قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم :
لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ، إِلَّا رَبُّ النَّارِ
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج25 ص421 المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)، المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م.
صدر الفيديو عن ولاية "الأنبار" المزعومة للتنظيم بعنوان "فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"، ويظهر على مدى 5 دقائق ونصف كلاً من نعيس عبد الله نجم وماجد سعدون غزالي وهلال سعدون غزالي وعادل سعدون غزالي، يتحدثون عن كيف تم القبض عليهم.
وفي لقطات أخرى، تم جلبهم إلى مكان ذات طبيعة صحراوية، وهم مكبلو الأيدي والأرجل وباللباس البرتقالي.
وبعد كلام أحد مقاتلي داعش عن تنظيم الحشد الشعبي، يظهر السجناء وهم معلقون على أرجوحة من الأيدي والأرجل قبل أن يتم إشعال النار بهم.
اما من هو اول من حُرق في الاسلام و من الذي حرقه
لقد اوردت مصادر موثوقة تاريخية تنقل قصة حرقه الفجاءة السلمي كما رواها الطبري وابن الاثير وابن كثير, كما يلي واللفظ للاول قال:
قدم على ابي بكر رجل من بني سليم اسمه الفجاءة وهو أياس بن عبد الله بن عبدياليل بن عميرة بن خفاف ، فقال لابي بكر: اني مسلم وقد اردت جهاد من ارتد من الكفار فاحملني واعني، فحمله أبو بكر على ظهر وأعطاه سلاحا، فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم ومعه رجل من بني الشريد يقال له نجبة بن ابي الميثاء، فلما بلغ ابا بكر خبره كتب إلى طريفة بن حاجر 5 ان عدو الله الفجاءة أتاني يزعم انه مسلم ويسألني ان اقويه على من ارتد عن الاسلام فحملته وسلحته، ثم انتهى الي من يقين الخبر ان عدو الله قد استعرض الناس المسلم والمرتد، يأخذ اموالهم، ويقتل من خالفه منهم فسر إليه بمن معك من المسلين حتى تقتله، أو تأخذه فتأتيني به. فسار إليه طريفة بن حاجر. فلما التقى الناس كانت بينهم الرميا بالنبل فقتل نجبة بن ابي الميثاء بسهم رمي به فلما رآى فجاءة من المسلمين الجد قال لطريفة: والله ما أنت باولى مني انت امير لابي بكر وانا أميره، فقال له طريفة: ان كنت صادقا فضع
السلاح وانطلق معي إلى ابي بكر، فخرج معه فلما قدما عليه أمر أبو بكر طريفة بن حاجر فقال: اخرج به إلى هذا البقيع فحرقه فيه بالنار فخرج به طريفة إلى المصلى فأوقد له نارا فقذفه فيها. وفي رواية قبلها عند الطبري: " فأوقد له نارا في مصلى المدينة على حطب كثير، ثم رمى به فيها مقموطا. " وفي لفظ ابن كثير: فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط " 1. وندم أبو بكر على فعله ذلك وقال في مرض موته: " ثلاث فعلتهن وددت انى تركتهن، وددت اني لم اكشف بيت فاطمة عن شئ وان كانوا قد غلقوه على الحرب، ووددت أني لم احرق الفجاءة السلمي واني كنت قتلته تسريحا أو خليته نجيحا، ووددت اني يوم سقيفة بنى ساعدة كنت قذفت الامر في عنق احد الرجلين يريد عمر وأبا عبيدة " 2. واعترض على أبي بكر في ذلك لان حكم مفسد كالفجاءة جاء في القرآن الكريم مصر حاجه في سورة المائدة لاية 33: " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض. ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ". ووردت روايات عن رسول الله في النهي عن الاحراق كما في صحيح البخاري ومسند احمد قول (ص) 3. " لا يعذب بالنار إلا رب النار "، و " ان النار لا يعذب بها الا الله "، و " لا يعذب بالنار الا ربها ". وورد قوله: " من بدل دينه فاقتلوه " 4. وقوله " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله إلا باحدى ثلاث: زنا بعد احصان فانه يرجم، ورجل يخرج محاربا لله ورسوله فانه يقتل أو يصلب، أو ينفى من الارض، أو يقتل نفسا فيقتل بها " 1. واعتذر العلماء عن مخالفته للنصوص الصريحة في هذه القضية بقولهم: " احراقه فجاءة السلمي من غلطة في اجتهاده فكم مثله للمجتهدين ".
1) تاريخ الطبري ط. مصر الاولى 3 / 234 - 235، وابن الاثير 2 / 146، وابن كثير 9 / 319 في ذكرهم حوادث السنة الحادية عشرة.
2) الطبري 4 / 52 في ذكر حوادث السنة الثالثة عشرة، وراجع بقية مصادره في فصل التحصن بدار فاطمة من عبد الله بن سبا 1 / 106.
3) صحيح البخاري 4 / 325 باب لا يعذب بعذاب الله من كتاب الجهاد، ومسند احمد 2 / 207 و 3 / 494، وسنن ابي داود كتاب الجهاد، باب في كراهية حرق العدو بالنار، ح 2673، 2675، ج 3 / 55، 56، وكتاب الادب باب في قتل الذرح 5268، ج 4 / 367 - 368، والبيهقي 9 / 71 و 72.
4) صحيح البخاري كتاب استتابة المرتدين وسنن ابي داود، كتاب الحدود، باب الحكم في من ارتد.