عربي
Wednesday 1st of May 2024
0
نفر 0

الصلاة من أهم العبادات

من أدعية الامام الصادق عليه السلام في وضوئه وصلاته حيث ان الصلاة من أهم العبادات ، ومن أعظمها شأنا في الاسلام ، وهي من أوثق الروابط ، التي تربط الانسان بخالقه العظيم ، وفي نفس الوقت ، تعود على الانسان بأجل الفوائد فهي تنفي من أعماق نفسه ، ودخائل ذاته ، الاكتئاب ، والهلع ، واليأس ، وتمده بقوة نفسية ، يواجه بها الازمات ، فهي تعرفه بالخالق العظيم ، الذي بيده جميع مجريات الاحداث ، وإن مشاكل الانسان الخاصة ، لا مفر لها ، ولا كاشف لها إلا الله ، وبذلك فهي تدفعه إلى الامل ، وعدم التشاؤم ، الذي هو من أقسى الامراض النفسية.
لقد أهتم الاسلام ، بالصلاة اهتماما بالغا ، فهي إن قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت رد ما سواها ـ كما في الحديث ـ ومعنى ذلك ، ان الانسان أول ما يحاسب عليه ، عند الله تعالى ، الصلاة ، فإن كانت مقبولة وصحيحة نظر في أعماله الاخرى ، وإن لم تقبل ، لم ينظر في شيء من أعماله ، صحيحا كان أو باطلا ، ومن الطبيعي ، أن اهتمام الشارع بها ، ليس لمصلحة تعود إليه ، وإنما المصالح ، والفوائد ، والثمرات كلها ، تعود على المكلف ، فهي من أهم الاسباب في تهذيب النفوس ، وإقامة الاخلاق ، وهي الصلة الوثيقة لعروج النفس واتصالها وتشرفها ، بالصانع الحكيم المبدع لهذه الاكوان.
وعلى أي حال ، فإن في الصلاة ، من المعاني الروحية ما لا يحصى ، وقد ركز الامام الصادق عليه‌السلام ، عنايته واهتمامه بها ، وقد أثرت عنه كوكبة من الادعية ، في حال وضوئه وصلاته ، وفي ما يلي بعضها :
أ ـ أدعيته في الوضوء
وأول مقدمات الصلاة ، وأكثرها أهمية الوضوء ، وفي الحديث الشريف « لا صلاة إلا بطهور » وبالاضافة إلى روحانيته ، فإنه تترتب عليه فوائد صحية هائلة ، يقول الامام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء نضر الله مثواه : « أنظر أولا ، إلى أول مقدمة من مقدمات الصلاة ، وهي النظافة ، والطهارة ، ولما كان الصانع الحكيم قد جعل لهذا البدن غشاء ، يستر لحمه ، وعورته وأعصابه ، وجميع مقوماته وهو الجلد ، الذي هو لهذا الهيكل الجسماني كالدرع الحصين ، يقيه من العوارض الكونية من حر أو برد ، أو غبار ، أو هوام ، ونحو ذلك ، وجعله ذا مسام لتكميل به منفعة الجسد ، فيخرج منه البخار والعرق وسائر الفضلات ، التي يستريح الجسم بخروجها منه ، ويستطيع كل عضو منه ، بل كل ذرة وطاقة على أداء وظيفتها التي كونت من أجلها كانت تلك المسام التي لا يزال يخرج العرق منها والبخار المتكون من الحرارة الغريزية الداخلية ، أو العوامل الخارجية ، معرضة للانسداد ، والالحتام ، بما يتراكم عليها ، من تلك الفضلات فانسدادها ، مما يوجب تخلف القسم الكبير منها داخل البدن ، وكلما تزايدت عليه الاقذار من تراكم الغبار ، والهواء ، والبهاء ، من الخارج ، والعرق والبخار من الداخل ، من الخلايا القرنية ، والمواد الدهنية ، بعد تبخر مائها وزواله ، إنسدت تلك المسام الجلدية ، التي ربما تعد بالملايين ، ولم تقدر على أداء وظيفتها من إفراز الضار ، وجذب النافع فيخل ذلك وبسائر الاعضاء ، وتعوقها أجمع عن القيام بوظائفها ، حتى الرئيسيين : القلب والرئة ، وحتى الرئيس الاعظم ، وهو الدماغ ، وتحدث الامراض العصبية في شتى الجهات من البدن ، وتحدث في طليعتها الحكة ، والالتهاب ، وإنتشار الروائح الكريهة ، والانفاس المتعفنة المخمرة بجراثيم الجلد ، وجذوره الفاسدة ، تلك الروائح التي قد يشمها الجليس ، فيشمئز منها ويتقزز ...
وأضاف يقول : أفليس من الحكمة البالغة حينئذ ومن الدليل على سعة علم الشارع الحكيم ، وإحاطة تشريع النظافة والطهارة مقدمة للصلاة؟ (١).
إن تشريع الوضوء ، مقدمة للصلاة له أهميته البالغة ، وقد كان الامام الصادق عليه‌السلام ، يدعو في جميع بنود الوضوء وهذه بعض أدعيته :
١ ـ دعاؤه عند الوضوء
وكان الامام الصادق عليه‌السلام يدعو عند الوضوء ، بهذا الدعاء :
« بِسْمِ اللهِ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ (ص) أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. »
٢ ـ دعاؤه عند غسل يديه
وكان عليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء ، عند غسل يديه مقدمة للوضوء :
« بِسْمِ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي جَعَلَ المَاءَ طَهُوراً ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً .. »
٣ ـ دعاؤه عند المضمضة
من مقدمات الوضوء ، المضمضة ، وهي عبارة عن تنظيف الفم ، والاسنان ، وكان عليه‌السلام يقول :
« اللّهُمَّ ، لَقنِّي حُجَّتي يَوْمَ أَلْقَاكَ ، وَأَطْلِقْ لِسَاني بِذِكْرِكَ »
وفي رواية أخرى : كان يقول :
« اللّهُمَّ ، أَنْطِقْ لِسَاني بِذِكْرِكَ .. »
٤ ـ دعاؤه عند الاستنشاق
من مستحبات الوضوء ، إستنشاق الماء ، وتترتب عليه أعظم الثمرات الصحية ، وقد كتب بعض الاطباء ، بحوثا ممتعة عن فوائده ، وكان الامام الصادق عليه‌السلام ، يقول عند الاستنشاق :
« اللّهُمَّ ، لا تُحَرِّمْ عَلَيَّ رِيحَ الجَنَّةِ وَاجْعَلَني مِمَّنْ يَشُمُّ رِيحَهَا وَرَوحَهَا وَطِيبَهَا .. »
٥ ـ دعاؤه عند غسل الوجه
وكان الامام عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء عند غسل وجهه الشريف في الوضوء.
« اللّهُمَّ ، بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَسْوَدُّ الوُجُوهُ ، وَلا تُسَوِّدُ وَجْهي يَوْمَ تَبْيَضُّ فِيهِ الوُجُوهُ .. »
٦ ـ دعاؤه عند غسل يده اليمنى
وكان الامام عليه‌السلام عند غسل يده اليمنى ، يدعو بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، أَعْطِني كِتَابي بِيَمِني ، وَالخُلْدَ في الجِنَانِ بِيَسَاري ، وَلا تُحَاسِبْني حِسَاباً عَسِيراً .. »
٧ ـ دعاؤه عند غسل يده اليسرى
وكان الامام عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء عند غسل يده اليسرى :
« اللّهُمَّ ، لا تُعْطِني كِتَابي بِشِمَالِي ، وَلا تَجْعَلْهَا مَغْلُولَةً إلى عُنُقي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مُقْطَعَاتِ النِيرَانِ .. »
٨ ـ دعاؤه عند مسح الرأس
وكان الامام عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء عند مسح رأسه الشريف :
« اللّهُمَّ ، غَشِّني بِرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ .. ».
٩ ـ دعاؤه عند مسح الرجلين
وكان عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء عند مسح الرجلين :
« اللّهُمَّ ، ثَبِّتْ قَدَمَيَّ على الصِرَاطِ ، يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الَأقْدَامُ ، وَاجْعَلْ سَعْيِِي فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي .. » (2).
الوضوء نور ـ كما في الحديث ـ وكان الامام عليه‌السلام يدعو بهذه الادعية الجليلة في جميع فصوله ، لتستكمل بذلك روحانية الوضوء
ب ـ أدعيته في الصلاة
وأثرت عن الامام الصادق عليه‌السلام كوكبة من الادعية الجليلة في الصلاة ، وهذه بعضها :
١ ـ دعاؤه قبل الصلاة
كان الامام الصادق عليه‌السلام ، يستقبل الصلاة بخضوع وخشوع ويتوجه إلى الله تعالى بقلبه وعواطفه ، وكان يدعو بهذا الدعاء قبل أن يشرع في الصلاة قائلا :
« اللّهُمَّ ، لا تُؤْيِسُنِي مِنْ رَوْحكَ ، وَلا تُقْنِطْني مِنْ رَحْمَتِك ، وَلا تُؤْمِنِّي مَكْرَكَ ، فإنَّهًُ لا يَأَمَنُ مَكُرَ اللهِ إلاَّ القَوْمُ الخَاسِرُونَ .. ».
وكان صفوان الجمال حاضرا بخدمة الامام عليه‌السلام ، فلما سمع هذا الدعاء أنبرى قائلا :
« جعلت فداك ، ما سمعت بهذا من أحد قبلك .. »
فالتفت إليه الامام قائلا :
« من اكبر الكبائر عند الله ، اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والامن من مكر الله .. » (3).
ودل هذا الدعاء على مدى رجاء الامام عليه‌السلام ، برحمة الله ، تلك الرحمة الواسعة التي تشمل جميع عباده ، والتي يطمع فيها العاصون ، والمنحرفون عن الطريق القويم.
٢ ـ دعاؤه في السجود
وكان الامام عليه‌السلام ، يدعو في سجوده في الصلاة بهذا الدعاء الجليل :
« سَجَدَ لَكَ وَجْهِي تَعَبُّداً وَرِقًّا ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ حَقّاً ، حَقّاً ، الأوُّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ ، نَاصِيَتي بِيَدِكَ ، فَاغْفِرْ لي ، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ العِظَامَ غَيْرُكَ ، فَاغْفِرْ لي ، فَإنِّي مُقِرٌّ بِذُنُوبِي على نَفْسِي ، وَلا يَدْفَعُ الذَّنْبَ العَظِيمَ غَيْرُكَ .. » (4).
٣ ـ دعاؤه بعد السجود
وكان الامام ، إذا رفع رأسه من السجود ، واستوى جالسا دعا بهذا الدعاء ،
« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ ، وَرَجَائِي في كُلَّ شِدَّةٍ ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ ، نَزَلَ بي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فيه الصَّدِيقُ ، وَيشَمْتَ ُبِهِ العَدُّوُّ ، وَتُعْيِيني فِيهِ الُأمُورُ ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكوْتُهُ إلَيْكَ ، فَأَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ ، لَكَ الحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً .. » (5).
ومثل هذا الدعاء ، وما قبله ، مدى إعتصام الامام عليه‌السلام بالله ، وإلتجائه إليه ، في جميع شؤونه وأحواله ، وأقواله ، ومن الطبيعي أن ذلك ناشئ ، عن معرفته الكاملة بالله تعالى ، وإيمانه العميق به.
٤ ـ دعاؤه الاول في القنوت
كان الامام الصادق عليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء الجليل في قنوت صلاته ، وهو يمثل الجانب السياسي من أدعيته ، فقد دعا به على عدوه الماكر اللئيم ، وأغلب الظن ، أنه المنصور الدوانيقي ، وهو من الملوك الذين لا يعرفون الرحمة ، ولا يؤمنون بالقيم الكريمة ، وكان من ألد أعداء الاسرة النبوية ، ومن أبغض الناس لآل البيت عليهم‌السلام ، وهذا نص دعاء الامام :
« يا مَنْ سَبَقَ عِلْمُهُ ، وَنَفَذَ حُكْمُهُ ، وَشَمَلَ حِلْمُهُ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَزِلْ حِلْمَكَ عَنْ ظَالِمي ، وَبَادِرْهُ بِالنَّقْمَةِ ، وَعَاجِلْهُ بِالإِسْتِيصَالِ ،وكُبَّهُ لمنْخره ، واغْصُصْهُ بِرِيقِهِ ، وَارْدُدْ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ ، وحُل بَيْنَهُ وَبيْنِي ، بِشُغْلٍ شاغلٍ مُؤْلِمٍ ، وَسُقْمٍ دَائِمٍ ، وَامْنَعْهُ التَّوْبَةَ ، وَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِنَابَةِ ، وَاسْلُبْه روح الرَّاحَةِ ، وَاشْدُدْ عَلَيْهِ الوَطَأَةَ ، وَخُذْ مِنْهُ بِالمِخْنَقِ ، وَحَشْرَجَةٍ في صَدْرِهِ ، وَلا تُثْبِّتْ لَهُ قَدَماً ، وَأَثْكِلْهُ ، وَأَجْتَثَّهُ ، وَأسْتَأْصِلْهُ ، وَجُبَّهُ ، وَجُبَّ نِعْمَتَكَ عَنْهُ ، وَأَلْبِسْهُ الصَّغَارَ ، وَاجْعَلْ عُقْبَاهُ النَّارَ ، بَعْدَ مَحْوِ آثَارِهِ ، وَسَلْبِ قَرَارِهِ وَإجهَارِ قَبِيحِ آصَارِهِ ، وَأَسْكِنْهُ دَارَ بَوَارِهِ ، وَلا تُبْقِ لِهُ ذكراً ، وَلا تُعْقِبْهُ مِنْ مُسْتَخْلَفٍ آَخَرَ.
وكان يقول ما يلي ثلاثا :
أ ـ اللّهُمَّ بَادِرْهُ.
ب ـ اللّهُمَّ عَاجِلْهُ.
ج ـ اللّهُمَّ خُذْهُ.
د ـ اللّهُمَّ اسْلِبْهُ التَّوفِيقَ.
اللّهُمَّ ، لا تُمْهِلْهُ ، اللّهُمَّ ، لا تُرَيِّثْهُ ، اللّهُمَّ لا تُؤَخِّرْهُ اللّهُمَّ عَلَيْكَ بِهِ ، اللّهُمَّ أُشْدُدْ قَبْضَتَكَ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ بِكَ أَعْتَصَمْتُ عَلَيْهِ ، وَبِكَ اسْتَجَرْتُ مِنْهُ ، وَبِكَ تَوَارَيْتَ عَنْهُ ، وَبِكَ اسْتَكْهَفْتُ دُونَهُ ، وَبِكَ اسْتَتَرْتَ مِنْ ضَرَّائِهِ ، اللّهُمَّ احْرُسْني بِحِرَاسَتِكَ مِنْهُ وَمِنْ عَذَابِكَ ، وَاكْفِني بِكَافِيَتِكَ ، كَدَّهُ ، وَكُدَّ بُغَاتَكَ ، اللّهُمَّ احْفَظْني بِحِفْظِ الإِيمَانِ ، وَأَسْبِلْ عَلَيَّ سِتْرَكَ الذي سَتَرْتَ بِهِ رُسُلَكَ مِنَ الطَّوَاغِيتِ ، وَحَصِّني بِحِصْنِكَ ، الذي وَقَيْتَهُمُ بِهِ مِنَ الجَوَابِيتِ ، اللّهُمَّ أَيِّدْني بِنَصْرٍ لا يَنْفَكُّ ، وَعَزِيمَةِ صِدْقٍ لا تُحَلُّ ، وَجَلٍّلْني بِنُورِكَ ، وَاجْعَلْني مُدَرَّعاٍ بِدِرْعِكَ الوَاقِيَةِ ، وَاكْلْأني بِكَلَاءَتِكَ الكَافِيَةِ ، إنَّكَ وَاسِعٌ لِمَا تَشَاءُ ، وَوَلِيُّ مَنْ لَكَ تَوَالَى ، وَنَاصِرُ مَنْ إلَيْك أَوَى ، وَمعينُ مَنْ بِكَ اسْتَعْدَى ، وَكاَفي مَنْ بِكَ اسْتَكْفَى ، أَنْتَ العَزِيزُ الذي لا تُمَانَعُ عَمَّا تَشَاءُ ، وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ وَهُوَ حَسْبي ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ .. » (6).
وكشف هذا الدعاء ، عما كان يعانيه الامام عليه‌السلام من المحن والخطوب ، من خصمه الارهابي الظالم ، فقد دعا عليه الامام ، بهذا الدعاء الشديد ، مع العلم أنه ليس من سيرة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام الانتقام من الظالمين لهم ، وإنما كانوا يقابلونهم بالصفح والاحسان ، ولكن هذا الظالم قد بالغ في إرهاق الامام ، ولم يترك لونا من ألوان الاعتداء إلا جابهه به ، فلذا دعا الامام عليه‌السلام عليه بهذا الدعاء.
٥ ـ دعاؤه الثاني في القنوت
كان الامام عليه‌السلام يدعو بدعاء آخر في قنوته ، وقد دعا فيه على ظالم له ، وهذا نصه :
« يا مَأْمَنَ الخَائِفِ ، وَكَهْفَ اللَّائِفِ ، وَجُنَّةَ العَائِذِ ، وَغَوْثَ اللائِذِ ، خَابَ مَنِ اعْتَمَدَ على سِوَاكَ ، وَخَسِرَ مِنْ لَجَأَ إلى دُونِكَ ، وَذَلَّ مَنِ اعْتَزَّ بِغَيْرِكَ ، وَافْتَقَرَ مَنِ اسْتَغْنَى عَنْكَ ، اللّهُمَّ ، المَهْرَبُ مِنْكَ ، اللّهُمَّ ، المَطْلَبُ مِنْكَ ، اللّهُمَّ ، وَقَدْ تَعْلَمُ عَقْدَ ضَمِيِري عِنْدَ مُنَاجَاتِكَ ، وَحَقِيقَةَ سَرِيرَتي عِنْدَ دُعَائِكَ ، وَصِدْقَ خَاِلصَتي بِاللُّجُوءِ إلَيْكَ ، فَأَفْزِعْني إذَا فَزِعْتُ إلَيْكَ ، وَلا تَخْذُلْني إذَا اعْتَمْدتُ عَلَيْكَ ، وَبَادِرْني بِكِفَايَتِكَ ، وَلا تَسْلُبْني رِفْقَ عِنَايَتِكَ ، وَخُذْ ضَالَّتي السَّاعَةَ ، السَّاعَةَ ، أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ عَلَيْهِ ، مُسْتِأْصِلٍ شَأْفَتَهُ ، مُجْتَثٍّ قَائِمَتَهُ ، حَاطٍّ دَعَامَتَهُ ، مُتَبِّرٍ لَهُ ، مُدَمرٍ عَلَيْهِ.
اللّهُمَّ ، بَادِرْهُ قَبْلَ أَذِيَّتي ، وَاسْبِقْهُ بِكِفَايَتي كَيْدَهُ ، وَشَرَّهُ وَمَكْرَهُ ، وَغَمْزَهُ وَسُوءَ عَقْدِهِ وَقَصْدِهِ.
إلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ، وَبِكَ تَحَصَّنْتُ مِنْهُ ، وَمِنْ كُلِّ مَنْ يَتَعَمَّدُني بِمَكْرُوهِهِ ، وَيَتَرَصَّدُ لي بِأَذِيَّتِهِ ، وَيُصَلِّتَ ضَبَاتِهِ ، وَيَسْعَى إلَيَّ بِمَكَائِدِهِ ، اللّهُمَّ ، كِدْ لي وَلَا تَكِدْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لي ، وَلا تَمْكُر بي ، وَأَرِني الثَّأْرَ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ أَوْ مَكَّارٍ ، لا يَضُرَّني ضَارُّ وَأَنْتَ وَليِّي ، وَلا يَغْلِبُني غَالِبٌ وَأَنْتَ عَضُدِي ، وَلا تَجْري عَلَيَّ مَسَاءَةٌ وَأَنْتَ كَنَفِي ، اللّهُمَّ ، بِكَ اسْتَدْرَعْتُ ، وَاعْتَصَمْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَلا قُوَّةَ لي وَلا حَوْلَ إلاَّ بِكَ ... » (7).
وحكى هذا الدعاء الآلام المريرة التي كان يتجرعها الامام عليه‌السلام ، من ظالمه الباغي اللئيم الذي هو ـ في أكبر الظن ـ المنصور الدوانيقي ، الذي ضيق الدنيا ، على عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسن ظلمهم لملوك الاسرة العباسية ، فجهدوا في قهرهم والتنكيل بهم ، وفعلوا معهم ما لم يفعله الامويون معهم.
٦ ـ دعاؤه بعد الصلاة

وكان الامام الصادق عليه‌السلام ، إذا فرغ من صلاته ، دعا بهذا الدعاء الجليل :
« اللّهُمَّ ، إنِّي أُدِينُكَ بِطَاعَتِكَ ، وَوِلَايَتِكَ ، وَوِلَايَةِ اَلأئِمَّةِ مِنْ أَوَّلِهِمُ إلى آخِرِهِمْ ، أُديِنُكَ بِطَاعَتِهِمْ وَوِلَايَتِهِمْ بِمَا فَضَّلْتَهُمْ بِهِ غَيْر مُنْكِرٍ ، وَلا مُسْتَكْبِرٍ ، على مَعْنى ما أَنْزَلْتَ في كِتَابِكَ ، على حُدْودِ ما أَتَانا فِيهِ ، وَمَا لَمْ يَأْتِنَا ، مُؤْمِنٌ ، مُقِرٌّ بِذلِكَ ، مُسْلِمٌ ، رَاضٍ بِمَا رَضِيْتَ بِهِ يا رَبُّ ، أُرِيدُ بِهِ وَجْهَكَ ، وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، مَرْهُوباً وَمَرْغُوباً إلَيْكَ فِيهِ ، فَأَحْيني ما أَحْيَيْتَني عَلَيْهِ ، وَابْعَثْني إذَا بَعَثْتَني عَلَيْهِ ، وَإنْ كَاَنَ مِنِّي تَقْصيرٌ فِيمَا مَضَى ، فَإنِّي أَتُوبُ ، إلَيْكَ مِنْهُ ، وَأَرْغَبُ إلَيْكَ فِيمَا عِنْدِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَني مِنْ مَعَاصيكَ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي ، طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، ما أَحيَيْتَني لا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ، وَلا أَكْثَرَ ، إنْ النَّفْسَ لَأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ، إلاَّ مَا رَحِمْتَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَني بِطَاعَتِكَ ، حَتَّى تَتَوَفَّاني عَلَيْهَا ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنْ تَخْتِمَ لي بِالسَّعَادَةِ ، وَلا تُحَوِّلْني عَنْهَا أَبَداً ، وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ .. » (8).
وحمل هذا الدعاء الجليل تعظيم الامام عليه‌السلام ، لآبائه أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، هداة هذه الامة ، وقادتها وسفن نجاتها ، وعدلاء القرآن الكريم كما أعلن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك.
٧ ـ دعاؤه بعد صلاة الظهر
روى الفقيه الكبير ، معاوية بن عمار ، أن الامام الصادق عليه‌السلام ، كان إذا فرغ من صلاة الظهر دعا بهذا الدعاء :
« يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، ويا أَسْرَعَ الحَاسِبِينَ ، وَيا أَجْودَ الَأجْوَدِينَ ، ويا أَكْرَمَ الَأكْرَمِينَ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفْضَلِ وَأَجْزَلِ وَأَوْفَى ، وَأَحْسَنِ ، وَأَجْمَلِ ، وَأَكْمَلِ ، وَأَطْهَرِ ، وَأَزْكَى وَأَنْوَرِ ، وَأَعْلى ، وَأَبْهَى ، وَأَسْنَى ، وَأَنْمَى ، وَأَدْوَمِ ، وَأَعَمِّ ، وَأَبْقَى ما صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَمَنَنْتَ ، وَسَلَّمْتَ وَتَرْحَّمْتَ على إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللّهُمَّ ، أُمْنُنْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ على مُوسى وَهَارُونَ ، وَسَلِّمْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا سَلَّمْتَ على نُوحٍ في العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ، وَأَوْرِدْ عَلَيْهِ مِنْ ذُرِيَّتِهِ ، وَأَزْوَاجِهِ ، وَأَهْل بَيْتِهِ ، وَأَصْحَابِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ ، مَنْ تقرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ ، وَمِمَّنْ تَسْقِيِهِ بكأسِهِ ، وَتُورِدُهُ حَوْضَهُ ، وَاحْشُرْنَا في زُمْرَتِهِ ، وَاجْعَلْنا تَحْتَ لِوَائه ، وَأَدْخِلْنَا في كُل خَيْرٍ ، أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَأَخْرِجْنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ ، وَلَا أَكْثَرَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ ، وَأجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ أَمْنٍ وَخَوْفٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ مَثْوىَ وَمُنْقَلَبٍ ، اللّهُمَّ ، أحْيني مَحْيَاهُمْ ، وَأَمِتْني مِمَاتَهُمْ ، وَأجْعَلْني مَعَهُمْ في المَوَاقِفِ كُلِّهَا وَأجْعَلْني بِهِمْ ، عِنْدَكَ وَجِيهاً في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاكْشِفْ عَنِّي بِهِمْ كُلِّ كَرْبٍ ، ونفِّسْ عنِّي بِهمْ كُلَّ هَمٍّ ، وَفَرِّجْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ غَمٍّ ، وَاكْفِنِي بِهمْ كُلَّ خوْف ، واصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ ، وَسُوءَ القَضَاءِ ، وَدَرَك الشَّقَاءِ وَشماتةَ الأعْدَاءِ.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاغْفِر لي ذَنْبي ، وَطيِّبْ لي كَسْبِي ، وَقَنِّعْني بِمَا رَزَقْتَني ، وَبَارِكْ لي فِيهِ ، وَلا تُذْهِبْ بِنَفْسِي إلى شَيْءٍ صَرَفْتَهُ عَنِّي ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُيْنَا تَمْنَعُ خَيْرَ الآخِرَةِ ، وَمِنْ عَاجِلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الآجِلِ ، وَحَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ المَمَاتِ ، وَأَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ العَمَلِ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْر على طَاعَتِكَ ، وَالصَّبْرَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَالقِيَام بِحَقِكَ ، وَأَسْأَلُكَ حَقَائِقَ الإِيمَانِ ، وَصِدْقَ اليَقِين في المَوَاطِنِ كُلِّهَا ، وَأَسْأَلُكَ العَفْوَ ، وَالعَافِيَة ، والمُعافَاة في الدُّنْيَا والآخِرَةِ ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا مِنَ البَلَاءِ ، وَعَافِيَةَ الآخِرَةِ مِنَ الشَّقَاءِ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الفَوْزَ ، وَالسَّلَامَةَ ، وَحُلُولَ دَارِ الكَرَامَةِ.
اللّهُمَّ ، أنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةِ ، وَتَمَامَ العَافِيَةِ ، وَالشُّكرَ على العَافِيَةِ يا وَلِيَّ العَافِيَةِ.
اللّهُمَّ ، إجْعَلْ لي في صَلَاتي ، وَدُعَائِي ، رَهْبَةً مِنْكَ ، وَرَغْبَةً إلَيْكَ ، وَرَاحَةً تَمُنُّ بِهَا عَلَيَّ .. اللّهُمَّ ، لا تَحْرمْني سِعَةَ رَحْمتكَ ، وَسُبُوغَ نِعْمَتِكَ ، وشُمُول عافِيَتِكَ ، وَجزيلَ عَطاياكَ ، وَمنْح موَاهِبِكَ ، لسُوءِ ما عِنْدِي ، وَلا تُجازِني بِقَبِيحِ عَمَلِي ، وَلا تَصْرفْ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ عنِّي ، اللّهُمَّ ، لا تَحْرِمْني وَأَنَا أَدْعُوكَ ، وَلا تُخَيِّبْني وَأَنَا أَرْجُوكَ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا إلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقك فَيَحْرمْني ويسَتْأَثِرُ علي ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ ، وَتُثْبتُ ، وعنْدَكَ أُمُّ الكتَاب ، أَسْأَلُكَ بِآلِ « يَس » خِيرتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وَأُقدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتي وَرغْبَتي إلَيْكَ.
اللّهُمَّ ، إنْ كُنْتَ كَتَبْتني عِنْدَكَ ، في أُمِّ الكِتَابِ شقِيَّاً مَحْروُماً ، مُقَتَّراً عَلَيَّ في الرِّزْق ، فامْحُ مِنْ أُمِّ الكتابِ شقائي ، وَحرْماني ، وإقْتار رِزْقي ، وَثَبِّتْني عِنْدَكَ سَعيداً مَرْزُوقاً ، فَإنَّك تَمْحُو ما تَشَاءُ ، وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ.
اللّهُمَّ ، إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرِ فَقِيرُ ، وَأَنَا مِنْكَ خَائِفٌ ، وَبِكَ مُسْتَجيرٌ ، وَأَنَا حقِيرٌ مِسْكِينٌ ، أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني ، فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، إنَّكَ لا تُخْلفُ الميعادُ. يا مَنْ قَالَ: « أُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ » نعْم المُجِيبُ أنْتَ ، يا سَيِّدي ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، وَنِعْمَ الرَبُّ ، وَنِعْمَ المَوْلَى ، وَبِئِسَ العَبْدُ أَنَا ، وَهَذا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ، يا فَارِجَ الهمِّ ، يا كَاشِفَ الغَمِّ ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّ ، وَرَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَرَحيمَهُمَا إرْحَمْني رَحْمَةً تُغْنِينِي عَنْ رَحْمَةٍ مَنْ سوَاكَ ، وَادْخِلْني بِرَحْمَتِكَ ، في عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، الحَمْدُ لله الذي قَضَى عَنِّي صَلَاتي فَإنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ على المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً .. » (9).
لقد اعتصم الامام عليه‌السلام بالله ، وأناب إليه ، فدعاه بإخلاص ، وناجاه بمعرفة وإيمان ، شأنه في ذلك ، شأن آبائه ، الائمة الطاهرين ، الذين أضاؤا الحياة الاسلامية ، بما نشروه من كنوز التوحيد ، والايمان.
٨ ـ دعاؤه بعد صلاة المغرب
روى سعيد بن يسار ، عن الامام الصادق عليه‌السلام ، أنه قال : إذا صليت المغرب فامرر يديك على جبهتك ، وقل :
« بِسْمِ اللهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هُوَ ، عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ »
وقل ثلاثا :
« اللّهُمَّ ، أَذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ وَالحُزْنَ .. » (10).
وبهذا الدعاء الموجز ، ينتهي بنا الحديث عن بعض أدعيته في الصلاة التي هي من أهم العبادات في الاسلام.
المصادر :
1- سفينة النجاة ١ / ٤٤٣ ـ ٢٤٤.
2- وسائل الشيعة ، وتهذيب الاحكام ومن المعروف أن أمير المؤمنين عليا بن ابي طالب عليه‌السلام
3- اصول الكافي ٢ / ٥٤٤.
4- الاقبال ( ص ١٧٩ ).
5- الاقبال ( ص ١٧٩ ).
6- البلد الامين ( ص ٥٥٥ ).
7- البلد الامين ( ص ٥٥٨ ).
8- الاقبال ( ص ١٨٣ ).
9- البلد الامين ( ١٥٧ ـ ١٦ ).
10- اصول الكافي ٢ / ٥٤٩.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الصيام في روايات اهل البيت عليهم السلام
الامام علی ابن الحسین ( علیه السلام
هل كان للسيدة خديجة زوج قبل زواجها مع رسول الله ...
اعمال ليلة ويوم عيد الاضحى المبارك
المعالم الاجتماعية في حكومة الامام المهدي (عج) / ...
الشفاعة لا الوساطة
التشيّع في مصر
النارفي کلام أمير المؤمنين
كربلاء نهاية الظالمين
أرض عرفات

 
user comment