عربي
Friday 3rd of May 2024
0
نفر 0

الاستاذ العلامة انصاريان :لقد اودع الباري تعالى المحبة والمودة في قلب كلٍّ من الرجل والمرأة

الاستاذ العلامة انصاريان :لقد اودع الباري تعالى المحبة والمودة في قلب كلٍّ من الرجل والمرأة

                        المودة والتعبير عنها

لقد اودع الباري تعالى المحبة والمودة في قلب كلٍّ من الرجل والمرأة تجاه بعضهما، واعتبر ذلك من آياته، وهذه الحقيقة تمثل تعبيراً عن اهمية قضية المودة
__________________________________________________
 (1)- نفس المصدر.
 (2)- البحار: 77/ 58.
 (3)- ميزان الحكمة: 3/ 149.
 (4)- نفس المصدر.


                        الاسرة و نظامها في الاسلام،للعلامة انصاريان  ص: 192

بين الرجل والمرأة وعظمتها لا سيما محبة الرجل للمرأة، إذ يقول تعالى:

 «وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» «1».

ان هذا المودة والمحبّة تتفتح براعمها وتبلغ ذروتها في مطلع الحياة الزوجية بل وحتى قبل عقد القران، وعلى الزوجين المحافظة على هذه النعمة وهذه العاطفة القلبية

السامية التي تبعث السعادة في الحياة والمعاشرة، وتنمّي الصفاء والطهارة من خلال التودد لبعضهما البعض والتحلي بالحلم والعفو ومكارم الاخلاق والتعاون والتسامح

بالحقوق المتبادلة وصيانة شخصية الطرفين وحيثياتهما، والتورع عن أسباب تصدع هذه المودة والمحبّة، إذ ان المحافظة على بناء المودة من العبادة، وتهديم عرش المحبّة

لا ريب في انّه ذنبٌ ومعصيةٌ توجب العذاب والعقاب الالهيين يوم المحشر، وسببٌ في اثارة الشقاء الدنيوي.

وقد دعا الصادق (عليه السلام) لمن تمتع بقدرة كسب محبة الآخرين، إذ يقول (عليه السلام):

 «رحم اللَّه عبداً اجتر مودة الناس إلى نفسه...» «2».

ان تبديل المودة والحب إلى بغض وضغينةٍ وعداء دون توفر مبررٍ عقلي وشرعي لذلك، انما هو تبديل النعمة إلى كفران، والمحافظة على المودة وتفعيلها ونقلها إلى

الطرف المقابل تعتبر سبباً في تحقق السعادة الدنيوية والاخروية.

قال الامام الصادق (عليه السلام):

 «ويل لمن يبدل نعمة اللَّه كفراً، طوبى للمتحابّين في اللَّه» «3».

وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام):

__________________________________________________

 (1)- ميزان الحكمة: 2/ 205.

 (2)- ميزان الحكمة: 2/ 205.

 (3)- الوسائل، 16/ 171 طبعة آل البيت.

 

 «أفضل الناس مِنّةً مَنْ بالمودة» «1».

والانسان محكومٌ بأن يبذل المودة لمن يستحق المحبة والود والصداقة فضلًا عن المقربين اليه من الزوجة والاولاد.

ورد في حديث قدسي:

 «الخلقُ عيالي، فاحبُّهم اليَّ الطفهم بهم واسعاهم في حوائجهم» «2».

على ضوء ما تقدم فإنّ المحبّة الكامنة في قلب المرأة تجاه الرجل وبالعكس تعتبر من آيات اللَّه سبحانه ومن النعم الالهية الخاصة، وأهم دافع لتشكيل الحياة الصالحة

واستمرارها، وشيوع الصفاء والصدق في ربوع الحياة، وعليه من الواجب المحافظة عليها والعمل على اضطرادها وتجنب عوامل زوالها.

قال الصادق (عليه السلام):

 «من أخلاق الأنبياء حبُّ النساء» «3».

وقال رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله):

 «جُعل قرة عيني في الصلاة، ولذّتي في الدنيا النساء، وريحانتي الحسن والحسين» «4».

وقال الصادق (عليه السلام):

 «ما تلذذ الناس في الدنيا والآخرة أكثر لهم من لذة النساء وهو قول اللَّه عزّوجلّ «

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِينَ...»

إلى آخر الآية، ثم قال: وان أهل الجنة ما يتلذذون بشي‌ء من الجنة اشهى عندهم من النكاح، لا طعام ولا شراب» «5».

__________________________________________________

 (1)- ميزان الحكمة: 2/ 210.

 (2)- الكافي: 2/ 199.

 (3)- الوسائل: 20/ 22- 23 طبعة آل البيت.

 (4)- نفس المصدر.

 (5)- الوسائل 20/ 23- 24.

 

وقال النبي (صلى الله عليه و آله):

 «قول الرجل للمرأة اني احبك لا يذهب من قبلها ابداً» «1».

وقال الصادق (عليه السلام):

 «العبدُ كلّما ازداد للنساء حباً ازداد في الايمان فضلًا» «2».

وبطبيعة الحال لابد من الالتفات هذه الحقيقة وهي ان لا تأخذ المحبّة والمودة تجاه المرأة طابع الافراط، فالافراط بالمحبّة يحول دون سلوك المرء لصراط اللَّه المستقيم

والقيام بالاعمال الصالحة وبذل الخيرات والمبرّات، لا سيما إذا حاولت المرأة التحكم بالرجل من خلال استغلال محبته لها وفرض المزيد من رغباتها عليه.

 

يجب ان يكون حبُّ المرأة وكل شي‌ء تابعٌ لايمان الانسان باللَّه سبحانه والمعاد وان لا يعيق الانسان عن السير نحو الكمالات والقيام بالصالحات.

وإذا ما اراد حبُّ المرأة ان يتحول إلى بؤرة للمعاصي والذنوب والاسراف والتبذير، أو البخل والحرص أو سببٌ في الامساك عن اداء القرائض، يجب والحالة هذه تصحيح

مساره، فمثل هذا الحبّ انما خليطٌ مع نفثات الشيطان ويعيدٌ عن رضى الحق تعالى‌

 

                        الاسرة و نظامها في الاسلام،للعلامة انصاريان  ص: 192

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تخصيص ميزانية لتطوير إنتاج البرمجيات القرآنية ...
الداعية الفزازي يبارك مشاركة المغرب بالعدوان ...
تنظيم الدورة الأولى من المسابقات الأوروبية ...
الشيعة في عمان
دمشق: "جيش الأسلام" و"أحرار الشام" وراء ...
تنظيم برنامج للتعریف بالإسلام في نيويورك
إنّ أسوأ الانحرافات هي الانحرافات الفكرية التي ...
إقامة الدورة الـ14 من مهرجان "ليالي رمضان" في ...
انعقاد مؤتمر لممثلي المواكب الحسينية في العراق ...
إيقاف إمام الحرم النبوي الحذيفي بسبب انتقاده ...

 
user comment