العفو العام
بعد انتهاء حرب الجمل وقع فى قبضته العديد من ألدّ أعدائه فعفا عنهم ومن بينهم موسى بن طلحة بن عبيد الله فقد جيئ به إلى الإمام أمير المؤمنين (ع) قال له: قل: استغفر الله وأتوب إليه، ثلاث مرّات فخلّى سبيله وقال له (ع) أذهب حيث شئت، وما وجدت لك فى عسكرنا من سلاح أوكراع فخذه، واتق الله فيما تستقبله من أمرك و أجلس فى بيتك .
ويطعم اليتامى ويخدم الأرامل
رأى على (ع) امرأة على كتفها قربة ماء، فأخذ منها القربة فحملها إلى موضعها، وسألها عن حالها، فقالت: بعث على بن أبى طالب صاحبى (زوجى) إلى بعض الثغور (الحدود) فقتل، وترك علىَّ صبياناً يتامى، وليس عندى شىء، فقد الجأتنى الضرورة إلى خدمة الناس.
فانصرف الإمام (ع) وبات ليلته قلقاً، فلما أصبح حمل زنبيلًا فيه طعام، فرآه بعضهم وقال له: أعطنى أحمله عنك يا أمير المؤمنين؟ فقال (ع): من يحل عنى وزرى يوم القيامة؟
فأتى وقرع الباب، فقالت من هذا؟ قال (ع): أنا ذلك العبد الذى حمل معك القربة، فافتحى فإنّ معى شيئاً للصبيان، فقلت: رضى الله عنك وحكم بينى وبين على بن أبى طالب، فدخل وقال: أننى أحببت اكتساب الثواب، فاختارى بين أن تعجنين وتخبزين وبين أن تعللين الصبيان لأخبز أنا، فقالت: أنا بالخبز أبصر وعليه أقدر، ولكن شأنك والصبيان فعلّلهم حتى أفرغ من الخبز.
قالت (وهى تروى القصة): فعمدتُ إلى الدقيق فعجنته وعمد علىّ إلى اللحم فطبخه وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره، وكلما ناول الصبيان من ذلك شيئاً قال له: يا بنى أجعل على بن أبى طالب فى حلّ مما مرّ فى أمرك (مما جرى عليك) فلما أختمر العجين قالت: يا عبدالله أسجر التنور فبادر لسجره فلما أشعله ولفح فى وجهه جعل يقول: ذق يا على هذا جزاء من ضيّع الأرامل واليتامى، فرأته امرأة (من الجيران أو غيرهم) تعرفه فقالت: ويحك هذا أمير المؤمنين.
فبادرت المرأة وهى تقول واحيائى منك يا أمير المؤمنين: فقال (ع): بل واحيائى منك يا أمة الله فيما قصرت فى أمرك «1».
واشترى (ع) تمراً بالكوفة فحمله فى طرف ردائه، فتبادر الناس إلى حمله وقالوا: يا أمير المؤمنين نحن نحمله، فقال (ع) ربّ العيال أحق بحمله.
source : اهل البيت (ع) ملائكه الارض