عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

العمر الطويل علمياً و عملياً

العمر الطويل علمياً و عملياً



 هل يمكن لانسان ان يعيش قروناً كثيرة حيث يتجاوز عمره عمر الانسان العادي اضعاف الاضعاف ؟
 
ان المؤمن اذا أتينا له بدليل قرآني أو روائي فانه يسلّم بذلك ، و لكن بعض من –في قلوبهم مرض و بعض من لم يؤمن بالكتاب و السنة – يحتاج إلى دليل من نوع آخر و هو ما يطلقون عليه اسم الدليل العلمي ، و نرى لزوماً علينا من باب اكمال الحجة و البرهان ان نذكر بعض ما يطلبوه فنقول : لقد اثبت الأطباء امكانية بقاء الانسان حياً لفترة طويلة من الزمن و كمثال على ذلك فلقد اجريت بعض التجارب على بعض الحيوانات فامتد عمرها اكثر باضعاف عن عمرها الطبيعي ، والى هذا اشار الأطباء اصحاب مجلة المقتطف قائلين : " . . . العلماء الموثوق بعلمهم يقولون : ان كل الانسجة الرئيسية في جسم الحيوان يقبل البقاء الى ما لا نهاية له ، و انه بالامكان ان يبقى الانسان الوفاً من السنين اذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته ، و قولهم هذا ليس مجرد ظن ، بل هو نتيجة علمية مؤيدة بالامتحان . .
 
و غاية ما ثبت الآن ( اي قبل 34 عاماً ) من التجارب المذكورة ان الانسان لا يموت بسبب بلوغ عمره الثمانين او مائة سنة بل لان العوارض – كالصدمات التي تحصل للانسان بسبب فقد حبيب على نفسه من مال أو أخ أو زوج أو . . . – تنتاب بعض اعضائه فتتلفها ، و لارتباط اعضائه ، بعضها ببعض تموت كلها ، فاذا استطاع العلم ان يزيل هذه العوارض ، او يمنع فعلها لم يبق مانع من استمرار الحياة مئات السنين . . . " / مجلة المقتطف المصرية من المجلد 59 ص 239-240 طبع عام 1379 هـ .
 
و عليه  فالامكانية العلمية موجودة و مجربة و لا مانع منها سوى عدم استطاعة العلم لحد الآن ان يزيل تلك العوارض ، هذا من ناحية العلم .
 
و أما من ناحية الواقع العملي ، فان العمر الطويل لم يكن مستهجناً في العصور السالفة بل كان امراً عادياً طبيعياً ، و لهذا نرى الشيخ ابوعبدالله محمد بن يوسف الكنجي ( في كتابه البيان في اخبار صاحب الزمان ) يستدل على كون المهدي ابن الامام الحسن العسكري و بالتالي فهو مولود و هو لا يزال حياً حيث يقول : " من الادلة على كون المهدي حياً باقياً بعد غيبته و الى الآن ، وانه لا امتناع في بقائه : بقاء عيسى بن مريم ، و الخضر ، و الياس من اولياء الله تعالى ، و بقاء الاعور الدجال و ابليس اللعين ، من اعداء الله تعالى ، و هؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب و السنة .
 
اما عيسى : فالدليل على بقاءه قوله تعالى : " و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته" / سورة النساء آية 159 . و لم يؤمن به مذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا أحد ، فلا بد أن يكون في آخر الزمان . . .
 
و أما الخضر و الياس (ع) ، فقال ابن جرير الطبري : الخضر و الياس باقيان يسيران في الأرض . . .
 
و اما الدجال : فقد روى مسلم في صحيحه عن ابي سعيد الخدري حديثاً طويلاً عن الدجال فكان فيما حدّثنا انه قال : " يأتي ( الدجال ) و هو مُحرمٌ عليه ان يدخل عتبات المدينة ، فينتهي الى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج اليه رجل هو خير الناس . . . فيقول الدجال : ان قتلتُ هذا و احييته أتشكو في الأمر ، فيقولون لا ، فيقتله ثم يحيه ، فيقول ( المقتول) حين يحييه : و الله ما كنت فيك قط اشد بصيرةً مني الآن ، فيريد الدجال ان يقتله ، فلن يسلط عليه ، قال ابراهيم ابن سعيد : يقال ان هذا الرجل هو الخضر . . .
 
و اما الدليل على بقاء اللعين ابليس ، فالكتاب و هو قوله : " انك من المنظرين " .
 
و اما بقاء المهدي ، فقد جاء في تفسير الكتاب عن سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى : "لُيظهره على الدين كله و لو كره المشركون " . سورة الصف ، آية 9 .
قال هو المهدي من ولد فاطمة رضي الله عنها ، و اما من قال انه عيسى ، فلا منافات بين القولين ، اذ هو مساعد المهدي ، و قد قال مقاتل بن سليمان و من تابعه من المفسرين في تفسير قوله تعالى : " و إنه لعلمٌ للساعة " ./ سورة الزخرف ، آية 61 .
 
هو المهدي يكون في آخر الزمان ، و بعد خروجه تكون امارات الساعة و قيامها . / نور الابصار للسيد مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي ".
 
و كمثال آخر ما ذهب اليه العلامة سبط ابن الجوزي حيث قال : " و في التوراة : ان ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة و ستمائة سنة ، ولد في حجر آدم و عناق امه ، و قتله موسى بن عمران ، و ابوه سيحان ، و عاش الضحاك وهو ( بيورسب ) الف سنة ، و كذلك ( طهمورث ) و اما من الانبياء فخلق كثير بلغوا الالف ، و زادوا عليها ، كآدم ، و نوح ، و شيت ، و نحوهم . . . " . / تذكرة الخواص ص 364 طبع النجف 1964 م .
 
و بقي ان نذكر بعض الآيات القرآنية الحاكية عن نوح عليه السلام و عن يونس عليه السلام : يقول الله تعالى : " و لقد ارسلنا نوحاً الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاماً ، فأخذهم الطوفان و هم ظالمون " . /سورة العنكبوت ، آية 14 .
 
فهذه الأية تشير ان دعوة نوح لقومه كانت (950 ) عام ، فكم كان عمره قبل البعثة ؟ و كم عاش بعد الطوفان ؟ فعن الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) بسند صحيح انه قال : " ان نوحاً عاش الفي و ثلاثمائة سنة ، منها ثمنامائة و خمسون قبل البعثة ، و الف الا خمسين مع قومه يدعوهم ، و خمسمائة بعد نزوله من السفينة " .
و يقول الله تعالى حكاية عن وضع يونس (ع) : " و لولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون " . / سورة الصافات ، آية 143 .
فيونس عليه السلام لو لم يكن من المسبحين لله تعالى و هو في جوف ذلك الحوت لبقي حياً كما قال تعالى إلى يوم البعث و هو يوم القيامة .
 
و عليه فان كان هذا العمر الطويل طبيعياً فلماذا نستغربه في المهدي المخلٍّص .
 
و فوق كل ما تقدم من دليل نقول : ان العظمة الالهية ، و القدرة التي لا يردها شيء ، الذي يقول للشيء كن فيكون ، و الذي قال للنار كوني برداً و سلاماً فكانت كذلك لابراهيم (ع) و الذي نصر دينه مع قلة الناصر و كثرة العدو . . اليس بقادر ان يمد في عمر المهدي ؟ بلى ، انه لقادر على كل شيء .
 
و بعد هذا يتبادر السؤال عن غيبة المهدي عن امته ، ترى ما هي اسباب غيبته عنا ؟
 
و هذا ما سنجيب عليه في البحث القادم انشاء الله تعالى .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

کتابة رقعة الحاجة إلی مولانا صاحب العصر والزمان ...
الحرب العالمیة فی عصر الظهور
في رحاب بقية الله: المهدوية عقيدة النجاة
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
تكاليف عصر الغيبة الكبری
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)
أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كيف يكون الإنتظار للإمام المهدي عليه السلام
المدخل إلى عقيدة الشيعه الإمامية في ولادة الإمام ...

 
user comment