وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إكنا)، أنه عندما فتحت سناء عينَيها على الحياة، لم ترَ النور. وراحت تلامس الأشياء لتتعرّف على ما حولها. هكذا بدأت تتعلّم من عثراتها خلال تنقلاتها. وكلّما سمعت القرآن يُبثّ عبر إحدى القنوات، كانت تقترب من جهاز التلفزيون وبعد سنوات، حفظته كلّه عن طريق السمع.
وسناء طلال الرنتيسي من مدينة رفح، تبلغ من العمر 33 عاماً. بدأت بقيام الليل في شهر رمضان، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وبدأت تحفظ القرآن الكريم في منزلها وهي تستمع إلى قراءته.
وفي البداية، نجحت بالفعل في حفظ ثلاثة أجزاء من خلال أشرطة مسجّلة. بعدها، قصدت مراكز حفظ القرآن في المساجد، والتحقت بدورة أحكام تأهيلية، وحفظت نصف القرآن وسط دهشة اللواتي يدرّبن على حفظه، وقد دفعنها إلى المشاركة في مخيمات تاج الوقار في عام 2009. هكذا أتمّت حفظ القرآن كاملاً خلال شهر ونصف الشهر.
وتخبر سناء: "عشت فاقدة بصري، لكنّني لم أفقد في يوم بصيرة قلبي. نجحت في بناء إرادة واتخذتها سلاحاً أحقّق بواسطته هدفي". وكانت سناء تعتمد على نظام معيّن خلال حفظها القرآن، فتجلس لساعات متواصلة ابتداءً من الصباح، لتسمّعه كاملاً عن ظهر غيب في جلسة واحدة. بعد ذلك، تتوجّه مع تسع أخريات من حافظات القرآن، إلى مسجد "عباد الرحمن" في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، ليتسابقن هناك على الانتهاء من التسميع قبل أذان المغرب.
في سياق متّصل، اختارت سناء الالتحاق بمنتدى الحافظات في دار القرآن الكريم والسنّة، من أجل تثبيت حفظها للقرآن وتعلّم معانيه والمتشابهات من الآيات. تقول تهاني أبو جزر وهي المشرفة على المنتدى، إنّ "سناء نموذج ناجح مبهر. وهي أعطت غيرها دافعاً لأنّها حققت حلمها على الرغم من كلّ المعوّقات التي تعيشها الفتاة الكفيفة". وكرّم المنتدى سناء بحضور عدد من العائلات في رفح، إذ هي نموذج مميّز من شأنه تحفيز أخريات من ذوي الإعاقة على التحدّي.
ولم تتمكّن سناء من تعلّم أبجدية "برايل" الخاصة بالأكفاء، إذ هي غير متعلّمة، لكنّ أخويها بشار وأماني كانا دائماً إلى جانبها ويحفّزانها لإكمال طريقها وتوفير الأجواء المناسبة لها.
في كلّ يوم، تصحو سناء عند الفجر، فتصلّي وتقرأ القرآن، قبل أن تنهي بعض الأعمال اليوميّة كغسل الملابس وإعداد القهوة أو الشاي. هي تطمح في المشاركة في دورات قراءة عربية ودورات أحكام التجويد والتلاوة، وأن تصبح محفّظة قرآن في مدينتها وتخصّص عملها للكفيفات. فهي بحسب ما تقول، تستطيع أن تشعر بهنّ، بالتالي هي قادرة على وضع خطة ملائمة لهنّ لحفظ القرآن.
المصدر: العربي الجديد
source : اكنا