حضور موسم الحج
وتصرح الأحاديث الشريفة بأن من سيرته(عليه السلام) في غيبته حضور موسم الحج في كل عام، وواضح مافي حضور هذا الموسم السنوي المهم من فرصة مناسبة للالتقاء بالمؤمنين من أنحاء أقطار العالم وإيصال التوجيهات إليهم ولو من دون التعريف بنفسه بصراحة والتعرف على أحوالهم عن قرب دون الحاجة الى أساليب إعجازية.
إنّ الأحاديث الشريفة التي تذكر حضوره(عليه السلام) هذا الاجتماع الإسلامي السنوي العام، ذكرت أنه(عليه السلام): «يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه»([1])، ويبدو أن المقصود هو الرؤية مع تحديد هويته(عليه السلام)، بمعنى أن يعرفوه أنه هو المهدي، إذْ توجد عدة روايات اُخرى تصرح برؤيته في هذا الموسم وبعضها يصرح بعدم معرفة المشاهدين لهويته على نحو التحديد واقتصار معرفتهم بأنّه من ذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله)([2]).
حجّ الأنبياء(عليهم السلام) في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
1 ـ قال زرارة: سئل أبوجعفر(عليه السلام) عن البيت: أكان يُحجّ إليه قبل أن يُبعث النبيّ(صلى الله عليه وآله)؟ قال: «نعم، لا يعلمون أنّ الناس قد كانوا يحجّون، ونخبركم أنّ آدم ونوحاً وسليمان قد حجّوا البيت بالجنّ والإنس والطير. ولقد حجّه موسى على جمل أحمر، يقول: لبّيك لبّيك، فإنّه كما قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)»([3]) .
2 ـ وعن الإمام الصادق(عليه السلام): «لما أفاض آدم من منى تلقّته الملائكة، فقالوا: يا آدم برّ حجّك، أما إنّه قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجّه بألفي عام»([4]) .
3 ـ قال الإمام الرضا عن آبائه(عليهم السلام) : «إنّ رجلاً سأل أميرالمؤمنين(عليه السلام): كم حجّ آدم من حجّة؟ فقال له: سبعين حجّة ماشياً على قدميه، وأوّل حجّة حجّها كان معه الصّرد([5]) يدلّه على مواضع الماء، وخرج معه من الجنّة، وقد نُهي عن أكل الصرد والخطّاف([6]) فقام إليه آخر... وسأله عن أوّل من حجّ من أهل السماء، فقال له: جبرئيل»([7]) .
4 ـ قال ابن عبّاس: لمّا مرّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بوادي عسفان حين حجّ، قال: يا أبا بكر، أيّ واد هذا؟ قال: وادي عسفان.
قال: «لقد مرّ به هود وصالح على بكرات حُمر خطمها الليف، أُزرهم العباء، وأرديتهم النمار، يلبّون يحجّون البيت العتيق»([8]) .
5 ـ وعن الإمام الباقر أو الإمام الصادق(عليهما السلام): «إنّ إبراهيم أذّن في الناس بالحجّ، فقال: أيّها الناس، إنّي إبراهيم خليل الله، إنّ الله يأمركم أن تحجّوا هذا البيت فحجّوه. فأجابه من يحجّ إلى يوم القيامة، وكان أوّل من أجابه من أهل اليمن وحجّ إبراهيم هو وأهله وولده»([9]) .
6 ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام) : «مرّ يونس بن متّي(عليه السلام) بصفاح الروحاء([10]) وهو يقول: لبّيك كشّاف الكرب العظام لبّيك، ومرّ عيسى بن مريم(عليهما السلام) وهو يقول: لبّيك عبدك ابن أمتك (لبّيك). ومرّ محمّد(صلى الله عليه وآله) بصفاح الروحاء وهو يقول: لبّيك ذا المعارج لبيّك»([11]) .
([6]) الخُطاف: طائر يشبه السنونو، طويل الجناحين، قصير الرجلين، أسود اللون، جمعه خطاطيف. (المنجد: 187).
([7]) عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 1/243 عن أحمد بن عامر الطائي، علل الشرائع: 594/44 وفيه «ثلاثون» بدل «سبعين» عن عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي.
([8]) مسند ابن حنبل: 1/501/2067، الترغيب والترهيب: 2/185/7، الدر المنثور: 3/487/18 نحوه كنز العمال: 12/239 ح34796.