عربي
Sunday 1st of December 2024
0
نفر 0

سماحة العلامة الاستاذ انصاریان : هكذا كان رسول الله‏

سماحة العلامة الاستاذ انصاریان : هكذا كان رسول الله‏

وهذه آداب النبى (ص) كما جاء فى الأخبار: كان (ص) أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم، لم تمس يديه يد امرأة لا تحلّ، وكان أسخى الناس، لا يثبت عند دينار ولا درهم (لا يستقر فى بيته ولا يبيت عنده) فإذا بقى عنده شى‌ء وجنه الليل لا يأوى إلى منزله حتى يوصله إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامة فقط، من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك فى سبيل الله، ولا يُسأل شيئاً إلا أعطاه، ثم يعود إلى قوت عامة فيؤثر منه، وربما احتاج قبل انقضاء العام.
وكان يجلس على الأرض وينام عليها ويأكل عليها وكان يخصف النعل ويرقع الثوب، ويفتح الباب، ويطحن مع الخادم إن أعيا.
ولا يتقدمه مطرق (أى أنه أكثر الناس إطراقاً إلى الأرض حياءً) والإطراق السكوت وإرخاء العينين إلى الأرض.
وسُئلت السيدة عائشة ما كان النبى (ص) يصنع إذا خلا؟
قالت يخيط ثوبه ويخصف نعله ويصنع ما يصنع الرجل فى أهله. وعن عمر بن الخطاب قال: إن رجلًا أتى النبى (ص) وسأله أن يعطيه فقال (ص) له: ما عندى شى‌ء ولكن ابتع علىّ (أى اشتر ما تحتاج وأنا أسدد فيما بعد) فإذا جائنا شى‌ء قضينا، قال عمر: فقلت: يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه!؟
قال: فكره النبى (ص) مقالة عمر؛ فقال الرجل: انفق ولا تخف من ذى العرش إقلالًا، قال: فتبسم النبى (ص) وعرف السرور فى وجهه.
وعن ابن عباس: أن عمر بن الخطاب دخل على النبى (ص)، وهو على حصير قد أثر فى جنبيه، فقال: يا نبى الله لو اتخذت فراشاً؟
فقال النبى (ص): ما لى وللدنيا، ما مثلى ومثل الدنيا إلا كراكب سار فى يوم صائف (حار) فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها.
وعن أبى عبدالله الصادق (ع) قال: أن رسول الله وعد رجلًا إلى الصخرة فقال: أنا لك هاهنا حتى تأتى، فاشتدت الشمس عليه، فقال له أصحابه: يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل قال (ص): وعدته هاهنا.
وعن أبى رافع قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إذا سميتم (أبنائكم) محمداً فلا تقبحوه (قول الرجل لابنه قبحك الله) ولا تجبهوه (أى لا تردّوه عن حاجته) ولا تضربوه بورك بيت فيه محمد ومجلس فيه محمد ورفقة فيها محمد.
وعن ابن عباس: أن رسول الله (ص) توفى ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعاً من شعير أخذها رزقاً لعياله.
وكان يؤتى بالصبى الصغير ليدعو له بالبركة أو يسميه، فيأخذه فيضعه فى حجره تكرمة لأهله، فربما بال الصبى عليه، فيصيح بعض من رآه حين بال فيقول (ص): لا ترزموا بالصبى! فيدعه حتى يقضى بوله ثم يفرغ له من له من دعائه ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته، ويبلغ سرور أهله فيه، ولا يرون أنه تأذى ببول صبيهم (أى لا يلاحظون عليه أية علامة من علامات الإستياء)، فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعد ذلك.
ودخل رجل المسجد وهو جالس وحده فتزحزح له فقال الرجل: فى المكان سعة يا رسول الله فقال (ص): إن حق المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له.
عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه (ع): إن رسول الله (ص) كان يأتى أهل الصفة، وكانوا ضيفان رسول الله (ص)، كانوا هاجروا من أهليهم وأموالهم إلى المدينة، فأسكنهم رسول الله (ص) صفّة المسجد وهم أربعمئة رجل يسلّم عليهم بالغداة والعشىّ، فأتاهم ذات يوم فمنهم من يخصف نعله ومنهم من يرقع ثوبه، ومنهم من يتفلّى، وكان رسول الله (ص) يرزقهم مداً مداً من تمر فى كل يوم، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله التمر الذى ترزقنا قد أحرق بطوننا، فقال رسول الله (ص): أما أنى لو استطعت أن أطعمكم الدنيا لأطعمتكم، ولكن من عاش منكم بعدى فسيغدى عليه بالجفان ويراح عليه بالجفان، ويغدو أحدكم فى قميصه ويروح فى أخرى، وتنجدون بيوتكم كما تنجد الكعبة، فقام رجل فقال: يا رسول الله أنا على ذلك الزمان بالأشواق فمتى هو؟ قال (ص): زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، أنكم إن ملأتم‌ بطونكم من الحلال توشكون أن تملؤوها من الحرام «1».
عن جابر بن عبدالله الأنصارى قال: علمت فى غزوة الخندق أن رسول الله (ص) مقوى (جائع) لما رأيت على بطنه الحجر، فقلت يا رسول الله هلّ لك فى الغداء؟ قال (ص) فما عندك فقلت عناق وصاع من شعير، فقال: تقدم وأصلح ما عندك، قال جابر: فجئت إلى أهلى فأمرتها فطحنت الشعير، وذبحت العنز وسلختها، وامرتها أن تخبز وتطبخ وتشوى فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله (ص)، فقلت: بأى وأمى أنت يا رسول الله قد فرغنا، فأحضر مع من أحببت، فقام إلى شفير الخندق ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار أجيبوا جابراً، وكان فى الخندق سبعمئة رجل، فخرجوا كلهم، ثم لم يمر بأحد من المهاجرين والأنصار إلا قال: أجيبوا جابراً، قال جابر: فتقدمت وقلت لأهلى: قد والله أتاك رسول الله (ص) بما لا قبل لك به، فقالت: أعلمته أنت بما عندنا؟ قال: نعم. قالت: فهو أعلم بما أتى، قال جابر، فدخل رسول الله (ص) فنظر فى القدر ثم قال: أغرفى وأبقى، ثم نظر فى التنور ثم قال: أخرجى وأبقى، ثم دعا بصحفة فثرد فيها وغرف، فقال: يا جابر أدخل على عشرة عشرة، فأدخلت عشرة فأكلوا حتى نهلوا وما يرى فى القصعة إلا آثار أصبعهم، ثم قال: يا جابر علىّ بالذراع، فأتيته بالذراع فأكلوه، ثم قال: أدخل عشرة فأدخلتهم حتى أكلوا ونهلوا وما يرى فى القصعة إلا آثار أصابعهم، ثم قال على بالذراع فأكلوا وخرجوا، ثم قال: أدخل على عشرة فأدخلتهم فأكلوا حتى نهلوا وما يرى فى القصعة إلا آثار أصابعهم، ثم قال: يا جابر علىّ بالذراع، فأتيته. فقلت يا رسول الله كم للشاة. لقد جئتك لقد أتيتك بثلاثة، فقال: أما لو سكت يا جابر لأكل الناس كلهم من الذراع، قال جابر: فأقبلت أدخل عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم وبقى والله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياماً «1».
عن الإمام الصادق (ع) أيتونى بحطب، فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب! فقال (ص): فليأت كل إنسان بما قدر عليه فجاءوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض، فقال رسول الله (ص): هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال (ص)، إياكم والمحقّرات من الذنوب فإن لكل شى‌ء طالباً ألا وأن طالبها يكتب: ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ «2».
وروى أنه سلم عليه غلام دون البلوغ وبش له وتبسم فرحاً بالنبى (ص) فقال (ص): يا فتى أتحبنى؟ فقال: أى والله يا رسول الله. فقال له (ص): مثل عينيك؟ فقال: أكثر. فقال (ص): مثل أبيك؟ قال: أكثر. قال (ص): مثل أمك؟ فقال: أكثر. فقال (ص): مثل نفسك؟ فقال: أكثر والله يا رسول الله. فقال (ص): مثل ربك؟ فقال: الله الله يا رسول الله، ليس هذا لك، ولا لأحد فإنما أحببتك لحب الله. فالتفت النبى إلى من كان معه، وقال هكذا كونوا، أحبوا الله لإحسانه إليكم وإنعامه عليكم.


source : اهل البيت (ع) ملائكه الارض‏
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

إفتتاح المرحلة الثانية من مشروع صحن فاطمة(س) ...
اقامة 23 معرضا قرانيا فی مدن محافظة فارس جنوبی ...
داعش" تستکمل هدم مقام الصحابی اویس القرنی بالرقة
بدء مسابقة حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية في ...
الجيش السوري يواصل في تقدم ملحوظ جنوب مدينة حلب
"ذي قار" تستقبل شهر رمضان بمحفل قرآني
قال الإمام الصادق (ع‏) إنّ تلك المجالس أحبُّها، ...
إیران تحرز المرتبة الرابعة في مسابقة روسيا ...
سلطات "آل خليفة‬‎" تزيل لافتات وأعلام ...
تمثال غاندي بلندن بجوار خصمه اللدود تشرشل

 
user comment