عربي
Sunday 5th of May 2024
0
نفر 0

السؤال: إنّ صفات الله تعالى هي عين ذاته ، لكنّنا نسمع عن الصفات الذاتية والصفات الفعلية ، هل كلتاهما عين ذات الله ؟

الصفات الذاتية هي عين ذات الله ، وسبق رحمته غضبه :

السؤال: إنّ صفات الله تعالى هي عين ذاته ، لكنّنا نسمع عن الصفات الذاتية والصفات الفعلية ، هل كلتاهما عين ذات الله ؟

وكذلك نسمع : إنّ رحمة الله تعالى سبقت غضبه ، فهل هذا يعني أنّ غضب الله محدود ؟

وكيف نوفّق بين هذا ، وبين قول الإمام علي (عليه السلام) : " فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ... " (2) .

وأخيراً : أسأل عن اسم الله الأعظم ، فقد سمعنا مؤخّراً أنّه مخلوق ، أليس اسم الله عين ذات الله ؟

أرجو من حضرتكم أن تجيبوا بالتفصيل ، ولا ترشدونا إلى كتب ، فإنّها صعبة الاقتناء هنا في الجزائر ، ونسألكم الدعاء .

الجواب : إنّ الصفات التي تكون عين ذات الله تعالى هي الصفات الذاتية الثبوتية ؛ وأمّا الصفات الفعلية الثبوتية ، فبما أنّها تفتقر في وجودها إلى خارج ذاته

____________

1- المحاسن 1 / 107 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 385 .

2- شرح نهج البلاغة 1 / 72 .


الصفحة 555


تبارك وتعالى ، فإنّها ليست عين الذات .

والمقصود من العبارة الواردة في بعض الأدعية من سبق الرحمة على الغضب هو : أنّ الرحمة الإلهية هي الأصل في الوجود ، ولولا بعض الموانع من قبل العباد، لما كانت هناك حاجة إلى إعمال غضبه تعالى بالنسبة إليهم ، فالغضب أمر عرضي ، ويحتاج إلى دليل وعلّة ، بخلاف الرحمة الإلهية التي هي فضل منه تبارك وتعالى بالنسبة لكافّة أجزاء الوجود ، ولا يحتاج إلى أي دافع وموجب إلاّ وجوده تعالى .

وأمّا المراد من كلام الإمام (عليه السلام) في تلازم التوصيف للتحديد ، فهو في مجال نفي التفرقة بين ذات الله سبحانه وبين صفاته الذاتية ، والتصريح بعينية هذه الصفات لذاته تعالى ، ولا علاقة لهذه الفقرات من كلامه (عليه السلام) بالصفات الفعلية التي منها الرحمة والغضب .

وأمّا الاسم الأعظم ، فهو عبارة عن الإشارة إلى المسمّى الذي هو ذات الله تعالى .

فتارةً يطلق الاسم ويراد نفس الذات ، فهذا لا ينكر اتحاده وعينيته مع الذات ، وتارةً يراد منه الآلة المشيرة إلى الذات ؛ ومن المعلوم تمايز هذا القسم الأخير مع الذات لتباين المشير عن المشار إليه ، فإذا قيل أحياناً : أنّ الاسم الأعظم مخلوق ، فيجب حمله على هذا المعنى الأخير ، ويدلّ على ما قلنا قول الإمام (عليه السلام) : " لشهادة كُلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كُلّ موصوف أنّه غير الصفة " (1) .

____________

1- نفس المصدر السابق .


الصفحة 556


( يعقوب الشمّري . اسكتلندا . 18 سنة . طالب )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : ما هو أوّل شيء خلقه الله تعالى ؟ هل هو ...
القضاء و القدر
السؤال : ما هي حقيقة سرداب الغيبة ؟ وماذا نقصد به ...
السؤال : لماذا نرى بالمذهب الشيعي الصلاة على ...
السؤال : ما هو الفرق بين كلمتي الجسم والجسد في ...
ما كان اسم الخضر عليه السلام عندما ظهر في أيام ...
متى و كيف توفي و الد النبي الأكرم (ص) عبد الله بن ...
السؤال : ما معنى قولـه تعالى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي ...
السؤال : هل بايع الإمام علي الخلفاء أبا بكر وعمر ...
السؤال: أرجو منكم أن تذكروا لي الروايات الواردة ...

 
user comment