رضا أهل البيت (ع) فانٍ فى رضا الله عزّ وجلّ
إنّهم (ع) أصبحوا لا يعملون الّا وفق رضا الله وغضبه فقط فهم فى مرحلة الفناء، وهذا المقام أسمى من مقام الكثرة؛ لأن يقولون: أن رضانا فانٍ فى رضا الله وأنه لا يوجد إلا رضا واحد فقط وهو رضا الله عزّ وجلّ.
إنهم لا يقولون: لنا رضا وهو يطابق رضا الله سبحانه فى كل شؤون حياتنا وأن رضانا فى سير رضا الله الذى هو الرضا الحق؛ أنهم لا يقولون ذلك؛ لأنهم لا يرون شيئاً غير الحق ولا يريدون شيئاً إلا الحق فحياتهم ليس فيها سوى محور واحد وهو رضا الله سبحانه.
أما الذين بلغوا مرحلة التطابق بين رضاهم و رضا الله وغضبهم وغضب الله فأنّهم وإن بلغوا مرحلة الكمال الوسطى، ولكنهم ما يزالون فى منأى عن التوحيد الأصيل الخالص وما تزال فى نفوسهم حالة من الشرك، وهذه الحالة لا يراها إلا الذين بلغوا المراحل الرفيعة فى الكمال، أما الذين هم فى أدنى سلم الكمال، فإنهم ينظرون إلى من بلغوا مرحلة التطابق ليس باعتبارهم مشركين، وإنّما باعتبارهم مصاديق ومظاهر رائعة فى التوحيد.
source : اهل البيت (ع) ملائكه الارض