إنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيَّنَ فِيهِ الخَيْرَ والشَّرَّ فَخُذُوا نَهْجَ الْخَيْرِ

                        القرآن الكريم رزق معنوي‌

إن الوجود المبارك للمولى الحق الذي يعطف على‌ مخلوقاته- وعلى الانسان بوجه خاص- ويعشقهم ويتودد إليهم ويحبهم، وقد اقتضى‌ حبه أن يرزق الانسان رزقاً روحانياً زائداً على‌ رزقه المادي، وبعبارة أفضل يستجيب لجميع حوائجه من أجل عمران دنياه وآخرته؛ فقد بلغ غاية حبه وتودده بنزول القرآن الكريم الذي هو مصدر توفير خير دنيا الانسان وآخرته.
إن القرآن الكريم كما قال الامام أميرالمؤمنين عليه السلام كشف عن منهجين:
 «إنَّ اللَّهَ تَعَالى‌ أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيَّنَ فِيهِ الخَيْرَ والشَّرَّ فَخُذُوا نَهْجَ الْخَيْرِ تَهْتَدُوا وَاصْدِفُوا عَنْ سَمْتِ الشَّرِّ تَقْصِدُوا» «1».
إن القرآن دستور حياة الانسان إلى‌ قيام الساعة، وفي هدايته أكمل وأشمل كتاب رأته عين الوجود وأبصرته عين الخليقة.
وبما أن الصداقة والعشرة- سواء في الجهة الايجابية والصحيحة أو الجهة السلبية أو الخاطئة- تترك أهم وأمضى‌ أثر في أجواء حياة الانسان؛
__________________________________________________
 (1)- نهج البلاغة: 242، خطبه 167؛ بحار الأنوار: 32/ 40، باب 1، حديث 26.
                        نظام العشرة فى المنظور الاسلامى،للعلامة انصاریان ص: 118
اختص جانب من هداية القرآن بهذه المسألة الهامة للغاية.
                        التزود من خير الدنيا والآخرة

اذا نظر الانسان إلى‌ كتاب اللَّه بوصفه علاجاً ناجعاً وأخذ به في جميع شؤون حياته، سيعج فضاء حياته ومسرح عيشه بالخير الوفير ويسلم من كل نكبة وبلاء.
ويحسن أن نعيد هنا ما قاله الامام أميرالمؤمنين عليه السلام:
 «إنَّ اللَّهَ تَعَالى‌ أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيَّنَ فِيهِ الخَيْرَ والشَّرَّ فَخُذُوا نَهْجَ الْخَيْرِ تَهْتَدُوا وَاصْدِفُوا عَنْ سَمْتِ الشَّرِّ تَقْصِدُوا» «1».
ان التعامل الصحيح مع القرآن، يرقى‌ بالانسان إلى الكمال المنشود في جميع مرافق الحياة ويضمن سلامته المادية والروحية ويأخذ بيده إلى‌ كسب رضا اللَّه سبحانه وجنته ونعيمه كما أنّه يزينه بالقيم الربانية ويجعل منه نبعاً يفيض بالبركة وشجرة تؤتي أكلها بوفرة باذن ربها.

     نظام العشرة فى المنظور الاسلامى،للعلامة انصاریان