اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب مهرجان ذكرى انتصار 2006 الذي اقيم في سهل الخيام بحضور جماهيري كبير ورسمي واسع ان في لبنان هناك ارادة المقاومة والصمود وارادة البناء وارادة الحياة بعز وكرامة.
واشار الى ان بلدة الخيام هذه البلدة الطيبة ينسب اليها بعد سهلها معتقلها الذي اراده العدو مكانا لكسر الارادة وسجل من خلال بطولات الاسرى من رجال ونساء ملاحم بطولية في الصبر العظيم والتمسك بالمقاومة ورفض الاذعان والذل رغم المعاناة الهائلة التي عاشها الاسرى.
واضاف ان بلدة الخيام كما البلدات الامامية على الحدود كما بلدات الداخل قاتلت 33 يوما وصمدت رغم الاف الغارات الجوية والقصف المدفعي والمقاومون في البلدة ومن بقي من اهلها معهم صمدوا وقاتلوا كما قاتل اهل البلدات الاخرى على الشريط الشائك وسجلوا ملاحم.
واشار ان سهل الخيام يسمى محرقة الميركافا مستذكرا كلام القائد الصهيوني الذي تقدمت فرقته في سهل الخيام كيف هزمت فرقته ودمرت دباباتها وتفرق عناصرها، مؤكدا ان معادلة حرب تموز معادلة الانسان المقاوم المؤمن بربه وحقه ومقاومته وهذه حقيقة رجال الله في مقابل اولئك الذين يدعون زورا انهم اولياء لله من دون الناس.
ولفت السيد نصر الله ان النموذج الذي قدمته المقاومة في سهل الخيام ووادي الحجير ووديان وجبال وسهول الجنوب سيقدم نموذج مطور عنه على مستوى الرجال وخبرة القتال ونوع الامكانات واي قوات برية اسرائيلية ستدخل الى سهولنا وتلالنا لن ينتظرها سهل الخيام 2006 بل مضروبا بالمئات والهزيمة والذل والعار سيلحق بهم ما هو أشد وأصعب.
ولفت سماحته ان الحرب وكانت ولا زالت موضع ابحاثهم وخططهم وآفاقهم لانه كان حدثا عظيما ولا زالوا حتى الان يدرسون وياخذون العبر ويرممون الثغرات ويجهدون لاعادة الثقة التي دمرتها حرب تموز بين الشعب والقيادة الاسرائيلية.
واذ اشار ان الهدف الاساسي لعدوان تموز كان القضاء على حزب الله وسحقه لفت الى انه بعد 11 سنة لا يزال الاسرائيلي يتحدث عن تعاظم القدرة والقوة لدى المقاومة مما يعني انه يعترف انه فشل في تحقيق هدف حرب تموز 2006.
واكد ان المقاومة تعمل لاهداف وطنية ولا تعمل لمكاسب سياسية على الطريقة اللبنانية ويجب ان لا يُخشى منها بل يُطمأن اليها ويستند عليها.
واعلن ان المقاومة تزداد قوة منذ 14 اب 2006 وهذا ما يعترف به العدو ويعرفه الصديق وكل من راهن على سحق المقاومة من خلال ضرب محورها خابت وستخيب اماله كاملا ان شاء الله بناء على هذا التعاظم وازدياد القوة.
واكد الامين العام لحزب الله ان العدو وصل لقناعة ان اي حرب على لبنان مهما كانت اهدافها لا توازي وتستأهل الكلفة التي ستتحملها “اسرائيل” في هذه الحرب، وبعضهم يقول انها كلفة لا تطاق وبالتالي هناك دعوات حتى من اشد المتطرفين الصهاينة الى تجنب الذهاب لحرب مع لبنان لأي سبب وتحت اي ظرف.
وسأل هذه القناعة تولدت نتيجة احترام العدو للقرارات الدولية او الضغوط الاميركية؟ بل لمعرفة حقيقية عند الاسرائيليين ان في لبنان قوة اذا اضيفت اليها واستخدمت فيها المعادلة الذهبية حينئذ ستكون الكلفة عالية جدا على اسرائيل وليس معلوما ان تحقق الاهداف والنصر وهذا يمنع اسرائيل من ان تعتدي على لبنان.
وأكد اننا عندما نحتفظ بقوتنا وتتكامل في معادلة الجيش والشعب والمقاومة سوف ترتفع الجدران اكثر عند الاسرائيليين وتكبر المخاوف وسيحترمك العالم لأننا نعيش في عالم الذئاب والذي لا يعترف فيه الا بالاقوياء.
وحول الضغوط الاميركية اكد ان لا قانون عقوبات مالي ولا تهويل اميركي سيجدي ولن تستطيع الادارة الاميركية ان تمس من قوة وارادة وعزم وتعاظم قوة المقاومة .
وفي رد على كلام دونالد ترامب ضد حزب الله وقوله ان واشنطن والحكومة اللبنانية شريكة في محاربة الارهاب وضمنه داعش وحزب الله، قال السيد نصر الله هو لا يعرف ان حزب الله جزء من الحكومة وهو لا يعرف ان الحكومة اللبنانية لم تدخل في قتال مع داعش حتى ذلك الوقت كمعركة عسكرية .
واكد ان الارهاب هي اميركا واسرائيل والجماعات التي صنعتها اميركا، وترامب هو قال بنفسه ان اوباما وكلنتون صنعوا داعش.
واشار السيد نصر الله ان حزب الله قوة تقاتل الارهاب في المنطقة ، وحزب الله قوة مدمرة وخطيرة على المشروع الاسرائيليي كان وما زال. وهو حطم ودمر وسحق وهدم مشروع اسرائيل الكبرى عام 2000 وكل يوم يتاكد سقوط اسرائيل الكبرى كلما ارتفع جدار في لبنان وفلسطين، وحزب الله جزء من القوة الاقليمية التي اسقطت اسرائيل العظمى، وفي حرب تموز اسقط حزب الله مشروع الشرق الاوسط الجديد، وهو هدام ومدمر وخطر على مشاريعكم واحتلالالتكم وهيمنتكم.
اضاف: اما انتم فهذه اسرائيل مرتكبة المجازر والارهاب اليومي، والحروب التي شنت على دول المنطقة انتم ادرتموها ، والحرب في المنطقة كلها ارادة وادارة اميركية واسرائيلية لذلك لا تصفوا غيركم بما تتصفون به انتم.
واكد ان حزب الله قوة خير وحماية وحفظ وجود ودرء خطر وكل هذه الاتهامات لن تقدم وتؤخر شيئا وعندما يتكلمون ذلك فهو حفلة تهويل على الشعب اللبناني واتمنى ان لا يكون احد من اللبنانيين تحت الطاولة شريكا في هذا التهويل.
واكد ان الزمن الذي كان يهدد فيه الاسرائيلي وينفذ قد انتهى، والاسرائيلي الان يخاف من الشجرة ومن خزان المياه ومن الشاب الذي يتمشى على الحدود مما يعني انه وصل الى الحضيض في القوة النفسية وعندما يزرع شعبنا ويمشي على الحدود هذا يعني اننا وصلنا الى القمة في القوة المعنوية. وتوجه السيد نصر الله للناس في كل لبنان بالقول ازرعوا شجرا وهذا جزء من المقاومة وحماية لبنان ولا تنتظروا فقط الدولة والمؤسسة.
واعلن سماحته ان النصر الذي تحقق قبل اسابيع في جرود عرسال وفليطا اكثر من حزن له هو الاسرائيلي وما يحصل في سوريا اليوم محزن للاسرائيلي، والجماعات الارهابية التي راهنت عليها اسرائيل وبدات تفشل يحزن عليها الاسرائيلي، فهو حريص ان تنتصر داعش والنصرة والجماعات المسلحة التي يدعمها ويسلحها ويتدخل لصالحها.
واشار انه يفترض ان يخرج خلال ايام باقي المسلحين من جرود عرسال وبمجرد ان ينتشر الجيش اللبناني في هذه الجرود سنخلي المواقع.
واشار الى ان قيادة الجيش هي من تحدد توقيت تحرير بقية الجرود اللبنانية من داعش، داعيا الى ان لا يضع احد مدى زمنيا لانهاء المعركة أو يقارن بين المعارك، مؤكدا في الوقت نفسه اننا سنكون ان شاء الله امام انتصار حاسم وسيهزمون ويولون الادبار والمسالة مسالة وقت وتعاط بروح وطنية وانسانية مع المعركة المقبلة.
وحول التنسيق مع سوريا توجه للقوى السياسية التي لها موقف حاد من التنسيق بالقول اعيدوا النظر لأن المشروع الذي راهنتم عليه في سوريا سقط او في اخر مراحل السقوط، تاملوا واقرأوا التطورات التي حصلت في سوريا والمنطقة، الحقد والاحلام والامال ضعوها جانبا وحللوا الوقائع وابنوا موقفا.
واكدا ان داعش مسالة وقت في سوريا والعراق ولن تجد من يدافع عنها في هذا العالم، والمعارضة المسلحة في أسوأ حال، والمعارضة السياسية تزداد وهناً بعد الازمة الخليجية، وبعض الدول التي كانت اشد تعصبا في الازمة مثل فرنسا تعترف بالرئيس بشار الاسد، والاميركان هم اعلنوا ان هذه الجماعات التي دربوها وعولوا عليها فشلت، واميركا تفاوض روسيا على مصالحها في سوريا.
واكد ان العالم كله يتعاطى على اساس ان هذا النظام وهذا الجيش والدولة باقية ويقولون للمعارضة في الجلسات المقبلة تعاطوا على قاعدة ان الرئيس بشار الاسد باق.
واضاف في اغلب الملفات لبنان محتاج ان يتحدث مع سوريا والمصلحة الوطنية تفترض ان نتفاهم مع سوريا، وفي الموضوع الامني محتاجون ان نتواصل مع سوريا وكذلك في موضوع بلوكات النفط.
السيد نصر الله اشار الى المأساة الانسانية الكبرى في اليمن التي سببها الحصار والعدوان الاميركي السعودي واكد انه يجب ان يطالب العالم كله اميركا والسعودية بوقف العدوان والحرب على اليمن وفك الحصار معتبرا ان كل الساكتين في العالم يتحملون المسؤولية.