لقد أخبر القرآن الكريم فى عدة من الآيات الكريمة بأن أوصاف النبى الأكرم (ص) قد ورد ذكرها فى الكتب السماوية السابقة وبخاصة التوراة والإنجيل، وكان اليهود والنصارى يترقبون ظهوره، ذلك أنهم يجدون فى التوراة ويجدون فى الإنجيل العلامات التى تسبق ظهوره قد تحققت الواحدة بعد الأخرى.
إذن كانوا ينتظرون ظهوره ليؤمنوا به وينتصروا على أعدائهم من خلال ذلك.
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ «1».
وجاء فى حديث لأمير المؤمنين على (ع): إن يهودياً كان له على رسول الله (ص) دنانير فتقاضاه فقال له: يا يهودى ما عندى ما اعطيك. فقال: فإنّى لا أفارقك يا محمد حتى تقضينى، فقال (ص): إذن أجلس معك فجلس معه حتى صلى فى ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (ص) يتهددونه ويتواعدونه فنظر رسول الله (ص) إليهم فقال: ما الذين تصنعون به؟ فقالوا يا رسول الله يهودى يحبسك؟! فقال؟: لم يبعثنى ربّى عزّ وجلّ بأن أظلم معاهداً ولا غيره، فلما علا النهار، قال اليهودى: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وشطر مالى فى سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذى فعلت إلا لأنظر إلى نعتك فى التوراة، فإنى قرأت نعتك فى التوراة: محمد بن عبدالله مولده بمكة ومهاجرة بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب (صخاب) ولا متزيّن بالفحش ولا قول الخناء، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. وهذا مالى فأحكم فيه، بما أنزل الله، وكان اليهودى كثير المال «1».
وَ إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد
source : اهل البيت (ع) ملائكه الارض