عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

الطاقة الوجودية لأهل البيت (ع)

الطاقة الوجودية لأهل البيت (ع)

يقول الإمام أمير المؤمنين على (ع) يصف طاقة الملائكة الوجودية:
الثابتة فى الأرضين السفلى أقدامهم والمارقة من السماء العليا أعناقهم «3».
الملائكة حقائق مجردة ولهذا فهى تحيط بنظام الوجود وتغطى العالم، وهى ذاتها الحقيقة المجردة التى تجلت فى أعماق وباطن النبى الأكرم (ص) وأهل بيته.
وبما أن القرآن الكريم إنما ظهر من أفق قلب النبى (ص) فلاشى‌ء ينشأ عنه وعن أهل بيته المعصومين إلا الحق، ذلك أن الإنسان لا ينطوى على قلبين فى جوفه قلب يكون محلًا للحق تعالى وآخر للباطل، كما أن الباطل ليس أمراً وجودياً ليكون إلى جانب الحق.
وإذن فأن أهل البيت (ع) ليسوا سوى الحق ولا يقولون إلا الحق ولا يقومون إلا بالحق ولا يفعلون إلا الحق.
وهم (ع) رحمة للعالمين وأن كل الناس إنما ينهلون من رحمتهم شاءوا أم أبوا علموا أم جهلوا.
إنّ الإنسان الكامل قد بلغ أم الكتاب، وأم الكتاب محسوس بالنسبة إليه، وأهل البيت قد بلغوا هذه المرحلة:
فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ «1».
فهم (ع) فوق نشأة الطبيعة و الزمان فهم على حافة الماضى وهم أيضاً على حافة المستقبل، يعنى أنهم بلغوا درجة أصبحوا فيها أعلى من الزمان وفوقه وخارجه. ولهذا السبب فهم لديهم أخبار الماضى وما سيحصل فى المستقبل لأن المستقبل حاضر لديهم.
ومن خاصّية الذى يعلو فوق الزمن ويقف خارج حركة الزمن أن يشهد الماضى والمستقبل.
إنهم ينظرون إلى الماضى وحوادثه كما وقعت، وكما حصلت وينظرون إلى المستقبل فيرون الحوادث كيف ستجرى وكيف ستقع. ونحن نقرأ فى القرآن المجيد قصة الإسراء والمعراج، وكيف حصل المعراج إلى المستقبل وكيف نظر النبى الأكرم (ص) إلى مشاهد يوم القيامة:
ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‌ فَأَوْحى‌ إِلى‌ عَبْدِهِ ما أَوْحى‌ ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‌ أَ فَتُمارُونَهُ عَلى‌ ما يَرى‌ وَ لَقَدْ رَآه‌نَزْلَةً أُخْرى‌ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‌ عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى‌ «1».
ما حصل فى المعراج أن الله سبحانه أعد لرسوله خلاصة القيامة فى صورة الجنة والجحيم، فلم يكن النبى ليعى ويدرك ويفهم الماضى والمستقبل، بل رآهما وهذه الرؤية التى تجلت للنبى (ص) انتقلت إلى أهل بيته المعصومين فهم كالنبى (ص) يعلمون، ويرون الماضى والمستقبل.
وهكذا أشخاص هم من حيث الطاقة الوجودية تكون عبادتهم على مستوى بحيث لا يقارن بهم أحد ولا يقاس بهم احد، حتى أن لحظة من عبادتهم تعدل عبادة الثقلين الإنس والجن أجمعين.
قال النبى الأكرم محمد (ص):
لضربة على يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين «2».


source : دار العرفان / اهل البيت (ع) ملائك الارض للعلامة الاستاذ انصاریان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ليوم.. افتتاح مؤتمر المعلمين المميزين لمفاهيم ...
الطاقة الوجودية لأهل البيت (ع)
سماحة العلامة انصاریان:أجل؛ إنّ الانسان ينتفع ...
توزيع 40 ألف مصحف على مسلمي السنغال
قال علي ع : النَّفْسُ مَجْبُولَةٌ عَلى‏ سُوءِ ...
مقتل 12 عسكرياً سعودياً في الهجوم الحدودي مع ...
السيسي يحمل الأزهر مسؤولية الخطاب الديني ...
ليبيا: تنظيم دورة لرفع كفاءة معلمي القرآن
تدشين الجناح الإعلامي لجائزة رأس الخيمة للقرآن ...
العالم الإسلامي في خضم الإستراتيجيات الدولية ...

 
user comment