قال عمرو بن العاص في قصيدته الجلجلية المعروفة يمدح بها الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام، وفيها هذا البيت في حق العترة الطاهرة :
فوال مواليه يا ذا الجلال *** وعاد معادي أخ المرسل
ولا تنقضوا العهد من عترتي *** فقاطعهم بي لم يوصل (1)
وقال الكميت بن زيد الأسدي في قصيدة له :
ألم ترني من حب آل محمد *** أروح وأغدو خائفاً أترقب
فإن هي لم تصلح لحي سواهم *** فإنّ ذوي القربى أحق وأوجب
يقولون لم يورث ولولا تراثه *** لقد شركت فيها بكيل وأرحب (2)
قال العبدي الكوفي ( المتوفّى 120 ه ) :
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم *** مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا *** وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم *** كما قد أمرنا بالتمسّك بالحبل (3)
وقال الإمام الشافعي :
يا أهل بيت رسول الله حبكم *** فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنّكم *** من لم يصل عليكم لا صلاة له (4)
وذكر ابن الصباغ المالكي في « الفصول » لقائل :
هم العروة الوثقى لمعتصم بها *** مناقبهم جاءت بوحي وانزال
مناقب في شورى وسورة هل أتى *** وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي
وهم آل بيت المصطفى فودادهم *** على الناس مفروض بحكم وإسجال (5)
وذكر الشبلنجي في « نور الأبصار » عن أبي الحسن بن جبير :
أحب النبيّ المصطفى وابنَ عمه *** علياً وسبطيه وفاطمة الزهرا
هم أهل بيت أذهب الرجس عنهم *** وأطلعهم أفق الهدى أنجماً زهرا
موالاتهم فرض على كل مسلم *** وحبهم أسنى الذخائر للأُخرى
وما أنا للصحب الكرام بمبغض *** فإنّي أرى البغضاء في حقهم كفرا (6)
وقال العبدي :
يا سادتي يا بني علي *** يا « آل طه » و « آل صاد »
من ذا يوازيكم وأنتم *** خلائف الله في البلاد
أنتم نجوم الهدى اللواتي **** يهدي بها الله كل هاد
لولا هداكم إذاً ضللنا *** والتبس الغي بالرشاد
لازلت في حبكم أوالي *** عمري وفي بغضكم أعادي
وما تزودت غير حبي *** إياكم وهو خير زاد
وذاك ذخري الذي عليه *** في عرصة الحشر اعتمادي
ولاكم والبراءة ممن *** يشنأكم اعتقادي (7)
وقال دعبل الخزاعي :
أتسكب دمع العين بالعبرات *** وبتَّ تقاسي شدّة الزفرات ؟!
وتبكي لآثار لال محمد ***فقد ضاق منك الصدر بالحسرات
ألا فابكهم حقّاً وبلَّ عليهم *** عيوناً لريب الدهر منسكبات
ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم *** وداهية من أعظم النكبات
سقى الله أجداثاً على أرض كربلا *** مرابيع أمطار من المزنات
وصلّي على روح الحسين حبيبه *** قتيلاً لدى النهرين بالفلوات
قتيلاً بلا جرم فجعنا بفقده *** فريداً ينادي : أين أين حماتي
أنا الظامئ العطشان في أرض غربة *** قتيلاً ومظلوماً بغير ترات
وقد رفعوا رأس الحسين على القنا *** وساقوا نساءً ولّهاً خفرات
فقل لابن سعد عذب الله روحه *** ستلقى عذاب النار باللعنات
سأقنت طول الدهر ما هبت الصبا *** واقنت بالآصال والغدوات
على معشر ضلّوا جميعاً وضيّعوا *** مقال رسول الله بالشّبهات
وقال أيضاً :
نطق القرآن بفضل آل محمد *** وولاية لعليّه لم تجحد
بولاية المختار من خير الذي *** بعد النبي الصادق المتودد (8)
وقال الحماني ( المتوفّى 301 ه ) :
يا آل حاميم الذين بحبهم *** حكم الكتاب منزَّلٌ تنزيلا
كان المديح حُلى الملوك وكنتم *** حلل المدايح غرّةً وحجولا
بيت إذا عَدَّ المآثر أهله *** عدّوا النبي وثانياً جبريلا
قوم إذا اعتدلوا الحمايل أصبحوا ***متقسِّمين خليفة ورسولا
نشأوا بآيات الكتاب فما انثنوا *** حتى صدرن كهولة وكهولا
ثقلان لن يتفرَّقا أو يطفيا *** بالحوض من ظما الصدور غليلا
وخليفتان على الأنام بقوله *** الحق اصدق من تكلم قيلا
فأتوا أكف الآيسين فأصبحوا ***ما يعدلون سوى الكتاب عديلا (9)
وقال العجلوني ( المتوفّى 1162 ه ) :
لقد حاز آل المصطفى أشرف الفخر*** بنسبتهم للطاهر الطيَّب الذكر
فحبهم فرض على كل مؤمن *** أشار إليه الله في محكم الذكر
ومن يدعي من غيرهم نسبة له *** فذلك ملعون أتى أقبح الوزر
وقد خص منهم نسل زهراء الأشرف *** بأطراف تيجان من السندس الخضر
ويُغنيهمُ عن لبس ما خصَّهم به *** وجوهٌ لهم أبهى من الشمس والبدر
ولم يمتنع من غيرهم لبس أخضر *** على رأي من يعزى لاسيوط ذي الخبر
وقد صححوا عن غيره حرمة الذي *** رآه مباحاً فاعلم الحكم بالسبر (10)
وقال جرير بن عبد الله البجلي :
فصلى الإله على أحمد *** رسول المليك تمام النعم
وصلى على الطهر من بعده *** خليفتنا القائم المدَّعْم
عليّاً عنيت وصي النبي *** يجالد عنه غواة الأُمم
له الفضل والسبق والمكرما * ت وبيت النبوّة لا المهتضم
وقال الزاهي ( المتوفّى 352 ه ) :
يا سادتي يا آل ياسين فقط *** عليكم الوحي من الله هبط
لولاكم لم يقبل الفرض ولا * رحا لبحر العفو من أكرم شط
أنتم ولاة العهد في الذرِّ ومن *** هواهم الله علينا قد شرط
ما أحد قايسكم بغيركم *** ومازج السلسل بالشرب اللمط
إلاّ كمن ضاهى الجبال بالحصى ***أو قايس الأبحر جهلاً بالنقط (11)
وقال أيضاً ضمن أبيات :
هم آل أحمد والصيد الجحاجحة الز* هر الغطارفة العلوية الغرر
وقال أيضاً :
يا آل أحمد ماذا كان جرمكم *** فكل أرواحكم بالسيف تنتزع
قال الناشئ الصغير ( المتوفّى 365 ه ) :
بآل محمّد عرف الصواب *** وفي أبياتهم نزل الكتاب
هم الكلمات والأسماء لاحت *** لآدم حين عزّ له المتاب
وهم حجج الإله على البرايا *** بهم وبحكمهم لا يستراب
إلى آخر الابيات التي يقول فيها :
يقول لقد نجوت بأهل بيت *** بهم يصلى لظى وبهم يثاب
هم النبأ العظيم وفلك نوح *** وباب الله وانقطع الخطاب
وقال البشنوي الكردي ( المتوفّى بعد 380 ه ) :
أليّة ربي بالهدى متمسكاً *** باثني عشر بعد النبي مراقباً
أبقي على البيت المطهر أهله *** بيوت قريش للديانة طالباً
وقال أيضاً :
يا ناصبي بكل جهدك فاجهد *** إنّي علقت بحب آل محمد
الطيبين الطاهرين ذوي الهدى *** طابوا وطاب وليهم في المولد
واليتهم وبرئت من أعدائهم *** فاقلل ملامك لا أباً لك أوزد
فهم أمان كالنجوم وانّهم *** سفن النجاة من الحديث المسند
وقال الصاحب بن عبّاد ( المتوفّى 385 ه ) :
أُواليكم يا آل بيت محمد *** فكلّكم للعلم والدين فرقد
وأترك من ناواكم وهو هتكه *** ينادى عليه مولد ليس يحمد
وقال ابن الحجاج البغدادي ( المتوفّى 391 ه ) :
فما وجدت شفاء تستفيد به *** إلا ابتغاءك تهجو آل ياسين
كافاك ربُّك إذ أجرتك قدرته *** بسب أهل العلا الغرِّ الميامين
إلى أن يقول :
وانّ أجر ابن سعد في استباحة *** آل النبوّة أَجر غير ممنون
وقال أبو الفتح كشاجم ( المتوفّى 360 ه ) من قصيدة :
له في البكاء على الطاهرين *** مندوحة عن بكاء الغزل
فكم فيهم من هلال هوى *** قبيل التمام وبدر أفل
هم حجج الله في خلقه *** ويوم المعاد على من خذل
ومن أنزل الله تفضيلهم *** فردَّ على الله ما قد نزل
فجدّهم خاتم الأنبياء *** ويعرف ذاك جميع الملل
وقال أيضاً :
آل النبي فضّلتم *** فضل النجوم الزاهرة
وبهرتم أعداءكم *** بالمأثرات السائرة
وقال أبو محمد الصوري الشاعر ( المتوفّى 419 ه ) :
فهل ترك البين من أرتجيه *** من الأوّلين والآخرينا
سوى حب آل نبي الهدى *** فحبهم أمل الآملينا
هم عدّتي لوفاتي هم *** نجاتي هم الفوز للفائزينا
وقال من قصيدة في أهل البيت :
بماذا ترى تحتجُّ يا آل أحمد ***على أحمد فيكم إذا ما استعدت
وأشهر ما يروونه عنه قوله ***تركت كتاب الله فيكم وعترتي
ولكن دنياهم سعت فسعوا لها ***فتلك التي فلّت ضميراً عن التي
وقال أيضاً من قصيدة :
فلهذا أبناء أحمد أبناء علي *** طرايد الآفاق
فقراء الحجاز بعد الغنى الأكبر *** أسرى الشام قتلى العراق
جانبتهم جوانب الأرض حتى *** خلت انّ السماء ذات انطباق
ان أقصر يا آل أحمد أو أغر**ق كان التقصير كالإغراق
وقال الشبراوي الشافعي في كتابه « الاتحاف بحب الأشراف » :
آل طه ومن يقل آل طه *** مستجيراً بجاهكم لا يرد
حبكم مذهبي وعقد يقيني *** ليس لي مذهب سواه وعقد
وقال أيضاً في قصيدة أُخرى :
آل بيت النبي ما لي سواكم *** ملجأ أرتجيه للكرب في غد
لست أخشى ريب الزمان وأنتم *** عمدتي في الخطوب يا آل أحمد
من يضاهي فخاركم آل طه *** وعليكم سرادق العز ممتد
إلى أن يقول في قصيدته هذه :
يا إلهي ما لي سوى حب آل البيت *** آل النبي طه الممجد
أنا عبد مقصر لست أرجو *** عملاً غير حب آل محمد
وقال أيضاً من قصيدة :
يا كرام الأنام يا آل طه *** حبكم مذهبي وعقد ولائي
ليس لي ملجأ سواكم وذخر *** أرتجيه في شدتي ورخائي
فاز من زار حيكم آل طه *** وجنا منكم ثمار العطاء (12)
وقال أيضاً في قصيدة :
أنا في عرض آل بيت نبي *** طهر الله بيتهم تطهيراً
سادة أتقياء أعطاهم الله *** مقاماً ضخماً وملكاً كبيراً
إلى أن يقول :
يا بحور الكمال يا آل طه *** كم مننتم وكم جبرتم كسيراً
هل على غير بيتهم نزل الو *** حي بجبريل خادماً مأموراً
هل سواكم قد أذهب الله عنه الرج ** س نصّاً في ذكره مسطوراً
( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )
المصادر :
1- الغدير : 2 / 115.
2- الغدير : 2 / 191.
3- الغدير : 2 / 290 ـ 326.
4- الغدير : 2 / 303.
5- الغدير : 2 / 310 ـ 311 ، نقلاً عن الفصول : 13.
6- الغدير : 2 / 311 ، نقلاً عن نور الأبصار : 13.
7- الغدير : 2 / 317.
8- الغدير : 2 / 381 ـ 382.
9- الغدير : 3 / 66.
10- الغدير : 3 / 173.
11- الغدير : 3 / 233. 2. الغدير : 3 / 391.
12- الغدير : 4 / 227 ـ 228. 2. الإتحاف بحبّ الأشراف : 99.و100 و 101.