تقبل علينا في كل عام أيام شهر رمضان، واولئك الذين يستعدون لاستقبالها هم الذين يستطيعون ان يحرزوا فيها نجاحاً كبيراً. اما اولئك الذين يهملون استقبال هذا الشهر، ويتركون الاهتمام بأيامه المباركة وساعاته، فانهم سوف يدخلون هذا الشهر العظيم ويخرجون منه كما كانوا قبل دخوله . وعلى هذا فان شهر رمضان، هو شهر الرحمة ولكن لمن تعرض للرحمة، وهو شهر المغفرة ولكن لم استغفر، وشهر الرضوان لمن اراد الرضوان. أما إذا لم يتحرك الانسان ويسعى، فان هذا الشهر ستنقضي أيامه، ويسجل في حسابه شهراً كاملاً دون ان يحصل على مكسب
تقبل علينا في كل عام أيام شهر رمضان، واولئك الذين يستعدون لاستقبالها هم الذين يستطيعون ان يحرزوا فيها نجاحاً كبيراً. اما اولئك الذين يهملون استقبال هذا الشهر، ويتركون الاهتمام بأيامه المباركة وساعاته، فانهم سوف يدخلون هذا الشهر العظيم ويخرجون منه كما كانوا قبل دخوله .
وعلى هذا فان شهر رمضان، هو شهر الرحمة ولكن لمن تعرض للرحمة، وهو شهر المغفرة ولكن لم استغفر، وشهر الرضوان لمن اراد الرضوان. أما إذا لم يتحرك الانسان ويسعى، فان هذا الشهر ستنقضي أيامه، ويسجل في حسابه شهراً كاملاً دون ان يحصل على مكسب ملموس. فلا يكن نصيب الواحد منا منه، إلاّ الجوع والعطش دون الرحمة والرضوان. فالله سبحانه وتعالى أعدَّ لنا فيه مائدة مباركة عظيمة، والرجال الذين يدخلون في رحاب رحمة الخالق هم الذين ينتفعون بهذه المائدة.
كيف نستعد لشهر رمضان ؟
والسؤال المهم المطروح في هذا المجال هو : كيف نستعد لشهر رمضان ؟
قبل أن أجيب على هذا السؤال، لابد من ان نذكر ملاحظة مهمة علينا ان نأخذها بنظر الاعتبار، وهي اننا نرى بعض الناس خاشعين في صلاتهم، والبعض الآخر يصلي صلاة كنقر الغراب، والسبب في ذلك ان الانسان الذي يكون خاشعاً وخاضعاً في وضوئه، يكون كذلك في صلاته؛ اي ان الانسان الذي يهتم بالوضوء الذي هو مقدمة الصلاة، ويهئ نفسه للصلاة، فان الصلاة التي يؤديها ستكون صلاة سليمة. اما ذلك الذي يتوضأ وهو مشغول في أمور الدنيا، فان فكره سوف لايكون متركزاً على الوضوء، ولذلك فان تفكيره سوف لايكون منصّباً على الصلاة ايضاً. وعلى هذا فان من يسبغ وضوءه، ويؤدّيه حق ادائه، فانه سوف يخشع في صلاته. والعكس صحيح .
وعلى هذا الاساس، فان علينا ان نعدّ انفسنا قبل ان ندخل شهر رمضان. فكيف نهئ انفسنا، وماذا علينا ان نفعل ؟
ضرورة البرمجة لشهر رمضان :
ألف: علينا أوّلاً ان نلتزم ببرنامج معين. فالله سبحانــه وتعالـى
عندما فرض الصلاة، فانه حدد لنا اوقاتها، وأكد على اقامتها في هذه الاوقات في قوله : « إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً » (النساء / 103)، وقوله : « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى » (البقرة / 238). فلا يجوز لنا ان نصلي في أي وقت شئنا، ولكننا نرى - للأسف - بعض الظواهر السلبية في هذا المجال. فهناك منا من يجمع صلوات السنة باكملها ليؤديها في شهر رمضان، او يؤخر صلوات النهار ليؤديها في الليل. فهل مثل هذه الصلوات مقبولة ؟ ان المطلوب ان تؤدّى الصلاة في وقتها المحدد لها، وهذا يعني ان حياة الانسان يجب ان تكون مبرمجة. فكل شئ بوقته؛ الأكل والشرب والنوم والطاعات..
source : alhassanain