عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

ظاهرة الطلاق

تمثل حالة الطلاق نهایة علاقة بین شخصین وهی بدایة تحول کبیر فی حیاة أشخاص یمثلون ناتج علاقة هذین الشخصین.. وهذا التحول قد یکون فیه تحولات سلبیة على مستقبل بقیة الأطراف!! وقد ورد الطلاق فی القرـن الکریم عدةمرات وقد یتکرر الطلاق
ظاهرة الطلاق

تمثل حالة الطلاق نهایة علاقة بین شخصین وهی بدایة تحول کبیر فی حیاة أشخاص یمثلون ناتج علاقة هذین الشخصین.. وهذا التحول قد یکون فیه تحولات سلبیة على مستقبل بقیة الأطراف!! وقد ورد الطلاق فی القرـن الکریم عدةمرات وقد یتکرر الطلاق بین الزوجین عدة مرات نتیجة للظروف التی یمر بها الزوجین وحدد القرآ ن لها کما بقوله تعالی : (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاکٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِیحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا یَحِلُّ لَکُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَیْتُمُوهُنَّ شَیْئًا إِلَّا أَن یَخَافَا أَلَّا یُقِیمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا یُقِیمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَیْهِمَا فِیمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْکَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (1)
الإحصاءات تؤکد للأسف الشدید أن المجتمع السعودی یعد فی مقدمة المجتمعات التی تعانی من تزاید ظاهرة الطلاق عاما بعد عام.. ورغم أن هذه الظاهرة حظیت بالبحث والدراسة والکتابة على کافة المستویات الرسمیة والإعلامیة والاجتماعیة ولکن للأسف الشدید لازالت هذه الظاهرة تسیر فی نمو متزاید عاما بعد عام، ولم تنجح هذه الدراسات والبحوث فی علاج هذه الظاهرة !!
الإحصاءات والدراسات والأبحاث فی هذا الموضوع وفی هذه الظاهرة کثیرة ومتزایدة، ووفق دراسة أجریت بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعیة فان 60%من حالات الطلاق تقع فی السنة الأولى من الزواج ؟! وأن 80% من الأطفال الموجودین فی دور الملاحظة الاجتماعیة لارتکابهم جنائیة هم نتاج والدین منفصلین !!
وفی جانب آخر جاء فی إحصاء لوزارة العدل ان نسبة الطلاق فی المملکة تصل إلى 21% بمعدل ألف حالة طلاق شهریاً
و69 حالة طلاق یومیاً و3 حالات طلاق تتم کل ساعة.. وفی تقریر آخر حدیث ورد فیه أن نسبة الطلاق فی المملکة وصلت إلى أکثر من 35% من حالات الزواج زیادة على المعدل العالمی الذی لایتجاوز من 18 - 22% وأنه فی عام 1431ه بلغت حالات الطلاق 18765 حالة مقابل 90983 حالة زواج فی عام 1431ه بمعدل حالة کل نصف ساعة !! ما یؤکد أن معظم هؤلاء الشباب هم ضحیة لقلة الخبرة الزوجیة، وهم ضحیة لعدم التهیئة للانتقال من حالة التحرر الشبابی لحالة الالتزام الأسری .
الباحث الإعلامی الأستاذ سلمان بن محمد العُمری أکد فی دراسة له حول هذا الموضوع أن ظاهرة الطلاق خلال السنة الأولى تمثل نسبة کبیرة حیث إن 18% من المطلقین کانت أعمارهم ما بین سن (18-24) عاماً .. وأن 50% من المطلقین کانت أعمارهم مابین (18 – 23) عاما ..(2)

 ظاهرة الطلاق

هذه الدراسة أکدت أن هناک قصورا واضحا فی النضج للزوجین قبل الزواج لمعظم حالات الطلاق خاصة للفئات ما بین (18 - 24) وهذا القصور هو الذی أدى إلى تدهور العلاقة الزوجیة بین الزوجین خلال السنة الأولى ثم الطلاق .. وعدم النضج للزوج أو الزوجة مسؤولیة کبیرة تشترک عدة أطراف فی تحمل مسؤولیتها.. وقدمت الدراسة مقترحا بإقامة دورات تأهیل وتثقیف للزوجین قبل الدخول فی الحیاة الزوجیة .. کما قدمت الدراسة مقترح إنشاء قسم للتوجیه والاستشارات الأسریة یتبع لوزارة الشؤون الاجتماعیة للعمل على فض النزاعات والخلافات الزوجیة !!
ظاهرة الطلاق أصبحت الیوم فی المجتمع بحاجة إلى تدخل رسمی لحل هذه المشکلة وإنقاذ المجتمع من سلبیات کبیرة اجتماعیة تتراکم عاما بعد عام بسبب ظاهرة الطلاق .. والظاهرة تحتاج إلى ما یلی :
- إقرار دورة تأهیلیة اجتماعیة إلزامیة للشاب والفتاة ویکون حضورها واجتیازها شرطا أساسیا فی إقرار عقد النکاح أسوة بالکشف الطبی .. وهذه الدورة تعد وتنفذ من جهات رسمیة ویشترک فی إعداد برنامجها مختصون شرعیون واجتماعیون وأمنیون وإعلامیون من الرجال والنساء لمدة لا تقل عن اسبوع وفق برنامج مکثف وشامل وینفذ من قبل هیئات رسمیة أو شبه رسمیة .
- إنشاء هیئة وطنیة اجتماعیة للفصل فی النزاعات والخلافات الاسریة تعنى بالنظر فی کل الخلافات الاسریة والاجتماعیة بدرجة سریة تامة جداً تسند إلیها جمیع حالات الخلافات الزوجیة والأسریة قبل النظر فیها من المحاکم أو من الجهات الأمنیة بعیداً عن الرسمیات وذلک للمساهمة والمحاولة فی حلها بعیداً قبل إحالتها إلى الجهات الرسمیة .. وتستقبل هذه الهیئة جمیع الحالات بالإحالة الرسمیة أو باستقبالها مباشرة من إطرافها أو من الأسرة.. والأهم فی عملها السریة التامة بأعلى درجة وتوفر لها جمیع الإمکانات المالیة والإداریة وما إلى ذلک ما یضمن نجاحها فی مسؤولیتها .
القصد هنا أن معظم حالات طلاق الشباب تحدث بسبب ضعف تأهیل الشاب والشابة إلى مرحلة الزواج وهذا الضعف تعود أسبابه إلى عدم إدراک الطرفین أو أحدهما بمرحلة الزواج وأهمیتها وطبیعة المرحلة الزوجیة فإن حالة الزواج فی السنوات الأولى تکون معرضة للفشل بنسبة کبیرة لأدنى ولأتفه الأسباب ویعود ذلک لقلة خبرة الزوجین أو أحدهما بهذه المرحلة وعدم قدرة فهم الزوجین أو أحدهما أن مرحلة الزواج تختلف عما قبلها اختلافاً کلیاً وخاصة فئة الشباب الذین کثیر منهم لا یستطیع التخلص من مرحلة العزوبیة وعدم قدرته على التأقلم مع الحالة الزوجیة وبالتالی فمنهم من لا یقاوم فراق الأصدقاء والزملاء الذین ظل ملازماً لهم سنوات طویلة !! فی نفس الوقت الذی تکون فیه الفتاة غیر قادرة على التأقلم مع عدم قدرة الزوج على التخلص من هذه الحالة..
المصادر :
1- البقرة / 299
2- صحیفة الریاض العدد 15966


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تربية الأطفال بين الهدف والوسيلة
زيارة عاشُوراء غَير المشهُورة
تأثير التلفزيون على الأطفال
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
دعوة للتكامل مع الاحتفاظ بخصوصية الآخر
خصائص الأسرة المسلمة
هل يعاني الشباب حقاً من مشكلة؟
إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت
اعتصام “زينبيات صمود” ومسيرات “أنات الإنتصار” ...
الواصلية

 
user comment