- عسكريًا : أو على مستوى الدفاع :
- تحقيق القوم المعنويّة من خلال أسلوب الاستنفار الشامل والتعبئة الشاملة.
- غرس قيم الاستشهاد والبطولة استنادا إلى مناهج علم النفس التعبوي وضرورة الأخذ نموذج دفاع حزب الله والاقتداء بالسير الشهداء.
- تحقيق تكنولوجيا تطوره في للفرد الآمان والاستقرار.
- هكذا وإن حصرنا أهم النقاط في نجاح التجربة، فهناك نقاطًا أخرى وتفصيلات جزئيّة ودقيقة لم نتطرق إليها لطبيعة الموضوع الذي صال وجال في عدّة رؤى، ليترك المجال لتخصصات أخرى توسع من حجم الإمكانات والعطاءات لتزيد من قيّم التجربة واتساعها إذا ما أحسنا رصد منطلقاتها، الإستشراقية.
- خــاتمة :
- لن يكون الحديث عن المجال البعدي الباطني لمسألة الغائب حصرها في خانة ضيقة من التحليلات الفرديّة والرؤى الجزافية، التي تكون جزئية وغير هادفة في بعض الأحيان، نتيجة استقلالها عن موكب الفعل، والنظر إليها بمنطار القطب الواحد، أو الأحادي، الذي يقزم من شساعة التجربة، وإنّما النظر إليها، بأبعاد متعددة تفتح المجال لرؤية ما لم نكن نراه، هذا التعدد بفتح أيضا المجال للحديث عن مرتكزات الدينامية الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية والإيديولوجية، التي ستنظم وتقولب الفكرة، في صورة اعتقاد كلي جازم، يظل انعكاسها شرطا ضروريًا لتبرير المشروع، في عصر تتصادم فيه الإيديولوجية، وتتنوع فيه الإرادات، وتتحارب فيه الأفكار.
وأمام هذه المظاهر تسعى المهدوية إلى تحقيق تجريبتها لقلب موازين القوى، إعلانًا عن التغير التاريخي، الذي سيدخلها في لحظة تاريخية زمنية، تسترجع دون محالة زمن حضاري جديد، يمس بالأساس الحقل الإبستولوجي، والسياسي، والسوسيولوجي، منطلقة من مبدأ أنا أفكر، إلى الآنا أقدر، إلى الآنا أقاوم، قاهرة تلك العدوانية المعشعشة في المفاهيم، والاختزالية في التفكير، والدوغمائية في الإمتلاك والإنتاج والتعبير، منطلقة من كسر خطاب النفي الذي بُني على قاعدة الصراع والصدام، لا الشراكة والحوار، وفي هذا الشأن نستذكر قول مادلين أو لبرايت « إن الغرب ينفرد بتوليفه خاصة، وهي التي منحته خاصيّته المتميزة ».
فلماذا لا تخلق التجربة المهدوية توليفه وفقا لخاصيتها المتميزة ! ؟.
هذا ما تستجيب عنه الأيام، حينذاك سيكون لنا موقف، وستكون لنا كلمة.
- قـائمة المـراجع :
1. إسماعيل علي سعيد : المدخل إلى علم الاجتماع السياسي، دار النهضة العربية، بيروت، ج4، 1989.
2. برهان غليون : اغتيال العقل، المركز الثقافي العربي بين السلفية والتعبير، المركز الثقافي العربي، بيروت، المغرب، ط3، 2004.
3. بول ديكور : من النص إلى الفعل (أبحاث التأويل) ت : محمد براده، حسان بورقية، عين للدراسات والبحوث، القاهرة، ط1، 2001.
4. جان بول رزفير : فلسفة القيم، تعريب عادل الحوا، عويدات للنشر والطباعة، بيروت، لبنان، ط1، 2001.
5. خالد محمد خالد : أفكار في القمة، يوليو 1959، مكتبة وهبة، بغداد.
6. خليل أحمد خليل : العرب والقيادة، بحث اجتماعي في معنى السلطة ودور القائد، دار المداثر، ط1، 1981، بيروت، لبنان.
7. رضوان جودت زيادة : صدى الحداثة، ما بعد الحداثة في زمنها القادم، المركز الثقافي العربي، المغرب، بيروت، ط1، 2003.
8. زكريا إبراهيم : هيغل أو المثالية المطلقة، ملكية مصر، القاهرة.
9. عبد الرحمن بدوي : موسوعة الفلسفة، ج2، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1984.
10. عبد المجيد النجار : وتحركة التغيير عند المهدي بن تومرت، مطبعة تونس، قرطاج، ط1،
1924-1984.
11. مالك بن نبي : مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، ت : محمد عبد العظيم علي، دار الفكر دمشق.
------------------------------------------------------------------------------
(*) - إنّ الانتظار ليس هو السّليم، وإنّما هو واجب يضاف إلى الواجبات الإسلامية قصد البحث عن مصلح يؤسس
مجتمعًا جديد، يقيم الدولة المثلي، كما يتولى إشارة الوعي السياسي والمصير للأمة سواء بوسائل ثوريّة أو عبر
ثورية، تعتمد في تغييرها الكلاني ربانيّة السماء، لكن في تنفيذها تعتمد على الظروف الموضوعية.
([1]) - زكريا إبراهيم : هيغل أو المثالية المطلقة، مكتبة مصر، القاهرة، ص 376.
([2]) - عبد الرحمن بدوي : موسوعة الفلسفة، ج2، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1984، ص 558.
([3]) - بول ديكور : من النص إلى الفعل (أبحاث التأويل) ت : محمد براده، حسان بورقية، عين للدراسات والبحوث،
القاهرة، ط1، 2001، ص 212.
([4]) - مالك بن نبي : مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، ص 104-105، ت : محمد عبد العظيم علي، دار الفكر
دمشق، ص 167.
([5]) - برهان غليون : اغتيال العقل، محنة الثقافة بين السلفية والتبعيّة، المركز الثقافي العربي، بيروت، المغرب،
ط3، 2004، ص 136.
([6]) - خليل أحمد خليل : العرب والقيادة، (بحث اجتماعي في معنى السلطة ودور القائد)، دار الحداثة، ط1، 1981،
بيروت، لبنان، ص 22.
([7]) - جان بول رزفبر : فلسفة القيّم، تعريب عادل العوا، عويدات للنشر، بيروت، لبنان، ط1، 2001، ص 105.
([8]) - بول ريكور : مرجع سابق، ص 308.
([9]) - إسماعيل علي يسعد : المدخل إلى علم الاجتماع السياسي، دار النهضة العربية، بيروت، ج4، 1989، ص 13.
([10]) - عبد المجيد النجار : وحركة التغيير عند المهدي بن تومرت، مطبعة تونس، قرطاج، ط1، 1924-1984.
ص 113.
([11]) - زكريا إبراهيم : مرجع سابق، ص 327.
(*) - تبنى الرئيس بوش عقيدة الخلاص بالمنظور الصهيوني الإنجيلي، إيمانًا منه لتمهيد ظهور المجتمع السعيد الذي تبتغيه
الإدارة الأمريكية والصهيونية، متغذية من فلسفة نيتشه التي تلخصها فكرة السوبرمان والعود الأبدي.
([12]) - رضوان جودت زيادة : صدى الحداثة، ما بعد الحداثة في زمنها القادم، المركز الثقافي العربي، المغرب، بيروت،
ط1، 2003، ص 106-107.
(*) - لقد بين حزب الله وزعيمه الشيخ حسن نصر الله لكل العالم، أنّه لا مساومة في الحريّة، ولا مساومة على
الأرض ولا تنازل على المواقف والثوابت، وبواسطة استراتيجياته المعرفية وتكاتيكاته العسكرية وحنكته
السياسية استطاع أن يصل إلى أعماق إسرائيل، فاشتد أثناءها الصراع وشق الطريق وعظمت التضحيات،
وكان النصر حليفة مصداقا لقوله تعالى : }إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ
الْأَشْهَادُ { [سورة غافر : الآية 51].