عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

السؤال: كيف نثبت أنّ للكون علّة غير محتاجة ؟ مع جزيل الشكر ،

السؤال: كيف نثبت أنّ للكون علّة غير محتاجة ؟ مع جزيل الشكر ،

السؤال: كيف نثبت أنّ للكون علّة غير محتاجة ؟ مع جزيل الشكر ، وفّقكم الله لما يحبّ ويرضى .

الجواب : نثبت ذلك عن طريق الدليل العقلي والدليل الشرعي :

أمّا الدليل العقلي فنقول : لو كانت علّة الكون محتاجة للزم التسلسل ، وهو باطل عقلاً ، وذلك ببيان :

معنى كون العلّة محتاجة ، أي مفتقرة ومعلولة إلى علّة ثانية توجدها ، وهي غير محتاجة ، وإلاّ لاحتاجت العلّة الثانية إلى علّة ثالثة وهكذا ، فيكون بعضها معلول لبعض آخر ، وذلك البعض الآخر معلول لآخر من غير أن ينتهي إلى علّة ليست بمعلول ، وهو ممتنع وباطل ، لاستحالة التسلسل .

فيثبت أنّ علّة الكون ليست بمعلول ، أي ليست بمحتاجة ، وهو المطلوب .

وأمّا الدليل الشرعي فنقول : وردت آيات وروايات كثيرة تنصّ على أنّ الخالق والموجد لهذا الكون هو الله تعالى ، ووصفته بأنّه غنيّ غير محتاج ، فمن الآيات :

1-قوله تعالى : { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } (1) .

2-قوله تعالى : { أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ } (2) .

____________

1- الطور : 35 .

2- الطور : 36 .


الصفحة 507


3-قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } (1) .

4-قوله تعالى : { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى } (2) .

5-قوله تعالى : { وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء } (3) .

( يوسف . الكويت ... )

استعمال كلمة الربّ في غيره مجازاً :

السؤال: سمعت أحد الخطباء في الكويت يقول : إنّ المقصود بكلمة الربّ في القرآن الكريم ، هو الإمام علي ، فنرجو التوضيح ، وشكراً .

الجواب : لا إشكال في عدم صحّة إطلاق كلمة " الربّ " بمعناه ومصطلحه الحقيقي على غير الله عزّ وجلّ ؛ وأمّا استعمال هذه الكلمة مجازاً في غيره تبارك وتعالى فهو بمكانٍ من الإمكان ، فمثلاً ورد في سورة يوسف (عليه السلام) : { اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } (4) .

وعليه فلا مانع من الاستعمال المجازي ، ثمّ نحن لا نعلم قصد المتكلّم حتّى نحكم على كلامه ، فإنّ كان يقصد المعنى الحقيقي فهو مردود وغير معقول ، وقد ورد في استنكاره عدّة روايات من المعصومين (عليهم السلام) ، فمنها :

ما رواه الكشّي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في مقابلته للغالين (5) .

وأيضاً جاء في " الخصال " : ( إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : " إيّاكم والغلوّ

____________

1- فاطر : 15 .

2- النجم : 48 .

3- محمّد : 38 .

4- يوسف : 42 .

5- اختيار معرفة الرجال 1 / 325 .


الصفحة 508


فينا ، قولوا إنّا عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم " ) (1) ، وغيرها .

وأمّا إذا كان المقصود التجوّز في الاستعمال والتنزيل فلابأس به .

( ... ... ... )

الأدلّة العقلية على وجود الله تعالى :

السؤال: كيف نستطيع معرفة الله ؟ وما هي الأدلّة العقلية لوجوده تعالى ؟ وما هو أفضل كتاب يفضّل قراءته في هذا المجال ؟

وكيف نؤمن بربّ لا نراه ؟ وكيف وجد الله ؟ ومن أين ؟ أرجو الإجابة ، وأنا مؤمن بالله ولكن للاطمئنان ، ودمتم سالمين .

الجواب : إنّ وجود الله تعالى أغنى من أن يحتاج إلى بيان ، أو يتوقّف على برهان ، حيث أدركه كُلّ ذي عقل ، وأحسّ به كُلّ ذي شعور ، وفهمته كُلّ فطرة ، حتّى الذي ينكره بلسانه لا محالة يتوجّه إليه عند الاضطرار بقلبه وجَنانه ، بل يمكن القول بأنّ وجوده تعالى فطري ، لا يحتاج في الحقيقة إلى دليل ، ولكن نذكر لكم بعض الأدلّة العقلية على وجوده تعالى ، حسبما طلبتموه :

الأوّل : برهان النظم :

أوضح الأدلّة على إثبات الله تعالى ، الذي يحكم به العقل ، هو دليل النظم والتدبير .

فالكُلّ يرى العالم بسماواته وأراضيه ، وما بينهما من مخلوقاته ، ورواسيه من المجرّة إلى النملة .

فنرى أجزاءها وجزئيّاتها مخلوقة بأحسن النظم ، وأتقن تدبير وأحسن صنع

____________

1- الخصال 2 / 36 .


الصفحة 509


، وأبدع تصوير ، فيحكم العقل بالصراحة ، أنّه لابدّ لهذا التدبير من مدبّر ، ولهذا التنظيم من منظّم ، ولهذا السير الحكيم من محكم ، وذلك هو الله تعالى .

الثاني : امتناع الصدفة :

فإنّا إذا لم نؤمن بوجود الخالق لهذا الكون العظيم ، فلابدّ وأن نقول : بأنّ الصدفة هي التي أوجدته ، أو أنّ الطبيعة هي التي أوجدته .

لكن من الواضح ، أنّه لا يقبل حتّى عقل الصبيان أن تكون هذه المخلوقات اللامتناهية ، وجدت بنفسها بالصدفة العمياء ، أو بالطبيعة الصماء .

الثالث : برهان الاستقصاء :

فإنّ كلاًّ منّا ، إذا راجع نفسه يدرك ببداهة ، أنّه لم يكن موجوداً أزلياً ، بل كان وجوده مسبوقاً بالعدم ، وقد وجد في زمان خاصّ ، إذاً فلنفحص ونبحث : هل أنّنا خلقنا أنفسنا ؟ أم خلقنا أحد مثلنا ؟ أم خلقنا القادر الله تعالى ؟

ولاشكّ أنّنا لم نخلق أنفسنا ، لعدم قدرتنا على ذلك ، ولاشكّ أيضاً أنّ أمثالنا لم يخلقونا لنفس السبب ، إذاً لا يبقى بعد التفحص والاستقصاء إلاّ أنّ الذي خلقنا هو الله تعالى ، لأنّه القادر على خلق كُلّ شيء .

الرابع : برهان الحركة :

أنّا نرى العالم بجميع ما فيه متحرّكاً ، ومعلوم أنّ الحركة تحتاج إلى محرّك ، لأنّ الحركة قوّة ، والقوّة لا توجد بغير علّة .

إذاً لابدّ لهذه الحركات والتحوّلات والتغيّرات من محرّك حكيم قدير ، وهو الله تعالى .

الخامس : برهان القاهرية :

إنّ الطبيعة تنمو عادة نحو البقاء ، لولا إرادة من يفرض عليها الفناء .

فالإنسان الذي يعيش ، والأشجار التي تنمو ، لا داعي إلى أن يعرض عليها الموت أو الزوال إلاّ بعلّة فاعلة قاهرة .

فمن هو المميت ؟ ومن هو المزيل ؟ ذلك الذي له القدرة على فناء مخلوقاته  

 


الصفحة 510


، وهو الله تعالى .

هذه أدلّة خمسة ، من بين الأدلّة العقلية الكثيرة التي تبرز الإيمان الفطري بوجود الله تعالى .

وأمّا كيف وجد ؟ وأين وجد ؟ فذلك ممنوع شرعاً عن التحدّث عنه ، بل ولا يمكن للعقل أن يدركه .

والكتاب المفضّل لمعرفة هذه الأُمور هو كتاب " الإلهيات " للشيخ السبحاني ، وكتاب " العقائد الحقّة " للسيّد علي الحسيني الصدر .

( كميل . عمان . 22 سنة . طالب جامعة )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : ما هو الردّ على أهل السنّة ؟ حيث يقولون : ...
السؤال : إلى الإخوان العاملين في مركز الأبحاث ، ...
السؤال : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح ؟ ...
السؤال : ما هو مفهوم الرجعة ؟ وفي أيّ زمن تحصل ؟
السؤال: إذا كان الله في كُلّ مكان ، كما قال الإمام ...
السؤال : لماذا يعتبر المسلمون بأنّ الكلب نجس حين ...
السؤال : لماذا نتوسّل بأهل البيت (عليهم السلام) ؟ ...
هل ورد هذا الحديث بما معناه ( أن الله تعالى ينزل ...
لماذا ذكر الكليني رحمه الله تعالى تلك الأحاديث ...
السؤال : ما هو المقصود بالتشيّع ؟ ومن هم الشيعة ؟

 
user comment