عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

الأسرة بين الحرية والاستبداد

الأسرة بين الحرية والاستبداد

الأسرة بين الحرية والاستبداد

تخضع نفسيات الأفراد في الأسرة إلى وضع حكومة الآباء ، فالأب الذي يتحدث إلى أبنائه بلسان التهديد والعقاب فقط ، وتكون إطاعته له قائمة على أساس الخوف منه ، ينعدم حب التعالي والترقي من نفوس الأطفال ، ولا تظهر استعداداتهم الخفيَّة ، ولا يفكرون في تحصيل الكفاءات لأنفسهم .

وبصورة أساسية ، فإن الأطفال في أمثال هذه الأُسَر لا يدركون أنفسهم ، ولا يلتفتون إلى وجودهم بين ظهراني المجتمع .

لأنهم لم يسمعوا كلاماً من رب الأسرة حول إظهار شخصياتهم ، لأنه كان يتحدث معهم بِلُغة السوط والعصا فقط .

أما في الأسر التي تقوم على أساس الرقي النفسي ، وحُبّ الكمال ، والتي تهدف التربية فيها إلى إيجاد الكفاءة والفضيلة ، والصلاحية في نفوس الأفراد ، تنعدم لغة التهديد والعقوبة .

بل يستند المُربِّي حينئذ إلى شخصية الأطفال ، ويستفيد من غريزة حبهم للكمال في تشجيعهم على العمل المثمر الحُر .

إن التربية في ظل النظام الإسلامي تقوم على العدل والحرية ، وتنمية حب الرقي والتكامل في نفوس الأطفال .

يقول الإمام علي ( عليه السلام ) لولده الحسن : ( ولا تكن عَبدَ غيرك وقد جعلك الله حراً ) نهج البلاغة الكتاب 31 / 87 من وصاياه لابنه الحسن ( عليهما السلام ) .

بهذه الجملة القصيرة يزرع الأب العظيم أعظم ثروة للشخصية في نفس ولده ، ويعوده على الحرية الفكرية .

وبالنسبة إلى تَعلُّم الأطفال قال ( عليه السلام ) : ( من لم يتعلَّم في الصِّغَر ، لَم يتقدَّم في الكِبَر ) غُرَر الحِكَم ودُرَر الكَلِم 697 .

وأخيرا نقول :

إن المربي القدير هو الذي يستفيد من غريزة حب الكمال والرقي عند الطفل ، ويقيم قسماً كبيراً من أساليبه التربوية على هذا الأساس .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تربية الأطفال بين الهدف والوسيلة
زيارة عاشُوراء غَير المشهُورة
تأثير التلفزيون على الأطفال
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
دعوة للتكامل مع الاحتفاظ بخصوصية الآخر
خصائص الأسرة المسلمة
هل يعاني الشباب حقاً من مشكلة؟
إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت
اعتصام “زينبيات صمود” ومسيرات “أنات الإنتصار” ...
الواصلية

 
user comment