عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

في ضيافة الله (بين الإرادة والتوكل)

?وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَآ ءَاذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ? (اِبراهيم/12) الإيمان بالله سبحانه وتعالى يبدأ كما السيل المتدفق، ولكنه سرعان ما يتشعب إلى شعب وقنوات، تنتهي كل منها إلى فضيلة من الفضائل؛ ولعل من أبرز هذه
في ضيافة الله (بين الإرادة والتوكل)

?وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَآ ءَاذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ? (اِبراهيم/12)
الإيمان بالله سبحانه وتعالى يبدأ كما السيل المتدفق، ولكنه سرعان ما يتشعب إلى شعب وقنوات، تنتهي كل منها إلى فضيلة من الفضائل؛ ولعل من أبرز هذه الفصائل، التوكل على الله جل وعلا.
ونحن إذ نعيش أيام شهر رمضان المبارك نرجو أن تكون نفوسنا قد تحولت إلى نفوس عامرة بالتقوى واليقين والإيمان. في مثل هذه الأيام الكريمة ينبغي لنا أن نسعى إلى تقنين إيماننا وتحويله أو صبه في قنوات تنتهي كلها إلى حقيقة المثل العليا والفضائل الإنسانية والخلق الإلهي، ومنها التوكل عليه تبارك وتعالى.
ولتوضيح آفاق التوكل أقول: ان إرادة الإنسان غالباً ما يعتريها الخلل لأسباب عديدة، منها: وساوس الشيطان أو ضعف النفس وظلمها، أو بسبب تراكمات الماضي وإحباطاته، أو بداعي اليأس، أو أسباب أخرى كثيرة.. ويمكن تشبيه دور الإدارة لدى الإنسان كما المحرك في السيارة ودافعها إلى الأمام. فإذا ضعفت الإرادة ضعف كل شيء وكل قوة في الإنسان، كالحركة والعلم والفكر. والعكس صحيح أيضا إذ تشتد قوة كل شيء في الإنسان إذا قويت واشتدت إرادته، وقد روي عن الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه أنه قال: (ما ضعف بدن عما قويت عليه النية)؛ أي حينما تكون النية قوية، كانت الحركة شديدة ونشيطة. وهذا بالذات ما يدعى في علم الاجتماع بالروح، أو روح الفرد وروح الشعب وروح الأمة.
إذن؛ فالإرادة تمتاز بحيز كبير للغاية من حقيقة ووجود الإنسان، سواء كانت هذه الإرادة قوية أم ضعيفة.
وقد جاء في المأثور عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام من الدعاء الكثير من النصوص بهذا الشأن، منها ما ورد في دعاء مكارم الأخلاق عن الإمام زين العابدين عليه السلام: (اللهم وفر بلطفك نيتي). والتوفير هو التكريس والحشد، لأن هذا الحشد المرجو هو أساس الحركة.
أما عامل تقوية الإرادة وتريسخ العزم فيكمن في التوكل على الله، وقد قال الله تعالى: ?عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ? فحينما يتوكل الإنسان على ربه يشعر وكأن الثريا في متناوله والأرض في قبضته، لأن الله هو الوحيد القادر المهيمن. وهكذا كان الأنبياء عليهم السلام لدى مواجهتهم لجموع الكفر يزدادون توكلا على ربهم، لأنه هو الذي هداهم إلى سبله، وهو نفسه الذي ويعينهم على بلوغ النجاح. وهذا التوكل بذاته من طبيعته أن يقلل من حجم الشعور بالأذى، حيث يزيد من صبر المؤمنين على ما يلاقونه من عقبات وابتلاءات ومصائب وأذى.


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

القهوة و الشاي ليس لهما علاقة بسرطان الثدي
ماهي علامات الحب..؟
الرجل والمرأة في المجتمع
لعبة الغيرة والشك .. أسبابها وآثارها المدمرة
وصول ضيوف المؤتمر السادس للمجمع العالمي لأهل ...
النساء في العاصمة الجزائرية ارتدين الحجاب بهدف ...
الانسان وباقي المخلوقات
الكربلائي يؤكد ضرورة توضيح لمعنى شعيرة "زيارة ...
صلة الوالدین
الحُضور في مواضع التهم

 
user comment