اللَّه سبحانه وتعالى فطر الانسان على حب الخير وأودع في نفسه ذلك ليكون سبباً لانفتاح أبواب الرحمة عليه فتتدفق النعم وتغمره آلاء اللَّه، وما على الانسان إلّا أن يواظب
على عمل الخير وإلّا يسمح لوسوسات الشيطان أن تتسلل إليه وتدمّر فيه قيم الخير.
إنّ حب المعرفة، والتواضع والحلم والسعي في قضاء حوائج الناس هي من ارادة الخير، التي ينبغي أن يهتم بتنميتها المرء حتى تصبح عادة متجذرة وطبعاً من طباعه
وصفة من صفاته.
وإذا أعرض الانسان ونأى بجانبه وجانب الخير؛ فان هذا سيكون إيذاناً بسقوطه في حمأة الذنوب والمعاصي ومن ثم زوال النعم عنه وهلاكه.
نبذ الاحسان
الاحسان من الأعمال التي تحبب الانسان إلى اللَّه عزوجل وإلى أفراد نوعه؛ إذا تجعل منه انساناً محبوباً من مجتمعه وتعلي من شأنه بين الناس اضافة إلى القربى من اللَّه
عزوجل فما من شيء يحبب المرء إلى اللَّه وإلى الناس مثل الاحسان.
«وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» «1».
وعلى المحسنين ألا يكفّوا عن الاحسان إلى الناس في كل الظروف، لأن الاحسان عبادة وثوابه عظيم وجزيل وان رضا اللَّه عزوجل يتحقق بالاحسان إلى
__________________________________________________
(1)- سورة آل عمران: 134.
عبادة اللَّه الفقراء الذين هم عياله.
ولذا فان ترك الاحسان ذنب كبير، يحرم الانسان من الفيض الالهي وهو تنكر للاخلاق الكريمة والصفات الحسنة ويهدد حياة الانسان ومستقبله بالخطر.
رحلة فى الآفاق والأعماق شرح دعاء كميل للعلامة انصاريان ، ص: 134
source : دار العرفان