عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

ربيع القرآن

ربيع القرآن باء: ان شهر رمضان هو ربيع القرآن. وفي هذا المجال لدي ثلاث نصائح اقدمها، فيما يتصل بتلاوة القرآن في شهر رمضان: 1- علينا ان نجتنب قراءة القرآن لوحدنا، بل لنقرأه مع اولادنا وزوجاتنا، ولنبدأ بجلسة القرآن بعد وجبة الافطار مباشرة، وليحضر معنا حتى الطف
ربيع القرآن

ربيع القرآن

باء: ان شهر رمضان هو ربيع القرآن. وفي هذا المجال لدي ثلاث نصائح اقدمها، فيما يتصل بتلاوة القرآن في شهر رمضان:
1- علينا ان نجتنب قراءة القرآن لوحدنا، بل لنقرأه مع اولادنا وزوجاتنا، ولنبدأ بجلسة القرآن بعد وجبة الافطار مباشرة، وليحضر معنا حتى الطفل الرضيع مهما كان عمره، لان الانسان يتوجه منذ طفولته. وعلى هذا يجب علينا ان نضع برنامجاً لأولادنا، لان لهم حقاً علينا. فالقرآن الكريم يقول : « يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً » (التحريم / 6)، ويقول: « وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا » (طه /132)، فهل يحب أحدنا ان يحترق أولاده في نار جهنم ؟
2- لنقرأ في كل يوم جزء او جزئين من القرآن حسب قدرتنا، ولنخصص في كل يوم وليلة وقتاً معيناً للتدبر في القرآن .
3- لنحاول ان نحفظ سورة واحدة من سور القرآن المتوسطة كسورة الحجر، او الرعد، او ابراهيم. فقد روي في هذا المجال عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : عدد درج الجنة عدد آي القرآن، فاذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له : ارقـأ واقرأ لكل آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة .([24]) فليحاول كل منا ان يحفظ القرآن حسب استطاعته، وان يضيف الى رصيده في كل سنة سورة، ولاينس ان يقرأ هذه السورة في احدى صلواته. فلا تأتين يوم القيامة، وقد حصل الجميع على جوائز، وتقف أنت وقد لفتك الحسرة والندامة .
فلنفكر في انفسنا؛ اين سنذهب غداً، وماذا سيقولون لنا، وماذا يطلبون منا ؟
ولنعلم ان كلام اللغو واللهو لاينفع، فهو إن لم يضرّك فانه لاينفعك. فمن صفات المؤمنين انهم يعرضون عن اللغو، ويشغلوا انفسهم بدلاً من ذلك بالتسبيح، وقراءة القرآن، وبالتالي فانهم يستفيدون من اوقاتهم. فكل لحظة لايستغلها الانسان، سوف تتحول الى حسرة عليه يوم القيامة. ومن عادة المتحسر انه يعض انامله، ولكنه في يوم القيامة يعض كلتا يديه كما يقول سبحانـه : « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ » (الفرقان / 27).
الاهتمام باحاديث أهل البيت (ع) :
جيم: نحن نؤمن بان الرسول (صلى الله عليه وآله) عندما ودعنا، والتحق بالرفيق الأعلى، فانه خلّف وراءه الثقلين؛ كتاب الله، وعترته. فكتاب الله تعالى هو القرآن، واما عترة الرسول (صلى الله عليه وآله) فتتجسد لنا الآن في هذه الروايات، لان أهل البيت (عليهم السلام) نطقوا بالاحاديث التي نقرؤها. فكم ياترى حفظنا من هذه الاحاديث ؟ ان من الأمور المستحبة للغاية ان يحفظ الانسان أربعين حديثاً، فقد جاء عن الرسول (صلى الله عليه وآله): من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيهاً .([25]) ولذلك فاني انصح اخواني ان يحفظوا في كل ليلة حديثاً مهما كان قصيراً، وانا ادعو الاخوة الخطباء، والاخوان الذين يشرفون على الهيئات ان يعدوا قائمة بالاحاديث القصار لكل معصوم، ثم يطرحون في كل ليلة حديثاً واحداً، وعلى
المستمعين ان يحفظوا هذا الحديث.
ضرورة صلة الرحم :
دال: لنحاول ان نزور اقاربنا في شهر رمضان، وبالطبع فانه الشيطان يسوّف لنا ان نصل ارحامنا في الغد او بعد الغد، وعلينا ان لانسمح له بذلك، فقد جاء في الحديث : إن أهل النار إذا دخلوها، ورأوا نكالها وأهوالها، وعلموا عذابها وعقابها، ورأوها كما قال زين العابدين (عليه السلام): ما ظنك بنارٍٍ لا تبقي على من تضرّع إليها، ولا يقدر على الخفيف عمّن خشع لها، واستسلم إليها، تلقي سكانها بأحرّ ما لديها من أليم النكال وشديد الوبال يعرفون أن أهل الجنة في ثواب عظيم، ونعيم مقيم، فيؤمّلون ان يطعموهم او يسقوهم ليخفَّ عنهم بعض العذاب الأليم، كما قـال الله عز وجل جلاله في كتابـه العزيـز : ونادى اصحاب النار أصحاب الجنة أن افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة، ثم يجيبونهم بلسان الاحتقار والتّهوين: إن الله حرمهما على الكافرين قال: فيرون الخزنة عندهم وهم يشاهدون ما نزل بهم من المصاب فيؤمّلون ان يجدوا عندهم فرحاً بسبب من الاسباب، كما قال الله جل جلاله : وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة، ثم يجيبونهم بعد خيبة الآمال: قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلال قال : فإذا يئسوا من خزنة جهنم، رجعوا الى مالك مقدّم الخزّان، وأمّلوا ان يخلّصهم من ذلك الهوان، كما قال جل جلاله : ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة وهم في العذاب، ثم يجيبهم كمال قال الله في كتابه المكنون : قال إنكم ماكثون قال : فإذا يئسوا ( يأملون ) من مولاهم ربّ العالمين الذي كان أهون شيءٍ عندهم في دنياهم، وكان قد آثر كلّ واحد منهم عليه هواه مدة الحياة، وكان قد قدّر عندهم بالعقل والنّقل أنه اوضح لهم على يد الهداة سبل النجاة، وعرّفهم بلسان الحال أنهم الملقون بأنفسهم الى دار النكال والأهوال، وأنّ باب القبول يغلق عن الكفار بالممات أبد الآبدين، وكان يقول لهم في أوقات كانوا في الحياة الدنيا من المكلّفين بلسان الحال الواضح المبين : هب انكم ما صدّقتموني في هذا المقال، أما تجوّزون أن أكون من الصادقين ؟ فكيف اعرضتم عني، وشهدتم بتكذيبي وتكذيب من صدّقني من المرسلين ؟ وهلاّ تحرّزتم من هذه الضرر المحذّر الهائل ؟ اما سمعتم بكثرة المرسلين، وتكرار الرسائل ؟ ثم كرّر جل جلاله مرافقتهم في النار بلسان المقال فقال : ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون فقالوا : ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوماً ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون فيقفون أربعين سنة ذلَّ الهوان لايجابون، وفي عذاب النار لايكلّمون، ثم يجيبهم الله جل جلاله : اخسؤا فيها ولا تكلّمون قال : فعند ذلك ييأسون من كل فرج وراحة، ويغلق أبواب جهنم عليهم، ويدوم لديهم مآتم الهلاك والشهيق والزفير والصراخ والنياحة .([26])

وكما في الروايات ان أهل النار في اثناء بكائهم يشتكون من عدة أمور، من ضمنها كلمة (سوف) لان اكثر مايشتكي منه أهل النار تسويف العمل وتأخيره. حيث اروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال في كلام طويل... : فلا تدعوا التقرب الى الله جلّ وعز بالقليل والكثير على حسب الامكان، وبادروا بذلك الحوادث، واحذروا عواقب التسويف فيها، فانما هلك من هلك من الأمم السالفة بذلك.. ([27])
ترك الهجر والقطيعة :
هاء: ترك الهجر والقطيعة، فلنحاول اعتباراً من أوّل شهر رمضان من كل سنة ان نحارب الشيطان، والنفس الامارة بالسوء. ولنكن نحن المبادرين في ان ننهي هجرنا لاخوتنا.
اغاثة المستضعفين :
واو: الاهتمـام بالمستضعفيـن والمحروميـن. فالنبـي (صلى الله عليه وآله) يقول في خطبته المعروفة : اتقوا الله ولو بشق تمرة . فلنجعل لانفسنا في شهر رمضان برنامجاً لاغاثة المستضعفين، علماً ان المسلمين لم يكونوا يعالجون مشكلة الفقر بهيئات اغاثة، بل كانوا يطبقون مبدأ التكامل الاجتماعي؛ أي ان كل انسان مسلم يشعر في داخله، بان عليه ان يهتم باخوانه المؤمنين. وانا اطلب بشكل جدي من اخواني المؤمنين ان يبحثوا عن الفقراء المتعففين. الذين يقول عنهم تعالى : « يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْاَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً» (البقرة/ 273).
حضور مجالس الذكر :
زاء: اكثروا من حضوركم في مجالس الذكر. فكلما كان الحضور فيها أكثر، كلما تنزلت بركات الله علينا أكثر. فيد الله تعالى مع الجماعة، والملائكة تتنزل على هذه المجالس؛ مجالس الذكر. فلنحاول احياء هذه المجالس، لانها حياة القلوب.
قراءة الكتب الدينيّة :
حاء: الوصّية الاخيرة تتمثل في؛ ان علينا - بالاضافة الى ماسبق - ان نهتمّ بقراءة الكتب الدينية، وخصوصاً المسائل الشرعية.
وهنا تنتهي وصايا شهر رمضان الفردية، ولديّ هنا وصية جماعية ترتبط بنا جميعاً، وهي ان شهر رمضان هو مناسبة للتعارف والتآلف والتحابب، ويا حبذا لو ينتمي كل واحد منا الى هيئة خيرية، يتخذها كهدية الى سائر الأشهر.
ولا يغيب عنا ان القرآن الكريم حينما يحدثنا عن الشيطان، فانه يصوره باعتباره ألدّ اعداء الانسان. فلأنه لم يسجد لآدم (عليه السلام)، طرد من الجنة، فطلب من الله جل وعلا المهلة فاعطــاه إياهــا، ولم يفكر ان يتوب او يصلح نفسـه، بل قال: « رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لاَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الاَرْضِ وَلاُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ » (الحجر/ 39 - 40). فاجابه تعالى : « إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ » (الحجر / 42). وهذا يعني ان على كل واحد منا وظيفة اساسية في شهر رمضان تتمثل في القيام بالعبادات والمستحبات حتى يصل الى هذا المستوى، ويصبح من عباد الرحمان .
فليكن أهم هدف وتطلع لنا في حياتنا، ان نصبح من عباد الله المخلصين، وان نعتصم بحبل الله سبحانه، ونبعد الوساوس الشيطانية عن انفسنا.


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

آيات بحق أهل البيت عليهم السلام
القرآن وأَسماؤه
استشهاد النبي الرسول محمد(ص) اغتيالا بالسم
معنى التحريف وانواعه
الإمام الحسن العسكري (ع) والتمهيد لولادة وغيبة ...
درجات الادب
الإسلام حث على العمل والإنتاج
حياة السيد المسيح (عليه السلام) في ضوء القرآن ...
الثقافات المعاصرة وثقافة القرآن الكريم
قيمة الزمن في قصة اصحاب الكهف

 
user comment