رزية يوم الخميس ق (2)
سماحة السيد كمال الحيدري
8/8/2011
المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، تقبل الله أعمالكم وصيامكم في هذا الشهر الفضيل، مطارحات في العقيدة تأتيكم مباشرة من قناة الكوثر الفضائية في قم المقدسة. (رزية الخميس، القسم الثاني) هو موضوع حلقة الحلقة من برنامج المطارحات، أرحب بسماحة السيد كمال الحيدري، تحدثنا في الليلة الماضية عن رزية يوم الخميس وما حصل فيها والآراء التي وردت فيها، هل هناك تتمة لما تقدم ذكره من هذا البحث.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع إذا سمح لي المشاهد الكريم أن ألخص ما وقع في هذه الحادثة والواقعة الأليمة والخطيرة والمهمة في تأريخ الإسلام، أنا أتصور أننا إذا أردنا أن نقف على ما جرى في صدر الإسلام وما جرى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من الاختلاف بين صحابة رسول الله ونحن نعيش هذا الاختلاف إلى يومنا هذا، وأمامكم الفضائيات والقنوات والمواقع والكتب ونحو ذلك هذه كلها نتيجة ما وقع من الاختلاف في صدر الإسلام.
إذا أردنا أن نقف على حقيقة هذا الأمر لابد أن نحلل هذه الواقعة وهو ما حدث في ذلك المجلس الذي قال فيه رسول الله باتفاق كلمة علماء المسلمين أنه قال: أأتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً أو بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً. إذا استطعنا أن نقف على حقيقة هذه الواقعة والحادثة الأليمة والخطيرة نستطيع أن نتصور وأن نقف على الجذور الأساسية للاختلافات التي وقعت بعد رسول الله وإلى يومنا هذا.
في جمل مختصرة أحاول أو ألخص وأقارن بين ما قاله الله ورسوله عن نفسه، يعني ما قاله الله عن رسوله وما قاله رسول الله عن نفسه وبين ما اتخذه من موقف أو مواقف بعض الصحابة الذين كانوا في ذلك المجلس وعلى رأسهم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. في نقاط حتى لا نطيل على المشاهد الكريم.
عندما نأتي إلى القرآن الكريم نجد أن القرآن الكريم بشكل واضح وصريح يقول: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) هذا نص القرآن الكريم ومن يختار في قبال اختيار رسول الله وفي قبال أمر رسول الله فقد عصى (ومن يعصي الله ورسوله) يعني قي قبال ما قضى الله ورسوله (فقد ضل ضلالاً بعيداً). الآن هذا المنطق القرآني هذا هو القرآن، ماذا قال أولئك النفر الذين قالوا يهجر أو غلبه الوجع أو هجر ونحو ذلك. تلك الثلة الصغيرة التي منهم عمر أو منهم على رأسهم الخليفة الثاني ماذا قالوا؟ قالوا: لا، القرآن يقول لكم ما كان لكم الخيرة، نحن لنا الخيرة في قبال ذلك، رسول الله يقول أأتوني ونحن نقول لا تقربونه له.
مقارنة في نقاط، النقطة الأولى القرآن يقول: (ما كان لهم الخيرة) وهذه الفئة تقول: لنا الخيرة. يعني يا ربي أنت تقول ونحن نقول لا.
الأمر الثاني: الله قال عن رسوله (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) قال: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ورسول الله قال: أكتب. لا يخرج مني إلا حق. وهذه الفئة ماذا قالت له؟ قال: يخرج منك ... تهجر، غلبك الوجع، أهجر. انظروا التناقض الواضح بين منطق القرآن ومنطق الحديث النبوي القطعي وبين منطق هذه الفئة وهذه المجموعة التي الله يقول ما ينطق عن الهوى، الله يقول (ما ينطق عن الهوى) وهذه المجموعة تقول هجر، أهجر. غلبه الوجع.
الأمر الثالث: الرسول يقول: أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً. هؤلاء يقولون لا يا رسول الله أنت مشتبه لأننا في غنى عما تقول لأن عندنا كتاب الله حسبنا كتاب الله، أنت اجتهدت ونحن نجتهد في قبالك فما المحذور في ذلك. رسول الله يقول أكتب لكم كتاباً لن تضلوا، يقولون لا حاجة لنا إلى كتابتك لأننا في غنى عن ذلك لأننا عندنا الكتاب وهو آمن وأمان من الضلالة.
الأمر الرابع: الله يقول يجب على الأمة (ويسلموا تسليماً) يعني كل ما يقوله الرسول الله الأعظم المؤمن الحقيقي (وما كانوا ليؤمنوا إلا أن يسلموا تسليما) هؤلاء يقولون لا نسلم ونجتهد وأنت بشر قد تصيب وقد تخطأ فنجتهد في قبال رأيك، هذه مقارنة بسيطة جداً في هذه الواقعة. هذه الواقعة نستطيع أن نحللها ونستخرج منها لا رسالة بل كتاب. أنا أتصور أن بيت القصيد ومبدأ كل ما وقع بعد رسول الله بدأ بهذا المجلس وبدأ من هذا اليوم الذي أسماه ابن عباس برزية يوم الخميس وما أدراك ما رزية يوم الخمس.
ولذا تجدون أن أعلام المحققين حتى أولئك الذين هم على نهج ابن تيمية ويدافعون عن النهج الأموي ويبررون له عندما وصلوا إلى هذه القضية وجدوا أنهم لابد أن يقولوا الحق وإلا خرجوا عن الملة، انظروا إلى هذا الرجل وهو من كبار العلماء المعاصرين ومن المدافعين ابن تيمية والنهج الأموي أيضاً، عندما يصل إلى هذا الحديث وينقل هذا الكلام أنقله من (صحيح البخاري621) تحقيق شعيب الأرنؤوط، الرسالة العالمية، قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس فقال أأتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع) يعني بعبارة أخرى هذه تضاف إلى النقاط الأربعة السابقة الرسول صلى الله عليه وآله يقول لا ينبغي عند نبي تنازع وهذه الفئة التي منها الخليفة الثاني أو على رأسها الخليفة الثاني يقول لابد أن نتنازع ونختلف.
في الحاشية يقول: (إذ لا يليق) أنا أتصور أن هذا رد مبطن لما ورد في الحديث (إذ لا يليق به صلى الله عليه وآله الهذيان ولا قول غير مضبوط في حال من حالاته عليه الصلاة والسلام وإنما جميع ما يتكلم به حق وصحيح لا زهو فيه ولا خلف ولا غفلة ولا غلط في حال صحته ومرضه ونومه ويقظته ورضاه وغضبه). أنا أتصور أنه لا يوجد تصريح أوضح من هذا التصريح لرد ما جاء، لا على نحو الاحتمال يعني هجر ولا على نحو التصريح يعني يهجر ولا على نحو غلبه المرض والوجع.
الآن هذه الخلاصة حتى أنتهي من هذه المقدمة، وهي أنه ما هي الدروس، أشير إلى أمرين:
الأمر الأول: هذا النص الواضح الصريح الجلي أليس يبحثون عن نص صحيح جلي، هذا النص يثبت لنا أن هناك مجموعة من كبار الصحابة ولا أقل ذكر فيهم الخليفة الثاني هؤلاء بنحو الصراحة وقفوا وخالفوا رسول الله حتى لو تنازلنا عن مسألة اتهام رسول الله وأنه لم يكن هناك اتهام ولم يكن هناك قرن لا أقل خالفوا الأمر الصريح الوارد من رسول الله.
السؤال المطروح: إذا كان هؤلاء في حياته يخالفونه بل يحتملون فيه ما يحتملون أنه خرج عن وضعه الطبيعي بل يتهمونه أنه يهجر، بينكم وبين الله ماذا يفعلون بعده عليه الصلاة والسلام، يعني إذا جئنا بعد ذلك وقلنا أن بعض الصحابة خالفوا حديث رسول الله وخالفوا سنة رسول الله وخالفوا المقطوع، بينكم وبين الله أيجرأ أحد أن يقول كيف يعقل أن الصحابة ما هو العجب بعد ذلك، في حياته لا فقط في غيبته بل في حضور نبيهم. أعزائي النبي حاضر بينهم ويطلب منهم، لو كان في غيبة لو كان يقول أحد لعل هذا الأمر لم يصدر من رسول الله. ولكن الأمر صدر عن رسول الله صلى الله عليه وآله بلسانه المبارك أأتوني بكتاب أكتب لكم لن تضلوا بعده أبداً، وهذه الطبعة تقول ... والعجب أن هناك فئة ومجموعة كانت موجودة قربوا له، هذه الجماعة منعت أن يقرب له كتاب حتى يكتب. هذا أولاً.
الأمر الثاني الذي أشرنا له مراراً وتكراراً، الأمة تحتاج إلى من يفصل اختلافاتها، الآن وقع الاختلاف بين صحابة رسول الله هؤلاء الذين كانوا في هذه الغرفة وفي هذا المجلس مع رسول الله أليسوا من الصحابة أليسوا من كبار الصحابة أليسوا من أعيان الصحابة أليس بعضهم من العشرة المبشرة أليس ... ولكن مع ذلك اختلفوا أم اتفقوا في نص واضح من رسول الله وهو قال: أأتوني بكتاب. اختلفوا أم لم يختلفوا؟ اختلفوا على أمر صادر واضح صريح من الرسول صلى الله عليه وآله. ومع ذلك اختلفوا. فما بالك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، أيختلفون في فهم القرآن أو لا يختلفون، أيختلفون في سنة رسول الله أم لا يختلفون. من المرجع؟ لأنهم إذا اختلفوا في الكتاب لا يمكن أن يكون نفس الكتاب هو حل لنفسه، لأنهم اختلفوا في فهم الكتاب، إذا اختلفوا في السنة لا يمكن أن تكون السنة هي التي تحل الاختلاف، هذا من أهم الأدلة عبروا عنها العقلية أو أي تعبير آخر يقول لنا ضرورة وجود شخص أو جهة أو مجموعة عبروا عنها ما تشاؤون أنه لابد أن يكون هو الفيصل والحكم لحل الاختلافات. وهذا الذي تدعيه مدرسة أهل البيت، قبل أن نصل إلى مسألة الخلافة نحن نتكلم في هذه القضية المركزية وهو أنه عندما نختلف في فهم الدين لمن نرجع في ذلك؟
المُقدَّم: يظهر أن هناك نفي أساساً لمقولة المرجعية.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني هؤلاء يريدون أن تكون عامة حتى يقول كل من يريد ما يريد برأيه.
المُقدَّم: الآن أمر وقع، هناك أمر من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهناك عصيان أو مخالفة من بعض الصحابة وهناك كلام، يعني يهجر وغلبه عليه الوجع وما شابه ذلك، كيف تعامل شراح الحديث مع هذه المقولة.
سماحة السيد كمال الحيدري: خصوصاً أن ظاهر الحديث واضح جداً أن رسول الله يأمر ويأتي أحد يقول له لا. أمر مستقبح ولذا لا تجد أحد من شراح هذا الحديث من جاء من العلماء وشكك في أصل الحديث، لماذا؟ لأنه قطعي الصدور كلما حاولوا هو أن يدافعوا وأن يقولوا ما هو توجيه ما صدر من هذه الجهة وأما من الجهة الأخرى وبالخصوص عمر، يعني الخليفة الثاني، لماذا أقول بخصوص الخليفة الثاني؟ باعتبار أني عندما راجعت الشروح جميعاً ما وجدت أن أحداً من هؤلاء الشراح ينسب هذا الكلام لغير الخليفة الثاني، صحيح في بعض النصوص وفي بعض ألسنة وصيغ الحديث قالوا يهجر، ولكن الجميع عندما يشرح كأنه يفترض أن الذين قالوا يعني الجمع أو المفرد كأنه شخص واحد. نعم، بعد أن تبنى وتزعم الخليفة الثاني هذه الدعوى صارت هناك مجموعة تسير خلفه وتبعته فيما يقول فانقسم الصحابة في مجلس رسول الله إلى صفين، صف معارض ومخالف وصف موافق ومطيع. هذه نقطة.
إذن الشراح جميعاً اتفقوا أن هذا الحديث صادر ولم يقع فيه الحديث.
النقطة الثانية: نأتي إلى هؤلاء الشراح نجد أنهم جميعاً يؤكدون على هذه النقطة أن هذا الحديث بظاهره، طبعاً لا أقول هذه الكلمات ... أن هذا الحديث بظاهره يحتاج إلى مخرج، لماذا مخرج؟ إذا كان هذا الحديث ظاهره مقبول هل نحتاج إلى أن نجد له مخرج، معنى أننا نحتاج إلى مخرج، يعني ان ظاهر الحديث فيه مأزق ويشكل مشكلاً، يشكل مشكلة وهي أنه كيف يمكن لأحد لعامة الصحابة فضلاً عن أن يكون على مستوى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أن يقف أمام أمر صريح لرسول الله صلى الله عليه وآله، وهم وهم يدعون ما يدعون ولذا بعض عبر أنه ما هو المخرج لهذا الحديث، بعض عبر بتعبير أشد، قال: كيف نعتذر لهذا الحديث، أيها الشارع لماذا نعتذر؟ يقول لأن هذا الكلام لا ينبغي صدوره فلابد من تبرير وتوجيه وتأويل ومن تخريج ... قد تقول سيدنا من أين تقول بأن هؤلاء قالوا هذا المعنى.
في (شرح صحيح البخاري، ج1، ص234) شرحه وأملاه فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، أعتنى به القسم العلمي، مكتبة الطبري للنشر والتوزيع. انظروا ماذا يقول في بعد أن يذكر توجيهاً لهذا الحديث يقول: (الذي ينزه فلابد هاهنا من اعتذار آخر) يعني الاعتذار الأول لا ينفع فلابد من بيان اعتذار آخر. إذن هم فهموا، فما معنى الاعتذار، وإلا لو كان الحديث على القواعد وبمقتضى الأساليب الواضحة لماذا نحتاج إلى الاعتذار، إذا لم يكن فيه شيء مستقبح وشيء مرفوض وشيء غير مقبول أيعبر أننا نحتاج إلى اعتذار آخر، يعني أن الاعتذار الأول لا ينفع ولابد أن نشير إلى اعتذار آخر. والعجيب في مكان آخر يقول العثيمين أو من ينقل عنه هذا لا يهم. (قلت: فالوجه عندي طلب مخرج حسن) يعني هناك بعض المخارج ... لملمة القضية إذا أردنا أن نتكلم بلغة حديثة وسياسية، صدر شيء مستقبح فلابد أن نوجهه ولابد أن نجد له مخرجاً ولابد أن نجد له اعتذاراً. إذن هذا الفهم يوصلنا إلى نتيجة أن هؤلاء كل الشراح وصلوا إلى هذه النتيجة أن هذا الحديث فيه مأزق وصاحب المأزق وصاحب المشكلة هو الخليفة الثاني ومن تابعه في هذه القضية.
لا فرق بين أن يكون أهجر أو غلبه الوجع أو يهجر، طبعاً بعضها وإن كان أشد قبحاً من الآخر ولكن الجميع متفق أنه لا ينبغي أن يصدر من أحد في قبال خاتم الأنبياء والمرسلين.
طبعاً دعوى أن هذه كانت استفهامية وأنه كان الغرض منها كذا وكذا جملة من المحدثين الكبار والمحققين وشراح الحديث يقولون لا، الحديث ظاهر في أن الخليفة الثاني اتهم رسول الله، وهذا ليس كلامي، فهو ليس كلام الشيعة أو كلام غلاة الشيعة أو كلام أعداء الصحابة، لا أبداً، هذا كلام (كشف المشكل من حديث الصحيحين، ج2) للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى 597هـ تحقيق علي حسين البواب، دار الوطن، قال بعد أن ينقل قوله وحسبكم كتاب الله في (ص315) وسيأتي بحثه، هؤلاء حاولوا بشق الأنفس أن يخرجوا هذا الحديث عن سياقه وبعد ذلك سيتضح سياقه. يقول: (اتفق العلماء في الذين أراد أن يكتب له رسول الله على وجهين: أحدهما أراد أن ينص على الخليفة من بعده) هذا الأول والثاني (أن يكتب كتاباً في الأحكام يرتفع معه الخلاف والأول أظهر).
المُقدَّم: ومن ردة الفعل أوضح.
سماحة السيد كمال الحيدري: جزاكم الله خيراً على هذه النكتة وهي أنه إذا كانت قضية أن رسول الله يريد أن يكتب كتاباً للأحكام واقعاً أن الخليفة الثاني كان كذا، لا، الخليفة كانت مشكلته في الأمر الأول أن ينص على الخليفة لأنه إذا نص فلا يبقى باب للاجتهاد، أما إذا أغلق هذا الباب فيجتهدون كما يشاءون.
يقول: (وقوله حسبكم كتاب الله) هذا من يقول؟ ابن الجوزي (وإنما خاف عمر أن يكون ما يكتبه) إذن نحن إذا قلنا عمر عمر لا يتهمنا أحد أن هذا إساءة أدب لماذا لا تقولون الخليفة الثاني ولا تقولون الفاروق، هذه كتاباتكم يقول عمر حتى أنه لا يقول عمر بن الخطاب بن يقول عمر. (وإنما خاف عمر أن يكون ما يكتبه في حالة غلبة المرض) هجر لا نحتاجها (الذي لا يعقل معها القول). كلام موزون أو لا يكون موزوناً. (ولو تيقنوا) يعني اولئك الذين عارضوا (ولو تيقنوا أنه قاله مع الإفاقة لبادروا إليه) يعني لقبوله، يعني شعروا أن رسول الله لم يكن بوضعه الطبيعي ولم يكن سوياً، قلت بالأمس والآن أقول هناك كلمة لساني لا يستطيع أن يقولها. أنهم لو كانوا يتصورون أن رسول الله في الحالة الطبيعية وكان بكامل قواه العقلية قبلوا منه ولكنهم احتملوا أن الرسول ليس بهذا الحال وأنه ليس بكامل قواه العقلية. وهذا هو الذي بعد ذلك سيتضح لنا من خلال البحث ان رسول الله لماذا امتنع أن يكتب، لأنه حتى لو كتب عند ذلك بعد ذلك يقولون أنه كتب في حال الإفاقة أم كتبه في حال فقدانه لقواه العقلية؟ عند ذلك يقع الشك في القوى العقلية لرسول الله. والطامة أكبر بمراتب. وهذه هي الحكمة التي ادت أن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يكتب في ذلك المجلس، لأنه لو كتب في ذلك المجلس هؤلاء الذين عارضوه والذين اتهموه بأنه يهجر لقالوا بعد ذلك نحن قلنا في المجلس ورأينا وضعه كان طبيعياً أو لم يكن طبيعياً؟ لم يكن طبيعياً، وعند ذلك لا فقط لا يثبت محتوى ذلك الكتاب الذي يقال عنه نقض الغرض بل المصيبة علينا أكبر وهو أنه يقع الشك في رسول الله صلى الله عليه وآله، أصل الرسالة يقع في الشك، ولعل والله العالم لا أريد أن أتهم أحداً، ولعل أولئك الذين عارضوا هذه المعارضة قالوا نحن لا نخسر شيئاً سواء إذا لم يكتب رسول الله فقد حققنا مبتغانا وهو أنه لم يذكر أحداً، وإذا كتب نوجد الشك في نفسه عليه السلام.
ولذا أنا قلت تفكروا في الدروس المأخوذة من هذه المجلس، وهو أن أصحابه والطبقة الأولى يقفون أمام رسول الله وبعينه يقولون استفهموه أنه سالم بعده أم أنه أصابه ما أصابه. ولذا قال لهم قوموا عني لا ينبغي تنازع.
إذن من هذا البيان يتضح لنا أن أولئك الذين حاولوا أن يشرحوا هذا الحديث التفتوا إلى هذه النقطة الخطيرة في هذا الحديث ولذا وقعوا في حيص بيص، وقعوا في مآزق حتى يجدوا مخرجاً واعتذاراً.
ومن الذين حاولوا أن يجدوا لهذا الحديث مخرجاً ويخرجوه من هذا المأزق هو الإمام النووي في (شرح صحيح مسلم، ج11) بشرح الإمام محيي النووي المتوفى 676هـ المسمى المنهاج، دار المعرفة، بيروت، لبنان، يقول: (وأما كلام عمر) انظروا لا يقول أولئك الذين قالوا فالقضية مسلمة أنه صدر عن الخليفة الثاني. نعم بعض النصوص قالت قالوا يقولون قيل المهم أنها واقعة واحدة وفي بعضها تصريح بانه هو الخليفة الثاني، إذن في الموارد والروايات التي لم يصرح فيها تكون تلك الروايات شارحة لتلك الروايات لأن الروايات بعضها موضح لبعض وبعضها مفسر لبعض. يعني إذا قلنا هناك مجلس وهنا مجلس وتحدثت أنا بحديث مرة تقول قال السيد الحيدري ومرة تقول قيل في هذا المجلس، وعندما تقول قيل في هذا المجلس يعني من؟ هذا يتحدث فيه السيد الحيدري لأنه لا يوجد قول آخر صدر إلا من السيد الحيدري. كذلك في المقام عندما تقول بعض الروايات قال عمر وفي بعض الروايات تقول قالوا، يعني أولئك قالوا مرة نسبه إلى الشخص ومرة نسبه إلى الشخص ومعه المجموعة التي تبعته بهذا التوجه.
يقول: (وأما كلام عمر) باعتبار أن القضية واضحة ولا تحتاج إلى كلام (فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث) أنا لا أعلم هذا الاتفاق من أين ولكن هذه هي الطريقة التي عهدناها من البعض عندما يريدون أن يسوقوا قضية ينسبوها إلى ماذا ... قالوا ... (على أنه) هذا الذي صدر من عمر، ما الذي صدر؟ غلبه الوجع (على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره). أنا لا أريد التعليق (على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره) هذا الأمر الأول (لأنه خشي أن يكتب صلى الله عليه وآله أموراً ربما عجزوا عنها) يعني عن تنفيذ تلك الأوامر (واستحقوا العقوبة عليها) لماذا؟ (لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها. فقال عمر: حسبنا كتاب الله لقوله تعالى) قوله تعالى ليست من عمر بل من الإمام النووي (لقوله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقوله (اليوم أكملت لكم دينكم) فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة) وكأن رسول الله لا يعرف هذه الآيات. واقعاً الإنسان يقول يا أخي ماذا تفعلون تريدون أن تحفظوا كرامة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على حساب رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: (فامن الضلال على الأمة وعمر إنما قال هذا الكلام وأراد الترفيه على رسول الله) رسول الله كان وجعان ومريض ومغتم فأراد أن يقول له نكتة ومزحة حتى يبدل الجو والحالة (وأراد الترفيه على رسول الله) إذن النتيجة (فكان عمر افقه من ابن عباس وموافقيه) في الغرفة كانت جبهتان وخطان واتجاهان، وهذا يكشف عن أن علياً لم يكن موجوداً وإلا لو كان علي موجوداً لما كان يجرأ ابن عباس ويتصدى لهذه المجموعة. إذن دعوى بعض المداخلات وهو أنه لماذا سكت علي ولماذا سكت أهل البيت، أبداً أبداً، لا يوجد عندكم أي دليل على أن علياً كان حاضراً في ذلك المجلس، الذي ثبت بالقطع واليقين أن الذي حضر هو عمر على رأس الجهة المخالفة والمعارضة ابن عباس على رأس الجماعة الموافقة لأن يكتب رسول الله. هذا هو النص ولا أريد أن أطيل، هذا هو النص الذي ذكره الإمام النووي لتخريج أو لأن يجد مخرجاً واعتذاراً لكلام عمر.
المُقدَّم: تلخيص البحث في نقاط وما يرد على هذا الكلام.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا في الواقع لا أطيل، أتصور حتى تتضح هذه النقاط أفهرس ما جاء في كلام الإمام النووي، أفهرسها حتى عندما أريد أن أجيب عليها تكون واضحة للمشاهد الكريم:
أولاً: قال الإمام النووي: إن عمر أفقه أو من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره، فعمر أفقه من ابن عباس. إذن هذا الكلام يدل على أن عمر ليس فقيه بل يدل على أنه أفقه من ابن عباس.
الأمر الثاني: أنه خشي أن رسول الله يكتب ويعجز المسلمون بعد ذلك من الاتيان بها.
الأمر الثالث: أنه ادعى أن الكتابة بأيديهم فقد أمنوا الضلال.
الأمر الرابع: أنه ذكر هذا الكلام للترفيه على رسول الله.
هذه نقاط أربعة. مرة أخرى الأمر الأول أن عمر بهذا الكلام يثبت أنه أفقه من ابن عباس. الثاني أنهم خشوا أن يكتب رسول الله ما يشق على أمته. الثالث أنهم يوجد بأيديهم ما هو أهم من كتاب رسول الله وهو القرآن ويأمنوا من الضرر. الأمر الرابع أنه قال هذا الكلام ليرفه عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
أعزائي التفتوا لي ... نرد عليها إجمالاً:
أما الأمر الأول: بأي دليل صار الخليفة الثاني أفقه ودليل على فضائل ودقيق نظائره، بمخالفته رسول الله. يعني الآن لو سألنا الإمام النووي بأي دليل صار أفقه؟ يقول لأنه تابع رسول الله أو خالف رسول الله. أنا أترك هذا للمشاهد الكريم بينكم وبين الله إذا كانت الفقاهة تثبت والفضائل ودقة النظر تثبت بمخالفة رسول الله، هذا معناه أن طاعة رسول الله تكون فضيلة أو رذيلة؟ لا أحكم، أترك ذلك للمشاهد. هذا الذي يقول القرآن عنه (فمن يطع الرسول فقد أطاع الله) يعني ماذا؟ يعني ومن يخالف الرسول فقد خالف الله. إذن النتيجة أن عمر لأنه خالف رسول الله وبالتالي خالف الله سبحانه وتعالى إذن هذا دليل على أنه هو أفقه من ابن عباس وهذا دليل على دقة نظره وهذا دليل على فضائل الخليفة الثاني. هذا هو المنطق الذي يريد أن نقبله الإمام النووي، وهو أنه لو سألنا سائل ما هو الميزان في الأفقهية أيها النووي، هل بطاعة الله ورسوله أم بمخالفة ومعارضة واتهام رسول الله؟ الجواب: الإمام النووي في جملة واحدة ماذا يقول؟ يقول: لا، ليست بطاعة الله ورسوله تثبت الفقاهة والفضيلة، بل بمخالفة رسول الله التي هي مخالفة الله تثبت الأفقهية والأفضلية ودقة النظر، وهذا هو الذي أسس له بعد ذلك. ولذا بعد ذلك ستجدون عندما نأتي إلى معاوية رأس البيت الأموي. أول من يبدل سنتي تجد أساساً جعل قاعدة خلافته هو تبديل سنة رسول الله ومخالفتها وتسقيطها ... ولم يعارضه أحد. لماذا؟ لأن هذه الثقافة بدأت من هناك، بدأت من يوم الرزية، بدأت من مخالفة هذه الفئة لرسول الله صلى الله عليه وآله المشكلة بدأت من أين؟ بدأت من هناك.
الآن الله يعلم بالأمس أن ذكرت للمشاهد الكريم قلت أعزائي هذه القراءة التي أقرأها ليست قراءة سلبية لا أريد أن استفيد من هذه المسائل أنه أريد أن أجد التباغض والتشاحن بين المسلمين، أبداً، أقسم لكم بالله وإنما أريد بيان الحقائق للمسلمين هذا ما حدث في صدر الإسلام وعليكم ...
المُقدَّم: يعني هذا الحديث ليس لها إسقاطات ...
سماحة السيد كمال الحيدري: أبداً، بل بالعكس أريد أن تتضح هذه الحقائق لنقترب، يعني نحن عندما نقول نحن لا نقبل هذا ولا نقبل ... ليعرف المشاهد الكريم أن مدرسة أهل البيت عندما اتجهت هذا الاتجاه لم تتجه جزافاً وعبثاً بلا دليل، هذه كتبكم تحكي وتشهد على ما نقول. هذا هو الأمر الأول الذي أشار إليه.
الأمر الثاني: أنه إنما عارض عمر الخليفة الثاني رسول الله لانه كان يخشى أن يقول ويكتب شيئاً بعد ذلك يعجز المسلمون من الإتيان بها فيعاقبون على عدم الامتثال.
المُقدَّم: يعني رحمة بالأمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: وكأنه نسي ... لا أريد أن أحمل الأبحاث أكثر مما تستحق. وكأن هذا الإنسان لم يلتفت إلى أن الله تعالى يقول: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) أساساً القرآن يقول (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) بينكم وبين الله أن رسول الله يشرع تشريعات تعجز الأمة عن الإتيان بها فرحمة بالأمة يقول عمر حتى أنه يقف أمام ما يعسره رسول الله عليهم، بينكم وبين الله أليس هذا طعناً في رسول الله، أليس هذا طعناً في القرآن الكريم، ولكنه كما يقال الحمل على الصحة يقتضي أن نقول أن هؤلاء لم يكونوا يلتفتون عندما خرجوا مثل هذه المخارج واعتذروا بمثل هذه الاعتذارات وإلا آخر المطاف هذا نتيجته الطعن برسول الله، ولذا ابن الجوزي عندما ينقل مثل هذه المخارج يقول: (قال الخطابي إنما ذهب عمر إلى أنه لو نص بما يزيل الخلاف ...) هذا بيان آخر (لبطلت فضيلة العلماء وعدم الاجتهاد) يقول لأنه لو نصل رسول الله فلا يجتهد العلماء حتى يبقى باب الاجتهاد خالف عمر رسول الله حتى يبقي باب الاجتهاد وهذه فضيلة، أما غلق باب الاجتهاد فهي رذيلة، يعني أن رسول الله عمل رذيلة. فعمر وقف أمام هذه الرذيلة لتثبت الفضيلة.
ولذا يقول: (قلت: وهذا غلط من الخطابي) ابن الجوزي يقول (أحدهما أن مضمونه أن رأي عمر أجود من رأي رسول الله) أيها البشر هل تفهمون ما تقولون حتى تحفظوا كرامة عمر وعصمة عمر، قولوا اشتبه وأخطأ عمر والاعتراف بالخطأ فضيلة، بدل أن تذهبوا يميناً ويساراً. بينكم وبين الله ... أعزائي بينكم وبين الله لو صدر مثل هذا الكلام من علي بن أبي طالب وكنا نأتي ونوجه لما قال علي بن أبي طالب ماذا كان يقول السنة وماذا كان يقول الآخرون؟ يقولون الكلام واضح أنه مستقبح ولكنهم لأنهم يعتقدون بعصمة إمام نراهم يوجهون كلامه. وهذا معناه أنكم تعتقدون بعصمة عمر. أكثر من عصمة رسول الله. انظروا إلى العلامة العثيمين في (شرح صحيح البخاري) ماذا يقول عن هذا؟ يقول: (وأما عتب ابن عباس على عمر في قوله: إن الرزية كل الرزية فإنه أخطأ) ابن عباس (وأصاب عمر لأن عمر لا أشك أكبر من ابن عباس وأعلم منه وهو الذي وفقه الله للصواب فكانت الرزية كل الرزية هو قول ابن عباس لأن هذا الاعتراض لا وجه له) لماذا؟ (لأن عمر علم بما يترتب بالمستقبل) فوقف أمام رسول الله. وهذا معناه أن رسول الله علم بالمستقبل أو لم يعلم؟ التفتوا إلى هذه الطعون. ما الذي استشرفه عمر ولم يستشرفه رسول الله؟ قال: (فلو كتب هذا الكتاب لهجر الناس القرآن والتفتوا إليه) يعني إلى هذا الكتاب الذي كتبه رسول الله.
المُقدَّم: وكان هذا الكتاب في مقابل القرآن.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا فقط هذا، بل أن الخليفة الثاني أحرص من رسول الله على بقاء القرآن. وأنا أترك للمشاهد الكريم أن يتأمل فيما أقول في هذه الليلة. وستأتي تتمة الحديث في الليلة القادمة.
المُقدَّم: الأخ حيدر من السويد.
الأخ حيدر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حيدر: عندي مداخلة، أقول لو كان كلام عمر موجه لغير النبي فالسؤال الذي يمكن أن نسأله هل في قوله الرسول (أأتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) هل في هذا الكلام ما يوحي أن صاحب الكلام يهجر أو يهذي والعياذ بالله، لو كان غير النبي فضلاً عن أن يكون النبي.
النقطة الثانية: جواب النبي صلى الله عليه وآله على عمر والأخذ برأي عمر بقوله اذهبوا عني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه. يعني عملية طرد، النبي في آخر حياته طرد عمر ومن أيد هذا الرأي.
النقطة الثالثة: الحوار لما دار بين نساء النبي من وراء الستار، ناس تقول القول ما قاله عمر وبعضهن قال الرأي بعكسه، فرد عليهن الخليفة عمر أنكن صويحباتي.
المُقدَّم: هذه القضية لا تدخل في موضوعنا.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية واردة ولكنها لم ترد في المجاميع الحديثية الصحيحة، قد تكون في كتب التاريخ وبعضها لعله سندها صحيح، ولكن أنا أريد أن أؤكد على القدر المتيقن والمتفق عليه.
الأخ حيدر: في الوصية الراوي عندما يذكر يقول أن النبي كتب أطردوا المشركين من جزيرة العرب ... ذكروها على أنها ثالثة فأين الأولى والثانية، هل هذين الأمرين ينطبق عليهما أمر الرسول (ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً) هل طرد المشركين يؤدي إلى أنه لن تضلوا بعدي أبداً.
المُقدَّم: الأخ حسين من أمريكا.
الأخ حسين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حسين: أحببت أن أبين أمراً، والله أني أسأل الأمة الإسلامية أن يتمسكوا بك وبعلمك.
المُقدَّم: صالح من الكويت.
الأخ صالح: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ صالح: سؤالي: لماذا لم يبحثوا عن مخرج أو ما شابه للأنبياء في القرآن التي توحي أن الأنبياء عصوا كما في آدم أنه عصى ...
المُقدَّم: الأخ نور الدين من العراق.
الأخ نور الدين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ نور الدين: أنا أعتقد أن الغاية الأساسية للرسول الأعظم لم تكن فقط كتابة الكتاب بل الغاية الأساسية كانت أن يعري ويفضح ويكشف حال عمر وجماعته حتى يكتشف حالهم للمسلمين. وأما هو تحصيل حاصل، فالرسول مراراً نصب الإمام علي من حديث الدار إلى حديث الغدير فهذا تحصيل حاصل.
المُقدَّم: الأخ عباس من السويد.
الأخ عباس: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عباس: ما صدر من الخليفة عمر بن الخطاب في رزية يوم الخميس هذه ليست أول مرة، لقد صدر منه أكبر من هذا.
المُقدَّم: لكي أكون منصفاً مع جميع المتداخلين لنبقى في هذه القضية ولا حاجة لنا الآن أن ندخل في مواضيع أخرى ربما تناقش في مجالات أخرى.
الأخ عباس: عندي آيتين أحب أن أطرحهما على السيد الحيدري، الآية (بسم الله الرحمن فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). والآية الثانية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا).
المُقدَّم: الأخ لواء من العراق.
الأخ لواء: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ لواء: سيدنا أحببت أن أذكر أمراً أنت تقدم خدمة للمذهب.
المُقدَّم: لو كان كلام الخليفة الثاني موجهاً لغير رسول الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: لما اعتذروا عليه، لأنهم كانوا يعلمون أن رسول الله ماذا يريد أن يكتب، أنا الآن لا أريد أن أدخل في عمق القضايا، هم كانوا يعلمون أن رسول الله كما أنه رسول الله لم يرد أن يقول شيئاً جديداً لم يبلغه ولكن كان يريد أن يؤكد على مقولة طالما أكد عليها في السنين الماضية سواء في الغدير أو في غير الغدير، أراد أن يركزها الآن في هذه المجموعة فمنع من هذه الحقيقة وإلا لو كان شخص آخر كان يريد أن يكتب شيئاً لما اعترض عليه أحد.
المُقدَّم: جواب النبي هل يعني طرد من خالفه.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، أساساً قال لهم قولوا عني وقال لا ينبغي عند نبي تنازع قوموا عني. وبعد ذلك سيتضح أن هذا موقف رافض لما فعلته هذه الفئة أو هذه الجماعة أو هذا الشخص، يعني لما يحاول أن يسوقه البعض أن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما قال الخليفة الثاني هذا الكلام أقره على كلامه، لو كان قد أقره على كلامه لما اغتم، ولو أقره على ذلك لما قال لهم قوموا عني.
المُقدَّم: لماذا لا تبحث مثل هذه التبريرات والمخارج للأنبياء.
سماحة السيد كمال الحيدري: الحق والإنصاف كلام دقيق ووجيه ومداخلة قيمة، أن هذه الأمور التي ثبتت في القرآن لماذا لا نجد لها مخرجاً واعتذاراً للأنبياء ولكن نقول أن الأنبياء يعصون، ولكن عندما تصل القضية إلى الصحابة نحاول أن نجد لهم أي اعتذاراً وأي مخرج حتى نبقي لا على عدالتهم بل على عصمتهم في هذا الأمر.
المُقدَّم: رأي الأخ نور الدين أنه ...
سماحة السيد كمال الحيدري: قيم جداً، وسنقف عنده غداً ونبين أن رسول الله اساساً أجاب أو لم يجب، البعض يتصور أن رسول الله لم يبين. أنا معتقد أنه بين ولكنه بين بفعله لا أنه بين ... يعني عندما قال أكتب لكم كتاباً، فبدل أن يكتب الكتاب بين مضمون الكتاب بفعله.
المُقدَّم: عباس من السويد قال أنها ليست المرة الأولى التي يخالف فيها الخليفة الأول أمر رسول الله. وطلب تفسير الآية (أسألوا ...).
سماحة السيد كمال الحيدري: تلك الآيتين المشار إليهما من حيث الظاهر لا مشكلة فيها، تفسرها أسألوا أهل الذكر فينبغي علينا أن نسأل أهل الذكر. أنا أتصور أن الأخ العزيز يريد أن يسأل عن مصداق هذه الآية. إن شاء الله في أبحاث مناسبة سيتبين أن المراد من هاتين الآيتين أنه من أوضح مصاديقها هم أئمة أهل البيت. وكذلك (ثم أورثنا الكتاب) هم أئمة أهل البيت عليهم السلام. وهذا شرحته أنا مفصلاً في كتابي (علم الإمام) يمكن للأعزاء أن يرجعوا إليه.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.