيم، ونصبح من عداد المغضوب عليهم ومن الّذين قد ضلّوا طريق الحقّ، مع أنّنا ندعو الله سبحانه في صلاتنا اليوميّة لهدايتنا للصراط المستقيم، ونستعين به عزّ وجلّ على ذلك: ﴿إِيّاك نعْبُدُ وإِيّاك نسْتعِينُ * اهدِنا الصِّراط المُستقِيم * صِراط الّذِين أنعمت عليهِمْ غيرِ المغضُوبِ عليهِمْ ولا الضّالِّين﴾(14).
ولكنّ رحمة الله تعالى ولطفه بنا أكبر من مكائد الشيطان، قال تعالى: ﴿ولوْلا فضْلُ اللهِ عليْكُمْ ورحْمتُهُ لاتّبعْتُمُ الشّيْطان إِلاّ قلِيل﴾(15)، وقال: ﴿ولقدْ صدّق عليْهِمْ إِبْلِيسُ ظنّهُ فاتّبعُوهُ إِلّا فرِيقًا مِّن الْمُؤْمِنِين﴾(16).
والمؤمنون المخلصون لله تعالى لا سلطان للشيطان عليهم، كما يقول المولى تعالى: ﴿فإِذا قرأْت الْقُرْآن فاسْتعِذْ بِاللّهِ مِن الشّيْطانِ الرّجِيمِ * إِنّهُ ليْس لهُ سُلْطانٌ على الّذِين آمنُواْ وعلى ربِّهِمْ يتوكّلُون * إِنّما سُلْطانُهُ على الّذِين يتولّوْنهُ والّذِين هُم بِهِ مُشْرِكُون ﴾(17)
إلّا أنّه لا بدّ أن نخاطب أنفسنا: من هؤلاء الذين يغويهم الشيطان ويتمكّن منهم؟ وكيف يكون له ذلك؟ هل لقوّة مكر الشيطان أم لضعف إيمان الإنسان؟ أم الأمرين معاً؟!

مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان

إنّ وسوسة الشيطان ومكائده لا تقتصر فقط على المشركين والمنافقين، بل نشاطه الشيطانيّ تجاه المؤمنين بالله تعالى أكثر من غيرهم، حيث بمجرّد أن يجد نقطة ضعف لديهم، فإنّه يستغلّ الفرص، ويأتي بحيل مختلفة، فيُلقي عليهم حبال مكائده ويُسوّل لهم، وما إن يستدرجهم إلى فخّ الإغواء حتّى يُملي عليهم ما يُريده. قال تعالى: ﴿إِنّ الّذِين ارْتدُّوا على أدْبارِهِم مِّن بعْدِ ما تبيّن لهُمُ الْهُدى الشّيْطانُ سوّل لهُمْ وأمْلى لهُمْ﴾(18)، وقال أيضاً: ﴿الشّيْطانُ يعِدُكُمُ الْفقْر ويأْمُرُكُم بِالْفحْشاء واللهُ يعِدُكُم مّغْفِرةً مِّنْهُ وفضْلاً واللهُ واسِعٌ علِيمٌ﴾(19)، ﴿يعِدُهُمْ ويُمنِّيهِمْ وما يعِدُهُمُ الشّيْطانُ إِلاّ غُرُورً﴾(20).
ويقول الإمام عليّ عليه السلام: "أُقسم بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ الشيطان إذا حمل قوماً على الفواحش مثل الزنا وشرب الخمر والربا وما أشبه ذلك من الخنى والمأثم، حبّب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود، ثمّ حملهم على ولاية الأئمة الذين يدعون إلى النار"(21).
ومن صور مكائد الشيطان ووسوسته الخبيثة والماكرة، نذكر ما يلي:
1- إنّ أعظم عمل يقوم به المؤمن فينزعج منه الشيطان ويتفجّر غضباً، هو ذكر الله تعالى وطلب المغفرة منه، لأنّه فيه مطردة للشيطان كما يقول الإمام عليّ عليه السلام: "ذكر الله مطردة الشيطان"(22).
لذا فإنّ الشيطان وحزبه يضعون كلّ مكائدهم وحيلهم في سبيل منع ذكر الله تعالى، والاستحواذ على المؤمن وجعله يعيش حالة الغفلة والخسران. قال تعالى: ﴿سْتحْوذ عليْهِمُ الشّيْطانُ فأنساهُمْ ذِكْر اللهِ أُوْلئِك حِزْبُ الشّيْطانِ ألا إِنّ حِزْب الشّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُون﴾(23).
أمّا الذين يذكرون الله تعالى ويستغفرونه، حتماً فإنّ المعادلة الإلهيّة معهم مختلفة تماماً، قال الله سبحانه: ﴿والّذِين إِذا فعلُواْ فاحِشةً أوْ ظلمُواْ أنْفُسهُمْ ذكرُواْ اللّه فاسْتغْفرُواْ لِذُنُوبِهِمْ ومن يغْفِرُ الذُّنُوب إِلاّ اللّهُ ولمْ يُصِرُّواْ على ما فعلُواْ وهُمْ يعْلمُون * أُوْلئِك جزآؤُهُم مّغْفِرةٌ مِّن رّبِّهِمْ وجنّاتٌ تجْرِي مِن تحْتِها الأنْهارُ خالِدِين فِيها ونِعْم أجْرُ الْعامِلِين﴾(24).
يقول الإمام الصادق عليه السلام: "لمّا نزلت هذه الآية: ﴿والّذِين إِذا فعلُواْ فاحِشةً...﴾
صعد إبليس جبلاً بمكّة يُقال له: ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيّدنا لِم دعوتنا؟
قال: نزلت هذه الآية، فمن لها؟
فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا،
قال: لست لها،
فقام آخر فقال مثل ذلك،
فقال: لست لها،
فقال الوسواس الخنّاس: أنا لها،
قال: بماذا؟
قال: أعدهم وأمنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتُهم الاستغفار،
فقال: أنت لها فوكّله بها إلى يوم القيامة"(25).
لذا لا بُدّ من المداومة على ذكر الله تعالى على كلّ حال، لكي لا نترك للشيطان وحزبه أيّ منفذ أو نقطة ضعف فينا فيستغلّها، قال الإمام الصادق عليه السلام: "ما من شيء إلّا وله حدّ ينتهي إليه إلّا الذكر، فليس له حدّ ينتهي إليه، فرض الله عزّ وجلّ الفرائض فمن أدّاهنّ فهو حدّهنّ، وشهر رمضان فمن صامه فهو حدّه والحجّ فمن حجّ فهو حدّه، إلّا الذكر فإنّ الله عزّ وجلّ لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدّاً ينتهي إليه، ثمّ تلا هذه الآية ﴿يا أيُّها الّذِين آمنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كثِيرًا * وسبِّحُوهُ بُكْرةً وأصِيلاً﴾"(26).
2- إغراء الإنسان بارتكاب الذنوب والمعاصي، وذلك عبر تزيين الأعمال السيّئة على أنّها أعمال حسنة، كما قال تعالى: ﴿أفمن زُيِّن لهُ سُوءُ عملِهِ فرآهُ حسنًا..﴾(27).
أو استصغار الذنوب واستحقارها، وتصويرها على أنّ القيام بها لا يضرّ ولا يعجّل العقاب الإلهيّ وسخطه، يروي الإمام الكاظم عليه السلام: "إنّ المسيح عليه السلام قال للحواريّين: إنّ صغار الذنوب ومحقّراتها من مكائد إبليس، يُحقّرها لكم ويُصغّرها في أعينكم فتجتمع وتكثر فتحيط بكم".
يقول الإمام الصادق عليه السلام: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ائتوا بحطب.
فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب.
قال: فليأت كلّ إنسان بما قُدِّر عليه، فجاءوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إيّاكم والمحقّرات من الذنوب، فإنّ لكلّ شيء طالباً، ألا وإنّ طالبها يكتب: ﴿ما قدّمُوا وآثارهُمْ وكُلّ شيْءٍ أحْصيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ﴾.
ويروي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بينما موسى عليه السلام جالساً إذ أقبل إبليس...
قال موسى عليه السلام: فأخبرني بالذنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟
قال إبليس: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغُر في عينه ذنبه"(28).
نُلاحظ في الرواية أنّ إبليس اللعين يتحدّث عن العُجب، وهي مسألة في غاية الخطورة، لا سيّما أنّ الشيطان لا يأتي المؤمن من جهة إغوائه بالزنا أو السرقة وما شابه ذلك، لأنّ الشيطان يُدرك أنّ المؤمن يخاف الله سبحانه ولا يُمكن ببساطة أن يعصي الله في هكذا أمور، لذا الشيطان يأتيه من باب آخر أكثر حساسيّة بالنسبة للمؤمن، وهو باب الإعجاب بالنفس والإعجاب بعبادته لله وطاعته، فضلاً عن حبّ الإطراء والمديح، ويرى نفسه مستحقّاً للثناء ويمنّ على الله بأن يعطيه الأجر والثواب، اعتقاداً منه بأنّه أصبح في مقام المقرّبين لله وخاصّته.
وهذا ما حذّر منه أمير المؤمنين عليه السلام - في كتابه للأشتر - قائلاً: "إيّاك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يُعجبك منها، وحبّ الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين"(29).
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: "أعدى عدوّك نفسك الّتي بين جنبيك".
ولذا لا ننس أن نردّد دوماً دعاء سيّد الساجدين عليه السلام: "اللّهمّ!... وأعوذ بك من نفس لا تقنع"، لأنّ النفس والعياذ بالله كما يصفها القرآن: ﴿.. إِنّ النّفْس لأمّارةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ ما رحِم ربِّي إِنّ ربِّي غفُورٌ رّحِيمٌ﴾(30).
3- كما إنّ من مصائد الشيطان ومكائده، خداع الإنسان ودفعه نحو حضور مجالس اللّهو والغناء، ومجالس البطّالين، ومجالس تضييع الوقت والعمر بلا فائدة تُذكر غير إحصاء عثرات الناس وكشف عوراتهم، وما انتشار ظاهرة ما يُسمّى بـ(سهرات الأرجيلة) إلّا نموذجاً سيّئاً جدّاً في أيّامنا هذه، لا سيّما أنّه اعتاد عليها- للأسف الشديد - المؤمنون والمؤمنات أكثر من غيرهم وبشكل واسع جدّاً ومستغرب، الأمر الّذي يعكس صورة سلبيّة عن كيفيّة تمضية هؤلاء لأوقات راحتهم والترفيه عن أنفسهم، تلك الأوقات المقدّسة الّتي أرادها لنا الإسلام أن تكون متنفّساً لنا من ضغوط الحياة ومشقّاتها، وأن نستعيد فيها طاقتنا الإيمانيّة والجسديّة ونجدّدهما، لكي ننطلق مجدّداً من رحاب طاعة الله إلى رحاب طاعة الله.
هكذا أراد الإسلام من المؤمن، حتّى في وقت راحته أن يكون في طاعة الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من ساعة تمرّ بابن آدم لم يُذكر الله فيها إلّا حسر عليها يوم القيامة"(31).
دعونا نقرأ وصف أمير المؤمنين عليه السلام حقيقة هكذا مجالس، حينما يقول: "مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان ومحضرة للشيطان"(32)، وعنه عليه السلام قال: "كلّ ما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر"(33).
ولعلّ هذه المجالس قد تكون مصداقاً للعمل الّذي يستعيذ منه الإمام زين العابدين عليه السلام بالله: "اللّهم!... وأعوذ بك من عمل لا ينفع".
إلّا أنّه كما قال هو عليه السلام أيضاً- في دعائه-: "فلولا أنّ الشيطان يختدعهم عن طاعتك ما عصاك عاصٍ، ولولا أنّه صوّر لهم الباطل في مثال الحقّ ما ضلّ عن طريقك ضالّ"(34).
ويقول الإمام عليّ عليه السلام: "الشيطان موكّل به- أي العبد- يُزيّن له المعصية ليركبها، ويُمنّيه التوبة ليسوّفها"(35).
4- يدعو الإمام زين العابدين عليه السلام في دعاء أبي حمزة الثماليّ: "اللّهم!.. وأعوذ بك من بطنٍ لا يشبع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن دعاء لا يُسمع"، الأمر الّذي يجعلنا ندرك جيّداً أنّ من مكائد الشيطان حثّنا على كثرة الأكل والإفراط فيه،فضلاً عن كثرة النوم والفراغ.. لأنّ كلّ ذلك يؤدّي إلى فساد النفس وما يترتّب عليه من قسوة القلب وموته.
ولهذا، دعونا نستيقظ من الغفلة ونحيِ قلوبنا بإمعان بصائرنا في إرشادات أولياء الله تعالى ووصاياهم لنا.. نعم لنا يُوجّه الخطاب لا للجماد والحيوان.. خطاباً يُحذّرنا كلّ التحذير من مساوئ البطنة والشبع وما ينتج عنهما، فأمعنوا النظر فيها بعين القلب والتأمّل بعين العقل ولو قليلاً:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تُميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإنّ القلب يموت كالزرع إذا كثُر عليه الماء"(36).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "جاهدوا أنفسكم بقلّة الطعام والشراب، تُظلّكم الملائكة ويفرّ عنكم الشيطان"(37).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم - أيضاً- قال: "لا تشبعوا فيُطفأ نور المعرفة من قلوبكم"(38).
وقال السيّد المسيح عليه السلام: "يا بني إسرائيل، لا تُكثروا الأكل، فإنّه من أكثر الأكل أكثر النوم، ومن أكثر النوم أقلّ الصلاة، ومن أقلّ الصلاة كُتب من الغافلين"(39).
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "ليس شيء أضرّ لقلب المؤمن من كثرة الأكل، وهي مورثة لشيئين: قسوة القلب، وهيجان الشهوة"(40).
وعنه عليه السلام - في حديث جرى بين النبيّ يحيى عليه السلام وإبليس-: "فقال له يحيى عليه السلام: ما هذه المعاليق؟
فقال إبليس: هذه الشهوات الّتي أُصيب بها ابن آدم،
فقال عليه السلام: هل لي منها شيء؟
فقال إبليس: ربما شبعت فشغلناك عن الصلاة والذكر.
قال عليه السلام: لله عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبداً.
وقال إبليس: لله عليّ أن لا أنصح مسلماً أبداً..
ثم قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: "لله على جعفر وآل جعفر أن لا يملأوا بطونهم من طعام أبداً، ولله على جعفر وآل جعفر أن لا يعملوا للدنيا أبداً"(41).
ثم إنّه لا يجوز التبذير والإسراف في الطعام، لكي لا نكون مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنّ الْمُبذِّرِين كانُواْ إِخْوان الشّياطِينِ وكان الشّيْطانُ لِربِّهِ كفُورً﴾(42).
لنسأل أنفسنا كم هو حجم فظاعة التبذير والإسراف على موائدنا؟ لا سيّما في شهر التدرّب على الاقتصاد والتدبير (لا التبذير، انتبه!) في شهر رمضان.. لا سيّما عندما يحلّ علينا مسؤول من هنا أو صاحب مكانة مرموقة في المجتمع من هناك!
حينها تقع المصيبة الكبرى، حين نشكو لله تعالى سوء فقرنا وفاقتنا!
وكأنّنا لم نقرأ أو نسمع قول أمير المؤمنين عليه السلام: "التبذير عنوان الفاقة"(43).
وكأنّنا لم نُردّد في سحر ذلك الشهر الكريم، دعاء أبي حمزة الثماليّ: "اللهمّ!.. إنّي أعوذ بك من الفقر والفاقة".
نعم، لا بُدّ أن نُدرك جيّداً أنّ هناك فرقاً بين أن نُنفق أموالنا فيما يُرضي الله تعالى كالإنفاق على الجهاد في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمته، وبين الإنفاق على شيء في غير طاعة الله، كالإنفاق على إحياء ليلة رأس السنة الميلاديّة والاحتفاء بها بمختلف الوسائل من زينة ولباس سهرة ورقص وغناء وخمور وغيرها..
هذا بدل أن نجعل من رأس السنة محطّة لإجراء جردة حساب فيما قدّمناه من طاعة مزجاة بين يدي الله تعالى خلال عام مضى من عمرنا المحدود، فضلاً عن محاسبة النفس على كلّ تقصير،واستغفاره من كلّ ذنب، وشكره في الوقت ذاته على توفيقنا إلى مرضاته عزّ وجلّ..
روي عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿ولا تُبذِّرْ تبْذِيرً﴾: "من أنفق شيئاً في غير طاعة الله فهو مبذِّر، ومن أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد"(44).

هل أنا من حزب الله أم من حزب الشيطان؟

منذ تمرّد إبليس على الأوامر الإلهيّة، انقسم العالم إلى حزبين: حزب الله وحزب الشيطان.
أمّا حزب الله فهم أولئك السائرون على خطّ ولاية الله تعالى ورسوله وأهل البيت عليهم السلام، والمتمسّكون بنهجهم ومدرستهم، مدرسة القرب من الله سبحانه والتزام الطاعة وأداء التكليف الإلهيّ.. فرضي الله عنهم حينما قال: ﴿رضِي اللهُ عنْهُمْ ورضُوا عنْهُ أُوْلئِك حِزْبُ اللهِ ألا إِنّ حِزْب اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾(45).
حزب الله هم أولئك الّذين تحدّث عنهم القرآن الكريم وبشّرهم بالفوز والنصر والفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ومن يتولّ الله ورسُولهُ والّذِين آمنُواْ فإِنّ حِزْب اللهِ هُمُ الْغالِبُون﴾(46).
وأمّا حزب الشيطان فهم أولئك البائسون الخاسرون المذنبون التائهون في ظلمات الدنيا وملذّاتها الفانية.. قال تعالى: ﴿إِنّ الشّيْطان لكُمْ عدُوٌّ فاتّخِذُوهُ عدُوًّا إِنّما يدْعُو حِزْبهُ لِيكُونُوا مِنْ أصْحابِ السّعِيرِ﴾(47).
حزب الشيطان هم أولئك الّذين: ﴿اسْتحْوذ عليْهِمُ الشّيْطانُ فأنساهُمْ ذِكْر اللهِ أُوْلئِك حِزْبُ الشّيْطانِ ألا إِنّ حِزْب الشّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُون﴾(48).
هل سألنا أنفسنا يوماً إلى أيّ الحزبين ننتمي؟!
هل ننتمي إلى حزب الله أم ننتمي إلى حزب الشيطان؟
وإذا أردنا الجواب القاطع والحاسم وغير الملتبس، علينا أن نعود إلى المنبع الطاهر والفكر الأصيل فكر محمّد وآل محمّد عليه السلام، لنعرف نحن من أين وفي أين وإلى أين.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليوالِ عليّاً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتمّ بالأئمّة الهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي... حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله عزّ وجلّ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان"(49).
ويقول وصيّ النبيّ الإمام عليّ عليه السلام: "أيسرّك أن تكون من حزب الله الغالبين؟ اتّقِ الله سبحانه وأحسن في كلّ أمورك، فإنّ الله مع الّذين اتقوا والّذين هم محسنون"(50).
وعنه عليه السلام: "عليكم بالتمسّك بحبل الله وعروته، وكونوا من حزب الله ورسوله، والزموا عهد الله وميثاقه عليكم، فإنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً"(51).
وعنه عليه السلام: "طوبى لنفسٍ أدّت إلى ربّها فرضها... في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربّهم شفاههم، وتقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم، أولئك حزب الله، ألا إنّ حزب الله هم المفلحون"(52).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في جلد رجل ونشاطه، لمّا قال أصحابه فيه: لو كان هذا في سبيل الله-: "إن كان خرج يسعى على وُلده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيل الشيطان"(53).
إذاً عندما نعرف كلّ هذا، وكيف السبيل إلى خطّ حزب الله، نكون في الوقت عينه تجنّبنا خطّ حزب الشيطان. عندها تُحدّد هويّتنا الحقيقيّة، كما يقول الإمام الصادق عليه السلام: "نحن وشيعتنا حزب الله، وحزب الله هم الغالبون"(54).

كيف نستعيذ بالله من الشيطان؟

قال تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿وقُل رّبِّ أعُوذُ بِك مِنْ همزاتِ الشّياطِينِ * وأعُوذُ بِك ربِّ أن يحْضُرُونِ﴾(55)، وقال: ﴿قُلْ أعُوذُ بِربِّ النّاسِ * ملِكِ النّاسِ * إِلهِ النّاسِ * مِن شرِّ الْوسْواسِ الْخنّاسِ﴾(56).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: "أغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية"(57).
إنّ كلمة (الاستعاذة) هي بمعنى: العوذ، أي اللجوء والاحتماء من ضرر أو خوف وما شابه ذلك. ولذا فإنّ الله تعالى يطلب منّا أن نستعيذ به من همزات الشيطان وإغوائه، لأنّه جلّ جلاله هو القادر على أن يعصمنا من شرّ الشيطان ويدفعه عنّا.
وهنا لا بُدّ أن نُدرك حقيقة أنّ الشيطان رغم امتلاكه عدّة وسائل شيطانيّة ومتنوِّعة، إلّا أنّ كيده في الواقع ضعيف وهزيل أمام الإنسان الثابت في إيمانه بالله العزيز الجبّار، والمستعين به في كلّ الأهوال والأحوال. وهذا ما أكّده القرآن الكريم لنا: ﴿.. إِنّ كيْد الشّيْطانِ كان ضعِيفً﴾(58)، وفي قوله: ﴿إِنّهُ ليْس لهُ سُلْطانٌ على الّذِين آمنُواْ وعلى ربِّهِمْ يتوكّلُون﴾(59).
والشيطان الرجيم يعترف بتلك الحقيقة، كما جاء في النصّ القرآنيّ: ﴿وما كان لِي عليْكُم مِّن سُلْطانٍ إِلاّ أن دعوْتُكُمْ فاسْتجبْتُمْ لِي فلا تلُومُونِي ولُومُواْ أنفُسكُم﴾(60).
نعم، من يتبّع الشيطان ويتولّه يكنْ للشيطان سلطان عليه، قال تعالى: ﴿إِنّما سُلْطانُهُ على الّذِين يتولّوْنهُ والّذِين هُم بِهِ مُشْرِكُون﴾(61)، قال: ﴿إِنّ عِبادِي ليْس لك عليْهِمْ سُلْطانٌ إِلاّ منِ اتّبعك مِن الْغاوِين﴾(62). بل الشيطان يتبرّأ يوم القيامة ممّن اتّبعه: ﴿وقال الشّيْطانُ لمّا قُضِي الأمْرُ إِنّ الله وعدكُمْ وعْد الْحقِّ ووعدتُّكُمْ فأخْلفْتُكُمْ﴾(63).
إذاً لا بُدّ أن نستعيذ بالله تعالى ونعتصم به من مكر الشيطان لكي نُبعد شرّه عنّا، وقد أرشدنا أهل البيت عليه السلام إلى عدّة أمور في هذا الصدد:
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "قال إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهنّ حيلة، وسائر الناس في قبضتي:
من اعتصم بالله عن نيّة صادقة واتّكل عليه في جميع أموره.
ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره.
ومن رضي لأخيه المؤمن بما يرضاه لنفسه.
ومن لم يجزع على المصيبة حين تُصيبه.
ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتمّ لرزقه".
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم تباعد المشرق من المغرب؟
قالوا: بلى.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "الصوم يُسوّد وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحبّ في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره، والاستغفار يقطع وتينه"(64).
كما لا ننسى في نهاية هذا الحديث أن نُشير إلى مسألة هامّة في حياتنا، وهي أنّ الشياطين ليسوا من الجنّ فقط، بل هناك من الإنس من تلبّسهم الشيطان، وأصبح شرّهم أعظم من شرّه، قال تعالى:
﴿قُلْ أعُوذُ بِربِّ الْفلقِ * مِن شرِّ ما خلق﴾(65).
وهذا كليم الله موسى عليه السلام قد استعاذ بالله من شرّ وتكبّر فرعون: ﴿وقال مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِربِّي وربِّكُم مِّن كُلِّ مُتكبِّرٍ لّا يُؤْمِنُ بِيوْمِ الْحِسابِ﴾(66).
كما أنّ الإمام الخمينيّ قال كلمته المدوّية الّتي زلزلت عرش فرعون العصر أميركا وربيبتها الجرثومة السرطانيّة إسرائيل، قالها الإمام صراحةً: "أميركا الشيطان الأكبر"، بل أكّد الإمام على أنّ: "كلّ مصائبنا من أمريكا".
أعاذ الله أمّتنا الإسلاميّة من شرّ الشيطان الأميركيّ - الإسرائيليّ كبيره وصغيره.

المفاهيم الأساس

1. لا بُدّ للمؤمن أن يتّخذ الله تعالى وليّاً وأن يكون من أفراد حزبه، وأن يتّخذ الشيطان الرجيم عدوّاً ويتجنّب الوقوع في حزبه.
2. إنّ مكائد الشيطان عديدة، منها:
- التصدّي للمؤمن ليمنعه من ذكر الله سبحانه.
- تزيين الأعمال السيّئة على أنّها أعمال حسنة.
- استدراج الإنسان إلى مجالس الشياطين كمجالس اللهو والغناء.
3. الاستعاذة بالله تعالى والسير في حزبه هو طريق الخلاص من شرّ وكيد شياطين الإنس والجنّ.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

"قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام: يا موسى! احفظ وصيّتي لك بأربعة أشياء:
أوّلهنّ: ما دمت لا ترى ذنوبك تُغفر فلا تشتغل بعيوب غيرك.
والثانية: ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت فلا تغتمّ بسبب رزقك.
والثالثة: ما دمت لا ترى زوال ملكي فلا ترجُ أحداً غيري.
والرابعة: ما دمت لا ترى الشيطان ميّتاً فلا تأمن مكره"(67).
المصادر :
1- الأعراف:18.
2- نهج البلاغة، الخطبة 192.
3- الأعراف:16 ـ 17.
4- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج64، ص239، ح57.
5- فاطر:6.
6- الإسراء:53. فتح القدير، الشوكاني، ج5، ص278.
7- البقرة:208.
8- النور:21.
9- يس:60.
10- الحشر:16.
11- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 1451.
12- الصحيفة السجّاديّة، مناجاة الشاكين، بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 91، ص 143.
13- سبأ:13.
14- الفاتحة:5 ـ 7.
15- النساء:83.
16- سبأ:20.
17- النحل:100.
18- محمد:25.
19- البقرة:268.
20- النساء:120.
21- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج74، ص272.
22- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 971.
23- المجادلة:19.
24- آل عمران:135 ـ 136.
25- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 66، ص 348.
26- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص498، ح1.
27- فاطر:8.
28- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 314، ح 8.
29- نهج البلاغة، الخطبة 86.
30- يوسف:53.
31- كنز العمال، ج1، ص 424، ح 1819.
32- نهج البلاغة، الخطبة 86.
33- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج 17، ص 316، ح 22640.
34- الصحيفة السجادية، الدعاء 37.
35- نهج البلاغة، الخطبة 138.
36- ميزان الحكمة، ج 1، ص 880.
37- م. ن، ص 455.
38- مستدرك الوسائل، ج 16، ص 218، ح 19646.
39- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 1، ص 88.
40- مستدرك الوسائل، ج 12، ص 94، ح 13615.
41- وسائل الشيعة، ج 24، ص 241، ح 30438.
42- الإسراء:27.
43- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 266، ح 18203.
44- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 72، ص 302.
45- المجادلة:22.
46- المائدة:56.
47- فاطر:6.
48- المجادلة، الآية:19.
49- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 23، ص 144، ح 100.
50- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 1، ص 600.
51- م. ن، ج 1، ص 600.
52- نهج البلاغة، الكتاب 45.
53- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 4، ص 3415.
54- م. ن، ج 1، ص 600.
55- المؤمنون:97.
56- الناس:1 ـ 4.
57- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 92، ص 216، ح 24.
58- النساء:76.
59- النحل:99.
60- إبراهيم:22.
61- النحل:100.
62- الحجر:42.
63- إبراهيم:22.
64- الكافي، الشيخ الكليني، ج 4، ص 62.
65- الفلق:1 ـ 2.
66- غافر:27.
67- الخصال، ح 217، ص 41.


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المراد من الاثني عشر عند أهل السنة
التسليم
رجاء الله وخشيته
لماذا نحن بحاجة الي تكوين الذات المعلوماتية ؟
التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه ق (8)
أعمــــال ماقبــل النـــوم
المُناظرة الثانية والسبعون /مناظرة أبي جعفر ...
تصوّر الموجود المطلق
الکلم الطیب والفحش والسب والقذف
ضرورة النبوّة

 
user comment