ذكر المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري إن مرحلة الانشغال عن القضية الفلسطينية عابرة واستثنائية، لأنها لا تزال تحظى بأولويةٍ كبيرة في ضمير كل مواطنٍ عربي ومسلم.
وفي مقابلة مع الميادين نت من طهران حيث يشارك ضمن وفد حماس في مؤتمر دعم الانتفاضة، أكد أبو زهري الحرص على دور الفلسطينيين في اللجوء إلى كل الوسائل لإعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن مشاركة "حماس" في مؤتمر طهران تأتي في هذا السياق.
وقال أبو زهري إن تطوير العلاقة بين الحركة وطهران تسير باتجاه جيد في ظل حرص كلا الطرفين على ذلك، مؤكداً في الوقت نفسه على أن من مصلحة "حماس" الحفاظ على علاقات جيدة مع كل الأطراف العربية سواء من يدعم القضية الفلسطينية أو من يتقاعس عن ذلك، بالرغم من إقراره بضعف الموقف الرسمي العربي تجاه هذه القضية.
وقال في هذا الإطار: "من مصلحتنا أن نحافظ على علاقات جيدة مع كل الأطراف العربية ومن مصلحتنا الاستمرار في طرق الابواب ووضع الحكام العرب والمسلمين أمام مسؤولياتهم التاريخية والدينية تجاه القضية الفلسطينية"، مضيفاً إن "صراعنا يجب أن يبقى مع الاحتلال الإسرائيلي وألاّ نمارس أي سلوكٍ ملتبس يمكن أن يحرفنا عن هذا الفهم".
من جهة ثانية، أكد القيادي في حركة "حماس" أن المقاومة مستمرة بأشكال مختلفة وفق ما تقتضيه ظروف كل مرحلة. فحيناً تكون بالصواريخ والقذائف، وحينا آخر بالرباط، وفي مرحلة أخرى تكون بالحجارة والعمليات والمواجهات الفردية، معتبراً أن ذلك دليل على إبداع الشعب الفلسطيني في اختيار الوسيلة التي تناسب المرحلة، خصوصاً "أن القضية الفلسطينية تمرّ بحالة من الخذلان الشديد".
وقال أبو زهري إن "المواجهة مع الاحتلال مفتوحة ومستمرة"، مؤكداً إصرار حماس على أن يكون للمقاومة حضور مسلّح في الضفة الغربية إضافة إلى المقاومة الشعبية. وفي هذا السياق لفت إلى أن اعتقال العديد من الخلايا والمجموعات بين الحين والآخر، وكشف عن "استمرار لتطوير قدرات المقاومة" في غزة.
واعتبر المتحدث باسم "حماس" أن سلوك الإدارة الأميركية دمّر مشروع التسوية، مشدداً على ضرورة أن تعيد القيادة الفلسطينية النظر في خياراتها، وتقويم موقفها تجاه مشروع التسوية الذي ثبت فشله.
وقال أبو زهري إن وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة لا يشكل مصدر قلقٍ للحركة، التي ذهبت الإدارة الأميركية إلى أبعد مدى في عدائها لها وللمقاومة الفلسطينية حين صنّفتها "حركةً إرهابية"، مضيفاً أن ترامب لا يملك أن يفعل ما هو أكثر من ذلك.
وأضاف أن "الذي سيشعر بالانعكاس السلبي لوصول ترامب هي السلطة الفلسطينية التي كانت دائماً تراهن على الدور الأميركي"، خصوصاً أن "الاحتلال قد فعل كل ما يمكن أن يفعله من حروبٍ وحصارٍ وفشلٍ في تركيع المقاومة الفلسطينية".
وأعرب أبو زهري عن ثقته وأمله بتحرير القدس وكل شبر من أرض فلسطين، إيماناً بوعد الله ونتيجة الثقة العالية بالشعب الفلسطيني والأمة.
وحول الشأن الداخلي المرتبط بحركة "حماس" ودلالات انتخاباتها الأخيرة، قال أبو زهري إن هدف الانتخابات هو ضخ دماءٍ جديدة وإكساب الحركة تجارب جديدة، لافتاً إلى أنها دليل على التداول السلس لمواقع القيادة. وأضاف: "إن لكل قائدٍ في حماس بصمته الخاصة لكن الأمر مرتبط بأنظمة ومؤسسات شوريّة لا يمكن تجاوزها".