لِمن القبور الدارسات بطيبة * عفت لها أهل الشقا آثارا
قُل للّذي أفتى بهدم قبورهم * أن سوف تصلى في القيامة نارا
أعَلِمتَ أيَّ مراقد هدمتها؟ * هي للملائكة لاتزال مزارا
في يوم الثامن من شوال تمر علينا ذكرى اليمة على قلوب محبي محمد وال محمد، الا وهي ذكرى هدم قبور أئمة البقيع، ائمة الهدى والحق، عليهم افضل الصلاة والسلام ، ولهذا سنمر مرورا سريعا بالبقيع لنعرف بعضا من جوانبه
(البقيع الغرقد) سبب التسمية ؟
أصل البقيع في اللغة: الموضع الذي فيه أُرم الشجر من ضروب شتى، وبه سمي بقيع الغرقد. والغرقد: كبار العوسج ، فلذا سُمّي ببقيع الغرقد لأن هذا النوع من الشجر كان كثيراً فيه ولكنه قطع.
..و يقول الدكتور محمد البكري الذي شارك في تأليف كتاب بقيع الغرقد «إن النبي خرج لنواحي المدينة وأطرافها باحثا عن مكان يدفن فيه أصحابه حتى جاء البقيع، وقال «أمرتُ بهذا الموضع»، وكان شجر الغرقد كثيرا، فسميت به».
اول من دفن في بقيع الغرقد؟
قيل: كان البقيع مقبرة قبل الإسلام، وورد ذكره في مرثية عمرو بن النعمان البياضي لقومه
أين الذين عهدتهم في غبطة *** بين العقيق إلى بقيع الغرقد
إلا أنه بعد الإسلام خُصِّص لدفن موتى المسلمين فقط، وكان اليهود يدفنون موتاهم في مكان آخر يعرف بـ (حش كوكب) وهو بستان يقع جنوب شرقي البقيع...
وأول من دفن فيه من المسلمين هو أسعد بن زرارة الأنصاري وكان من الأنصار.
ثم دفن بعده الصحابي الجليل عثمان بن مظعون، وهو أول من دفن فيه من المسلمين المهاجرين، وقد شارك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه في دفنه.
ثم دفن إلى جانبه إبراهيم بن الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولذلك رغب المسلمون فيها وقطعوا الأشجار ليستخدموا المكان للدفن.
جاء في كتاب البقيع الغرقد:
ابتدئ الدفن في جنة البقيع منذ زمان النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وأحياناً كان الرسول (صلى الله عليه وآله) بنفسه يعلّم على قبر المدفون بعلامة.
ثم بنيت قباب وأضرحة على جملة من القبور من قبل المؤمنين وبأمر من العلماء.
كما كان البناء على قبور الأولياء معتاداً منذ ذلك الزمان، فكانت عشرات منها في المدينة المنورة ومكة المكرمة وحولهما.
الرسول وإهتمامه بموتى بقيع الغرقد ؟
بنين : (هذه مقتطفات يذكرها أحد الكتاب الشيعة من كتاب موسوعة العتبات المقدسة لأحد الأخوه السنة المحققين )..
أصبح البقيع في أرض المدينة المنورة مدفناً لعدد من عظماء المسلمين ، وأئمتهم ، وأعلام الأنصار والمهاجرين ، وكان النبي (ص) يقصد البقيع ، يؤمه كلما مات أحد من الصحابة ليصلي عليه ويحضر دفنه..
وقد يزور البقيع في أوقات أخرى ليناجي الأموات من أصحابه .
وقد روى مسلم في الصحيح عن عائشة أنها قالت " كان رسول الله (ص) كلما كانت ليلتي منه يخرج من أخر الليل الى البقيع فيقول: سلامٌ عليكم دار قومٍ مؤمنين ، واتاكم ماتوعدون ، وانّا أن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم أغفر لاهل بقيع الغرقد "
وحدّث محمد بن عيسى بن خالد عن عوسجة قال " كنت أدعو ليله الى زاوية دار عقيل بن أبي طالب التي تلي الباب ، فمر بي جعفر بن محمد – يعني الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام – فقال لي: أعن أثر وقفت هاهنا ؟
قلت: لا ، قال: هذا موقف نبي الله (ص) بالليل إذا جاء يستغفر لاهل البقيع "
لذلك كبر شأن البقيع وكثر رواده بقصد الدعاء والاستغفار أو التسلية ، طبقاً للحديث الوارد( إذا ضاقت الصدور فعليكم بزيارة القبور ) حتى أصبح ملتقى الجماعات ، وأشبه ما يكون بالمنتدى والمجلس العام. والظاهر أن هذه المقبرة ظلت عامرة بأضرحتها وابنيتها الضخمة والقبب القائمة على مدافن المشاهير والأعلام ، حتى جاء ذلك اليوم الأسود الذي تجاوز فيه الوهابيون التكفيريون على حرمة البقيع، وهدموا القباب التي كانت على قبور الأئمة الطاهرين، والصحابة الكرام، وامهات المؤمنين ؟
لماذا هدم الوهابيون قبور البقيع الغرقد؟
يعتقد الوهابيون على خلاف جمهور المسلمين أن زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق معظمها القتل وإهدار الدم!.
ولم يتحفظ الوهابيون في تبيان آرائهم، بل شرعوا بتطبيقها على الجمهور الأعظم من المسلمين بقوة الحديد والنار.. فكانت المجازر التي لم تسلم منها بقعة في العالم الإسلامي طالتها أيديهم، من العراق والشام وحتى البحر العربي جنوبا والأحمر والخليج غربا وشرقا.
ولقد انصب الحقد الوهابي في كل مكان سيطروا عليه، على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) الذين طهرهم الله من الرجس تطهيرا..
وكانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) ولكثرة ما بهما من آثار دينية، من أكثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد. وكان من ذلك هدم البقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين.
والوهابيون قد عمدوا إلى تهديم قبور البقيع مرتين في التاريخ المشؤوم:
الوهابيون وكما هو معروف قد ورثوا الحقد الدفين ضد الحضارة الاسلامية من اسلافهم الطغاة والخوارج الجهلاء فكانوا المثال الصادق للجهل والظلم والفساد فقاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرتين:
التهديم الأول: عام 1220هـ
كانت الجريمة التي لاتنسى، عند قيام الدولة السعودية الأولى حيث قام آل سعود بأول هدم للبقيع وذلك عام 1220 هـ وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين، أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد بشكل فني رائع حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المؤمنين بعد أن ولى خط الوهابيين لحين من الوقت.
التهديم الثاني: عام 1344هـ
ثم عاود الوهابيون هجومهم على المدينة المنورة مرة أخرى في عام 1344هـ وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة وقاموا بتهديم المشاهد المقدسة للائمة الأطهار عليهم السلام وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوى من وعّاظهم.
فاصبح البقيع وذلك المزار المهيب قاعا صفصفا لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.
كيف تمكن الوهابيون من تحقيق مأربهم في هدم البقيع الغرقد؟
بعدما استولى آل سعود على مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام 1344 هـ ، بدؤوا يفكّرون بوسيلة ودليل لهدم المراقد المقدّسة في البقيع ، ومحو آثار أهل البيت ( عليهم السلام ) والصحابة .
وخوفاً من غضب المسلمين في الحجاز ، وفي عامّة البلاد الإسلامية ، وتبريراً لعملهم الإجرامي المُضمر في بواطنهم الفاسدة ; استفتوا علماء المدينة المنوّرة حول حُرمة البناء على القبور .
فكتبوا استفتاءً ذهب به قاضي قضاة الوهابيين سليمان بن بليهد مستفتياً علماء المدينة ، فاجتمع مع العلماء أوّلاً وتباحث معهم ، وتحت التهديد والترهيب وقع العلماء على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور ، تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء .
واستناداً لهذا الجواب اعتبرت الحكومة السعودية ذلك مبرّراً مشروعاً لهدم قبور الصحابة والتابعين ـ وهي في الحقيقة إهانة لهم ولآل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ـ فتسارعت قوى الشرك والوهابيّة إلى هدم قبور آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في الثامن من شوّال من نفس السنة ـ أي عام 1344 هـ ـ فهدّموا قبور الأئمة الأطهار والصحابة في البقيع ، وسوّوها بالأرض ، وشوّهوا محاسنها ، وتركوها معرضاً لوطئ الأقدام ، ودوس الكلاب والدواب .
ونهبت كل ما كان في ذلك الحرم المقدّس ، من فرش وهدايا ، وآثار قيّمة وغيرها ، وحَوّلت ذلك المزار المقدّس إلى أرضٍ موحشة مقفرة ..
أول مابدؤوا به ؟
وكانوا قد بدأوا في تهديم المشاهد والقبور والآثار الإسلامية في مكة والمدينة وغيرهما.. ففي مكة دُمرت مقبرة المعلى، والبيت الذي ولد فيه الرسول (صلى الله عليه وآله)"يانبي الرحمة"،،،،،،،،،ألا لعنة الله على الظالمين".
أما ما يسمى بنكبة البقيع حيث لم يُبق الوهابيون حجراً على حجر،
وهدموا المسجد المقام على قبر حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ومسجد الزهراء (عليه السلام)
واستولوا على أملاك وخزائن حرم النبي (صلى الله عليه وآله).. وهُدمت قبور أهل البيت النبوي (عليه السلام).
والمزارات والأماكن المقدسة لمطلق المسلمين سنة وشيعة، فقد وصفها عون بن هاشم، حين هجم الوهابيون على الطائف بقوله: (رأيت الدم فيها يجري كالنهر بين النخيل، وبقيت سنتين عندما أرى الماء الجارية أظنها والله حمراء).
وكان ممن قتل في هذه الهجمة التاريخية المشهورة التي تدل على همجيتها على البعد البعيد للوهابية عن الإسلام ووجههم المزري والمشوه للإسلام ـ الشيخ الزواوي مفتي الشافعية وجماعة من بني شيبة (سدنة الكعبة)...
هل أقر القرآن الكريم أمر البناء على القبورأم لا؟!
وليت شعري أين كان علماء المدينة المنوّرة عن منع البناء على القبور ؟ ووجوب هدمه قبل هذا التاريخ ؟! ولماذا كانوا ساكتين عن البناء طيلة هذه القرون ؟! من صدر الإسلام ، وما قبل الإسلام ، وإلى يومنا هذا !
ألم تكن قبور الشهداء والصحابة مبنيّ عليها ؟ ألم تكن هذه الأماكن مزارات تاريخية موثّقة لأصحابها ; مثل مكان : مولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومولد فاطمة ( عليها السلام ) ، وقبر حوّاء أُم البشر والقبّة التي عليه ، أين قبر حوّاء اليوم ؟ ألم يكن وجوده تحفة نادرة ؟ يدل على موضع موت أوّل امرأة في البشرية ؟ أين مسجد حمزة في المدينة ؟ ومزاره الذي كان ؟ أين ... ؟ وأين ... .
لو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـ لرأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم ـ حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأمم التي سبقت ظهور الإسلام ـ فيحدثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتشف أمرهم ـ بعد ثلاثمائة وتسع سنين ـ بعد انتشار التوحيد وتغلبه على الكفر .
ومع ذلك نرى انقسام الناس إلى قسمين : قسم يقول : ( ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ) تخليداً لذكراهم ـ وهؤلاء هم الكافرون ـ بينما نرى المؤمنين ـ التي انتصرت إرادتهم فيما بعد ـ يدعون إلى بناء المسجد على الكهف ، كي يكون مركزاً لعبادة الله تعالى ، بجوار قبور أولئك الذين رفضوا عبادة غير الله .
فلو كان بناء المسجد على قبور الصالحين أو بجوارها علامة على الشرك ، فلماذا صدر هذا الاقتراح من المؤمنين ؟! ولماذا ذكر القرآن اقتراحهم دون نقد أو ردّ ؟! أليس ذلك دليلاً على الجواز ، ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ) الكهف : 21.
فهذا تقرير من القرآن الكريم على صحّة هذا الاقتراح ـ بناء المسجد ـ ومن الثابت أنّ تقرير القرآن حجّة شرعية.
القرآن وبناء القبور
لو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـ لرأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم ـ حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأُمم التي سبقت ظهور الإسلام ـ فيحدّثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتشف أمرهم ـ بعد ثلاثمائة وتسع سنين ـ بعد انتشار التوحيد وتغلّبه على الكفر .
ومع ذلك نرى انقسام الناس إلى قسمين : قسم يقول : ( ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ) تخليداً لذكراهم ـ وهؤلاء هم الكافرون ـ بينما نرى المؤمنين ـ التي انتصرت إرادتهم فيما بعد ـ يدعون إلى بناء المسجد على الكهف ، كي يكون مركزاً لعبادة الله تعالى ، بجوار قبور أُولئك الذين رفضوا عبادة غير الله .
فلو كان بناء المسجد على قبور الصالحين أو بجوارها علامة على الشرك ، فلماذا صدر هذا الاقتراح من المؤمنين ؟! ولماذا ذكر القرآن اقتراحهم دون نقد أو ردّ ؟! أليس ذلك دليلاً على الجواز ، ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ) (الكهف : 21) .
فهذا تقرير من القرآن الكريم على صحّة هذا الاقتراح ـ بناء المسجد ـ ومن الثابت أنّ تقرير القرآن حجّة شرعية .
إنّ هذا يدل على أنّ سيرة المؤمنين الموحّدين في العالم كلّه كانت جارية على البناء على القبور ، وكان يُعتبر عندهم نوعاً من التقدير لصاحب القبر ، وتبرّكاً به لما له من منزلة عظيمة عند الله ، ولذلك بني المسجد وأصبحت قبور أصحاب الكهف مركزاً للتعظيم والاحترام .
ولا زالت هذه الحالة موجودة حتّى في وقتنا الحاضر ، لقبور العظماء والملوك والخالدين ، فهل توجد أخلد وأطهر من ذرّية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيرا .
هذه أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة ( 1344 ) في البقيع خارجه وداخله :
الأول : قبة أهل البيت عليهم السلام المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء - على قول - ومراقد الأئمة الأربعة : الحسن السبط ، وزين العابدين ، ومحمد الباقر ، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام ، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي ، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح .
الثاني : قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الثالث : قبة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الرابعة : قبة عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الخامسة : قبة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
السادسة : قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .
السابعة : قبة أبي سعيد الخدري .
الثامنة : قبة فاطمة بنت أسد .
التاسعة : قبة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
العاشرة : قبة سيدنا حمزة خارج المدينة .
الحادية عشرة : قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة .
الثانية عشرة : قبة زكي الدين خارج المدينة .
الثالثة عشرة : قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة
الرابعة عشرة : موضع الثنايا خارج المدينة .
الخامسة عشرة : مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام
السادسة عشرة : بيت الأحزان لفاطمة الزهراء .
وهذه أسماء المساجد التي هدموها :
مسجد الكوثر ، ومسجد الجن ، ومسجد أبي القبيس ، ومسجد جبل النور ، ومسجد الكبش . . . إلى ما شاء الله . كهدمهم من المآثر والمقامات وسائر الدور والمزارات المحترمة
هدموا قباب عبد المطلب جد النبي ( ص) وأبي طالب عمه وخديجة أم المؤمنين وخربوا مولد النبي( ص) ومولد فاطمة الزهراء(ع ) في جدة : هدموا قبة حواء، وخربوا قبرها، كما خربوا قبور من ذكر أيضا وهدموا جميع ما بمكة ونواحيها، والطائف ونواحيها، وجدة ونواحيها، من القباب والمزارات والأمكنة التي يتبرك بها.
محطة للمتأملين :
أن خفاء تاريخ البقيع ،والجهل بحاله للناشئة والشباب في هذه العصور المتأخرة ، ناشئ من قلة المصادر أولا ، والتعتيم الإعلامي السعودي والغربي عليه ، بحيث يقلل من أهميته ، أو تزول أهميته بالمرة
يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب..
في فضل البقيع :
وروى الطبراني في الكبير ومحمد بن سنجر في مسنده وابن شبّة في أخبار المدينة عن أم قيس بنت محصن، وهي أخت عُكاشة ، أنها خرجت مع النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ إلى البقيع، فقال:
(يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وكأن وجوههم القمر ليلة البدر). فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا. فقال: (وأنت)، فقام آخر فقال: يا رسول الله، وأنا. قال: (سبقك بها عُكَّاشة)، قال: قلت لها: لِمَ لم يقل للآخر ؟ قالت: أراه كان منافقاً.
وروى ابن شبّة عن أبي موهبة مولى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ قال: أهبَّني رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ من جوف الليل،
فقال: (إني أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي)، فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال:
(السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنَ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلتِ الفتنُ كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى)،
ثم استغفر لهم طويلاً.
ثم قال: (يا أبا موهبة، إني قد أوتيتُ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي ثم الجنة)، قلت: بأبي وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، قال: (لا والله يا أبا موهبة، لقد اخترت لقاء ربي ثم الجنة).
ثم رجع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ فبدأ به وجعه الذي قبض فيه.
رسالة الوفد الاسلامي للحكام الوهابية
(هذه رسالة ارسلها المسلمون في ذلك الوقت يستنكرون على حكام نجد القتل وسفك الدماء والمجازر التي ارتكبوها وهي غنية بالحقائق)
نص الرسالة التي بعثها الوفد الإسلامي الهندي رداً على الرسالة الجوابية التي بعثها السعوديون إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من الوفد الإسلامي الهندي
نحمده ونصلي على رسوله الكريم
إلى صاحب العظمة السلطانية سلطان نجد وملحقاتها.
السلام عليكم ورحمة الله.
إستلمنا كتاب صاحب السعادة رئيس الديوان الملكي المؤرخ أربعة عشر رجب سنة 1344 جواباً على كتابنا الموجه إلى عظمة السلطان المؤرخ إثنا عشر رجب نمرة 52 إدعى فيه أنه أجاب أسئلتنا جواباً شافياً فشكرنا عظمته لإسراعه في جواب الأسئلة وبذل العناية السلطانية إلى كتابنا ونرجو ان عواطف عظمته لو لاقتنا بهذه الصورة تتم مهمتنا الأولى التي تتعلق بشأن المخابرات والمراسلات في وقت عاجل ونبتدىء في مهمتنا الثانية لنهيء بها الرحيل من البلاد الحجازية وبعد ذلك نرجع إلىٰ وطننا الهند ونرفع الأستار المسدلة على عيون الناس من جهة حالات الحجاز.
نحن محاسيبكم ولو أننا ممنونون ومتشكرون لإسراعكم في الجواب لكن متأسفون على أن أجوبة الأسئلة كانت مختصرة ومجملة بصورة مبهمة غير شافية للعليل ويظهر لنا أن الأصل والمرجع الذي كان تم بيننا وبين عظمتكم في اليوم الأول ترك في هذه الأجوبة.
كان غرضنا في ذلك اليوم أن الأخبار المشتبهة والأنباء المتواردة هيجت مسلمي الهند فأرسلونا لنسأل عظمتكم عن الوقائع الماضية والموجودة ونحصل على الأجوبة الصحيحة منكم فالأسئلة التي وجهناها لعظمتتكم ما كانت لسوء الظن في شأنكم أو إثبات الذنب والإثم على ذاتكم بل هذه الأسئلة إنما كانت لتحقيق الحال وإختيار ما قيل ويقال كلن نرى في الأجوبة أن المجيب يظن (وماله حق أن يظن) أن الأسئلة كأنها هي عين إثبات الذنب في شأن عظمتكم ولذلك هو يجتهد في الأجوبة لرد هذا الإثبات والإلزام ويورد الإعتذار عن الذنوب المفروضة في الذهن. ونحن نصرح بعد هذا أن قصدنا الوحيد هو معرفة الأحوال الصحيحة والتحقيق في الأمور المشتبهة فالمسؤول من عظمتكم أن تبينوا لنا الوقائع الحقيقية والأمور الصادقة وبعد ذلك وإذا كان هنا لك شيء غير جائز عرضه على عظمتكم حينئذ يكون لكم الحق اما ان تردوه أو تبينوا الأدلة على جوازه أما الآن ولم تلزم شيئا ما على عظمتكم فذكر الأدلة للجواز أو الأعتذار شىء سابق لأوانه ثم نحن نسأل عظمتكم بكل أدب وإحترام أن تخرجوا الريب والظنون من قلبكم الكريم وتجيبونا على الأسئلة الموجهة إليكم بالترتيب المذكور في كتابنا السابق نشكركم ويشكركم بواسطتنا مئات الألوف من اخوانكم مسلمي الهند.
حوادث الطائف
نحب أن نستميحكم العذر في أن نلقي على جوابكم نظراً إجمالياً حتى يظهر مقصدنا بأجلى مظاهره فنقول إن عظمتكم أثبتم براءتكم من وقائع الطائف بايراد قصة خالد بن الوليد وسيرة النبي صلى الله عليه وآله فيها لكن لا يخفى على عظمتكم ان الجواب كان يصح لو الزمنا على عظمتكم مسؤولية حوادث الطائف وكنا سألناكم بعد ذلك دليلاً وحجة لبراءتكم ولكن لما ما الزمنا عليكم بشيء ما، فذكر البراءة بغير ذكر الوقائع شيء قبل وقته وأوانه فنحن نريد الأخبار الصحيحة من عظمتكم والجواب الذي إستلمناه ما أوضح لنا وقائع الطائف مطلقاً ولا يمكن لنا أن هذه جواباً لأسئلتنا اللّهم إلا ان يكون جواب اسئلتنا نمره 1، 2، 3،13، 14 فنرجو أن ترسلوا أجوبة سؤالاتنا الباقية المتعلقة بوقائع الطائف.
وأما ما ذكرتم من قصة خالد بن الوليد في صدد حادثة الطائف فنحن نحب ان نسأل ثلاثة أسئلة في هذا الخصوص حتى لا تطول المخابرات بيننا فنرجو ان تجيبونا عليهم في كتابكم الآتي حتى يتمكن لنا الفهم بسهولة تامة:
والأسئلة ها هي:
(1) الناس الذي بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله خالد بن الوليد كانوا مشركين أو مسلمين.
(2) حين هوجمت الطائف هل كان أهلها مشركين أو مسلمين.
(3) لما سمع محمد رسول الله صلى الله عليه وآله هذه القصة أرسل علياً رضي الله عنه لمواساة بؤساء بني جذيمة فهل أرسل عظمة السلطان من عنده أحداً لمواساة أهل الطائف.
المساجد
أما ما ذكرتم من عقيدتكم في المساجد فنحن نعترف بها والحمد لله نعتقد عليها وهذا موجب للإعتماد والطمأنينة لكن نسأل عظمتكم ان تجيبوا أسئلتنا 17، 23 24 وأيضاً تخبروننا عن حالة مسجد الكوثر ومسجد الجن ومسجد حمزة رضي الله تعالى عنه.
المآثر الاسلامية والمزارات والقبب
نحن بينا كل واحدة منها على حدة لكن عظمة السلطان أحب ان يقرن الثلاثة كلها في الجواب وأورد الوجوه والأدلة في مقام إظهار الأحوال وبيان الحقائق وطلب منا دليلا على جواز بقاء هذه الأشياء فقبل أن نقول شيئاً في هذه المسألة نرى من واجباتنا أن نصرح بأن صورة الألفاظ التي أوضح بها عظمة السلطان عقيدته ومذهبه. هي موجبة لكل إعتماد وإطمئنان والحق أن هذا هو مذهب كل مسلم صادق وعلى كل مؤمن أن يتبع هذا المرجع ولكن لما ما اقر عظمة السلطان بهدم هذه الأشياء أو الأمر بهدمها وما ادعينا بأن أغلظ أو أخطأ في فعله هذا لا يحق لعظمته أن يطلب منا حجة على جواز بقاء هذه الأشياء ولو أن عظمته هدم هذه الأشياء الثلاثة أو أمر بهدمها وهو يرى عمله هذا موافقاً لكتاب الله وسنة رسوله فلا تظن أنه يتأمل في الإقرار على نفسه بما هو فعل أمام العالم ونحب أن نؤكد مرة ثانية أن مقصدنا هو طلب الحقائق والإستفسار عن الحالات الصحيحة فأولا نريد أن نستفيد من عظمته كيفية الوقائع والحالات وبعد ذلك إذا رأينا شيئا منها ممنوعاً في الدين فنعرضه بكل صراحة على عظمته بالحجج القاطعة والبراهين اللامعة التي أشار إليها عظمته من كتاب الله وسنة رسوله وأعمال السلف الصالح أو بقول أحد من الأئمة الأربعة ولكن قبل أن لا يثبت شيء من الأشياء لا يمكن لنا ان نبحث مطلقاً فعلى هذا ينبغي لعظمته أن يجيب أسئلتنا ويخبرنا بأنه هدم المآثر الفلانية والمزارات الفلانية والقبب الفلانية ثم يثبت بجواز هدمها فبعد ذلك يتمكن لنا أن بين المواضيع التي أخطأ بها عظمته بالبراهين والدلائل وإنما هذا ظاهر بأنا نحن مسلمون ونعتقد أن عظمته أيضاً من المسلمين فعلى هذا من الواجبات أن يكون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وأعمال السلف وأقوال الأئمة رحمة الله عليهم حاكماً فيما بيننا.
والحاصل نحن نريد أن نحصل على جواب أسئلتنا بالترتيب الذي ذكرناه في الكتاب السالف.
مزار سيدنا حمزة وقبة النبي صلى الله عليه وآله
نحن نطلب السماح ونقول بأن جواب عظمته غير مشتمل على جواب أسئلتنا نمرة 54، 55 فنرجو أن تتفضلوا بجوابها في الكتاب الآتي. وأما ما ذكرتم من عقيدتكم عن قبة النّبي صلى الله عليه وآله فهو موجب للطمانينة.
الحرية المذهبية
كذلك لم نجد في هذا الخصوص جواب أسئلتنا نمرة 60 إلى نمرة 70 نعم ان عظمته بين مذهبه واوضح عقيدته في الحرية المذهبية ولكن نحن نكرر كلامنا الأول بأنه ليس في وسعنا ان نبحث في شيء قبل علم وقوعه فالمطلوب من عظمته أن يبين لنا أنه منع الأعمال التي كانت جارية قبل مجيئه إعتقاداً فيها أنها ممنوعة من الشريعة الإسلامية وبعد علم هذا يسهل علينا ان نورد الأدلة من الأصول المنقحة عليها.
الاسلحة
ذكرتم اننا سألنا أموراً تتعلق بأمور البلاد الحربية والعسكرية وبعض شؤون الإدارة الداخلية التي لا يمكن للحكومة أن تقبل منا أو تقبل منا أو من أحد ان يسألها بل في السؤال عنها مدعاة للريبة التي يجب أن يجلنا عنها فنقول انه لا يخفى على عظمتكم ان الناس الذين يدخلون في بلد من البلاد لأجل الدسيسة المشار إليها لا يظهرون مجيئهم لحاكم البلدة ولا يبرقون قبل مجيئهم إلى حاكمه ولا يسألون أسئلة تتعلق بشؤون السياسة بل هم يخفون أنفسهم ويدسون ذواتهم عن عيون الحكام وأهل البلاد والحق ان هذه الألفاظ ولو جرحت حياتنا لكن نحن نعتقد إعتقاداً تاماً بأن قلب عظمته صاف عن هذه الظنون والريب والا فما كان يلاقينا بهذه البشاشة والطلاقة وما كان يحفنا بهذه الأكرامات الفائقة ومع هذا نستميح منكم العذر ونسأل عن الشيء الذي أدى بكم إلى ما كتبتم من ان هذه الأسئلة مدعاة للريبة وقد كنا سألنا في ما يختص بالخزينة العامرة من جهة الجمرك والسجائر وهذا شيء تنشره الحكومات كل سنة في جرائدها ومن المحققات ان في إشاعة مثل هذه الأخبار فائدة لأمور التجارة والسياسة وكذلك سؤالنا عن المحبوسين من أهل الحجاز لأجل الشبهة وعن الذين تركوا بيوتهم لا يرجعون إليها خوفاً من الحكومة فإنا لا نرى بأسا في مثل هذه الأسئلة لأنها عامة في مجالس الحكومات والناس يسألون عنها والحكومات ترد الأجوبة عليها لاطمئنان خواطر الناس واما سؤالنا عن جهة الأسلحة فما كان السؤال عن عدد الأسلحة كلها التي هي في حيازة الحكومة بل كان عن عدد الأسلحة التي أخذتها الحكومة الفاتحة من الحكومة المغلوبة ومثل هذه الأشياء تعلنها الحكومات بعد إختتام الحرب بكل فخر ومباهاة وعظمة السلطان أدرى بما أعلنت الحكومات الفاتحة بعد الحرب العظمى إعلاناً طويلاً في صدد هذا بينت فيها بكل إفتخار عدد الأسلحة التي إستولت عليها بعد خمود نار الحرب فنرجو من عظمته بانه يجيب عن سؤالنا هذا ويمن علينا.
المدارس
اما ما ذكرتم من المدارس وعزمكم لنشر العلم وبذل العناية لرقي أهل البلاد فشكرنا عظمتكم على هذه الهمم العالية ودعاؤنا من الله تبارك وتعالى ان يوفقكم لهذا المقصد العظيم ومع هذا نطلب من عظمتكم عدد المدارس التي كانت جارية قبل دخولكم في البلاد وعدد المدارس التي هي موجودة في هذه الأيام.
العلائق مع الدول الخارجية
أما جواب الأسئلة التي وجهناها إليكم في هذا الخصوص فقد إقتصر على ان نجداً مستقلةً إستقلالاً تاماً في داخليتها و خارجيتها وبأن عظمتكم ما عقدتم اي معاهدة تتعلق شيئوون الحجاز لكن لا يخفىٰ عظمتكم ان مجرد هذا القول لا يشفي غليلنا ولا يريح خواطرنا وان عظمتكم كنتم وعدتم بأنكم تثبتون هذا بالشهادات المكتوبة فالآن نطالب بكل صراحة إيفاء ذلك الوعد ولا يخفى على عظمتكم أهمية المسألة ومما ينبغي ان نذكر في هذه المسألة هو ان معاهدة سنة 1916 ومعاهدة سنة 1922 التي نشرتهما جرائد العالم وكتبوا عنهما ما كتبوا وانتقدوا منهما ما إنتقدوا جعل العالم الإسلامي يرتاب في عظمتكم ويشك شكوكاً نحب ان نجلكم عنها فنرى من واجباتنا ان نصرح انه ينبغي لعظمتكم التصريح في هذا الشأن إما بنفي المعاهدتين أو بوجودهما حتى تتفق كلمة المسلمين في شأنكم ويزول سوء التفاهم من بينهم وأما ما ذكرتم من معاهدة البحرة والجدة بأنها لا تتعلق بشأن الحجاز مطلقاً بل هي مقتصرة على المسائل المشتركة بين العراق ونجد وشرق الأردن ونجد فهذا يخالف ما جاء في صورة المعاهدة المنشورة في الجرائد المصرية والسورية والهندية والنّاس مختلفون فيها فمنهم من يصدق أقوال الجرائد ومنهم من يجل عظمتكم عن هذه المعاهدة ونرى من المستحسنات أن تبينوا لنا صورة هذه المعاهدة حتى يتمكن العالم الإسلامي بواسطتنا من علمها ومعرفة ما فيها ويخرجون من ورطة الوهم والشك وأما السكوت على هذه المسألة أو عدم الرضا على إرادة المعاهدة فشيء يوجب الريب في صدور الناس من عظمتكم ولا نرى في هذه العبارة ان نصدق الجرائد وذكرتم ان المعاهدة مقتصرة على حدود نجد فنرجو ان توضحوا لنا حدود نجد التي تمتد في هذه المعاهدة.
معان
وقد علمنا مما ذكرتم في خصوص أن الملك علي سلم هذين البلدين لأخيه عبد الله الّذي ما هو إلاّ يد عاملة لبريطانيا ولكن ما بينتم لنا هل عظمتكم إحتججتم على هذه المسألة أم لا فإن تسلط غير مسلم على جزء من الحجاز أمر لا ينبغي أن يسكت عليه مسلم فإذا كنتم عظمتكم إحتججتم فنريد مطالعة صورة الإحتجاج.
مصير الحجاز
الأسئلة التي وجهناها في هذا بخصوص ما وجدنا جوابها إلا أن عظمة السلطان بين أنه ترك هذا الأمر لأهل الحجاز فإن كان هذا صحيحاَ فنرجو عظمته أن يخبرنا عن آراء أهل الحجاز وكيف أخذت هذه الآراء ثم ما هو نوع العمل الّذي جرى عليه حضرة السلطان بعد أخذ الآراء.
المؤتمر الإسلامي
وأما ما ذكرتم عن المؤتمر الإسلامي بأنكم ترحبون به متى صمم المسلمون على ذلك ليبحثوا في ما يؤمن راحة الحجاج ورفاهيتهم في هذه الديار المقدسة فإنهما هو يختلف مع إعلانكم الرسمي الذي وعدتم فيه انكم تريدون أن تتركوا مسألة مصير الحجاز إلى المؤتمر الإسلامي ونرى من واجباتنا أن نوجه انظاركم إلى إعلانكم السابق في هذا الخصوص ونرجو أن ترجعوا إليه وتوفوا بعهدكم «أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا» فالمسؤول من عظمتكم أن تخبرونا هل أنتم دعوتم نواب المسلمين للمؤتمر أم لا فإن كنتم دعوتموهم فتفضلوا أعطونا صورة الدعوة وإلا فأخبرونا هل أنتم مستعدون لقبول قرار المؤتمر بمصير الحجاز متى انعقد.