محاصرة الإمام (عليه السلام) واستشهاده:
انّ كلّ باحث عند ما يتأمّل في حياة الإمام الهادي (عليه السلام) يدرك أنّ هذا الإمام الجليل قد عاش حياته كلّها تحت الضّغط والحصار المروّع، ومن الواضح ان هذا الوضع لم يكن مقصوراً على هذا الزّمان وانّما كان الأمر على هذا المنوال طيلة مرحلة بني أميّة وبني العبّاس سوى فترات محدودة، فقد كان الخلفاء الغاصبون يدوسون بأقدامهم على المجتمع ولا يهتمون بمصالحه ويتخذون النّاس وسيلة لتحقيق مصالحهم الشّخصية ومنافعهم الذّاتيّة. وفي أثناء تسلّط الخلفاء الظّالمين كان الرّعب والفزع مسيطراً بحيث لم يجرؤ النّاس على القيام ضدّ الطّغاة، والانتفاع بقيادة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وإيجاد الحكومة الإسلاميّة الحقيقيّة، ومن هنا فقد كانت علاقة الأمّة بالإمام محدودة جدّاً، وكما مرّ علينا فانّ حكومة ذلك أجبرت الإمام الهادي (عليه السلام) على الرحيل من المدينة الى مركز الخلافة حينذاك، أي سامرّاء، وجعلته (عليه السلام) تحت الرقابة الشديدة، ومع كلّ الضغوط المسلّطة عليه فانّ الإمام (عليه السلام) تحمّل الآلآم والمحدوديّات المفروضة عليه ولم يستسلم لرغبات الظالمين، ومن البديهي ان شخصيّة الإمام القويّة ومركزه الاجتماعي الرفيع ونضاله السلبي وعدم تعاونه مع الخلفاء (كلّ هذه الأمور) كانت مرعبة للطواغيت ومُرّة المذاق، وكان بنو العبّاس يعانون من هذا الأمر كثيراً وباستمرار، وبالتالي فقد توصّلوا الى الحيلة الوحيدة لمعالجته وهو اطفاء نور الله وقتل ذلك الإمام الجليل.
وهكذا فان الإمام الهادي (عليه السلام) (مثل آبائه الكرام) لم يرحل عن الدّنيا بواسطة الموت الطّبيعيّ، وانّما قد سُمّ في خلافة المعتزّ العبّاسي(1)، وفي الثّالث من شهر رجب سنة «254» هجريّة ارتحل الى الرّفيق الأعلى ودفن في داره الواقعة في سامرّاء(2).
وقد حاول المعتزّ وبطانته اظهار أنفسهم بمظهر المحبّين والمخلصين للإمام فاشتركوا في مراسم الصّلاة على الإمام ودفنه ليستغّلوا هذا الأمر لأغراضهم الوضيعة ويخدعوا العوام ويغطّوا على جريمتهم النّكراء، لكنّنا نحن الشّيعة نعتقد انّ جثمان الإمام لابدّ ان يصلّي عليه إمام معصوم، ولهذه فانّه قبل اخراج الجثمان الطّاهر للإمام فقد قام بالصّلاة عليه ابنه الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام)(3)، ثمّ بعد أن أخرجت الجنازة أمر المعتزّ أخاه أحمد بن المتوكّل بإقامة الصّلاة على جثمان الإمام (عليه السلام) في شارع «أبي أحمد». وهبّ النّاس للمشاركة في تشييع الإمام وازدحمت بهم الشّوارع وارتفع البكاء والنّحيب، وبعد انتهاء المراسم أُعيدت الجنازة الى بيت الإمام (عليه السلام) ودفن فيه جثمانه(4)، سلام الله وصلواته عليه وعلى آبائه الطّاهرين.
-------------------------------------------------------------------------------
(1) ـ نور الأبصار للشبلنجي: ص 183، الأنوار البهية: ص 150.
(2) ـ الإرشاد للمفيد: ص 314، أعلام الورى: ص 355، الأنوار البهية: ص 15.
(3) ـ الأنوار البهية: ص 151.
(4) ـ تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 503، طبعة بيروت.
معاجز الإمام والارتباط بالغيب:
كما ذكرنا في الكراسات السّابقة فانّ الأئمة: يتميّزون بارتباط خاصّ بالله تعالى وعالم الغيب بسبب مقام العصمة والإمامة، ولهم (مثل الأنبياء) معاجز وكرامات تؤيّد ارتباطهم بالله وكونهم أئمة، وتظهر على أيديهم في المجالات المناسبة نماذج من العلم والقدرة الإلهيّة، بحيث تؤدّي الى اطمئنان النّفس وتربية الاتباع، وتعدّ أيضاً دليلاً وحجّة على انّ ما يدعونه هو الحقّ.
وقد شوهدت من الإمام الهادي (عليه السلام) معاجز وكرامات كثيرة سجّلتها كتب التّاريخ والحديث، ونقلها جميعاً يحتاج الى كتاب مستقّل، ونقتصر هنا على ذكر بعض النّماذج منها رعاية للإختصار:
1 ـ الإمامة والقيادة في سنين الطّفولة:
كما أشرنا من قبل فالإمام الهادي (عليه السلام) قد اسند إليه منصب الإمامة بعد استشهاد والده الكريم وهو في سنّ الثّامنة من عمره الشّريف، وهذا هو بنفسه من أوضح الكرامات والمعجزات، وذلك لان التّصدّي لمثل هذا المقام الخطير والمسؤوليّة الضّخمة الإلهيّة ليس فقط لا تتيسّر من الأطفال وانّما حتّى من الرّجال العقلاء البالغين، وبما انّ علماء الشّيعة ومحدّثيهم يرجعون الى الإمام اللاحق بعد استشهاد أو وفاة الإمام السّابق ويسألونه عن مسائلهم المختلفة، بل وحتّى انهم يختبرونه احياناً، وكذا الشّخصيّات الكبيرة من العلويّين وأقارب الإمام الّذين وصلوا الى سنّ الكمال كانوا يتردّدون على بيت الإمام (عليه السلام) ويعاشرونه، فمن المستحيل ان يستطيع طفل (من دون تأييد الله وارادته والارتباط بالعلم والقدرة الإلهيّة) التّصدّي لمثل هذا المقام الخطير وإعطاء الأجوبة الصّحيحة على كل تلك الأسئلة والقيادة النّاجحة في كلّ تلك المتعرّجات، ومن البديهي انّه حتّى النّاس العاديّون ايضاً يميّزون بين الطفل الصّغير العادي، والإمام الواعي القائد.
ومثل هذه الظّروف قد مرّت أيضاً على الإمام الجواد (عليه السلام)، ونحن قد أوضحنا خلال شرحنا لحياة ذلك الإمام الكريم انّه لا علاقة لمنصب الإمامة السّماوي (مثل النبوّة تماماً) بالسنّ والعمر اطلاقاً، لانّه يتمّ بأمر الله وارادته.
2 ـ الاخبار عن موت »الواثق« الخليفة العبّاسيّ:
يقول خيران الاسباطي:
قدمت على أبي الحسن عليّ بن محمّد (عليهما السلام) المدينة فقال لي ما خبر الواثق عندك ؟
قلت جعلت فداك خلفّته في عافية، أنا من اقرب النّاس عهداً به، عهدي به منذ عشرة ايّام. قال فقال لي ان أهل المدينة يقولون انه قد مات. فلمّا قال لي انّ النّاس يقولون، علمت انه يعني نفسه، ثمّ قال لي: ما فعل جعفر ؟ قلت تركته اسوء النّاس حالاً في السّجن. قال فقال لي أما انّه صاحب الأمر. ثمّ قال: ما فعل ابن الزّيّات ؟ قلت النّاس معه والأمر أمره، فقال أما انّه شوم عليه. قال ثمّ انه سكت وقال لي لابّد ان تجري مقادير الله وأحكامه يا خيران مات الواثق وقد قعد جعفر المتوكّل وقد قتل ابن الزّيّات. قلت متى جعلت فداك ؟ فقال بعد خروجك بستّة أيّام(1).
ولم يمرّ سوى عدّة أيّام حتّى جاء الى المدينة مبعوث المتوكّل وشرح الأحداث فكانت كما نقلها الإمام الهادي (عليه السلام)(2).
3 ـ تكلّمه باللغة التّركيّة:
روى أبو هاشم الجعفري انّه كنت بالمدينة حين مرّ بها (بغاء) أيّام الواثق في طلب الاعراب فقال أبو الحسن (عليه السلام): اخرجوا بنا حتّى ننظر الى تعبية هذا التّركي، فخرجنا فوقفنا فمرّت بنا تعبيته، فمرّ بنا تركي فكلّمه أبو الحسن (عليه السلام) بالتّركية وقلت له ما قال لك الرّجل ؟ قال: هذا نبيّ ؟ قلت: ليس هذا بنبيّ، قال: دعاني باسم سميّت به في صغري في بلاد التّرك ما علمه احد الى السّاعة(3).
4 ـ خضوع الوحوش له:
نقل الشيخ سليمان البلخي القندروزي في كتابه «ينابيع المودّة » (وهو احد علماء السّنّة):
ذرك المسعودي انّ المتوكّل أمر بثلاثة من السّباع فجيء بها في صحن قصره ثمّ دعا الإمام علي الهادي فلمّا دخل اغلق باب القصر فدارت السّباع حوله وخضعت له وهو يمسحها بكمّه ثمّ صعد الى المتوكّل وتحدّث معه ساعة ثمّ نزل ففعلت السّباع معه كفعلها الأوّل حتّى خرج فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة فقيل للمتوكّل انّ ابن عمّك يفعل بالسّباع ما رأيت فافعل بها ما فعل ابن عمّك، قال: انتم تريدون قتلي ثمّ امرهم ان لا يفشوا ذلك(4).
5ـ هيبة الإمام وعظمته:
روى محمّد بن الحسن الأشتر العلويّ قال: كنت مع ابي على باب المتوكّل وانا صبيّ في جمع من النّاس ما بين طالبيّ الى عبّاسيّ وجعفري، ونحن وقوف اذا جاء أبو الحسن الإمام الهادي (عليه السلام) ترجّل النّاس كلّهم حتّى دخل، فقال بعضهم لبعض: لم نترجّل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا ولا بأسنّنا، والله لا ترجّلنا له.
فقال أبو هاشم الجعفري (وكان حاضراً هناك حينذاك): والله لتترجّلنّ له صغرة اذا رأيتموه، فما هو إلاّ ان اقبل وبصروا به حتّى ترجّل له النّاس كلّهم، فقال لهم أبو هاشم الجعفري: أليس زعمتم إنكم لا ترجلون له ؟ فقالوا له: والله ما ملكنا أنفسنا حتّى ترجّلنا(5).
5 ـ الاخبار عمّا في الضّمير وعن دعاء سوف يستجاب:
كان باصفهان رجل يقال له عبد الرّحمان وكان شيعيّاً، قيل له: ما السّبب الذي اوجب عليك القول بإمامة عليّ الهادي دون غيره من أهل الزمان ؟ قال: شاهدت ما أوجب عليّ، وذلك انّي كنت رجلاً فقيراً وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل أصفهان سنة من السّنين مع قوم آخرين الى باب المتوكّل متظلّمين. فكنّا بباب المتوكّل يوماً اذا خرج الأمر باحضار عليّ بن محمّد بن الرّضا (عليهما السلام)، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرّجل الّذي قد أمر باحضاره ؟ فقيل: هذا رجل علويّ تقول الرّافضة بإمامته، ثمّ قال: ويقدّر انّ المتوكّل يحضره للقتل فقلت: لا ابرح من ها هنا حتّى أنظر الى هذا الرّجل ايّ رجل هو ؟ قال: فأقبل راكبا على فرس، وقد قام النّاس يمنة الطّريق ويسرتها صفّين ينظرون اليه، فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي فجعلت ادعو في نفسي بأنّ يدفع الله عنه شرّ المتوكّل، فأقبل يسير بين النّاس وهو ينظر الى عرف دابّته لا ينظر يمنة ولا يسرة، وانا دائم الدّعاء، فلمّا صار اليّ أقبل بوجهه اليّ وقال: استجاب الله دعاءك، وطوّل عمرك، وكثّر مالك وولدك، قال: فارتعدت ووقعت بين أصحابي، فسألوني وهم يقولون: ما شأنك ؟ فقلت خير، ولم أخبر بذلك.
فانصرفنا بعد ذلك الى اصفهان، ففتح الله عليّ وجوهاً من المال، حتّى انا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم، سوى مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن من عمري نيفّاً وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة هذا الرّجل على الّذي علم ما في قلبي، واستجاب الله دعاءه في ولي(6).
6 ـ طمئنة الجار وحلّ مشكلته:
كان في الموضع مجاور الإمام من أهل الصّنايع صنوف من النّاس، وكان الموضع كالقرية وكان يونس النّقّاش يغشى سيّدنا الإمام الهادي (عليه السلام) ويخدمه.
فجاء يوماً يرعد فقال: يا سيّدي أوصيك بأهلي خيرا، قال: وما الخير ؟ قال: عزمت على الرّحيل، قال: ولم يا يونس، وهو (عليه السلام) متبسّم، قال: قال: موسى بن بغا وجّه اليّ بفصّ ليس له قيمة اقبلت ان انقشه فكسرته باثنين وموعده غداً، وهو موسى بن بغا، امّا ألف سوط أو القتل، قال (عليه السلام): امض الى منزلك الى غد فما يكون إلاّ خيراً.
فلمّا كان من الغد وافى بكرة يرعد فقال: قد جاء الرّسول يلتمس الفصّ، قال (عليه السلام): امض إليه فما ترى إلاّ خيراً، قال: وما أقول له يا سيدي؟ قال فتبسّم وقال (عليه السلام): امض إليه واسمع ما يخبرك به، فلن يكون إلاّ خيراً.
قال: فمضى وعاد يضحك، قال: قال لي يا سيّدي: الجواري اختصمن فيمكنك ان تجعله فصيّن حتّى نغنيك ؟ فقال سيّدنا الإمام (عليه السلام): اللّهمّ لك الحمد اذ جعلتنا ممّن يحمدك حقّاً، فأيش ( وهو مخفّف ايّ شيء) قلت له ؟ قال: قلت له: أمهلني حتّى أتأمّل امره كيف أعمله ؟ فقال: أصبت(7).
7 ـ الإمساك بيد أبي هاشم وإنقاذه:
قال أبو هاشم الجعفري: اصابتني ضيقة شديدة فصرت الى أبي الحسن علي بن محمّد (الهادي) (عليه السلام)، فأذن لي فلمّا جلست قال: يا أبا هاشم اي نعم الله عزّ وجلّ عليك تريد ان تؤدّى شكرها ؟ قال أبو هاشم: فوجمت فلم أدر ما أقول له، فابتدأ (عليه السلام) فقال: رزقك الإيمان فحرم بدنك على النّار، ورزقك العافية فأعانتك على الطّاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التّبذّل، يا أبا هاشم انّما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنّك تريد ان تشكو لي مَن فعل بك هذا، وقد أمرت لك بمائة دينار فخذها(8).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ـ الإرشاد للمفيد: ص 309، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي: ص 279، مع بعض التغيير، نور الأبصار للشبلنجي: ص 182.
(2) ـ الفصول المهمّة لابن صباغ المالكي: ص 279، احقاق الحقّ: ج 12 ص 451.
(3) ـ أعلام الورى: ص 359.
(4) ـ احقاق الحق: ج 12 ص 451 ـ 452.
(5) ـ أعلام الورى: ص 360.
(6) ـ بحار الأنوار: ج 50، ص 141 ـ 142.
(7) ـ بحار الأنوار: ج 50 ص 125 ـ 126.
(8) ـ بحار الأنوار: ج 50 ص 129.
معرفة الإمام في أقوال الهادي (عليه السلام):
انّ كلّ واحد من أئمتّنا الاثني عشر (صلوات الله على أنوارهم المقدسة) لا يقتصر على كونه قائداً للأمّة ومبيّناً لأحكام الإسلام والقرآن، وإنّما الإمام المعصوم في الثّقافة الشّيعيّة هو نور الله في الارض، والحجّة التامّة للحقّ على جميع العالمين، ومحور كائنات الوجود، وواسطة الفيض بين الخالق والمخلوقين، والمرآة النّوارنيّة لكمالات العوالم العليا، وأرفع قمّة للفضائل الإنسانيّة، والجامع لكلّ الخيرات والمحاسن، ومحلّ تجلّي علم الله تعالى وقدرته، والنّموذج الكامل للإنسان الواصل الى الله، والمعصوم من السّهو والنسيان والخطأ، والمرتبط بملكوت الوجود وعالم الغيب والملائكة، والعالم بما كان وما يكون في الدّنيا والآخرة، وكنز الأسرار الإلهيّة ووارث جميع كمالات الأنبياء. أجل انّ الوجود المبارك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل محمّد (عليهم السلام) هو مركز فرجال الوجود، وهيمنة ولايتهم الكريمة فوق ولاية الأنبياء والمرسلين، وهي رفيعة الى الحدّ الذي لا تكون فيه قابلة للادراك بغيرهم، وهي بجعل من الله سبحانه مختصّة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين، ولا يمكن ان يطمع فيها اي طامع...
وما ذكرناه من منزلة الأئمة المعصومين ومقامهم الواقعي (بل واكثر من ذلك) يمكننا اثباته بنصوص من كتاب الله والرّوايات الصّحيحة الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة (عليهم الصّلاة والسّلام)، وهي مذكورة ومدروسة في الكتب المتنوّعة لعلماء الشّيعة وشخصيّاتها، وهذه الدّراسة المختصرة ليست مجالاً للتّطويل ولا لذكر الدّليل.
ومولانا المكرّم (وهو عاشر كوكب من كواكب سماء الإمامة) الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) قد منّ علينا (نحن الشّيعة) واكرمنا بكلامه العميق الثريّ الوارد في زيارة يطلق عليها اسم «الزّيارة الجامعة» تضّم كلاما فريداً ثريّاً بالمعارف الإلهيّة الرّاقية وبحراً من العلوم الغزيرة التي تنهمر أمطاراً من الدّر والجواهر على مفارق المحبّين الحقيقيّين للأئمة(عليهم السلام)، وهي على مستوى عقولنا ولا تتناسب مع حقيقة الإمامة، يحكي فيها بعض الطّرائف من بستان الله، ويعرفّنا (أرواحنا فداه) نحن الأرضيّين بسماء العظمة الإلهيّة والجلال الإلهيّ بواسطة الأشعّة النّافذه لكلامه، ويسقينا (نحن المتعطّشين الى ولاء هؤلاء الكرام) من كوثر جنّة الله.
اجل انّ الإمام الهادي (عليه السلام) يعلّم احد شيعته ومحبّيه (بطلب منه) كلمات لزيارة الأئمة المعصومين(عليهم السلام)، ونجد من الخسارة ان لا نذكرها في هذا المقال المخصّص لحياة هذا الإمام الكريم، لانّها تشتمل على فهرست لمعرفة الإمام.
وبعض العلماء الكبار اعتبر هذه الزّيارة افضل الزّيارات الجامعة، وقد نقلها كثير من الشّخصيّات العلميّة المرموقة، كالمرحوم الشّيخ الصّدوق المتوفّى سنة «381» هجرية في كتاب «من لا يحضره الفقيه»(1) وكتاب «عيون أخبار الرّضا»(2)، والشيخ الطوسي المتوفى سنة «460» هجرية في كتاب: «تهذيب الأحكام»(3)و(4).
ونفس جذابيّة الكلام وثراء المضمون وما يحفل به من علم ومعرفة هو شاهد صادق على أصالة هذه الزّيارة ودالّ على تمتّع قائله بالعلم الإلهيّ الرّفيع، ونحن ننقل هنا هذا الكلام الشريف آملين ان لا يغفل التّابعون للأئمّة(عليهم السلام) عن هذه الجوهرة الثّمينة من كنز المعارف الشّيعيّة، وان يواظبوا على زيارة الأئمّة الطّاهرين بهذه الكلمات المضيئة، سواء أكانت زيارتهم من بُعد ام في حرم كلّ واحد من الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
-------------------------------------------------------------------------------
(1) ـ ج 2 ص 609، طبع مكتبة الصدوق، تهران (يقول الشيخ الصدوق في اوائل كتاب من لا يحضره الفقيه: انني اذكر في هذا الكتاب ما افتي به واراه حجّة شرعيّة بيني وبين ربّي: ج1، ص3).
(2) ـ ج 2 ص 277، طبع منشورات الاعلمي، طهران.
(3) ـ ج 6 ص 95، طبعة طهران.
(4) ـ يقول العلاّمة المجلسي في هذه الزيارة: انّ الزيارة الجامعة هي اصح الزّيارات من حيث السّند وأفضل الزّيارات من حيث المتن والفصاحة البلاغة. (البحار: ج 102 ص 144) .
ويقول المجلسيّ الاوّل (والد العلامة المجلسيّ): جرت لي مكاشفة في حرم الإمام أمير المؤمنين، حيث حظيت بلقاء إمام العصر والزمان ارواحنا فداه فقرأت الزّيارة الجامعة بصوت عال، وبعد ان انهيت الزّيارة قال لي (عليه السلام) انها زيارة حسنة، ثم يعقّب المجلسيّ الاوّل على ذلك: بانني ادمنت على هذه الزّيارة في اغلب الاوقات، ولا شكّ في انّ هذه الزّيارة هي من الإمام الهادي (عليه السلام) وامضاء من صاحب الزمان، ويعتبر متنها أكمل وافضل الزّيارات (روضة المتقين: ج 5 ص 451). ويقول المرحوم الحاج، فأوصاه (عليه السلام) بالحرص على قراءة زيارة عاشوراء والزيارة الجامعة واداء صلاة النافلة، وقال: لماذا لا تصلون النّافلة ؟ النافلة النافلة النافلة، لماذا لا تقرأون زيارة عاشوراء ؟ عاشوراء، عاشوراء، عاشرواء، لماذا لا تقرأون الزّيارة الجامعة ؟ الجامعة، الجامعة، الجامعة. (النجم الثاقب: ص 342 ـ 343).
تلامذة الإمام (عليه السلام):
إنّ جَوَّ الاضطهاد والظّلم الّذي عاشه الإمام (عليه السلام) قد جعل امكانيّة الانتفاع من الإمام محدودة جدّاً، ولكنّه مع ذلك استطاع بعض المشتاقين لمعارف القرآن وأهل البيت(عليهم السلام) ان يكسبوا من فيض الإمام الهادي (عليه السلام) بمقدار سعة وجودهم، وان يرتفعوا الى الدّرجات الرّاقية من الإيمان والمعرفة. وقد سمّى الشّيخ الطّوسي (85) شخصاً من الّذين رووا عن الإمام الهادي (عليه السلام)، ونلاحظ بينهم شخصيّات لامعة، ونحن هنا نتعرّض لذكر بعضهم باختصار:
1 ـ عبد العظيم الحسني:
كان من كبار الرّواة والعلماء، وله مقام رفيع في الزّهد والتّقوى، وقد ادرك بعض الاصحاب الكبار للإمام السّادس والإمام السّابع والإمام الثّامن(عليهم السلام)، وهو يُعدّ من أنجب تلامذة الإمامين الجواد والهادى (عليهما السلام) ومن أشهر الرّواة عنهما.
يقول الصّاحب بن عبّاد: كان عبد العظيم الحسني عارفاً بشؤون الدّين ومطلعاً على المسائل الدّينية واحكام القرآن(1).
ويقول ابو حمّاد الرّازي: ذهبت الى مجلس الإمام الهادي (عليه السلام) وسألته عن بعض المسائل، ولمّا اردت الانصراف قال لي الإمام(عليه السلام): كلّما حدثت لك مشكلة فاسأل عنها عبد العظيم الحسني وابلغه سلامي(2).
وقد ارتفع في مدارج الايمان والمعرفة الى الحدّ الّذي قال له الإمام الهادي (عليه السلام):
«أنت وليّنا حقّاً»(3).
قال عبد العظيم بن عبد الله الحسني: «دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد (الهادي) بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) فلَّما بصرني قال لي: مرحباً بك يا أبا القاسم أنت وليّنا حقّاً، قال: فقلت له: يابن رسول الله انّي أريد أن أعرض عليك ديني فان كان مرضيّاً ثبتّني عليه حتّى القى الله عزّ وجلّ، فقال: هات يا أبا القاسم، فقلت: إنّي أقول: إن الله تعالى واحد ليس كمثله شيء خارج من الحدّين حدّ الإبطال وحدّ التّشبيه، وانه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجّسم الأجسام ومصوّر الصّور وخالق الاعراض والجواهر وربّ كلّ شيء ومالكه وجاعله ومحدثه، وانّ محمّداً عبده ورسوله خاتم النبيين، فلا نبيّ بعده الى يوم القيامة وانّ شريعته خاتمة الشّرائع فلا شريعة بعدها الى يوم القيامة، وأقول انّ الإمام والخليفة ووليّ الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ عليّ بن الحسين ثمّ محمّد بن عليّ ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر ثمّ علي بن موسى ثمّ محمّد بن علي ثمّ أنت يا مولاي، فقال عليّ (عليه السلام) ومن بعده الحسن ابني فكيف للنّاس بالخلف من بعده؟
قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي ؟ قال لانّه لا يرى شخصه ولا يحلّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، قال فقلت: اقررت وأقول انّ وليّهم وليّ الله وعدوّهم عدوّ الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله، واقول انّ المعراج حقّ والمسألة في القبر حقّ وَاَنّ الجنّة حقّ والنّار حقّ والصّراط حقّ والميزان حقّ وان السّاعة آتية لا ريب فيها وانّ الله يبعث من في القبور، واقول انّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
فقال علي بن محمّد (عليه السلام): يا أبا القاسم هذا والله دين الله الّذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه أثبتك الله بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة»(4).
وكما يبدو من التّاريخ والرّوايات فانّ عبد العظيم (عليه السلام) قد تعرّض لمطاردة حكومة زمانه ففرّ الى ايران ليصون نفسه من الخطر واختفى في مدينة الرّي، ونقرأ في تاريخ حياته:
«كان عبد العظيم ورد الرّيّ هارباً من السّلطان وسكن سَرَباً في دار رجل من الشّيعة في سكّة الموالي وكان يعبد الله في ذلك السّرَب (حفيرة تحت الأرض) ويصوم نهاره ويقوم ليله وكان يخرج مستتراً فيزور القبر المقابل قبره وبينهما الطّريق ويقول هو قبر رجل من ولد موسى (عليه السلام). فلم يزل يأوي إلي ذلك السّراب ويقع خبره الى واحد بعد واحد من شيعة آل محمّد(عليهم السلام) حتّى عرفه اكثرهم، فرأى رجل من الشّيعة في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له ان رجلا من ولدي يحمل من سكّة الموالي ويدفن عند شجرة التّفاح في باغ عبد الجبّار بن عبد الوهّاب، واشار الى المكان الّذي دفن فيه، فذهب الرّجل ليشتري الشّجرة والمكان من صاحبها، فقال لأيّ شيء تطلب الشّجرة ومكانها؟ فأخبره الرّؤيا، فذكر صاحب الشّجرة انّه كان رأى مثل هذه الرّؤيا وانه قد جعل موضع الشّجرة مع جميع الباغ وقفاً على القبر الشّريف والشّيعة يدفنون فيه.
فمرض عبد الظيم ومات (رحمه الله) فلمّا جرّد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه»(5).
وقد حدثت وفاة عبد العظيم في مرحلة الإمام الهادي (عليه السلام)، ويمكننا ان نتعرّف على علوّ شخصيّته الإلهيّة من خلال هذه الرّواية التي ينقلها محمّد بن يحيى العطّار:
سأل الإمام الهادي (عليه السلام) رجلاً من أهالي مدينة الري جاءه زائراً فقال له: اين كنت؟
قال: كنت ذاهباً الى زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، فقال له الإمام: كن على علم بأنّك لوزرت قبر عبد العظيم الموجود في مدينتكم لكنت كمن زار قبر الإمام الحسين (عليه السلام)(6).
ويُعدّ عبد العظيم من أوثق علماء الشّيعة ورواتهم في زمان الأئمّة(عليهم السلام)، وقد كان من جملة المؤلّفين أيضاً، ونُقل انه ألّف كتابا حول خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) وكتاباً آخر يُسّمى بـ«اليوم واللّيلة »(7).
الحسين بن سعيد الاهوازي:
وهو من أصحاب الإمام الرّضا والإمام الجواد والإمام الهادي (عليهم السلام) وقد نقل الأحاديث عن جميع هؤلاء الكرام، وهو في الأصل من أهالي الكوفة، ولكنّه انتقل مع اخيه الى الاهواز ثمّ جاء من هناك الى قم، وفي قم رحل عن هذا العالم.
والمعروف ان الحسين بن سعيد ألّف ثلاثين كتاباً في الفقه والاداب والاخلاق، وكتبه مشهورة متداولة بين العلماء، وكما يقول المرحوم المجلسي الاوّل: يلاحظ اتّفاق العلماء على وثاقته والعمل برواياته. ويقول في حقّه العلاّمة: انّه محلّ وثوق وهو من اعيان العلماء وكان جليل القدر.
يقول المرحوم الشّيخ الطّوسي:
ان الحسين بن سعيد علاوة على مقامه العلميّ قد كان يبذل غاية جهده في إرشاد النّاس وهدايتهم، ولهذا فقد أوصل اسحاق بن ابراهيم الحضيني وعليّ بن ريّان الى الإمام الرّضا (عليه السلام)، فكان السّبب في تعرّفهم على المذهب الحقّ وهو التّشيّع. وكانوا يسمعون منه الأحاديث وقد اطّلَعوا على المعارف بسبب خدماته. واوصل عبد الله بن محمّد الحضيني وغيره ايضاً الى الإمام الرّضا (عليه السلام) فكان هذا فاتحة خير لهم حيث اطّلعوا على المعارف الإسلاميّة ووصلوا الى مقامات رفيعة وادّوا خدمات إسلاميّة جليلة(8).
الفضل بن شاذان النّيشابوري:
كان رجلاً عظيماً ومورداً للاعتماد وفقيها كبيراً ومتكلّماً متضلّعاً. وقد ادرك مجموعة من كبار أصحاب الأئمّة، من قبيل محمّد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى، وعاشرهم ما يناهز الخمسين عاماً، وانتفع بمعاشرتهم كما يقول هو: عندما توفّي هشام بن الحكم اصبح خليفته يونس بن عبد الرّحمان، وعندما توفّي هذا أصبح خليفة في ردّ المخالفين السكّاك، وأمّا الان فأنا خليفتهم(9).
ويعدّه المرحوم الشّيخ الطّوسي من جملة أصحاب الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام)، وقد عدّه بعضُ علماء الرّجال من جملة أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) مع انّهم اعتبروه ضمن اتباع الإمام الجواد والإمام العسكري (عليهما السلام) ايضاً(10).
وقد ألّف الفضل بن شاذان كتباً كثيرة بحيث قال البعض انها تصل الى مائة وثمانين كتابا، ومن جملتها كتاب «الايضاح» الّذيّ هو في علم الكلام وتحليل عقائد اصحاب الحديث، وقد طبعته جامعة طهران في عام «1392» هجري قمري.
واهتمّ العلماء الكبار بأقوال وآثار الفضل بن شاذان، وكان العلماء يكتفون بقوله في ردّ أو قبول الرّواة. وأولى المرحوم الكليني عناية خاصّة لبعض كلماته وآرائه في كتاب الكافي. واهتّم بها كثيراً المرحوم الصّدوق والشّيخ الطّوسي كذلك.
يقول مؤلّف كتاب «جامع الرّواة»:
«فانّه رئيس طائفتنا (نحن الشّيعة) اجلّ أصحابنا الفقهاء والمتكلّمين وله جلالة في هذه الطّائفة وهو في قدره اشهر من ان نصفه. متكلّم فقيه جليل القدر له كتب ومصنّفات، روى الكشّي عن الملقّب بتورا من أهل بوزجان من نيشابور انّ أبا محمّد الفضل بن شاذان كان وجهّه الى العراق فذكر انه دخل على أبي محمّد (الإمام الحادي عشر) (عليه السلام) فلمّا أراد أن يخرج سقط عنه كتاب، وكان من تصنيف الفضل، فتناوله أبو محمّد (عليه السلام) ونظر فترحّم عليه وذكر انه قال اغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهركم(11).
وفي رواية اخرى ان كتاب «اليوم واللّيلة» (وهو احد كتبه) «عرض على أبي محمّد العسكري (عليه السلام) فترّحم عليه ثلاثاً وقال: انّه صحيح ينبغي ان يعمل به»(12).
ويقول الشهيد الكبير القاضي نور الله الشّوشتري فيما يتعلّق بالفضل بن شاذان:
كان من اكبر المتكلّمين وافضل المفسّرين والمحدّثين واعظم واشرف الفقهاء والمجتهدين واعيان القرأء والنّحاة واللّغويين...(13)
كان الفضل بن شاذان يعيش في نيشابور ثمّ نفاه منها الى بيهق أمير خراسان عبد الله بن طاهر بذنب التشيّع.
وعندما هاج الخوارج في خراسان فقد اضطّر الفضل للخروج منها صوناً للنّفس، واتعبه الطّريق فألّم به المرض وفارق الحياة الدّنيا في أيّام إمامة الإمام العسكري (عليه السلام) ودفن في نيشابور القديمة، ويقع قبره حاليّاً على بُعد فرسخ واحد من نيشابور الفعليّة، وهو مزار للشّيعة يتبرّكون بقبره(14).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ـ عبد العظيم الحسني: ص 31.
(2) ـ عبد العظيم الحسني: ص 24.
(3) ـ الامالي للصدوق: ص 204، المجلس (54).
(4) ـ الامالي الصدوق: ص 204، المجلس (54).
(5) ـ جامع الرواة، الجزء الاوّل: ص 460.
(6) ـ عبد العظيم الحسني: ص 63.
(7) ـ عبد العظيم الحسني: ص 63.
(8) ـ تنقيح المقال: ج 1 ص 329، كتاب اختيار معرفة الرجال: ص 551.
(9) ـ منتهى المقال: ص 242، مقدمة كتاب الايضاح: ص 3، طبعة جامعة طهران.
(10) ـ مقدّمة الايضاح: ص 9 وص 86.
(11) ـ جامع الرواة: ج 2 ص 5.
(12) ـ منتهى المقال: ص 24، مقدمة الايضاح: ص 87.
(13) ـ مقدمة الايضاح: ص 2.
(14) ـ منتهى المقال: ص 242، مقدمة الايضاح: ص 48 ـ 52.
مقتطفات من كلام الإمام الهادي (عليه السلام):
وفي خاتمة المطاف نبترّك بنقل كلمات من هذا الإمام العظيم للتّمسّك بولايته وتهذيب النّفس بأحاديثه:
1 ـ ينقل الإمام (عليه السلام) عن آبائه الكرام انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «... الايمان ما وقرته القلوب وصدّقته الاعمال، والإسلام ما جرى به اللّسان وحلّت به المناكحة»(1).
2 ـ «من رضي عن نفسه كثر السّاخطون عليه»(2).
3 ـ «الهَزْلُ فكاهة السّفهاء وصناعة الجهال»(3).
4 ـ «من جمع لك ودّه ورأيه فاجمع له طاعتك»(4).
5 ـ «من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه»(5).
6 ـ «الدّنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون»(6).
7 ـ «من اتّقى الله يُتّقى، ومن أطاع الله يطاع، ومن أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين»(7).
8 ـ «انّ الظالم الحالم يكاد ان يُعفى على ظلمه بحلمه»(8).
9 ـ «انّ المحقّ السّفيه يكاد ان يطفىء نور حقّه بسفهه»(9).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ـ مروج الذهب: ج 4 ص 85.
(2) و(68) ـ الأنوار البهيّة: ص 143.
(4) ـ تحف العقول: طبعة بيروت: ص 358.
(5) و(72) ـ تحف العقول، طبعة بيروت: ص 358.
(7) ـ تحف العقول، طبعة بيروت: ص 357.
(8) ـ تحف العقول، طبعة بيروت: ص 358.
(9) ـ تحف العقول، طبعة بيروت: ص 358.