طرق التفکیر واساليبها کثيرة ومتشعبة وحسب زاوية نظر المفکر الی الطرف الاخر فان النظرة السلبية او الايجابية تتبع الحالة التي يعيشها المنظر في الزمان والمکان المعينين و الشيء المهم الذي شغل الأذهان هو أن المرأة ضعيفة في مسائل التفكير ، حيث ان هذا الأمر قد بين بالتفضيل ، وهو أنه إذا سلم أن الرجل يفهم أفضل من المرأة ، فانه لم يثبت ان المرأة تقبل الموعظة أقل من الرجل ، وللوصول إلى المعارف الالهية ، هناك طريقان ، أحدهما طريق الفكر والآخر طريق الذكر ، أحدهما طريق العقل والآخر طريق القلب ، وإذا لم يكن ميل واتعاظ المرأة أكثر من الرجل ، فهي ليست أقل من الرجل . أحياناً يكون لدى الإنسان فكر قوي حتى يتحرك القلب في ظل الفكر ، وأحياناً يتحرك القلب ، وفي ظل حركة القلب يحصل الفكر .
والقرآن الكريم نصب كلا الطريقين أمامنا . غاية الأمر ان القرآن لأنه كتاب جاء شاملاً للعالم ولكل الناس وكل الرجال والنساء ولكل جيل في كل عصر ومصر وفي كل الظروف ، لذا يعطي قيمة لطريق القلب وطريق الفطرة أكثر من طريق الفكر .
هناك كثير من الأشخاص لم يدخلوا المدرسة والحوزة والجامعة . ولكن طريق القلب مفتوح لهم ، طريق الموعظة والعمل مفتوح لهم . قد تقتضي قراءة كتاب والمشاركة في الدرس والبحث سناً خاصاً ، والإنسان عندما يصل إلى سن أكثر ، لا يكون لديه سعة صدر للتدريس والدراسة ، وقد ينسى مع كبر السن أبسط المسائل ، فلا يكون في مقدوره قراءة صفحة من العبارات بالقوانين الأدبية والقواعد العربية ، مع أنه درس سنوات هذا الفرع أو قام بتأليف وتصنيف ، فطريق المدرسة طريق يبدأ في أواسط العمر أو أوائل العمر وفي أواخر العمر ينغلق ، أما طريق القلب فهو مع الإنسان ، أي ان طريق القلب من المهد إلى اللحد ، أن حديث ( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ) قسمه المهم هو طريق القلب وليس طريق الفكر ، إن ما قيل من أن الطفل عندما يولد يقرأ الآذان في أذنه اليمنى ، والإقامة في أذنه اليسرى ، فهذا هو طريق القلب ، وليس طريق الفكر وان ما ورد من توصية لنا بأن نتلفظ بالذكر مرتباً ، فهذا أيضاً يمثل طريق القلب .
إن عدم سعة صدر الإنسان للدراسة والبحث في سن الشيخوخة ، وقبوله جيداً للصلاة والدعاء والمناجاة ، فهذا هو طريق القلب ، وإلا فطريق الحوزة ليس من المهد إلى اللحد ، وطريق الجامعة ليس من المهد إلى اللحد ، الطريق الذي يستمر من المهد إلى اللحد هو طريق الموعظة والذكر والمناجاة والعمل الصالح . الإنسان يفهم كثيراً من الأشياء بالعمل ، وفي هذا الطريق إذا لم تكن النساء أنجح من الرجال ، فهن لسن أقل من الرجال نجاحاً ، وأنتم ترون في مسألة الأذان أنه ليس هناك طريق بين صنف البنت والولد . في مسألة المناجاة والموعظة أيضاً ، والصيام ثلاثة أيام كل شهر لم يذكر فيه أن الرجل يصوم والمرأة لا تصوم ، فأهم طريق وهو طريق العمل والعبادة مشترك بينهما وكما طرح في البحوث السابقة فان الإنسان يدرس لا من أجل أن يصبح عالماً ، بل يدرس من أجل ان يصبح عاملاً . ولهذا العمل طريقان ، أحدهما عن طريق الدرس الذي يشجع الإنسان على العمل ، والآخر يشجع على العمل عن طريق العاطفة والموعظة . ان قوله تعالى :
( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) (1) .
يدل على أن هذا أساس ، وهذه العبادة مهيئة دائماً ، لكل الإنسان ، في كل سن وفي كل ظرف وفي كل صنف بدون فرق بين المرأة والرجل .
السلامة أم الصلابة :
الشبهة الأخرى الموجودة في هذا الصدد هي انه إذا كان بدن المرأة والرجل غير متساويين من حيث القوة والضعف ، والبدن مركب والروح راكب ، فالمركب إذا كان أقوى فالراكب يقطع الطريق أسرع وأفضل .
لحل هذه الشبهة يجب ألالتفات إلى أن المقصود من القوة ليس المعنى الذي يتصوره البعض ، لأنه يشاهد أن كثيراً من الأشخاص هم أقوياء من الناحية البدنية ولكن الأعمال الصعبة في المجتمع ليست بعهدتهم ، لأنهم ضعفاء من حيث الإدراك . لهذا ليس كل من له بدن وساعد أقوى يفكر أفضل . الكلام هو عن السلامة وليس الصلابة ، أي إذا كان بدن المرأة والرجل سالماً فانهما يستطيعان إدراك المسائل جيداً . اما الصلابة فهي شيء آخر ، أن المعيار في الوصول إلى الكمالات هو سلامة البدن وليس صلابة البدن .
والأعمال الشاقة تسلم إلى الأشخاص الذين يتمتعون بهم أكبر من صلابة البدن ، أما الأعمال في المجتمع فتسلم إلى الأشخاص الذين لديهم حصة أفضل من ظرافة البدن .
أنجح طريق لرقي الإنسان :
اتضح في البحوث السابقة ان الإنسان يستطيع الرقي من عدة طرق ، أحدها طريق الفكر والآخر طريق الذكر ، والنساء إذا لم تكن انجح من الرجال في طريق الذكر والمناجاة وهو طريق القلب والعاطفة والرغبة والمحبة . فبالتأكيد هن بمستوى الرجال ، وذلك الطريق هو طريق أساسي . أما طريق الفكر فهو طريق فرعي ، لأنه ثبت حتى الآن أن طريق الفكر ليس طريقاً واسعاً كثير من أفراد المجتمع وان كانوا من سكان المدن ولكنهم لم يوفقوا للتعلم والدرس والبحث ، أما طريق الموعظة وطريق القلب والمناجاة فهو مفتوح للجميع . طريق المدرسة ليس مفتوحاً للجميع ، ( علم الدراسة ) ليس ممكناً للجميع ، ولكن ( علم الوراثة ) ممكن للجميع ( وعلم الفراسة ) ممكن للجميع .
علم الدارسة هو ان يشترك الإنسان في المجامع العلمية ، يدرس ويصبح فاضلاً وعالماً ، يتعلم اصطلاحات وبعد مدة يدخل في مرحلة الشيخوخة وينسى بالتدريج كل ما قرأه في المدرسة . في مرحلة الفتوة يتعلم شيئاً فشيئاً ، وفي مرحلة الشباب يحفظ هذه المعلومات في عدة أيام وبعد أن يدخل مرحلة الشيخوخة ينسى بالتدريج . هذه المراحل الثلاث هي المقاطع الثلاثة التي نظمت للجميع في القرآن الكريم . قال تعالى :
( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ) (2) .
( ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة ) (3) .
الإنسان يكون أحياناً في أسفل الجبل وأحياناً يصعد إلى قمة الجبل وأحياناً يعود من قمة الجبل إلى مكان آخر في أسفل الجبل ، هذه المقاطع الثلاثة نظمت في القرآن لكل امرأة ورجل ، الأول هو ضعف ثم قوة ثم ضعف آخر ، الأول مرحلة التعلم ، ثم مرحلة الحفظ ثم مرحلة فقدان جميع المعلومات . ( كل ما قرأته ذهب عن ذاكرتي ) هذه العبارة هي حقيقة علم الدراسة ولكن هل ان علم الوراثة وعلم الفراسة هكذا أيضاً ؟
( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ـ عزّ وجلّ ) (4) .
هل تذهب عن ذاكرة الإنسان في مرحلة الشيخوخة كذلك ؟ أم أنها تصبح أكثر تفتحاً في طريق الشيخوخة ؟ إن قولهم :
( العلماء ورثة الأنبياء ) (5) .
هل هو بمعنى أن العلماء ورثة الأنبياء عليهم السلام في علم الدراسة الذي ينسونه في مرحلة الشيخوخة ؟ أم ان لديهم علم الوراثة الذي يصبح في مرحلة الشيخوخة أكثر تفتحاً ؟ إن علم الوراثة هو الذي يظل .
عدم الفرق بين الرجل والمرأة في علم الوراثة
هل هناك فرق بين المرأة والرجل في علم الفراسة وعلم الوراثة ؟ وهل الكلام هناك هو عن البدن القوي والمتصلب أم عن القلب السليم ؟ يلزم ان نقطع ثلاث مراحل الواحدة تلو الأخرى حتى نصل إلى نتيجة مطلوبة . بيان هذه المراحل الثلاث أنه يجب أن نصل من الصلابة إلى سلامة البدن ونصل من سلامة البدن إلى سلامة القلب لنحصل على نتيجة . جاء في القرآن الكريم :
( يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من اتى الله بقلب سليم ) (6) .
لم يقل في الآية ( ببدن سليم ) فضلاً عن أن يقول : ( ببدن صلب ) ، يجب أن نبعد عن الأذهان الكلام عن الصلابة . بعض العمال البسطاء الذين يعملون في قطع الخشب وقلع الحجر وأمثال ذلك يتولون أمور المجتمع القوية ، ولكنهم عاجزون عن إدراك أبسط المسائل .
قوة سلامة القلب في المرأة :
إن صلابة البدن ليس لها تأثير في الوصول إلى كمال الروح ، بل ان القول السديد مؤثر وليس القول الشديد ( عليكم بالسديد لا بالشديد ) .
قال تعالى في القرآن :
( وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ) (7) .
اتضح لنا انه يجب عدم توقع فكر متين من صلابة البدن بل ان سلامة البدن تثمر الفكر ، وعليه فان الفكر ليس وحده ، يستطيع حل مشكلة ، بل ان القلب يحل المشكلة ايضاً . وسلامة القلب مهمة ، والله تعالى عرف بعض الرجال بعبارة مريض القلب . ولكنه لم يذكر مرض قلب المرأة . في البحوث السابقة وضمن بيان آيات من سورة الأحزاب أشير إلى أن الله تعالى يخاطب نساء النبي :
( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) (8) .
أمر النساء ان يتكلمن بأسلوب جيد وبمضمون جيد ، لكي لا يطمع الرجال الذين قلوبهم مريضة . هذا المرض هو في قلب الرجل حيث ان المرأة لا تطمع عندما تسمع صوت الرجل ، المرأة تتمتع بسلامة القلب ، إلا ان يظهر فيها مرض التبرج .
صغرى القياس هي أن النساء يتمتعن من حيث النوع بسلامة القلب . كبرى القياس هي أن أصحاب القلوب السليمة سالمين ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) النتيجة هي ان النساء انجح . ان قوله :
هذا الكتاب ( وشفاء لما في الصدور ) (9) ، ثم قوله إن الطمع في غير المحرم هو مرض ثم قوله : إن هذا المرض هو في الرجل ولم يأت في هذا السياق كلام عن مرض المرأة يتضح منه أن النساء سليمات القلوب من هذا المرض الخاص .
إذا عرفنا واقعنا وأننا في أي حد ، لم نطرح أساساً كثيراً من هذه الإشكالات والأسئلة حول أنفسنا ، لأن جميع المشكلة هي تكمن في أن ما هو أساس خافٍ علينا ، ولم ندرك من هو الأساس حقيقة وما هي الوظائف ولماذا خلقنا ، وما هو معيار القيمة ، عند ذلك أصبح من الممكن ان نتوهم أن من هو أكثر صلابة هو أكثر نجاحاً ؟ في حين أن حقيقة الأمر ليست هكذا .
ملائكة الرحمة والغضب :
ان الله تعالى عرف نفسه بالأوصاف القوية وبالأوصاف اللينة والرأفة والرحمة أيضاً ، والملائكة التي خلقها مجموعتان : مجموعة هم مظهر الصفات الشديد لله ، كم يفهم من هذه الآية الشريفة :
( خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ) (10) .
كما قال تعالى في مقام تعريف هذه المجموعة من الملائكة :
( عليها ملائكة غلاظ شداد ) (11) .
هذه المجموعة من الملائكة هم مشعل غضب الله ومظهر غضب الله ومجموعة أخرى من الملائكة هم مظهر رأفة الله ، هؤلاء رؤوفون ، رحماء ، ومتواضعون بحيث انهم ليسوا فقط مثلاً أعلى لرحمة الله ، بل في الدنيا يضعون أجنحتهم حتى يجلس طلاب العلم عليها لا على الأرض (12) ، وعندما تضع الملائكة اجتحتها حتى يجلس طلاب العلم ، هنا لا يكون الكلام على المرأة أو الرجل .
( وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ) (13) .
هذه الأجنحة هي التي ذكرت في القرآن الكريم في أول سورة فاطر :
( الحمد الله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع ) (14) .
عندما يمدح الإمام علي عليه السلام أجنحة الملائكة يقول :
( أولي أجنحة تسبح جلال عزّته ) (15) .
طبعاً ليس ذلك التسبيح العام الذي لدى جناح كل طائر . فحتى الطير الذي يحرم لحمه يسبح جناحاه بحمد الله .
( وان من شيء إلا يسبح بحمده ) (16) .
وحتى الحيوان نجس العين يسبح لله .
( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) (17) .
ولكن علة أنه ذكر في نهج البلاغة خصوصية لتسبيح اجنحة الملائكة وقال : إنها أولي أجنحة تسبح جلال عزته هي كونه تسبيحاً خاصاً ، هذا النوع من الملائكة هم مثل رحمة الله . الناس على نوعين أيضاً ، بعضهم مظهر الصلابة ، وبعضهم مظهر الرحمة . هل الملائكة الذين هم مظهر الصلابة أرقى ام الملائكة الذين هم مظهر الرأفة والرحمة ؟ واضح ان للملائكة درجات أيضاً ، لأنه قال في القرآن ( أصحاب النار ) (18) أي الملائكة الذين يتولون مسؤولية جهنم ، وفي محل آخر :
( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) (19) .
هؤلاء في نفس الوقت الذي هم في جهنم ويتولون مسؤولية جهنم وأهل جهنم ولكنهم ( في روضة من رياض الجنة ) ومجموعة أخرى الملائكة الذين هم مثل رحمة ورأفة الله . وهؤلاء في الجنة .
المرأة مظهر رأفة الله :
الناس كذلك بعضهم مظهر صلابة الله . مشغولون بالحرب مع الكفار في ميدان الحرب ، والبعض الآخر هم مظهر الرأفة يعملون خلف الجبهة . أي أن كل صنف يقوم بعمله الخاص به . لأن الذي يشحذ السلاح له وظيفة ، والذي يتولى معالجة مجروح الحرب له مسؤولية أخرى .
هناك فريق يدخلون صحراء المحشر يوم القيامة راكبين ـ منهم فاطمة الزهراء عليها السلام . ولا يأتي الجميع راكبين ، فما هو هذا المركب ؟ ما هو هذا الركوب ، ما هي ميزة ذلك الذي يأتي راكباً ؟ مجموعة من الناس يأتون راكبين ، ولكن هل هو مثل ركوب البعير الظاهري أو مثل ركوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على البراق ليلة المعراج ( خطوها مدّ البصر ) (20) .
على آية حال كثير من مسائل المعراج وكثير من مسائل القيامة يجب أن يعترف الإنسان أنه لا يعرفها ، ليس كل هذه تكون شبيهة بالمسائل الدنيوية ، كثير من الأشياء قابلة للفهم والإدراك ، وكثير من الأشياء غير واضحة .
بناء على هذا مع إدراك هذه الحقائق فانه لا تطرح هذه الأسئلة وهي انه لماذا لم يعط المقام التنفيذي الفلاني للمرأة ، والمقام التنفيذي الفلاني للرجال ؟ وغير ذلك . إن ما هو معيار الفضيلة ليس المقام التنفيذي ، فأي مقام دنيوي يكون أرقى من الخلافة الظاهرية ؟
وجوه الخلافة :
للخلافة وجهان ، الوجه الصادق لها مر في البحوث السابقة انه ليس قابلاً للنصب ولا قابلاً للغضب ، لا الناس يستطيعون ان ينصبوا شخصاً بعنوان خليفة ، ولا يستطيع متجبر ، ان يغصب هذا المقام باستخدام القوة .
والذي شكا من غصبه أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة الشقشقية كان مقاماً تنفيذياً ومسؤولية وخلافة ظاهرية ، ولم يكن مقصود الإمام غصب تلك الخلافة التي هي محتوى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) (21) حيث ان هذه الخلافة ليست قابلة للغصب أساساً ، كما انها ليست قابلة للنصب . بل أن هذا المقام والخلافة يجب أن يعطيها الله .
أما الوجه الآخر للخلافة ، فهي الخلافة الظاهرية ( أي الحكومة والعمل التنفيذي ) . هذا العمل من بين الأعمال التنفيذية هو في صدر الأعمال ، بأن يصبح شخص خليفة المسلمين ، ولأنه ليس هناك مقام أعلى من هذا من حيث التنفيذ ـ فإذا تولى أمثال مالك الأشتر منصباً فهو بعنوان نيابة ـ فالخلافة هي أرقى مقام من حيث المناصب التنفيذية . وقد بين أمير المؤمنين عليه السلام جيداً موقعها وقيمتها وقال : إن نفس هذا المقام بمعزل عن مسألة إحقاق الحق وإبطال الباطل يعد من الدنيا ، والدنيا ليست إلا ( عراق خنزير في يد مجذوم ) (22) كما قال بشأن هذا المقام ( كعفطة عنز ) (23) .
فيلزم أولاً توضيح أن الأعمال التنفيذية لا تأتي بالجنة ، حتى يقال لماذا ليس للمرأة سهم في هذا القسم وللرجل سهم أكثر . ان قولهم ( لو كان العلم منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس ) (24)
هو علم الفراسة ، البعض احتمل انه إشارة إلى أهل الفراسة وليس فارس التي تقع في جنوب إيران ، ان الذين هم أهل الفراسة ( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله عز وجل ) (25)
هم الذين يصلون إلى الثريا . في علم الفراسة وعلم الوراثة ليست هناك أية ميزة لصنف على آخر . وإذا كان هناك امتياز في حيث علم الدراسة فان بعض الأقسام تفهمها النساء أفضل وتعمل أفضل . وقسم آخر ، يفهمه الرجال أفضل ويعملون أفضل ، وهذا الفرق هو من أجل إيجاد نظام أحسن .
دور الدعاء في الوصول الى التكامل :
ان الكمالات الإنسانية تحصل في ظل عبادة واطاعة الله ، والإطاعة والعبادة مشتركة بين المرأة والرجل فقطع طريق التكامل يكون مشتركاً .
كمثال ، الدعاء والمناجاة هي من أفضل طريق التكامل الإنساني ، لأن كمال الإنسان هو في أن يتقرب إلى الله وهو العلم المحض والوجود الصرف والقدرة الصرفة ، ويتخلق بأخلاق الكامل المحض ، وطريق التخلق بالأخلاق الإلهية والتقرب إلى ذلك الكمال ، هو بعهدة العبادات والأدعية .
في هذه الأدعية ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل ، وقد جوزوا وعلموا أهم المناجاة والأدعية للنساء والرجال بالتساوي لم يقل للرجال : إقرأوا دعاء كميل أو المناجاة الشعبانية ولا يحق للنساء مثل هذه الأدعية .
إذا كانت أمرأة انجح من رجل في قراءة المناجاة الشعبانية او الجوشن الكبير يكون تجاهها في التكامل أكثر من الرجل أيضاً ، وفي البحوث السابقة اتضح أن نصيب النساء من مسألة المناجاة والموعظة إذا لم يكن أكثر من الرجال فليس أقل ، لأنها كائن عاطفي أرق قلباً ، ورقة القلب والعاطفة والشعور لها دور مؤثر في طريق الله . بناء على هذا فالنساء تستطيع ان تكون أنجح من الرجال في هذا الطريق .
المصادر :
1- سورة الذاريات ، الآية : 56 .
2- سورة الروم ، الآية : 54 .
3- سورة الروم ، الآية : 54 .
4- أصول الكافي ، ج 1 ص 218 .
5- أصول الكافي ، ج 1 ص 32 .
6- سورة الشعراء ، الآيتين : 88 ـ 89 .
7- سورة الإحزاب ، الآيتين : 70 ـ 71 .
8- سورة الأحزاب ، الآية : 32 .
9- سورة يونس ، الآية : 57 .
10- سورة الحاقة ، الآيات : 30 ـ 32 .
11- سورة التحريم ، الآية : 6 .
12- نهج البلاغة ، فيض الإسلام ، الخطبة 183 .
13- أصول الكافي ، ج 1 ص 34 .
14- سورة فاطر ، الآية : 1 .
15- نهج البلاغة ، الفيض ، الخطبة 90 .
16- سورة الإسراء ، الآية : 44 .
17- سورة النور ، الآية : 41 .
18- سورة المدثر ، الآية : 31 .
19- سورة المدثر ، الآية : 31 .
20- بحار الأنوار ، ج 18 ، ص 333 .
21- سورة البقرة ، الآية : 30 .
22- نهج البلاغة . فيض الإسلام ، الخطبة 228 .
23- نهج البلاغة ، فيض الإسلام ، الخطبة 3 .
24- بحار الأنوار ، ج 1 ، ص 195 .
25- الكافي ، ج 1 ، الباب 28 .