من كتاب ورام عن جعفر بن محمد (عليه السلام)قال لأهل الجنة أربع علامات وجه منبسط و لسان فصيح لطيف و قلب رحيم و يد معطية و عنه (عليه السلام)يقول المؤمن أكرم على الله أن يمر عليه أربعون يوما لا يمحصه الله فيها من ذنوبه و إن الخدش و العثرة و انقطاع الشسع و اختلاج العين و أشباه ذلك ليمحص به ولينا من ذنوبه و إن يغتم لا يدري ما وجهه فأما الحمى فإن أبي حدثني عن آبائه عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قال حمى ليلة كفارة سنة .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)السلطان العادل ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم فمن عدل كان له الأجر و على الرعية الشكر و من جار كان عليه الوزر و على الرعية الصبر حتى يأتيهم الأمر .
و عنه (عليه السلام)أن في جهنم واديا يستغيث منه أهل النار كل يوم سبعين ألف مرة و في ذلك الوادي بيت من النار و في ذلك البيت جب من النار و في ذلك الجب تابوت من النار و في ذلك التابوت حية لها ألف ناب كل ناب ألف ذراع قال أنس قلت يا رسول الله لمن يكون هذا العذاب قال لشارب الخمر من أهل القرآن و تارك الصلاة و عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)قال جاءني جبرائيل متغير اللون فقلت يا جبرائيل ما لي أراك متغير اللون قال اطلعت في النار فرأيت واديا في جهنم يغلي فقلت يا مالك لمن هذا فقال لثلاث نفر للمحتكرين و المدمنين على الخمر و القوادين .
و عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين أعدائي فيقول جبرائيل يا رب أعداؤك كثير فأي أعداؤك فيقول عز و جل أين أصحاب الخمر أين الذين كانوا يبيتون سكارى أين الذين كانوا يستخفون فروج المحارم فيقرنهم مع الشياطين .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)أيما امرأة رضيت بتزويج فاسق و هي منافقة حبست في النار و إذا ماتت فتح في قبرها سبعون بابا من العذاب و إن قالت لا إله إلا الله لعنها كل ملك بين السماء و الأرض و غضب الله عليها في الدنيا و الآخرة و كتب الله عليها في كل يوم و ليلة سبعين خطيئة .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)من زوج كريمته بفاسق نزل عليه كل يوم ألف لعنة و لا يصعد له عمل إلى السماء و لا يستجاب له دعاؤه و لا يقبل منه صرف و لا عدل .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)أيما امرأة وهبت صداقها لزوجها فلها بكل مثقال ذهب كأجر عتق رقبة .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)أيما امرأة كتمت سر زوجها فلم تطلع عليه أحدا فهي في درجات الحور العين فإن كان في غير طاعة الله فلا يحل لها أن تكتم .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)من شهد نكاح امرأة مسلمة كان خائضا في رحمة الله تعالى و له ثواب ألف شهيد و كان له بكل خطوة يخطوها ثواب نبي و كتب الله تعالى له بكل كلمة يتكلمها عبادة سنة و لا يرجع إلا مغفورا له و من سعى فيما بينهما و كان دليلا أعطاه الله بكل شعرة على بدنه مدينة في الجنة و زوجه ألف حوراء و كأنما اشترى أسراء أمة محمد (صلی الله عليه وآله وسلم)و أعتقهم و إن مات ذاهبا أو جائيا مات شهيدا .
و قال (عليه السلام)لا تدخل الملائكة بيتا فيه خمر أو دف أو طنبور أو نرد و لايستجاب دعاؤهم و يرفع الله عنهم البركة .
و قال (عليه السلام)أيما امرأة أطاعت زوجها و هو شارب الخمر كان لها من الخطايا بعدد نجوم السماء و كل مولود يلد منه فهو نجس و لا يقبل الله تعالى منها صرفا و لا عدلا حتى يموت زوجها أو تخلع عنه نفسها .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح و أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام غلق الله عنها سبعة أبواب النار و فتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أينما شاءت .
و قال (عليه السلام)من ضرب امرأة بغير حق فأنا خصمه يوم القيامة لا تضربوا نساءكم فمن ضربهم بغير حق فقد عصى الله و رسوله .
و قال (عليه السلام)من تزوج امرأة لجمالها جعل الله جمالها وبالا عليه .
و قال (عليه السلام)ما من امرأة تسقي زوجها شربة ماء إلا كان خيرا لها من سنة صيام نهارها و قيام ليلها و بنى الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة و غفرت لها ستين خطيئة .
و قال (عليه السلام)ثلاث من النساء يرفع الله عنهن عذاب القبر و يكون محشرهن مع فاطمة بنت محمد (صلی الله عليه وآله وسلم)امرأة صبرت على غيرة زوجها و امرأة صبرت على سوء خلق زوجها و امرأة وهبت صداقها لزوجها يعطي الله تعالى لكل واحدة منهن ثواب ألف شهيد و يكتب لكل واحد منهن عبادة سنة .
و عن أمير المؤمنين (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)من رد عادية ماء أو عادية نار فله الجنة البتة .
و قال (عليه السلام)ما من أحد مر بمقبرة إلا و أهل المقبرة يقولون يا غافل لو علمت ما علمنا لذاب لحمك عن جسمك .
و قال (عليه السلام)من ضحك على جنازة أهانه الله تعالى يوم القيامة على رءوس الخلائق و لا يستجاب دعاؤه و من ضحك في المقبرة رجع عليه من الوزر مثل جبل أحد و من ترحم عليهم نجا من النار .
و قال (عليه السلام)إذا تصدق الرجل بنية الميت أمر الله تعالى جبرائيل أن يحمل على قبره سبعين ألف ملك في يد كل ملك طبق من نور فيحملون إلى قبره و يقولون السلام عليك يا ولي الله هذه هدية فلان ابن فلان إليك فيتلألأ قبره و أعطاه الله ألف مدينة في الجنة و زوجه ألف حوراء و ألبسه ألف حلة و قضى له ألف حاجة .
و قال (عليه السلام)إذا قرأ المؤمن آية الكرسي و جعل ثواب قراءته لأهل القبور جعل الله تعالى من كل حرف ملكا يسبح له إلى يوم القيامة .و قال (عليه السلام)إذا مات شارب الخمر عرج بروحه إلى السماء السابعة و معه الحفظة يقولون ربنا عبدك فلان مات و هو سكران فيقول الله تعالى ارجعا إلى قبره و العناه إلى يوم القيامة .
و قال (عليه السلام)إذا مات ولي الله عرج الله بروحه إلى السماء السابعة و الحفظة معه فيقولون ربنا عبدك فلان مات فيقول الله ارجعا إلى قبره و استغفرا له إلى يوم القيامة .
و قال (عليه السلام)من مات و ميراثه الدفاتر و المحابر وجبت له الجنة .
و قال (عليه السلام)لا تسبوا الدنيا فنعم المطية للمؤمن عليها يبلغ الخير و بها ينجو من الشر إنه إذا قال عبد لعن الله الدنيا قالت الدنيا لعن الله أعصانا لربه .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال من زنى بامرأة خرج من الإيمان و من شرب الخمر خرج من الإيمان و من أفطر يوما من شهر رمضان خرج من الإيمان .
و عن موسى بن جعفر (عليه السلام)قال دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد الله (عليه السلام)فلما سلم عليه و جلس تلا هذه الآية الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ و أمسك فقال له أبو عبد الله ما أسكتك فقال أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز و جل فقال نعم يا عمرو أكبر الكبائر الشرك بالله عز و جل قال الله تعالى إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ و بعده اليأس من روح الله عز و جل قال الله عز و جل وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ ثم الأمن من مكر الله عز و جل قال الله تعالى فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ يعني يجازيهم بمكرهم له و منها عقوق الوالدين لأن الله تعالى جعل العاق جبارا شقيا و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق قال تعالى فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً و قذف المحصنات قال الله تعالى لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَ الْ آخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ و أكل مال اليتيم قال تعالى إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً و الفرار من الزحف قال تعالى وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرِّفاً لِقِتال أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَة فَقَدْ باءَ بِغَضَب مِنَ اللّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و أكل الربا قال تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ و السحر قال تعالى وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْ آخِرَةِ مِنْ خَلاق و الزناء قال الله تعالى وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً و اليمين الغموس الفاجرة قال الله تعالى الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْ آخِرَةِ و الغلول قال تعالى وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ و منع الزكاة المفروضة قال تعالى يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ و شهادة الزور و كتمان الشهادة قال تعالى وَ مَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ و شرب الخمر لأن الله تعالى نهى عنه كما نهى عن عبادة الأوثان و ترك الصلاة أو شيء مما فرض الله لأن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله و ذمة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و نقض العهد و قطيعة الرحم قال تعالى أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ قال فجزع عمرو و علا صراخه و بكاؤه و هو يقول هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)أول ما عصي به الله تعالى ست خصال حب الدنيا و حب الرئاسة و حب الراحة و حب النوم و حب النساء و حب الطعام .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل و قال أبو عبد الله (عليه السلام)الغضب مفتاح كل شر و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)من كف نفسه عن أعراض المسلمين أقاله الله يوم القيامة عثرته و من كف غضبه عن الناس كف الله تعالى
عنه عذاب يوم القيامة و قال (عليه السلام)إن في جهنم واديا للمتكبرين يقال له سعير فشكا إلى الله شدة حره و سأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال كان علي بن الحسين (عليه السلام)يقول لولده اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير في كل جد و هزل فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير أ ما علمتم أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قال لا يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله عز و جل صادقا و لا يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كاذبا .
و عنه (صلی الله عليه وآله وسلم)قال إن الكذب هو خراب الإيمان .
و عن أمير المؤمنين (عليه السلام)إنه قال لا تجد طعم الإيمان حتى تترك الكذب جده و هزله .
و قال عيسى (عليه السلام)من كثر كذبه ذهب بهاؤه .
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)ينبغي للرجل المؤمن أن يجتنب مواخاة الكذاب إنه لا يزال يكذب حتى يجيء بالصدق فلا يصدق .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال من لقي المسلمين بوجهين و لسانين جاء يوم القيامة و له لسانان من نار .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال بئس العبد عبدا يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطري أخاه شاهدا و يأكله غائبا إن أعطي حسده و إن ابتلي خذله قال الله تعالى يا عيسى ليكن لسانك في السر و العلانية لسانا واحدا و كذلك قلبك إني أحذرك لنفسك و كفى بي من خبير لا يصلح لسانان في فم واحد و لا سيفان في غمد واحد و لا قلبان في صدر واحد و كذلك الأذهان .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب أحدهما البراءة و اللعنة و ربما استوجب ذلك كلاهما و عنه يقول قال أبي (عليه السلام)قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان إلا كانا خارجين عن الإسلام و لم يكن بينهما ولاية و أيهما كان أسبق إلى كلام صاحبه كان السابق إلى الجنة يوم الحساب .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال إن الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم يرجع أحدهما عن ذنبه فإذا فعلوا ذلك استلقى على قفاه و قال فزت فرحم الله امرأ ألف بين وليين لنا يا معشر المؤمنين تألفوا و تعاطفوا .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إذا كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة يجد ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام إلا صنف واحد قلت من هم قال العاق لوالديه .
و قال (عليه السلام)أدنى العقوق أف و لو علم الله شيئا هو أهون منه لنهى عنه كما قال تعالى فَلا تَقُلْ لَهُما أُفّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً .
و قال (عليه السلام)من نظر إلى أبويه نظر ماقت و هما له ظالمان لم يقبل الله تعالى له صلاة .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)في كلام له إياكم و عقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف سنة و لا يجدها عاق و لا قاطع الرحم و لا شيخ زان .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)يقول الله تبارك و تعالى و عزتي و جلالي و كبريائي و نوري و عظمتي و علوي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على أمري إلا شتت عليه أمره و لبست عليه دنياه و شغلت قلبه بها و لم أعطه منها إلا ما قدرت له و عزتي و جلالي و عظمتي و نوري و علوي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد أمري على هواه إلا استحفظته ملائكتي و كفلت السماوات و الأرضين رزقه و كنت له من وراء تجارة كل تاجر و أتته الدنيا و هي راغمة .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عز و جل كان حامده من الناس ذاما و من آثر طاعة الله عز و جل بما يغضب الناس كفاه الله عز و جل عداوة كل عدو و حسد كل حاسد و بغي كل باغ و كان الله عز و جل له ناصرا و ظهيرا .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال إن عليا (عليه السلام)باب فتحه الله من دخله كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إن العبد ليذنب الذنب فيدخله الله عز و جل به الجنة قلت يا ابن رسول الله ليدخله الله عز و جل بالذنب الجنة قال نعم إنه ليذنب فلا يزال منه خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه الله به و يدخله الجنة قال (عليه السلام)من أذنب ذنبا فعلم أن الله تعالى مطلع عليه إن شاء عذبه و إن شاء غفر له غفر له و إن لم يستغفر .
و عن عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه (عليه السلام)قال سألته عن الملكين هل يعلمان الذنب إذا أراد العبد أن يعمله أو الحسنة فقال ريح الكنيف و ريح الطيب سواء قلت لا قال إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فيقول صاحب اليمين لصاحب الشمال قف فإنه قد هم بالحسنة فإذا هو عملها كان لسانه و قلمه و ريقه مداده فأثبتها له و إذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين قف فإنه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه و قلمه و ريقه مداده فأثبتها عليه في الدنيا و الآخرة .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إذا تاب العبد توبة نصوحا لوجه الله فإن الله تعالى يستر عليه في الدنيا و الآخرة فقلت فكيف يستر الله عليه قال ينسي ملائكته ما كتبا عليه من الذنوب ثم يوحي الله إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه و يوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله عز و جل حين يلقاه و ليس يشهد عليه شيء بشيء من الذنوب .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال يا محمد بن مسلم ذنوب المسلم إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة و المغفرة أما و الله إنها ليست إلا لأهل الإيمان قلت فإن عاد بعد التوبة و الاستغفار للذنوب و عاد في التوبة فقال يا محمد بن مسلم أ ترى العبد المؤمن يندم على ذنبه و يستغفر الله عز و جل منه و يتوب ثم لا يقبل الله توبته قلت فإن فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب و يستغفر فقال كلما عاد المؤمن بالاستغفار و التوبة عاد الله عليه بالمغفرة و إن الله غفور رحيم يقبل التوبة و يعفو عن السيئات و إياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله تعالى و عنه (عليه السلام)قال التائب من الذنب كمن لا ذنب له و المقيم على الذنب و هو يستغفر كالمستهزئ .
قال الصادق (عليه السلام)من استغفر الله في كل يوم سبعين مرة غفر له سبعمائة ذنب و لا خير في عبد يذنب في كل يوم أكثر من سبعمائة ذنب و قال (عليه السلام)ما من مؤمن إلا و له ذنب يهجره زمانا ثم يلم به و ذلك قول الله تعالى إِلَّا اللَّمَمَ و سألته عن قول الله عز و جل الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ قال الفواحش الزناء و السرقة و اللمم رجل يلم بالذنب فيستغفر الله تعالى منه.
و عن بعض أصحابه قال صعد أمير المؤمنين (عليه السلام)المنبر بالكوفة فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك فقال له رجل من أصحابه يا أمير المؤمنين قلت الذنوب ثلاثة ثم أمسكت فقال ما ذكرتها إلا و أنا أريد أن أفسرها و لكن عرض لي شيء حال بيني و بين الكلام نعم الذنوب ثلاثة فذنب مغفور و ذنب غير مغفور و ذنب يرجى لصاحبه و يخاف عليه قال يا أمير المؤمنين فبينها لنا فقال نعم أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله في الدنيا على ذنبه و الله تعالى أحلم و أكرم أن يعاقب عبده مرتين و أما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض إن الله أقسم قسما على نفسه فقال و عزتي و جلالي لا يجوز لي ظلم ظالم و لو كفا بكف و لو مسحا بكف و لو نطحا بين القرناء إلى الجماء فيقتص العباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة فأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده و رزقه التوبة منه فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه فيرجى له الرحمة .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال إن الله عز و جل إذا كان من أمره أن يكرم عبدا و عليه ذنب ابتلاه بالسقم فإن لم يفعل ذلك به شدد عليه الموت ليكافيه بتلك الذنوب قال و إن كان من أمره أن يهين عبدا و له عنده حسنة صح بدنه و إن لم يفعل ذلك به وسع عليه رزقه و إن لم يفعل ذلك به هون عليه الموت فيكافيه بتلك الحسنة .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إن العبد إذا كثرت ذنوبه و لم يكن عنده من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها و عنه (عليه السلام)قال قال رسول الله صلی الله عليه واله وسلم إن الله تعالى يقول و عزتي و جلالي لا أخرج عبدا من الدنيا و أنا أريد أن أرحمه حتى أستوفي منه كل خطيئة عملها إما بسقم في جسده و إما بضيق في رزقه و إما بخوف في دنياه فإن بقيت عليه بقية شددت عليه عند الموت حتى يأتي و لا ذنب عليه فأدخله الجنة و عزتي و جلالي لا أخرج عبدا من الدنيا و أنا أريد أن أعذبه حتى أوفيه كل حسنة عملها إما بسعة في رزقه و إما بصحة في جسمه و إما بأمن في دنياه قال فإن بقي عليه بقية هونت عليه الموت حتى يأتي و لا حسنة له فأدخله النار .
و قال (عليه السلام)إذا أراد الله بعبد سوءا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة و إذا أراد بعبد خيرا عجل عقوبته في الدنيا .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)لا يزال الغم و الهم بالمؤمن حتى لا يدع له ذنبا و عن أبي الحسن (عليه السلام)قال ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنة استزاد الله عز و جل و إن عمل سيئة استغفر الله منها و تاب إليه و من كلام له لا خير في العيش إلا لرجلين رجل يزداد في كل يوم خيرا أو رجل يتدارك سيئة بالتوبة و أنى له بالتوبة و الله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما يقبل الله ذلك منه إلا بولايتنا أهل البيت ألا و من عرف حقنا و رجا الثواب فينا و رضي بقوته و ستر عورته و دان بمحبتنا فهو آمن يوم القيامة .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال ما أحسن الحسنات بعد السيئات و ما أقبح السيئات بعد الحسنات .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إنكم في آجال منقوصة و أيام معدودة و الموت يأتي بغتة من زرع خيرا يحصد غبطة و من زرع شرا يحصد ندامة و لكل زارع ما زرع لا يسبق البطيء منكم حظه و لا يدرك حريص ما لم يقدر له من أعطي خيرا فالله أعطاه و من وقي شرا فالله وقاه و عنه (عليه السلام)قال جاء رجل إلى أبي ذر ره فقال له يا أبا ذر ما لنا نكره الموت قال لأنكم عمرتم الدنيا و أخربتم الآخرة فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب قال فكيف ترى قدومنا على الله عز و جل قال أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله و أما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه قال فكيف ترى حالنا عند الله فقال اعرضوا أعمالكم على كتاب الله بقول الله إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيم وَ إِنَّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيم فقال الرجل أين رحمة الله فقال إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قال أبو عبد الله كتب رجل إلى أبي ذر يا أبا ذر أطرفني بشيء من العلم فكتب إليه أن العلم كثير و لكن إن قدرت أن لا تسيئ إلى من تحبه فافعل فقال هل رأيت أحدا يسيئ إلى من يحبه فقال نعم نفسك أحب الأنفس إليك فإذا عصيت الله عز و جل فقد أسأت إليها .
و عن علي بن الحسين (عليه السلام)قال إن أسرع الخير ثوابا و أسرع الشر عقابا البغي و كفى بالمرء عيبا أن ينظر في عيوب غيره و يعمى عن عيوب نفسه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه أو ينهى الناس عما لا يستطيع تركه .
و عن أبي عبد الله قال كان أمير المؤمنين (عليه السلام)كثيرا ما يقول في خطبته أيها الناس دينكم دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره لأن السيئة فيه تغفر و الحسنة في غيره لا تقبل و قال من له جار و يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه و قال ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب .
و قال (عليه السلام)ما أعطي أحد شيئا خير من امرأة صالحه إذا رآها سرته و إذا أقسم عليها أبرته و إذا غاب عنها حفظته .
و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)هلاك نساء أمتي في الأحمرين الذهب و الثياب الرقاق و هلاك رجال أمتي في ترك العلم و جمع المال و قال (عليه السلام)إذا أحب الله عبدا ابتلاه ليسمع تضرعه .
و عن مجاهد قال دخل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)على شاب و هو في الموت فقال كيف تجدك قال أرجو الله و أخاف ذنوبي فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)لا يجتمعان في قلب عبد مثل هذا الرجاء إلا أعطاه الله ما يرجو و آمنه مما يخاف .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)إن الله عز و جل ليستحي من عبده إذا صلى في جماعة ثم سأله حاجة أن ينصرف حتى يقضيها .
و قال (عليه السلام)أكثر خطايا ابن آدم من لسانه و قال (عليه السلام)من صلى ركعتين في خلاء لا يراه إلا الله كانت له براءة من النار و قال (عليه السلام)ما من قوم قعدوا في مجلس ثم قاموا فلم يذكروا الله عز و جل فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة و قال (عليه السلام)أكثروا الاستغفار فإن الله تعالى لم يعلمكم الاستغفار إلا و هو يريد أن يغفر لكم و قال (عليه السلام)أ لا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يذهب به الذنوب فقلنا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء في المكروهات و كثرة الخطى إلى المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة و قال (عليه السلام)اتق المحارم تكن أعبد الناس و ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس و أحسن إلى جارك تكن مؤمنا و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما و لا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك يميت القلب و قال (عليه السلام)إذا كان للرجل على أخيه دين فأخره إلى أجل كان له صدقة فإن أخره بعد أجله كان له بكل يوم صدقة و قال (عليه السلام)الخير كثير و من يعمل به قليل و عنه (عليه السلام)قال إن الرجل ليدعو ربه و هو عنه معرض ثم يدعو ربه و هو عنه معرض ثم يدو ربه و هو عنه معرض فإذا كانت الرابعة يقول الله تعالى يدعوني عبدي و أنا عنه معرض عرف عبدي أنه لا يغفره إلا أنا أشهدكم أني قد غفرت له و قال (عليه السلام)كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته و الأمير الذي على الناس راع و هو مسئول عن رعيته و الرجل راع على أهل بيته و هو مسئول عنهم و المرأة راعية على أهل بيت بعلها و ولده و هي مسئولة عنهم و العبد راع على مال سيده و هو مسئول عنه ألا فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته .
و عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)قال إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها و أغرف لجيرانك منها و قال (عليه السلام)لا يزال الناس بخير ما لم يستعجلوا قيل يا رسول الله و كيف يستعجلون قال يقولون دعونا فلم يستجب لنا و قال (عليه السلام)من أدرك الصلاة أربعين يوما في الجماعة كتب له براءة من النفاق و براءة من النار و قال (عليه السلام)إن الله يحب عبده الفقير المتعفف أبا العيال و قال (عليه السلام)طهروا أفواهكم فإنها طرق القرآن .
و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)اطلبوا الحوائج إلى ذي الرحمة من أمتي ترزقوا و تنجحوا فإن الله عز و جل يقول رحمتي في ذي الرحمة من عبادي و لا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم فلا ترزقوا و لا تنجحوا فإن الله تعالى يقول إن سخطي فيهم .
و قال (عليه السلام)إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام و إنه لينظر إلى إخوانه و أزواجه في الجنة و قال (عليه السلام)من أذنب ذنبا و هو ضاحك دخل النار و هو باك و قال (عليه السلام)أ لا أنبئكم أكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله قال أكبر الكبائر ثلاث الإشراك بالله تعالى و عقوق الوالدين و كان متكئا فجلس و قال ألا و قول الزور و شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .
و بالإسناد الصحيح عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ثم التفت إلى علي (عليه السلام)و قال هم شيعتك يا علي و أنت إمامهم و عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قال من رفع قرطاسا من الأرض مكتوبا فيه اسم الله إجلالا لله و لاسمه من أن يداس كان عند الله من الصديقين و خفف عن والديه و إن كانا مشركين .
و قال (عليه السلام)ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا و قال (عليه السلام)من عرف فضل كبير لسنه فوقره آمنه الله من فزع يوم القيامة و قال (عليه السلام)إذا بلغ المؤمن ثمانين سنة فهو أسير الله في الأرض يكتب له الحسنات و يمحى عنه السيئات .
و عن ابن عباس من بلغ الأربعين و لم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار و عن محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام)إذا بلغ الرجل أربعين سنة نادى مناد من السماء دنا الرحيل فأعد زادا و لقد كان فيما مضى إذا أتت على الرجل أربعون سنة حاسب نفسه .
و عن عبد الله بن عمر قال جاء رجل إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)فقال يا رسول الله ما عمل أهل الجنة قال الصدق إذا صدق العبد بر و إذا بر آمن و إذا آمن دخل الجنة قال يا رسول الله و ما عمل أهل النار قال الكذب إذا كذب العبد فجر و إذا فجر كفر و إذا كفر دخل النار و عنه من مشى مع ظالم لنفسه و هو يعلم أنه ظالم فقد خرج عن الإسلام .
و عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة و أعوان الظلمة و أشباه الظلمة حتى من برى لهم قلما أو لاق لهم دواتا قال فيجمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في جهنم .
و عنه (عليه السلام)و يأتي في آخر الزمان أناس يأتون المساجد فيقعدون فيها حلقا ذكرهم الدنيا و حب الدنيا فلا تجالسوهم فليس الله بهم حاجة .
و قال عيسى (عليه السلام)إني أرى الدنيا في صورة عجوز فيما عليها كل زينة قيل لها كم تزوجت قالت لا أحصيهم كثرة قيل أ ماتوا عنك أم طلقوك قالت بل كلهم ماتوا قيل فتعسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين و كيف لا يكونون على حذر .
و كان الحسين بن علي (عليه السلام)كثيرا ما يتمثل بقول الشاعر :
يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها *** إن اغترارا بظل زائل حمق
و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)الدنيا دار من دار له و لها يجمع من لا عقل له و يطلب شهواتها من لا فهم له و عليها يعادي من لا علم له و عليها يحسد من لا فقه له و لها يسعى من لا يقين له من كانت الدنيا همه كثر في الدنيا و الآخرة غمه و قيل إن عابدا احتضر فقال ما تأسفي على دار الأحزان و الغموم و الخطايا و الذنوب و إنما تأسفي على ليلة نمتها و يوم أفطرته و ساعة غفلت عن ذكر الله تعالى .
و عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)من ذب عن عرض أخيه كان ذلك حجابا له من النار و من كان لأخيه المسلم في قلبه مودة و لم يعلمه فقد خانه و من لم يرض من أخيه إلا بإيثاره على نفسه دام سخطه و من عاتب صديقه على كل ذنب كثر عدوه .
و قال (عليه السلام)إن الله يعطي الدنيا على نية الآخرة و لا يعطي الآخرة على نية الدنيا اجعل الآخرة رأس مالك فما أتاك من الدنيا فهو ربح
المصدر : ارشاد القلوب / الشیخ ابو محمد الحسن بن محمد الدیلمی ج1 ص 173 - 187
source : rasekhoon