عربي
Thursday 28th of November 2024
0
نفر 0

المرأة فکر ضعیف ام کيد عظيم

طرق التفکیر واساليبها کثيرة ومتشعبة وحسب زاوية نظر المفکر الی الطرف الاخر فان النظرة السلبية او الايجابية تتبع الحالة التي يعيشها المنظر في الزمان والمکان المعينين و الشيء المهم الذي شغل الأذهان هو أن المرأة ضعيفة في مسائل التفكير ، حيث ان هذا الأمر قد بين بالتفضيل ، وهو أنه إذا سلم أن الرجل يفهم أفضل من المرأة ، فانه لم يثبت ان المرأة تقبل الموعظة أقل من الرجل ، وللوصول إلى المعارف الالهية ، هناك طريقان ، أحدهما طريق الفكر والآخر طريق الذكر ، أحدهما طريق العقل والآخر طريق القلب ، وإذا لم يكن ميل واتعاظ المرأة أكثر من الرجل ، فهي ليست أقل من الرجل . أحياناً يكون لدى الإنسان فكر قوي حتى يتحرك القلب في ظل الفكر ، وأحياناً يتحرك القلب ، وفي ظل حركة القلب يحصل الفكر .
والقرآن الكريم نصب كلا الطريقين أمامنا . غاية الأمر ان القرآن لأنه كتاب جاء شاملاً للعالم ولكل الناس وكل الرجال والنساء ولكل جيل في كل عصر ومصر وفي كل الظروف ، لذا يعطي قيمة لطريق القلب وطريق الفطرة أكثر من طريق الفكر .
هناك كثير من الأشخاص لم يدخلوا المدرسة والحوزة والجامعة . ولكن طريق القلب مفتوح لهم ، طريق الموعظة والعمل مفتوح لهم . قد تقتضي قراءة كتاب والمشاركة في الدرس والبحث سناً خاصاً ، والإنسان عندما يصل إلى سن أكثر ، لا يكون لديه سعة صدر للتدريس والدراسة ، وقد ينسى مع كبر السن أبسط المسائل ، فلا يكون في مقدوره قراءة صفحة من العبارات بالقوانين الأدبية والقواعد العربية ، مع أنه درس سنوات هذا الفرع أو قام بتأليف وتصنيف ، فطريق المدرسة طريق يبدأ في أواسط العمر أو أوائل العمر وفي أواخر العمر ينغلق ، أما طريق القلب فهو مع الإنسان ، أي ان طريق القلب من المهد إلى اللحد ، أن حديث ( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ) قسمه المهم هو طريق القلب وليس طريق الفكر ، إن ما قيل من أن الطفل عندما يولد يقرأ الآذان في أذنه اليمنى ، والإقامة في أذنه اليسرى ، فهذا هو طريق القلب ، وليس طريق الفكر وان ما ورد من توصية لنا بأن نتلفظ بالذكر مرتباً ، فهذا أيضاً يمثل طريق القلب .
إن عدم سعة صدر الإنسان للدراسة والبحث في سن الشيخوخة ، وقبوله جيداً للصلاة والدعاء والمناجاة ، فهذا هو طريق القلب ، وإلا فطريق الحوزة ليس من المهد إلى اللحد ، وطريق الجامعة ليس من المهد إلى اللحد ، الطريق الذي يستمر من المهد إلى اللحد هو طريق الموعظة والذكر والمناجاة والعمل الصالح . الإنسان يفهم كثيراً من الأشياء بالعمل ، وفي هذا الطريق إذا لم تكن النساء أنجح من الرجال ، فهن لسن أقل من الرجال نجاحاً ، وأنتم ترون في مسألة الأذان أنه ليس هناك طريق بين صنف البنت والولد . في مسألة المناجاة والموعظة أيضاً ، والصيام ثلاثة أيام كل شهر لم يذكر فيه أن الرجل يصوم والمرأة لا تصوم ، فأهم طريق وهو طريق العمل والعبادة مشترك بينهما وكما طرح في البحوث السابقة فان الإنسان يدرس لا من أجل أن يصبح عالماً ، بل يدرس من أجل ان يصبح عاملاً . ولهذا العمل طريقان ، أحدهما عن طريق الدرس الذي يشجع الإنسان على العمل ، والآخر يشجع على العمل عن طريق العاطفة والموعظة . ان قوله تعالى :
( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) (1) .
يدل على أن هذا أساس ، وهذه العبادة مهيئة دائماً ، لكل الإنسان ، في كل سن وفي كل ظرف وفي كل صنف بدون فرق بين المرأة والرجل .
السلامة أم الصلابة :
الشبهة الأخرى الموجودة في هذا الصدد هي انه إذا كان بدن المرأة والرجل غير متساويين من حيث القوة والضعف ، والبدن مركب والروح راكب ، فالمركب إذا كان أقوى فالراكب يقطع الطريق أسرع وأفضل .
لحل هذه الشبهة يجب ألالتفات إلى أن المقصود من القوة ليس المعنى الذي يتصوره البعض ، لأنه يشاهد أن كثيراً من الأشخاص هم أقوياء من الناحية البدنية ولكن الأعمال الصعبة في المجتمع ليست بعهدتهم ، لأنهم ضعفاء من حيث الإدراك . لهذا ليس كل من له بدن وساعد أقوى يفكر أفضل . الكلام هو عن السلامة وليس الصلابة ، أي إذا كان بدن المرأة والرجل سالماً فانهما يستطيعان إدراك المسائل جيداً . اما الصلابة فهي شيء آخر ، أن المعيار في الوصول إلى الكمالات هو سلامة البدن وليس صلابة البدن .
والأعمال الشاقة تسلم إلى الأشخاص الذين يتمتعون بهم أكبر من صلابة البدن ، أما الأعمال في المجتمع فتسلم إلى الأشخاص الذين لديهم حصة أفضل من ظرافة البدن .
أنجح طريق لرقي الإنسان :
اتضح في البحوث السابقة ان الإنسان يستطيع الرقي من عدة طرق ، أحدها طريق الفكر والآخر طريق الذكر ، والنساء إذا لم تكن انجح من الرجال في طريق الذكر والمناجاة وهو طريق القلب والعاطفة والرغبة والمحبة . فبالتأكيد هن بمستوى الرجال ، وذلك الطريق هو طريق أساسي . أما طريق الفكر فهو طريق فرعي ، لأنه ثبت حتى الآن أن طريق الفكر ليس طريقاً واسعاً كثير من أفراد المجتمع وان كانوا من سكان المدن ولكنهم لم يوفقوا للتعلم والدرس والبحث ، أما طريق الموعظة وطريق القلب والمناجاة فهو مفتوح للجميع . طريق المدرسة ليس مفتوحاً للجميع ، ( علم الدراسة ) ليس ممكناً للجميع ، ولكن ( علم الوراثة ) ممكن للجميع ( وعلم الفراسة ) ممكن للجميع .
علم الدارسة هو ان يشترك الإنسان في المجامع العلمية ، يدرس ويصبح فاضلاً وعالماً ، يتعلم اصطلاحات وبعد مدة يدخل في مرحلة الشيخوخة وينسى بالتدريج كل ما قرأه في المدرسة . في مرحلة الفتوة يتعلم شيئاً فشيئاً ، وفي مرحلة الشباب يحفظ هذه المعلومات في عدة أيام وبعد أن يدخل مرحلة الشيخوخة ينسى بالتدريج . هذه المراحل الثلاث هي المقاطع الثلاثة التي نظمت للجميع في القرآن الكريم . قال تعالى :
( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ) (2) .
( ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة ) (3) .
الإنسان يكون أحياناً في أسفل الجبل وأحياناً يصعد إلى قمة الجبل وأحياناً يعود من قمة الجبل إلى مكان آخر في أسفل الجبل ، هذه المقاطع الثلاثة نظمت في القرآن لكل امرأة ورجل ، الأول هو ضعف ثم قوة ثم ضعف آخر ، الأول مرحلة التعلم ، ثم مرحلة الحفظ ثم مرحلة فقدان جميع المعلومات . ( كل ما قرأته ذهب عن ذاكرتي ) هذه العبارة هي حقيقة علم الدراسة ولكن هل ان علم الوراثة وعلم الفراسة هكذا أيضاً ؟
( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ـ عزّ وجلّ ) (4) .
هل تذهب عن ذاكرة الإنسان في مرحلة الشيخوخة كذلك ؟ أم أنها تصبح أكثر تفتحاً في طريق الشيخوخة ؟ إن قولهم :
( العلماء ورثة الأنبياء ) (5) .
هل هو بمعنى أن العلماء ورثة الأنبياء عليهم السلام في علم الدراسة الذي ينسونه في مرحلة الشيخوخة ؟ أم ان لديهم علم الوراثة الذي يصبح في مرحلة الشيخوخة أكثر تفتحاً ؟ إن علم الوراثة هو الذي يظل .
عدم الفرق بين الرجل والمرأة في علم الوراثة
هل هناك فرق بين المرأة والرجل في علم الفراسة وعلم الوراثة ؟ وهل الكلام هناك هو عن البدن القوي والمتصلب أم عن القلب السليم ؟ يلزم ان نقطع ثلاث مراحل الواحدة تلو الأخرى حتى نصل إلى نتيجة مطلوبة . بيان هذه المراحل الثلاث أنه يجب أن نصل من الصلابة إلى سلامة البدن ونصل من سلامة البدن إلى سلامة القلب لنحصل على نتيجة . جاء في القرآن الكريم :
( يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من اتى الله بقلب سليم ) (6) .
لم يقل في الآية ( ببدن سليم ) فضلاً عن أن يقول : ( ببدن صلب ) ، يجب أن نبعد عن الأذهان الكلام عن الصلابة . بعض العمال البسطاء الذين يعملون في قطع الخشب وقلع الحجر وأمثال ذلك يتولون أمور المجتمع القوية ، ولكنهم عاجزون عن إدراك أبسط المسائل .
قوة سلامة القلب في المرأة :
إن صلابة البدن ليس لها تأثير في الوصول إلى كمال الروح ، بل ان القول السديد مؤثر وليس القول الشديد ( عليكم بالسديد لا بالشديد ) .
قال تعالى في القرآن :
( وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ) (7) .
اتضح لنا انه يجب عدم توقع فكر متين من صلابة البدن بل ان سلامة البدن تثمر الفكر ، وعليه فان الفكر ليس وحده ، يستطيع حل مشكلة ، بل ان القلب يحل المشكلة ايضاً . وسلامة القلب مهمة ، والله تعالى عرف بعض الرجال بعبارة مريض القلب . ولكنه لم يذكر مرض قلب المرأة . في البحوث السابقة وضمن بيان آيات من سورة الأحزاب أشير إلى أن الله تعالى يخاطب نساء النبي :
( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) (8) .
أمر النساء ان يتكلمن بأسلوب جيد وبمضمون جيد ، لكي لا يطمع الرجال الذين قلوبهم مريضة . هذا المرض هو في قلب الرجل حيث ان المرأة لا تطمع عندما تسمع صوت الرجل ، المرأة تتمتع بسلامة القلب ، إلا ان يظهر فيها مرض التبرج .
صغرى القياس هي أن النساء يتمتعن من حيث النوع بسلامة القلب . كبرى القياس هي أن أصحاب القلوب السليمة سالمين ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) النتيجة هي ان النساء انجح . ان قوله :
هذا الكتاب ( وشفاء لما في الصدور ) (9) ، ثم قوله إن الطمع في غير المحرم هو مرض ثم قوله : إن هذا المرض هو في الرجل ولم يأت في هذا السياق كلام عن مرض المرأة يتضح منه أن النساء سليمات القلوب من هذا المرض الخاص .
إذا عرفنا واقعنا وأننا في أي حد ، لم نطرح أساساً كثيراً من هذه الإشكالات والأسئلة حول أنفسنا ، لأن جميع المشكلة هي تكمن في أن ما هو أساس خافٍ علينا ، ولم ندرك من هو الأساس حقيقة وما هي الوظائف ولماذا خلقنا ، وما هو معيار القيمة ، عند ذلك أصبح من الممكن ان نتوهم أن من هو أكثر صلابة هو أكثر نجاحاً ؟ في حين أن حقيقة الأمر ليست هكذا .
ملائكة الرحمة والغضب :
ان الله تعالى عرف نفسه بالأوصاف القوية وبالأوصاف اللينة والرأفة والرحمة أيضاً ، والملائكة التي خلقها مجموعتان : مجموعة هم مظهر الصفات الشديد لله ، كم يفهم من هذه الآية الشريفة :
( خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ) (10) .
كما قال تعالى في مقام تعريف هذه المجموعة من الملائكة :
( عليها ملائكة غلاظ شداد ) (11) .
هذه المجموعة من الملائكة هم مشعل غضب الله ومظهر غضب الله ومجموعة أخرى من الملائكة هم مظهر رأفة الله ، هؤلاء رؤوفون ، رحماء ، ومتواضعون بحيث انهم ليسوا فقط مثلاً أعلى لرحمة الله ، بل في الدنيا يضعون أجنحتهم حتى يجلس طلاب العلم عليها لا على الأرض (12) ، وعندما تضع الملائكة اجتحتها حتى يجلس طلاب العلم ، هنا لا يكون الكلام على المرأة أو الرجل .
( وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ) (13) .
هذه الأجنحة هي التي ذكرت في القرآن الكريم في أول سورة فاطر :
( الحمد الله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع ) (14) .
عندما يمدح الإمام علي عليه السلام أجنحة الملائكة يقول :
( أولي أجنحة تسبح جلال عزّته ) (15) .
طبعاً ليس ذلك التسبيح العام الذي لدى جناح كل طائر . فحتى الطير الذي يحرم لحمه يسبح جناحاه بحمد الله .
( وان من شيء إلا يسبح بحمده ) (16) .
وحتى الحيوان نجس العين يسبح لله .
( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) (17) .
ولكن علة أنه ذكر في نهج البلاغة خصوصية لتسبيح اجنحة الملائكة وقال : إنها أولي أجنحة تسبح جلال عزته هي كونه تسبيحاً خاصاً ، هذا النوع من الملائكة هم مثل رحمة الله . الناس على نوعين أيضاً ، بعضهم مظهر الصلابة ، وبعضهم مظهر الرحمة . هل الملائكة الذين هم مظهر الصلابة أرقى ام الملائكة الذين هم مظهر الرأفة والرحمة ؟ واضح ان للملائكة درجات أيضاً ، لأنه قال في القرآن ( أصحاب النار ) (18) أي الملائكة الذين يتولون مسؤولية جهنم ، وفي محل آخر :
( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) (19) .
هؤلاء في نفس الوقت الذي هم في جهنم ويتولون مسؤولية جهنم وأهل جهنم ولكنهم ( في روضة من رياض الجنة ) ومجموعة أخرى الملائكة الذين هم مثل رحمة ورأفة الله . وهؤلاء في الجنة .
المرأة مظهر رأفة الله :
الناس كذلك بعضهم مظهر صلابة الله . مشغولون بالحرب مع الكفار في ميدان الحرب ، والبعض الآخر هم مظهر الرأفة يعملون خلف الجبهة . أي أن كل صنف يقوم بعمله الخاص به . لأن الذي يشحذ السلاح له وظيفة ، والذي يتولى معالجة مجروح الحرب له مسؤولية أخرى .
هناك فريق يدخلون صحراء المحشر يوم القيامة راكبين ـ منهم فاطمة الزهراء عليها السلام . ولا يأتي الجميع راكبين ، فما هو هذا المركب ؟ ما هو هذا الركوب ، ما هي ميزة ذلك الذي يأتي راكباً ؟ مجموعة من الناس يأتون راكبين ، ولكن هل هو مثل ركوب البعير الظاهري أو مثل ركوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على البراق ليلة المعراج ( خطوها مدّ البصر ) (20) .
على آية حال كثير من مسائل المعراج وكثير من مسائل القيامة يجب أن يعترف الإنسان أنه لا يعرفها ، ليس كل هذه تكون شبيهة بالمسائل الدنيوية ، كثير من الأشياء قابلة للفهم والإدراك ، وكثير من الأشياء غير واضحة .
بناء على هذا مع إدراك هذه الحقائق فانه لا تطرح هذه الأسئلة وهي انه لماذا لم يعط المقام التنفيذي الفلاني للمرأة ، والمقام التنفيذي الفلاني للرجال ؟ وغير ذلك . إن ما هو معيار الفضيلة ليس المقام التنفيذي ، فأي مقام دنيوي يكون أرقى من الخلافة الظاهرية ؟
وجوه الخلافة :
للخلافة وجهان ، الوجه الصادق لها مر في البحوث السابقة انه ليس قابلاً للنصب ولا قابلاً للغضب ، لا الناس يستطيعون ان ينصبوا شخصاً بعنوان خليفة ، ولا يستطيع متجبر ، ان يغصب هذا المقام باستخدام القوة .
والذي شكا من غصبه أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة الشقشقية كان مقاماً تنفيذياً ومسؤولية وخلافة ظاهرية ، ولم يكن مقصود الإمام غصب تلك الخلافة التي هي محتوى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) (21) حيث ان هذه الخلافة ليست قابلة للغصب أساساً ، كما انها ليست قابلة للنصب . بل أن هذا المقام والخلافة يجب أن يعطيها الله .
أما الوجه الآخر للخلافة ، فهي الخلافة الظاهرية ( أي الحكومة والعمل التنفيذي ) . هذا العمل من بين الأعمال التنفيذية هو في صدر الأعمال ، بأن يصبح شخص خليفة المسلمين ، ولأنه ليس هناك مقام أعلى من هذا من حيث التنفيذ ـ فإذا تولى أمثال مالك الأشتر منصباً فهو بعنوان نيابة ـ فالخلافة هي أرقى مقام من حيث المناصب التنفيذية . وقد بين أمير المؤمنين عليه السلام جيداً موقعها وقيمتها وقال : إن نفس هذا المقام بمعزل عن مسألة إحقاق الحق وإبطال الباطل يعد من الدنيا ، والدنيا ليست إلا ( عراق خنزير في يد مجذوم ) (22) كما قال بشأن هذا المقام ( كعفطة عنز ) (23) .
فيلزم أولاً توضيح أن الأعمال التنفيذية لا تأتي بالجنة ، حتى يقال لماذا ليس للمرأة سهم في هذا القسم وللرجل سهم أكثر . ان قولهم ( لو كان العلم منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس ) (24)
هو علم الفراسة ، البعض احتمل انه إشارة إلى أهل الفراسة وليس فارس التي تقع في جنوب إيران ، ان الذين هم أهل الفراسة ( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله عز وجل ) (25)
هم الذين يصلون إلى الثريا . في علم الفراسة وعلم الوراثة ليست هناك أية ميزة لصنف على آخر . وإذا كان هناك امتياز في حيث علم الدراسة فان بعض الأقسام تفهمها النساء أفضل وتعمل أفضل . وقسم آخر ، يفهمه الرجال أفضل ويعملون أفضل ، وهذا الفرق هو من أجل إيجاد نظام أحسن .
دور الدعاء في الوصول الى التكامل :
ان الكمالات الإنسانية تحصل في ظل عبادة واطاعة الله ، والإطاعة والعبادة مشتركة بين المرأة والرجل فقطع طريق التكامل يكون مشتركاً .
كمثال ، الدعاء والمناجاة هي من أفضل طريق التكامل الإنساني ، لأن كمال الإنسان هو في أن يتقرب إلى الله وهو العلم المحض والوجود الصرف والقدرة الصرفة ، ويتخلق بأخلاق الكامل المحض ، وطريق التخلق بالأخلاق الإلهية والتقرب إلى ذلك الكمال ، هو بعهدة العبادات والأدعية .
في هذه الأدعية ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل ، وقد جوزوا وعلموا أهم المناجاة والأدعية للنساء والرجال بالتساوي لم يقل للرجال : إقرأوا دعاء كميل أو المناجاة الشعبانية ولا يحق للنساء مثل هذه الأدعية .
إذا كانت أمرأة انجح من رجل في قراءة المناجاة الشعبانية او الجوشن الكبير يكون تجاهها في التكامل أكثر من الرجل أيضاً ، وفي البحوث السابقة اتضح أن نصيب النساء من مسألة المناجاة والموعظة إذا لم يكن أكثر من الرجال فليس أقل ، لأنها كائن عاطفي أرق قلباً ، ورقة القلب والعاطفة والشعور لها دور مؤثر في طريق الله . بناء على هذا فالنساء تستطيع ان تكون أنجح من الرجال في هذا الطريق .
المصادر :
1- سورة الذاريات ، الآية : 56 .
2- سورة الروم ، الآية : 54 .
3- سورة الروم ، الآية : 54 .
4- أصول الكافي ، ج 1 ص 218 .
5- أصول الكافي ، ج 1 ص 32 .
6- سورة الشعراء ، الآيتين : 88 ـ 89 .
7- سورة الإحزاب ، الآيتين : 70 ـ 71 .
8- سورة الأحزاب ، الآية : 32 .
9- سورة يونس ، الآية : 57 .
10- سورة الحاقة ، الآيات : 30 ـ 32 .
11- سورة التحريم ، الآية : 6 .
12- نهج البلاغة ، فيض الإسلام ، الخطبة 183 .
13- أصول الكافي ، ج 1 ص 34 .
14- سورة فاطر ، الآية : 1 .
15- نهج البلاغة ، الفيض ، الخطبة 90 .
16- سورة الإسراء ، الآية : 44 .
17- سورة النور ، الآية : 41 .
18- سورة المدثر ، الآية : 31 .
19- سورة المدثر ، الآية : 31 .
20- بحار الأنوار ، ج 18 ، ص 333 .
21- سورة البقرة ، الآية : 30 .
22- نهج البلاغة . فيض الإسلام ، الخطبة 228 .
23- نهج البلاغة ، فيض الإسلام ، الخطبة 3 .
24- بحار الأنوار ، ج 1 ، ص 195 .
25- الكافي ، ج 1 ، الباب 28 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الألفاظ الدخيلة علی اللغة
في استقبال العيـد ( تمتين للعلاقات الاجتماعية )
لماذا تتغير المرأة بعد الزواج ؟
موقع الأسرة في الإسلام
آية الله الشيخ عبد الحسين الحياوي؛ فقيهاً ...
حجابك وعفتك دليل محبتك لله تعالى
ما لا يجب أن تفعليه عندما يخونك زوجك
الانسان وباقي المخلوقات
الأخلاق دلیل الشخصيّة
مفاتيح لعلم البلاغة لنفتح ما إنغلق من نهج ...

 
user comment