النصوص في إمامة علي بن محمد الهادي (عليه السلام) كثيرة، مضافا إلى إجماع الأمة على إمامته، وعدم من يدعي الإمامة غيره.
قال ابن الصباغ (قال صاحب الإرشاد: كان الإمام بعد أبي جعفر ابنه أبا الحسن علي بن محمد لاجتماع خصال الإمامة فيه، ولتكامل فضله وعلمه، وانه لا وارث لمقام أبيه سواه، ولثبوت النص عليه من أبيه).
وعن إسماعيل بن مهران، قال: لما خرج أبو جعفر محمد الجواد من المدينة إلى بغداد بطلب المعتصم، قلت له عند خروجه جعلت فداك أني أخاف عليك من هذا الوجه، فإلى من الأمر بعدك؟ فبكى حتى بل لحيته، ثم التفت إليّ، فقال: الأمر من بعدي لولدي علي).(الفصول المهمة ص277).
روى المسعودي بإسناده عن محمد بن عثمان الكوفي عن أبي جعفر انه قال له (إن حدث بك – وأعوذ بالله – حادث، فإلى من؟ فقال: إلى ابني هذا يعني أبا الحسن ثم قال: أما ستكون فترة، فقلت: فإلى أين ؟ فقال: إلى المدينة، قلت: أيّ مدينة ؟ قال: هذه المدينة، مدينة الرسول، وهل مدينة غيرها ؟). (إثبات الوصية ص 221).
روى الصدوق بإسناده عن عبد الواحد بن محمد العبدوس العطار، قال (حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثنا حمدان بن سليمان، قال: حدثنا الصقر بن أبي دلف قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (عليهما السلام) يقول: إن الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، يقول: إن الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، والإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثم سكت، فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن ؟ فبكى بكاء شديدا ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر، فقلت له: يا ابن رسول الله لم سمي القائم ؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته، فقلت له: ولم سمي المنتظر؟ قال: لان له غيبة تكثر أيامها ويطول أمرها، فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون)(كمال الدين ج 2 ص 378).
روى محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن الخيراني، عن أبيه – وكان يلزم باب أبي جعفر للخدمة التي وكل بها – قال: كان احمد بن محمد بن عيسى الأشعري يجيء ليتعرف خبر علة أبي جعفر (عليه السلام)، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر وبين أبي إذا حضر قام احمد بن محمد بن عيسى وخلا به أبي، فخرج ذات ليلة وقام احمد عن المجلس وخلا أبي بالرسول، واستدار احمد حتى وقف حيث يسمع الكلام فقال الرسول لأبي: إن مولاك يقرأ (عليك السلام) ويقول: (إني ماض والأمر صائر إلى ابني علي، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي)، ثم مضى الرسول فرجع احمد بن محمد بن عيسى إلى موضعه وقال لأبي: ما الذي قال لك؟ قال: خيرا، قال : فإنني قد سمعت ما قال، فأعاد إليه ما سمع، فقال له أبي: قد حرم الله عليك ذلك لان الله تعالى يقول (ولا تجسسوا)(الحجرات 49:12)، فأما إذا سمعت فأحفظ هذه الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوماٌ ما، وإياك أن تظهرها لأحد إلى وقتها.
فلما أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع بلفظها، وختمها ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة، وقال لهم: إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها.
قال: فلما مضى أبو جعفر (عليه السلام) لبث أبي في منزله، فلم يخرج حتى اجتمع رؤساء الإمامية عند محمد بن أبي الفرج الرخجي يتفاوضون في القائم بعد أبي جعفر ويخوضون في ذلك، فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماع القوم عنده، وانه لولا مخافة الشهرة لصار معهم إليه، وسأله أن يأتيه.
فركب أبي وصار إليه، فوجد القوم مجتمعين عنده، فقالوا لأبي: ما تقول في هذا الأمر؟
فقال أبي لمن عنده الرقاع: احضروها، فاحضروها وفضّها وقال: هذا ما أمرت به.
فقال بعض القوم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر.
فقال لهم أبي: قد آتاكم الله ما تحبون، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة. وسأله أن يشهد فتوقف أبو جعفر، فدعاه أبي إلى المباهلة وخوّفه بالله، فلما حقق عليه القول قال: قد سمعت ذلك، ولكني توقفت لأني أحببت أن تكون هذه المكرمة لرجل من العرب!.
فلم يبرح القوم حتى اعترفوا بإمامة أبي الحسن (عليه السلام) وزال عنهم الريب في ذلك. (الكافي: 260/2 وكذا في أرشاد المفيد: 298:2، وكشف الغمة 2:377).
source : sibtayn