ويعفو عن ألدّ أعدائه
وفى فتح مكة وقد جاء النبى (ص) أكثر من عشرة آلاف مقاتل وفتحت مكة أبوابها، وكان النبى، قد عانى ما عانى من قريش فهل فكر النبى (ص) بالانتقام؟ كلا لقد دخل مكّة فى غاية التواضع، ولما سمع هتاف أحد القادة: اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة، أمر بتنحيته وأمر أن يهتف: اليوم ترعى المرحمة.
ولما كسر النبى الأصنام واجه قريش قائلًا: ماذا ترون أنى فاعل بكم؟
وماذا تقولون وماذا تظنّون؟
قالوا: نقول: خيراً ونظنّ خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم.
هنالك قال النبى (ص): إنى أقول كما قال أخى يوسف: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وعن النبى (ص) عن الشاعر المعروف كعب بن زهير بن أبى سلمى وطالما هجا النبى فجاءه فدخل عليه وقال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، هذا مقام العائذ بك أنا كعب بن زهير ثم أنشد قصيدته الشهيرة، بانت سعاد.
وجاء فيها: نبئت أن رسول الله أوعدنى
الوعد عند رسول الله مأمول
فوهبه النبى (ص): بردته «1».
ولما ارتداها جاء إعرابى فقال للنبى (ص) هبنى هذه الجبة فخلعها من فوره وأعطاها للإعرابى «2».
ولما مرض عبدالله هذا عاده النبى (ص) وقد طلب عبدالله من النبى أن يعطيه قميصه ليضعه مع أكفانه واستجاب النبى (ص) لذلك ولما مات حضر جنازته واستغفر له وصلى عليه وقدم التعازى لأبنه المؤمن، وقد هزّت هذه المواقف المئات من أتباع ابن أبى ورسخت من إيمانهم برسالة النبى (ص)
source : اهل البيت (ع) ملائكه الارض
