فرق ، اعیاد ، واماکن المسلمین

انقسمت الأمة الإسلامیة بعد رحیل الرسول الأعظم (صلی الله علیه وآله وسلم) من دار الدنیا إلى مذاهب وطوائف، ثم تتابعت الاحداث ،فانقسم المسلمون إلى فرق أخرى وهکذا، ولکن الأبرز من هذه الفرق هی:
1- الفرقة أو الطائفة الشیعیة، وهی التی تمسکت بالنص وأن الخلافة أمر إلهی عهد به رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) إلى علی (علیه السلام) وحدد من یأتی من بعده من الأئمة الخلفاء.
وهذه الطائفة قد لاقت من ظلم الأمة والتاریخ الشیء الکثیر تبعاً لما تعرض له الأئمة (علیهم السلام) من أذى الأمة التی لم تسدد أجر الرسالة.
2- طائفة أهل السنة والجماعة، وهذه لم تعرف بهذا الاسم فی بدایة الأمر إنما صار هذا الاسم علماً علیها بعد أحداث سنة 41هـ أما قبلها فکانت تمثل رأی مجموعة من الأصحاب قالوا بالشورى وحق الأمة فی تعیین خلیفة رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)، مع العلم بأنهم کانوا قد بایعوا علیاً (علیه السلام) وسلّموا علیه بإمرة المؤمنین فی السنة العاشرة من بعد الهجرة النبویة المبارکة فیما عرف بحجة الوداع وأحداث غدیر خم، فلتراجع تلک الأمور فی مصادر التاریخ والعقیدة.
وهذه الطائفة أیضاً قد انقسمت إلى أقسام وفرق کثیرة .
الأعیاد والمناسبات الدینیة:
للمسلمین أعیاداً قد حددتها الشریعة الإسلامیة هی:
- عید الفطر : وهو الیوم الأول من شهر شوال حیث یاتی بعد الانتهاء من فریضة الصوم فی شهر رمضان.
ویؤدی المسلمون فیه شعائر دینیة خاصة تتمثل فی صلاة العید، بالإضافة إلى المظاهر الاحتفالیة کظاهرة اجتماعیة تتمثل فی الزیارات للأهل والأقارب والجیران... الخ.
والآن تختلف المجتمعات الإسلامیة فی الممارسة الاجتماعیة للظاهرة الاحتفالیة کل مجتمع بحسب عاداته واعرافه.
- عید الأضحى: وهو العید الکبیر الذی یکون فی الیوم العاشر من ذی الحجة حیث یذبح الحاجّ أضاحیهم... وله أیضاً شعائره عند عامة المسلمین من صلاة وممارسات اجتماعیة أیضاً شبیهة بتلک المؤداة فی عید الفطر.
بالإضافة إلى عید یوم الجمعة وهو الاحتفالیة الإسبوعیة بلقاء المؤمنین وأداء صلاة الجمعة... و عید الغدیر (عید تنصیب خلیفة رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) والذی به کمل الدین وتمت النعمة وتحقق به رضا الرب الجلیل کما أشارت إلى ذلک الآیة الکریمة (الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِن دِینِکُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِینًا) (1).(2)
وهذا العید هو اعظم الاعیاد وهو یصادف الثامن عشر من شهر ذی الحجة، حیث نزل الوحی المقدس على رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) یأمره بالتبلیغ وکان ذلک فی طریق عودته من آخر حجة له (صلی الله علیه وآله وسلم) وهی المسماة بحجة الوداع عندما بلغ منطقة غدیر خم فی الطریق بین مکة والمدینة فنزل قوله تعالى: (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الْکَافِرِینَ)(3).
فباتفاق أهل العلم والتفسیر أنها نزلت فی شأن علی (علیه السلام)، ومن ذلک ما جاء فی ینابیع المودة:
أخرج الثعلبی عن أبی صالح عن ابن عباس وعن محمد الباقر (علیه السلام) انهما قالا: نزلت هذه الآیة فی علی.
وایضاً الحموینی فی فرائد السمطین أخرجه عن ابی هریرة.
وأیضاً المالکی أخرج فی الفصول المهمة عن أبی سعید الخدری قال: نزلت هذه الآیة فی علی فی غدیر خم.
إلا أن العجیب أن الأمة قد انصرفت عن هذه المناسبة التی عظَّمها الله تعالى وحدیثها من المتواترات، ولم یحافظ على هذا العید وشعائره إلا الشیعة الإمامیة.
کما أن هناک احتفالات بمناسبات دینیة خاصة تمثل أیضاً مناسبات لها قدسیتها واحترامها کالمبعث النبوی والإسراء والمعراج والاحتفال بإحیاء لیلة القدر والعشر الأواخر من شهر رمضان الکریم ولیلة النصف من شعبان هذا بالإضافة إلى ذکر موالید النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) وأهل بیته الطاهرین (علیه السلام) وکذلک الاحتفال بذکرى استشهادهم وعلى الخصوص إحیاء ذکرى عاشوراء وهذه کلها مما حافظت علیه الشیعة وعظمته وأهمله الآخرون.

الأماکن المقدسة:
للمسلمین أماکن معینة تمثل قدسیة خاصة منها:
- الکعبة المشرفة والمسجد الحرام.
- المسجد النبوی الشریف.
- المسجد الأقصى.
وهذا بالإضافة إلى قدسیة المدن کمکة المعظمة والمدینة المنورة.
کما أن هناک أماکن مقدسة أخرى وللأسف لم یعطها بقیة المسلمون حقها واختصت بتعظیمها الشیعة وهی:
- قبور الأئمة المعصومین فی البقیع بالمدینة المنورة.
- النجف الأشرف وفیها مرقد ومشهد الإمام أمیر المؤمنین بن أبی طالب (علیه السلام).
- کربلاء المقدسة وفیها مرقد ومشهد الإمام الحسین (علیه السلام) وصحبته وأنصاره (علیهم السلام).
- الکاظمیة المشرفة وفیها مرقد الإمامین الکاظمیین موسى بن جعفر وحفیده محمد بن علی الجواد (علیهما السلام).
- وسامراء وفیها مرقد ومشهد الإمامین العسکریین علی بن محمد الهادی وابنه الحسن بن علی العسکری (علیهما السلام).
- ومشهد المقدسة وفیها مرقد الإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام).
المصادر :
1- المائدة /3
2- ینابیع المودة – الشیخ سلیمان القندوزی – ج1 ص142 ط1 س1997 الأعلمی – بیروت
3- المائدة /67