التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه ق (4)
سماحة السيد كمال الحيدري
سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
02/12/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الرابع) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد هل من خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع بودي أن أشير ولو بنحو من التفصيل إلى ما أشرت إليه في أبحاث الأسبوع الماضي وهو أنه ذكرنا أن الشيخ ابن تيمية ذكر واثبت هذه الحقيقة التي لا مجال للشك فيها وهي أنه اتفقت كلمة علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة وكذلك أتباع مدرسة أهل البيت أن الأحق بالخلافة بعد رسول الله وهنا المراد من الأحقية هي الأحقية التعيينية لا الأحقية التخييرية، لا أن الآخر له حق ولكن هذا أحقن ولكن المراد من الأحقية من قبيل (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) هذه الأولوية أولوية تعيينية وليست أولوية تخييرية.
أنه من كان أفضل ومن كان أكثر شبهاً وأشبه وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فهو الأحق بالخلافة من بعده. هذا المعنى بشكل واضح وصريح أشار إليه الشيخ ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة النبوية، ج4، ص513) تحقيق محمد رشاد سالم، قال: (فإن قيل قد يكون أحق بالإمامة وعلي أفضل منه) يعني أن علي أفضل من الآخرين ولكن المفضول يتسلم الإمامة. (قيل هذا السؤال لا يمكن أن يورده أحد من الإمامية) نعم لأنهم لا يقبلون بتقدم المفضول على الفاضل (لأن الأفضل عندهم أحق بالإمامة، وهذا قول الجمهور من أهل السنة) إذن اتفقت كلمة علماء المسلمين سنة وإمامية على أن الأفضل والأشبه والأقرب إلى رسول الله هو الأحق بالخلافة والأولى بها. إلى أن قال والدليل على ذلك يشير إلى أدلة (منها فلأن النبي صلى الله عليه وآله أفضل الخلق وكل من كان به أشبه فهو أفضل) فكل من كان أشبه في ماذا؟ ليس أشبه في جسمه وجسده وطوله وعرضه ووزنه وشمائله، لا لا، المراد من الأشبه أشبه في خلقه وفي فضائله وفي علمه وفي تقواه وفي قضائه وعدالته ... ولهذا وردت الروايات وهي أنه أقضاكم وأعلمكم إلى غير ذلك من النصوص. قال: (وكل من كان به أشبه فهو أفضل ممن لم يكن كذلك فإن قلت) هذا جواب عن سؤال مقدر (فإن قلت لماذا تشترطون في الخلافة أن يكون أشبه؟ يقول: لأن الخلاقة كانت خلافة نبوة لا خلافة ملك) لو كانت خلافة ملك قد يأتي من لا يشبه الملك السابق، ولكن لما كانت الخلافة خلافة نبوة يعني إلهية يعني منصب إلهي (والخلافة كانت خلافة نبوة لم تكن ملكاً إذن فمن خلف النبي وقام مقامه كان أشبه به ومن كان أشبه به كان أفضل فالذي يخلفه أشبه به من غيره والأشبه به أفضل فالذي يخلفه ينبغي أن يكون هو الأفضل) هذا البيان الذي أشار إليه الشيخ ابن تيمية. هذا كلامي موجه إلى أتباع ابن تيمية والى الوهابية، فليذهبوا ويتحققوا إذا ثبت أن الإمام أمير المؤمنين هو الأشبه برسول الله إذن هذا دليل جيد على أنه أحق بالخلافة من غيره.
إذا كان الأمر كذلك قرآنياً أثبتنا أن النبي صلى الله عليه وآله هو الأولى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) السؤال: لماذا صار النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ لأنه أفضلهم جميعاً وإلا إذا لم يكن هو الأفضل لماذا يكون أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وهذه الأولوية كما بينا أولوية في كل الشؤون دينية كانت أو دنيوية كما أشرنا إلى تفصيله في البحث السابق. إذا كان الأمر كذلك سؤال يأتي هنا، وهو لمن ثبتت هذه الأولية بعد رسول الله في أمته؟ بينا من خلال النصوص الصحيحة والصريحة والمتفق عليها أن النبي صلى الله عليه وآله في حديث غدير خم ابتدأ كلامه وطلب الشهادة من الأمة من المسلمين قال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، بل في بعض النصوص قال أليس الله ورسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه. هذا ما هو معناه؟ معناه أن المولى في هذا النص يأخذ معناه من الأولى. إذن ما معنى المولى في حديث غدير خم؟ معناه الأولى، وإلا يكون صدر هذا الحديث لا علاقة له بذيل هذا الحديث وبتتمة هذا الحديث.
والذي يؤيد ما أشرت إليه من أنه هو الأشبه برسول الله صلى الله عليه وآله هو ما ورد في كتاب ... طبعاً أنا ليس بحثي في هذا الحديث، لا يقول لي قائل: هذا الحديث صحيح أو ليس بصحيح ... إن شاء الله في الوقت المناسب سأعرض لصحة هذا الحديث ومن خرجه هذا الحديث ... هذا الحديث ورد في كتاب (الرياض النضرة في مناقب العشرة، ج2، ص160) للإمام أحمد بن عبد الله الطبري، محب الدين الطبري، أعتنى به وأخرجه عبد المجيد ... طبعاً هنا يقول أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن وسعد وعلي بن أبي طالب والزبير وسعيد بن زيد وأبو عبيدة الجراح، إذن مراده بمناقب العشرة مناقب هؤلاء. دار المعرفة، بيروت، قال: (ومن أدل دليل في ذكر نبذ من فضائله الفصل التاسع، في مناقب أمير المؤمنين، قال: ومن أدل دليل على عظيم منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم صنيعه في المؤاخاة كما تقدم فإنه جعل يضم الشكل إلى الشكل، يؤلف بينهما ... إلى أن آخى بين أبي بكر وعمر) يعني آخى بين الشبيه والشبيه، بين الشكل والشكل، المراد من الشكل الشبيه (وادخر علياً لنفسه وخصه بذلك فيالها مفخرة وفضيلة) إذن علي بن أبي طالب أشبه الناس برسول الله ولذا آخى بينه وبين علياً عليه أفضل الصلاة والسلام. هذا ما ورد في الرياض النضرة.
وكذلك ما ورد في كتاب (الشريعة، ج4، ص1758) للإمام الاجُري المتوفى 360هـ، الطبعة الثانية، قال: (ولما آخى النبي صلى الله عليه وآله بين أصحابه وعلي حاضر لم يؤخي بينه وبين أحد فقال له علي في ذلك فقال والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي) لماذا آخى بين الآخرين ولم يؤخي، إذا كان الخليفة الأول أو الثاني أقرب إليه وأشبه برسول الله وأفضل الخلق لماذا؟ إلا أن تقولوا أن رسول الله أخذته الحمية والعصبية والعائلة والنسب وهو الذي (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى). قال: (وما اخرتك إلا لنفسي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي).
على القاعدة لا أطيل على المشاهد الكريم مباشرة ابن تيمية عندما يأتي إلى هذا الحديث يقول من موضوعات الشيعة. يعني كأنه هناك أصل يبني عليه الشيخ ابن تيمية أن كلما يرتبط بعلي لابد أن يسقطه ويكون من الموضوعات، ذكر ذلك في مواضع متعددة ومنها ما ذكره في (منهاج السنة، ج4، ص281) قال: (إن أحاديث المؤاخاة لعلي كلها موضوعة). أساساً يقول لم تحصل هناك مؤاخاة بين المهاجرين والمهاجرين، وإنما كانت المؤاخاة فقط بين المهاجرين والأنصار، ورسول الله وعلي من المهاجرين فلم يحصل بينهما مؤاخاة. قال: (إنه كان آخى بين المهاجرين والنبي وعلي كلاهما من المهاجرين فلم يكن بينهما مؤاخاة بل آخى بين علي وسهل بن حنيف فعلم أنه لم يؤخي علياً) ولذا أقرب الناس إليه وإلى منهجه وهو العسقلاني في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج7، ص339) رد على ابن تيمية قال: لماذا تذهب بعيداً، لا، آخى برواياته صحيحة بينه وبين علي، قال: (وأنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر الرافضي المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبي لعلي قال: لأن المؤاخاة ... قلت: وأخرجه الضياء في المختارة من المعجم الكبير للطبراني وابن تيمية يصرح بأن أحاديث المختارة أصح وأقوى). ولكن تنصل لأنها مرتبطة بعلي عليه افضل الصلاة والسلام. هذه تتمة كان بودي أن أشير إليها في هذه الليلة.
المُقدَّم: إذن لا نزال في قضية وموضوع الحلقة السابقة، هل يوجد من أعلام المسلمين من يقول أن علياً هو الأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع أن هذه القضية في هذه الليلة، هذه بشرى أريد أن أزفها إلى المدرسة الصوفية وإلى الاتجاه الصوفي الذين يشكلون مئات المسلمين في العالم الإسلامي في افريقيا وأسيا وغيرها يعتقدون بالشيخ محيي الدين بن عربي، أنا الآن لست بصدد تفصيل الكلام في هذا الرجل وما هي مبانيه في هذه المجالات، ولكن ما أريد أن أقوله كلمة واحدة، انظروا ماذا يعتقد بالارتباط والنسبة القائمة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين علي عليه أفضل الصلاة والسلام، هذا ما أذكره من كتاب (الفتوحات المكية، ج2، ص227) محيي الدين بن عربي، تحقيق وتقديم عثمان يحيى، تصدير ومراجعة إبراهيم مذكور، الطبعة ليست كاملة، وإنما طبع منها أربعة عشر مجلد فقط ... يقول: (قال تعالى (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) فشبه نوره بالمصباح) هذا أولاً (فلم يكن أقرب إليه تعالى إلا حقيقة محمد صلى الله عليه وآله) سؤال: أي أقربية من الله؟ ليست هي الأقربية المكانية كما نعتقد نحن وإنما هي الأقربية الملكوتية المعنوية يعني أنه كان يستحق هذا المقام بمناقبه وفضائله وملكاته باعتبار أنه سيد الأولين والآخرين. إذن هذه الأقربية ليست مكانية وإلا متى كانت الأقربية المكانية ... وإلا كثير كانوا في زمن رسول الله من المشركين كانوا أقرب مكاناً من رسول الله من الذي أمنوا به بعد ذلك وكانوا بعيدين عنده مكاناً. إذن القرب والبعد المكاني لا قيمة له في مثل هذه المسائل. قال: (فلم يكن أقرب إليه إلا حقيقة محمد صلى الله عليه وآله فكان سيد العالم بأسره) من؟ رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذه السيادة ليست أيضاً السيادة السياسية أو السيادة الملكية بل هذه السيادة الوجودية المرتبطة بواسطة الفيض الإلهي، يعني لا يأتي شيئاً إلى هذا العالم إلا بتوسطه عليه أفضل الصلاة والسلام، كما ورد في رواياتنا يا جابر أول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير. (فكان سيد العالم بأسره وأول ظاهر في الوجود) من؟ الرسول وهو الصادر الأول، وهنا فقط للإشارة لأهل الاختصاص الصادر الأول عند العرفاء غير العقل الأول عند المشائين، فإن الصادر الأول له مقام وهو الكون الجامع وهو غير العقل الأول من العقول العشرة الموجودة عند المشائين لأن العقل الأول يعد شأناً من شؤون الصادر الأول وهو الكون الجامع. قال: (وأول ظاهر في الوجود فكان وجوده) يعني صلى الله عليه وآله (من ذلك النور الإلهي) يا ابن عربي من أقرب الناس إليه في هذا المقام المعنوي الإلهي الملكوتي من الله؟ يعني ثاني شخصية في عالم الإمكان بعد رسول الله من هو، من تعتقد يا محيي الدين أن أقرب الناس إليه في ذلك المقام؟ وأشبههم؟ قال: (وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب). لماذا صار أقرب؟ ليس عينه، وإلا لو كان عينه لصار نبياً ولا نبي بعده.
المحقق يعني عثمان يحيى يقول توجد هناك نسخة أخرى تلك النسخة أيضاً من النسخ الموجودة للفتوحات فيها تعبير آخر أخطر من هذا التعبير وهو أنه (وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب إمام العالم وسر الأنبياء أجمعين). طبعاً في الحاشية يقول عثمان يحيى هذه النسخة متهمة بأنها شيعية، فيها نفس المشكلة، يعني بمجرد أ، نثبت مقام لعلي تصير النسخة شيعية، ولا أعلم يقول أن هذه النسخة سنية وهذه النسخة شيعية، ولذا يقول في الحاشية: (علي رضي الله عنه إمام العالم وسر الأنبياء أجمعين). واقعاً أأسف أنه في هذه الليلة بحثي ليس في هذه القضايا العرفانية وإلا لخضت الكلام فيها وبينت لأولئك الذين يعشقون الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي أن الشيخ حتى لو كانت النسخة الأولى ولا نحتاج إلى النسخة الثانية (وأقرب الناس إليه) لبينت للمشاهد ولا أقل عشاق محيي الدين، وهو ملايين في العالم الإسلامي، هذه بشرى لهم، لابد أن يعلموا أن أقرب الناس إلى رسول الله علماً وعدلاً ومقامات وفضائل وطهارة وعصمة وكل ما ثبت لرسول صلى الله عليه وآله سيد الأولين والآخرين أقرب الناس إليه هو علي بن أبي طالب. هذه حقيقة، قد الطرف الآخر وهو ابن تيمية وأتباع ابن تيمية والوهابية يقولون محيي الدين كافر ومنحرف، واقعاً أن خطابي ليس موجهاً إلى أتباع ابن تيمية والوهابية بل موجه إلى الصوفية في العالم الذين هم مئات الملايين في العالم، لابد أن يعلموا ماذا يعتقد. أنا مع الأسف الشديد كما قلت وإلا لذهب وبينت لكم أن الشيخ ابن عربي أن الأقطاب الذي عليهم مدار العالم هم اثنا عشر وليس أكثر ولا أقل، وأن الثاني عشر منهم إمام معصوم حي، وأنه يحكم بحكم رسول الله عندما يخرج، وهو يقول أني لا أسميه لأني نهيت عن تسميته وهو الذي يقع فيه الحنابلة والمالكية والشافعية والحنفية. لا أعلم إذا كان هؤلاء يقعوا فيه فمن يبقى، هؤلاء يتكلمون فيه، إذن تبين أنه من الإمامية ... يقول: فزنا وخسر المبطلون. الله يعلم أنا لست بصدد أنه شيعي أو لا، أبداً، ولا يهمني هذا كثيراً وإنما ما يهمني هو كلمات هذا الرجل، والتحقيق على المشاهد الكريم إن كان من أهل التحقيق، وهذا ليس مختص بالشيخ الأكبر.
هو يقول الشيخ ابن عربي يقول: يقعون في هذا الإمام القطب الثاني عشر، من يقع فيه؟ يقول هؤلاء يقعون فيه. فزنا وخسر المبطلون. وهذا الكلام أو قريب منه ذكره الإمام علامة بغداد الإمام العلامة الالوسي في (تفسير روح المعاني، في ذيل الآية إنما يريد الله أن يذهب) قال: (إن الأقطاب بالأصالة في كل زمان لا يكون إلا من الأئمة المشهورين من أئمة أهل البيت). تقول لي: يعني الالوسي شيعي. أقول: لا أبداً، أنا ليست بصدد إثبات أنه شيعي، وإنما أريد أن أقول أن هذه الحقائق موجودة في كتب القوم.
المُقدَّم: إذن انتهى موضوعنا الخاص بحلقة مناسبة الغدير، نعود إلى موضوعنا ونطرح هذا السؤال على سماحة السيد، ما هي أهم الاتجاهات الأساسية في التجسيم والتشبيه بين المسلمين.
سماحة السيد كمال الحيدري: بحثنا في هذه الليلة وهو تتمة أبحاث التجسيم والتشبيه أو التجسيم عند ابن تيمية وأتباع ابن تيمية، أعزائي في المقدمة قبل أن أشير إلى الجواب بودي أن أشير إلى نقطة لأنه كثيراً ما يتصل بعض الأعزاء أو يبعثوا برسائل أو باتصالات تلفونية لماذا التركيز على ابن تيمية؟ الجواب: في الواقع بأنه أنا لا أقف عند ابن تيمية طويلاً بسبب عمق نظرياته وآراءه الفكرية، لا أبداً، الرجل واقعاً لا يستحق ذلك، لا لعمق نظرياته ودقتها، وإنما المشكلة أنه يوجد هناك امتداد لابن تيمية، يعني أتباع محمد بن عبد الوهاب يشكلون أثراً من آثار ابن تيمية. فإن قلت: لا محذور أن هناك اتجاه يتبع ابن تيمية. المشكلة لأمرين:
أولاً: أن هؤلاء بدءوا يسوقون الشيخ ابن تيمية على أنه رأس أهل السنة والجماعة وهنا الخطورة وهنا التدليس وهنا المغالطة، الشيخ ابن تيمية ليس هو من أهل السنة والجماعة، له وجهة نظر أخرى لا محذور فيها فمن حقه أن يجتهد ويقول رأيه، أما أن يقول للمسلمين أن هذا رأي أهل السنة والجماعة، هذه هي المغالطة. هذا أولاً.
وثانياً: أنه هؤلاء الذين تبنوا فكر الشيخ ابن تيمية توجد عندهم إمكانات مالية ضخمة وقنوات إعلامية وقدرة واسعة على هذه المغالطة أنه هذا هو أهل السنة والجماعة. فإن قلت: سيدنا من أين تقول هذا، ما الدليل على هذا؟
في كتاب (السبائك الذهبية بشرح العقيدة الواسطية) لفضيلة الشيخ المحقق العلامة عبد الله بن محمد الغنيمان، دار ابن الجوزي، انظروا ماذا يقول عن ابن تيمية وعن محمد بن عبد الوهاب حتى إذا قلنا أن الوهابية هي أثر من آثار ابن تيمية، أقول أثر باعتبار أن بعض مباني ابن تيمية الوهابية إلى الآن لم يفهموها جيداً، وهذا سأبينه في الوقت المناسب، أن هذا الرجل عنده مباني لم يفهمها هؤلاء، وإلا لو تعرفوا عليها وفهموها فلم يتبعوه، خصوصاً عوام الوهابية يعني عموم الذي اتبعوا الوهابية واتبعوا الشيخ ابن تيمية بعنوان أنه شيخ الإسلام، هؤلاء لم يتعرفوا على مبانيه العقدية وخصوصاً في التوحيد، وإلا لو تعرفوا على ذلك اطمأنوا أنهم أول من يبتعد عنه وأول من يتركه، كما سنشير هذه الليلة.
يقول (ص138): (والواقع أن دعوة الشيخ محمد) يعني محمد بن عبد الوهاب (امتداد لدعوة الشيخ ابن تيمية) إذن نحن لا نتهم الوهابية بأنهم امتداد وأتباع وإنما هم يصرحون بأنه امتداد (وأثر من آثاره) لا كل آثاره بل أثر من آثاره، يعني جزء وإلا ليس كل ابن تيمية (لأنه) يعني محمد بن عبد الوهاب (تخرج على كتبه فهؤلاء انتفعوا) وكثير من مطالب ابن تيمية محمد بن عبد الوهاب لم يفهمها لأنه كان لم يكن واقعاً عالماً بالمعنى الأخص وإنما كان عنده معلومات عامة (فهؤلاء انتفعوا بكتبه ولا زالوا ينتفعون) ولذا لا كتاب علمي دقيق وعميق لمحمد بن عبد الوهاب، نعم يحاولوا أن يهتموا بكتاب التوحيد من خلال الشروح ولكنه لا قيمة له. (فهؤلاء انتفعوا بكتبه ولا زالوا ينتفعون حتى قال محمد حامد الفقي وغيره من علماء مصر) محل الشاهد هذه الجملة (لا نزال نعرف ونميز بين أهل التوحيد والسنة في محبة ابن تيمية فمن كان يبغضه عرفنا أنه ليس من أهل التوحيد ولا من أهل السنة ومن كان يحبه عرفنا أنه من أهل التوحيد).
المُقدَّم: صار حاله حال علي.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا أعلى، لأن علي ابن أبي طالب قال عنه رسول الله لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، تبين هنا لا يحبه إلا موحد، التوحيد أعظم من الإيمان لأن أصل الإيمان هو التوحيد، إذن ميزان التوحيد والشرك هو ابن تيمية، ومع ذلك ينفون ذلك لعلي، يقولون أن هذه لا يمكن أن نقبلها وإذا قبلناها فنقبلها في الأمور الدنيوية لا في الأمور الآخروية، رسول الله عندما يقول لا قيمة لكلامه، قلت: الخطورة في هذه، والمشكلة ليس أنه من أهل التوحيد بل من أهل السنة، يعني يا ملايين المسلمين في العالم الذين تبغضون وتتبرءون من ابن تيمية أنتم لستم من أهل التوحيد، ولستم من أهل السنة. هذا هو المقياس، مقياس التوحيد والشرك من هو؟ ابن تيمية، الخطورة في هذا.
المُقدَّم: هل نزل فيه كتاب أم سنة، من أين جاءت هذه العصمة؟!
سماحة السيد كمال الحيدري: لو كان أحد يقولها في علي لقالوا أن الشيعة أهل بدعة، مع أنه ورد في علي بن أبي طالب أحاديث صحيحة لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. قال: (فمن كان يبغضه عرفنا أنه ليس من أهل التوحيد ولا من أهل السنة، ومن كان يحبه عرفنا أنه من أهل التوحيد والسنة) الآن التفتوا لي جيداً، ولكن عندما تصل القضية إلى علي بن أبي طالب، لا لا، تكون بدعة.
(تهذيب التهذيب، ج3، ص480) للعسقلاني، قال: (وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غالباً) يقول كنت استشكل على جماعتي أنه لماذا يوثقون النواصب مع أنهم أعداء علي فهم منافقون (وتوهينهم الشيعة مطلقاً) مع أنهم يحبون علياً (ولا سيما أن علياً ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ثم ظهر لي) كشف كشفاً عجيباً، ما هو الكشف الإلهي؟ قال: (إن البغض هاهنا مقيد بسبب) ليس مطلق، ما هو السبب (يقول لأمر دنيوي أبغضوه فلا قيمة له) أنا لا أعلم أين يوجد في الحديث أنه من أحبه أحبه لدنيا ومن أبغضه أبغضه ... حتى يسقطوا رسول الله حتى يسقط علي، أما يرفعون ابن تيمية حتى يجعلون منه مقياس التوحيد والشرك.
ومن هنا هؤلاء كما قلنا أنهم انتهوا (ثم ظهر لي أن هذا البغض مقيد وهو كونه نصر النبي لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض وذلك فيما يرجع إلى أمور الدنيا غالباً) أصلاً حروب رسول الله كانت دنيوية، هذا كله حتى يخرجوا علياً من المعادلة الإيمانية وإن أساءوا إلى الرسالة والى رسول الله ... يقول: (فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة) أنا لا أعلم أي ديانة لمن يبغض علياً، ولهذا ابن تيمية بغض علياً فصار شيخ الموحدين، صار مقياس التوحيد والشرك، ليس علي، بل من أحب ابن تيمية موحد ومن أبغضه فهو ... واللطيف أحب وأبغض لأن هذا حديث رسول الله، ما ورد في علي طبقوه على ابن تيمية.
قال: (وأيضاً فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فأن غالبهم كاذب) إذن إذا أردت أن تكون صادق الحديث مقبولاً عند النهج الأموي ونهج ابن تيمية فعليك أن تبغض علياً، هذا هو الطريق أما إذا احببت علياً فأنت كذاب خارج.
إذا أردت أن تكون موحداً فعليك أن تحب بني أمية وأتباع بني أمية ومؤسس ومنظر النهج الأموي يعني ابن تيمية، أما إذا أبغضت ابن تيمية فقد خرجت عن التوحيد، إذا أردت أن تكون من أهل السنة والجماعة فعليك بحب ابن تيمية فإذا أبغضت ابن تيمية فأنت خارج عن أهل السنة والجماعة، يعني كل علماء الأزهر الذين لا يوافقون ابن تيمية ويبرءون منه ويبغضونه لأنه مجسم ومشبه بعد ذلك سيتضح إذن هم مشركون وليسوا من أهل السنة والجماعة، هذا الذي جعلني أقف طويلاً عند نظرية الشيخ ابن تيمية. ولذا اعتذر للمشاهد الكريم عندما يجدني أركز للمشاهد والاعزاء من المسلمين في كل العالم أقول لهم بشكل واضح وصريح أن هؤلاء كتموا الحقيقة عنكم، أن الشيخ ابن تيمية لا يمثل التوحيد ولا يمثل أهل السنة والجماعة وإنما يؤسس لمن أبغض علياً ولمن عادى علياً ومن حارب علياً، وأنا على يقين أن كثيراً من أتباع الوهابية وأتباع ابن تيمية لا يعلمون هذه الحقائق، وهذه ستتضح لاحقاً أنها أساساً ابن تيمية ينسب التجسيم إلى أئمة الإسلام، يقول كل علماء الإسلام ذهبوا إلى ماذا ... إن لم يقل ذهبوا إلى التجسيم يقول لم ينكر أحد منهم على المجسم شيئاً، يعني مذموم، إذا كان التجسيم مذموماً لأنكروه وحيث أنهم لم يذموه فقد أقروه فهو ممدوح.
قلنا يوجد اتجاهان أساسيان، أو أردنا أن نقول أنه في مسألة التجسيم والتشبيه يوجد هناك اتجاهان أساسيان:
الاتجاه الأول: وهو الاتجاه العام بين جميع علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة أشاعرة كانوا أو معتزلة أو من الإمامية، زيدية، صوفية، غيرهم ... هؤلاء كلهم قالوا أن الله تعالى ليس بجسم ولا يمكن أن يكون له جسم، بكلمة واحدة قالوا لأن الجسمية نقص والله منزه عن كل نقص. هذا أولاً وهو الدليل العقلي.
وثانياً الدليل النقلي وهو (ليس كمثله شيء) فإذا كان له جسم إذن يكون له شبيه، يكون له مثل. إذن على هذا الأساس وهو أن الاتجاه العام بين جميع الاتجاهات والمباني الفكرية والعقدية بأنهم يعتقدون أن الجسمية كالعجز، كيف أن الله منزه عن العجز يعتقدون أن الجسمية كالجهل، كيف أن الله منزه عن الجهل، يعتقدون أن الجسمية كالحدوث، كيف أن الله منزه عن الحدوث كذلك يقولون أن الله منزه عن الجسمية، وهذا إمام من أئمة المسلمين وهو الإمام الرازي في كتابه (شرح معالم أصول الدين، ص203) شرح ابن التلمساني، المتوفى 658هـ، تحقيق نزار حمادي، قال: (المسألة الثالثة: إله العالم يمتنع أن يكون جسماً) لا أنه يجوز وليس بجسم، يمتنع، كيف يمتنع عليه أن يكون جاهلاً أو حادثاً أو أن يكون له شبيه، أو أن يكون عاجزاً كذلك يمتنع عليه أن يكون جسماً. ولهذا بعد ذلك ينفي الرؤية والتحيز وكل لوازم الجسمية، فيقول في المسألة الرابعة: (أعلم أن المراد في امتناع كونه تعالى متحيزاً ... في امتناع كونه تعالى في المكان).
وهذا هو الاتجاه العام، وبعد ذلك إن شاء الله تعالى سنقف عند هذا الاتجاه وسوف نفيض الكلام فيه وخصوصاً ما يرتبط بنظرية مدرسة أهل البيت في هذا المجال. هذا الاتجاه الأول.
واتجاه آخر وهو الاتجاه الذي اعتقد أن الله سبحانه وتعالى له جسم وهو شبيه بنحو من الانحاء بغيره، طبعاً هذا الاتجاه توجد تحته طوائف أو اصناف ثلاث، سمه ما تشاء، أقسام ثلاثة:
الصنف الأول: وهم المجسمة والمشبهة بشكل صريح، نصوا أن الله جسم وأنه يشبه هذه الأجسام، فإذا كانت هذه الأجسام مركبة الله فالله مركب، إذا كانت هذه الأجسام حادثة فالله حادث، أقروا بالجسمية والحدوث، فيما يرتبط الحدوث لعله لا يوجد تصريح، ولكن المهم أنهم أمنوا بالتشبيه بعد التجسيم، يعني قالوا جسم وأن جسمه يشبه هذه الأجسام، هذا المعنى في (مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها) للدكتور جابر بن إدريس الذي أشرنا إليه تحت (أضواء السلف، ج1، ص79) قال: (التشبيه عند أهل السنة هو وصف الله بشيء من خصائص المخلوقين) يعني أن يشبه الله بخلقه ثم قال في (ص81) (فالتشبيه المنفي عن الله كما بين هؤلاء الأئمة في اصطلاح أهل السنة يطلق على وصف الله بشيء من خصائص المخلوقين وصفاتهم الخاصة بالمخلوقين) كأن يقول أن الله له يد كيدي، له رجل كرجلي، له وجه كوجهي، له ساق كساقي، إذن يثبت الجسمية ويثبت الشبه أيضاً.
ومن المشبهة أيضاً، التفتوا إلى هذه النكتة وبعد ذلك سنشير إليها، يقول ليس هؤلاء فقط هم المشبهة والمجسمة، كل من وصف الله بصفة من الصفات المختصة بالمخلوقين فهو أيضاً مشبه ومجسم، يعني إذا ثبت أن الجسمية من صفات المخلوقين ووصفت الله بها فأنت لست مجسم فقط بل مجسم ومشبه أيضاً، لأنه كما ذكرنا في أبحاث سابقة أن الشيخ ابن تيمية هل هو مجسم فقط أو مجسم ومشبه، اتباعه يصرون أنه ليس مجسم ولا مشبه، بعض يقول أنه مجسم وليس بمشبه، بعد ذلك سيتضح أنه مجسم ومشبه، ولذا إذا يقول وإذا عرف معنى التشبيه الذي يجب فما هو التجسيم يبين ... يقول: (التجسيم يلتقي معناه مع التشبيه وعلى هذا الأساس فكل من يطلق عليه أنه مجسم قد لا يكون مشبهاً وقد يكون مشبهاً) إذن الآن أنا لا أريد أن أقول أن الشيخ ابن تيمية مجسم ومشبه أم مجسم لا مشبه أو لا مجسم ولا مشبه، هذه الأبحاث اللاحقة سوف تبينه.
الطائفة الثانية: هي التي قالت أن الله جسم ولكنها نفت التشبيه، قالت: جسم لا كالأجسام. وهذه موجودة في كلمات كثير من أتباع ابن تيمية ولعله موجودة في بعض كلماته، ولكن في بعض الأحيان ينفي وفي بعض الأحيان لا ينفي. إذن هذا الاتجاه يعتقد أن الله جسم ولكنه لا يعتقد بالتشبيه يقول جسم لا كالأجسام، فهؤلاء مجسمة وليسوا مشبهة، أشار إليهم الشيخ ابن تيمية في كتابه (بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص272) قال: (وصنف ثالث يثبتون هذه الصفات ويثبتون ما ينفيه النفاة ويقولون هو جسم لا كالأجسام، وهذا قول طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين ... الوصف الرابع يصفونه مع كونه جسماً بما يوصف به غيره من الأجسام فهذا قول المشبهة الممثلة) وهؤلاء هم الصنف الأول المجسمة والمشبهة. الطائفة الثانية: المجسمة غير المشبهة.
القسم الثالث: وهو محل كلامنا، وهم أولئك الذين حاول ابن تيمية أن يؤسس له، قال نحن لا نثبت الجسمية ولا ننفي الجسمية ولكن نثبت له الصفات، أي صفات؟ قال: نثبت له المكان ونثبت له الحيز ونثبت له الفوقية ونثبت له الجلوس ونثبت له الأطيط ونثبت النزول والصعود ونثبت له الحركة ونثبت له الحجم. ونثبت له الطول والعرض والثقل ... نقول هذا جسم، يقول: لا ربط لنا بالأسماء بل لنا ربط بهذه الأسماء نثبتها ولا نقول جسم أو لا جسم.
إذن هذا الاتجاه الثالث يحاول أن يلتف على الجسمية يرى بأنه إذا قال أن الله جسم حتى لو قال لا كالأجسام الناس تعرف أنه مجسم، إذن ماذا فعل هذا الرجل وقلت مراراً أنه من نظر لمسألة الجسمية في الإسلام وإن كان المجسمة موجودين أما الذي نظر للتجسيم وسوغه ونسبه إلى جماهير علماء الإسلام، قال: نحن نلتزم بأنه حيز وأنه يرى وأنه في الأعلى وأنه ترفع إليه الأيدي وأنه له مكان وحيز وجسم وكرسي وعرش ورجل ووجه وصورة وكل هذه نثبتها ولكن فقط لا نقول جسم أو ليس بجسم، يعني لا ننفي الجسمية عنه كما .... إذن هو من نفاة الجسمية أو ليس من نفاة الجسمية، ليس من نفاة الجسمية، يقول لا ننفي ولا نثبت ولكن يثبت لوازم الجسمية.
أنا في هذه الليلة اريد أن أقف عند بعض كلمات الشيخ ابن تيمية لنرى بأنه اكتفى بهذا أو اضطر في بعض الأحيان أن يقول أنه جسم لا كالاجسام، يعني صار من الطبقة الثانية، ثم في مراحل لاحقة صرح بأنه .... انظروا ماذا يقول في (منهاج السنة، ج1، ص428) تحقيق محمد رشاد سالم، قال: (وقد يراد بالجسم ما يشار إليه) عندما يشار إليه إذن له مكان وله حيز وله جهة وله محدودية (ما يشار إليه أو ما يُرى أو ما تقوم به الصفات والله تعالى يُرى في الآخرة وتقوم به الصفات ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم) إذن هو جسم. هذا هو التلبيس، هذا هو اللف على القارئ إذا كان الإنسان ليس من أهل التحقيق يقول أين قال الجسم، ولذا قال (فإن أراد القائل بقوله ليس بجسم هذا المعنى) يعني له مكان وحيز ويشار إليه ويرى، نفى هذا المعنى (قيل له هذا المعنى الذي قصدته نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول) هذا المعنى نلتزم به ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول (وأنت) يعني من ينكر الجسمية بهذا المعنى (وأنت لم تقم دليلاً على نفي هذا المعنى من الجسم) ونحن عندنا دليل هو صحيح المنقول وصريح المعقول. قال: (هذا المعنى) يعني يرى ويشار إليه وله مكان وحيز. هذا مورد.
مورد آخر في كتاب (شرح حديث النزول) وسيأتي إن شاء الله لأنه يعتقد أن الله سبحانه وتعالى ينزل ويصعد وهذا لا يكون إلا لمن كان له مكان ويشغل حيز وإلا عندما نزل إلى السماء الأولى أو إلى السماء الثانية موجود على العرش أو لا، بل خلا منه وهذه من صفات الجسمية، نسأل ابن تيمية والوهابية، أسألوا علمائكم قولوا لهم الله عندما ينزل من مكانه إلى السماء الأولى أو الثانية ليلة الجمعة، هل يبقى على الكرسي أحد أم لا، فإن قالوا يبقى إذن الله ليس واحد بل اثنين أحدهما فوق والآخر تحت، وإن قالوا لا يبقى فوق فإن هذا معناه أن له مكان وحيز وينتقل من مكان إلى آخر، ولابد أن نسأل عن طريقة انتقاله هل هي بالطائرة أو بالعصا أو بالحمار .... والله انظروا كيف تلاعب هؤلاء بالتوحيد ولكن كتموا على الناس بل سودوا عقول الناس بالتجسيم وهم يصيحون ليل نهار أننا أهل التوحيد، أنتم أهل التوحيد، أي توحيد هذا! إن كنتم صادقين قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، تعالوا للفضائيات وقولوا للناس ماذا تعتقدون، لا تذهبوا إلى المرحلة الثانية والثالثة والرابعة من التوحيد يعني مسألة التوسل ومسألة العبادة ومسألة الاستغاثة ومسألة الزيارة، هذه المسائل التي تعد مرتبطة بتوحيد التدبير والعبودية وهي متأخرة عن التوحيد الاسمائي والصفاتي وهي متأخرة عن التوحيد الذاتي، الآن لا أريد أن أدخل في توحيد العرفاء وهذا كله هو توحيد الواحدية وفوق توحيد الواحدية توحيد الأحدية وأنتم أساساً والله تحتاجون إلى سنين حتى تتعلموا الاصطلاح، ولهذا نصيحتي لكم خصوصاً من يبحث عن الحقيقة لا أقل اقرأوا ما يقول علماء المسلمين ماذا يقولون في التوحيد الذاتي والصفاتي وفي توحيد الأسماء والصفات حتى ننتقل إلى التوحيد التدبيري أو الافعالي أو العبودي أو الالوهي ... لماذا تأتون من آخر الطريق، تعالوا من أول الطريق، تعبدون من. العبادة فرع المعرفة فمن لم يعرف لا يعبده إلا ضلالاً، إذا كنتم صادقين عرفوا الناس من هو الله حتى يعرف إلى من يتوجه في العبادة، الآن يتوجه إلى .... يقول ابن تيمية في (شرح حديث النزول، ص237) تحقيق وتعليق محمد بن عبد الرحمن الخميس، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1418هـ، المملكة العربية السعودية، قال: (فمن قال أن الله جسم وأراد بالجسم هذا المركب فهو مخطأ) هذا ينفي الجسمية أو ينفي التشبيه؟ التفتوا كيف يتلاعب ... (فمن قال أن الله جسم وأرد بالجسم هذا المركب فهو مخطأ) يعني إذا قال ليس هذا الجسم فهو ليس مخطأ، إذا قال أن الله جسم وليس هذا الجسم فهو مصيب. يقول: (فمن قال أن الله جسم وأراد بالجسم هذا المركب) يعني جسم كالأجسام (فهو مخطأ، ومن قصد نفي هذا التركيب عن الله فقد أصاب في نفيه) أما إذا كان الله مركب بغير هذا التركيب فلم يصب بنفيه، اصاب في نفيه، إذن من لم يرد هذا التركيب وأراد تركيباً آخر لم يصب في نفيه، لابد من إثبات التركيب له. قال: (ومن نفى عن الله هذا التركيب) الموجود في الأجسام (فقد أصاب في نفيه) أما إذا نفى عنه تركيباً آخر أخطأ في نفيه، قال: (ومن قصد نفي هذا التركيب عن الله فقد أصاب في نفيه عن الله ولفظ التركيب قد يراد به أنه ركبه مركب أو أنه كان ...) ابن تيمية يعتقد أن الله سبحانه وتعالى مركب ولكنه لم يركبه أحد، بل هو من الأزل مركب وقد ثبت في محله أن كل مركب محتاج إلى أجزاءه فيثبت أن الله محتاج، فيكون حادثاً. يقول نحن لا ننفي عن الله مطلق التركيب بل ننفي عنه فقط هذا التركيب يعني بعبارة أخرى ننفي عنه تركيب يشبه هذه التركيبة، يعني ننفي عن التشبيه لا ننفي عنه أصل التركيب، كما لا ننفي عنه أصل التجسيم لا ننفي عنه أصل التركيب، نعم ننفي عنه هذا التركيب، يعني نقول جسم لا كالأجسام، مركب لا كالمركب، وهذا خطير جداً، لأن الجسم إذا صار بسيطاً قد يكون قديماً، أما إذا كان الجسم مركباً فعند ذلك يكون محتاجاً ...
ومن العبارات الأخرى التي توجد في المقام، ابن تيمية في هذه العبارة في (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج1، ص372) قال: (إن لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك) إذن أثبت الجسم والتحيز فأثبت له الجهة والمكان، (ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله) إذا لم يتكلموا إذن لا من حقك أن تثبت ولا أن تنفي (لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك) يعني قالوا أن الذي تكلم من أهل البدعة (وذموهم غاية الذم) إلى هنا قد يقول أن الشيخ ابن تيمية لا هو مثبت للجسم ولا هو نافٍ لماذا تنسبون له بأنه يقول بالجسمية، انظروا إلى العبارة التالية، يقول: (ولم يذم أحد من السلف أحداً بأنه مجسم وإنما ذموا من نفى التجسم) يعني بينكم وبني الله أن المجسم ممدوح أم مذموم؟ ممدوح، ذموا من نفى التجسيم، هذه معادلة واضحة ولكن فيها لبس لا يقول أنا مجسم ولكن يقول انظروا إلى أئمة وعلماء السلف فأنهم ذموا من نفى التجسيم، يعني إذا قلنا بالتجسيم يكون ممدوحاً (ولم يذم أحد من السلف أحداً بأنه مجسم ولا ذموا المجسمة وإنما ذموا النفاة لذلك) يعني النفاة للجسمية، وذموا أيضاً المشبهة، إذن المجسمة ليست مذمومة، التفت أيها المشاهد يا من تبحث عن كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية انظروا يقول لا يوجد ذم للتجسيم والمجسمة، في (ص373) يقول: (وقالوا أيضاً) بعض العلماء (أن اليد والوجه لا تكون إلا جسماً) يا ابن تيمية أو غيرك يا من تثبتون أن الله له يد وله وجه إذن أثبتوا لوازم الجسمية، فيد الله ووجهه كذلك، إذن تثبت له الجسمية، والموصوف بهذه الصفات لا يكون إلا جسماً. (أقول لكن أي محذور في ذلك) فليكن، (قالوا أن اليد والوجه لا تكون إلا جسماً فيد الله ووجهه كذلك، والموصوف بهذه الصفات لا يكون إلا جسماً، أي محذور في ذلك وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم) ما المحذور! يقول في قولهم لا يوجد نفي ولو كان مذموماً لقالوا فإن قلت كتاب وسنة وأئمة السلف، يقول: لم يرد ذلك منهم (وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساماً) من قال أن الصفات ليست أجسام (فنفي المعاني الثابتة بالشرع) انظر بدل العبارة حتى لا يقول فنفي الصفات الجسمية لأنه يصرح فهو ثبت الجسمية ثم بدل العبارة وجعلها نفي المعاني (فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال) يعني أيها الذي تنفون الجسمية أنتم من أهل الجهل والضلال، هذا يقوله في بيان تلبيس الجهمية في ص372 و 373. وكذلك في (ص251) من نفس الكتاب، يقول: (وإن أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض أو أنهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسماً) إذن يقول لا محذور فيه أن نصفه بصفات تستلزم الجسمية (إن يكون جسماً والجسم متبعض ومتجزئ وإن لم يقولوا هو جسم) نعم لم يتلفظوا أنه جسم ولكن التزموا بلوازم الجسمية، (فيقال لهم) لمن يقول لنا هذا الاتهام (لا اختصاص للحنابلة بذلك) يعني يقر أن الحنابلة يقولون بالجسمية وإن لم يقولوا بالجسم. يقول هذه ليست مختصة بالحنابلة، الخطورة هنا وهو دائماً يحاول أن يسوق نظره على أنه رأي السلف وأئمة المسلمين. (فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هو مذهب جماهير أهل الإسلام) وهنا لابد أن يُسأل دلني من يقول من علماء المسلمين أن الله سبحانه وتعالى نصفه بصفات حتى لو استلزم الجسمية لا محذور فيه، هذا التدليس ... ينسب هذا إلى جماهير علماء الإسلام، بل لا ينسبه إلى أئمة السلف وعلماء الإسلام فقط، (بل وسائر أهل الممل وسلف الأمة وأئمتها) العلماء السابقين قائلين بالجسمية أيضاً، الأنبياء السابقين أيضاً قائلين بالجسمية. ولذا تجدون تلامذته ومن على شاكلته ومن هم التابعين له يصرحون بأنه لا محذور عندنا أن الله سبحانه وتعالى جسم، انظروا إلى الشيخ العثيمين في (شرح العقيدة الواسطية، ص389) يقول: (وأما أدلة نفاة الرؤية العقلية فقالوا لو كان الله يُرى لزم أن يكون جسماً والجسم ممتنع على الله تعالى لأنه يستلزم التشبيه) لا فقط إثبات الجسمية يقول يثبت التجسيم والتشبيه (والرد عليهم أنه إن كان يلزم من رؤية الله تعالى أن يكون جسماً فليكن كذلك) يعني تقولون يلزم من إثبات هذه الصفات إثبات الجسمية فليكن ما المحذور، ثم يقول في (ص321) من الكتاب، أما أنهم ليسوا من العلماء ولا يلتفتون، يريد أن ينفي الجسمية فينفي التشبيه، انظروا المغالطة، ونحن قلنا أن نفي التشبيه لا يستلزم نفي الجسمية قد يكون مجسماً وليس مشبه، يقول: (إن أردتم بأنه ليس لله ذات تتصف بالصفات اللازمة واللائقة بها فقولكم باطل وإن أردتم بالجسم الذي قلتم يمتنع أن يكون الله جسماً الجسم المركب من العظام واللحم والدم وما أشبه ذلك فهذا ممتنع على الله) نحن بحثنا جسم كجسم الإنسان أو جسم الحيوان، هذا البحث في التشبيه لا بحث في أصل الجسمية, ولهذا بيني وبين الله اعتقادي أنه لم يكونوا يردوا المغالطة لأن هؤلاء لم يكونوا من أهل التحقيق لأنهم لا يميزوا بين التجسيم والتشبيه، واقعاً أنا أدعوهم هنا فليتعلموا شيئاً، فليقرأوا ويتابعوا أهل التحقيق، ليذهبوا إلى علماء الإسلام ليعرفوا الفرق، نحن ليس حديثنا أن الله سبحانه وتعالى ... لم يبقى شيء إلا أن تقولوا أن الله مركب من عظام ولحم ودم وما أشبه ذلك وتثبتون له زوجة كذلك ... الجسمية أعم من هذا، الجماد جسم أيضاً ولكنه ليس مركباً من عظام ولحم ... إذن تلامذته أيضاً التزموا بما قاله ... .
المُقدَّم: الأخ عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الله: أنا لا أريد التجريح أرجو منك رحابة الصدر، كلامكم جميل وممتاز ولكن أشكلت في بعض الآيات، في الحقيقة أنا أعرف أن القرآن نزل للعرب الأقحاح.
سماحة السيد كمال الحيدري: سيأتي الحديث في الآيات، أنتم تعرفون أن منهجي هو عدم السماح بالخروج عن موضوع البحث، الآيات التي أشكلت عليك تستطيع أن تتصل بي عن طريق التلفون أو الموقع وأنا أجيبك عنها، الآن حديثي في أن ابن تيمية مجسم أو ليس بمجسم. الآن تريد أن تقرأ لي يد الله ووجهه والله استوى على العرش كما أن البعض بعث لي برسائل حول آيات الاستواء، آيات الاستواء ليس معناها التشبيه والجسمية والعظم واللحم ... اعزائي إذن احفظوا لنا موضوع البحث، وهنا عندي كلمة أريد أن أوجهها للمشاهد الكريم لمن يتابعنا في الموقع أن الكثير من الأسئلة الفقهية والعقائدية تتأخر الاجابة عنها، أنا أعتذر للمشاهد الكريم وإن شاء الله المسؤولين على الموقع يحاولون الإجابة عن ذلك ولا يجدوا الوقت الكافي للإجابة عنها لكثرتها.
المُقدَّم: الأخ كاظم من العراق، تفضلوا.
الأخ كاظم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ كاظم: سيدنا سؤالي ابن تيمية يقول بالتجسيم فماذا يقول في الآية (الله نور السموات والأرض).
سماحة السيد كمال الحيدري: ليس بحثنا في الآية وماذا يقول ابن تيمية فيها، بحثنا في كلمات الشيخ ابن تيمية، إذا وصلنا إلى قوله تعالى (الله نور السموات) سنبين أن له رأي أو لا.
المُقدَّم: الأخ محمد من الكويت، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: أريد أن أقول أن كمال الحيدري عنده خلل في التوحيد، ودليل على ذلك أنه في كتابه من الخلق إلى الحق، يقول عن قوله (سبحاني ما أعظم شأني) عن الحلاج أو ... يعني ليس سبحان الله بل سبحان ما أعظم شأني، يقول كمال الحيدري أن هذه المرحلة على سموها ورفعتها تعتبر من المراحل الحساسة من السير والسلوك، أهذا هو توحيدك يا كمال الحيدري.
سماحة السيد كمال الحيدري: إن شاء الله تعالى ادعوا الله سبحانه وتعالى أن يهديك إلى تعلم الأدب، أنا اختلف مع ابن تيمية ولكن أقول شيخ الإسلام، تعلموا الادب قليلاً، واقعاً فليعمكم علمائكم أنكم عندما تتكلمون مع إنسان لا تتكلموا بهذه اللغة، هذه اللغة ليست لغة مؤدبة في الحديث هذا أولاً، وثانياً هذا الكتاب إن شاء الله تعالى أدعوا الله أن يتهيأ لك أحد تلامذتي لأن يدرسك هذا الكتاب لأنه واقعاً اعتقد أنك لم تفهم الكتاب وإلا لو كنت تفهم الكتاب لما أشكلت، وثالثاً أنه ليس موضوع بحثنا، هل كلامنا الآن ما قلته في كتاب من الخلق إلى الحق، أو كلامنا في ما قاله الشيخ ابن تيمية، إذا وفقنا ووقفنا على هذا الكتاب سنبين لك أن هذا الكلام صحيح أو ليس بصحيح.
المُقدَّم: معنا الأخ ناصر من عمان.
الأخ ناصر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ ناصر: عافاكم الله من كل سوء، يا شيخ يقول عالمنا... ورؤية الباري من المحال، دنيا وأخرى بكل حال، لأن من لازمها التميز والكيف والتبعيض والتحيز في جهة تقابل الذي ... فهذه وما أتى به السور من قوله لا تدرك الأبصار ولن تراني ... لأنها مدح لها لا تصح زوال ما به الاله ممتدح، لو جاز أن يزول مدحه تبديل عزه ... وهكذا في سائر الصفات لأنها في الأصل عين الذات. فبارك الله فيك. أنا من المذهب الاباظي.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الذي قلنا أنه اتفقت كلمة علماء المسلمين من الأشاعرة والمعتزلة والاباظية والزيدية والإمامية والإسماعيلية وغيرهم والصوفية بمختلف طرائقهم التي تنتهي إلى إمام التوحيد علي بن أبي طالب، هؤلاء جميعاً قالوا أن الله سبحانه وتعالى لا هو جسم وليس له شبيه بمقتضى قوله تعالى ... إلا من شذ منهم وهو ابن تيمية ومن يتبعه من هؤلاء الذين يدافعون بهذه الطريقة، بدل أن يذهبوا إلى كتب ابن تيمية ويتعرفوا عليها تجدهم يستعملوا هذا الأسلوب.
المُقدَّم: معنا الأخ حسين من السعودية.
الأخ حسين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حسين: عندي نقطتان النقطة الأولى الله سبحانه وتعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) هل الاستواء والحد والصعود والنزول تتنافى مع بقاء وجه الله سبحانه وتعالى، وإذا نفيت هذه الصفات فهل يكون في الله نقص. النقطة الثانية اتضح أنه ليس فقط المسلمين يقولون بأن الله ليس له حد ومكان وزمان. أنقل مقولتين لاثنين من المستشرقين، قال أحدهم: أما الله نفسه فليس له زمان ولا مكان. وقال آخر: يعتقد أن الله بدوا الأشياء ونهايتها وأنها روح خالصة مجردة لا تحدها حدود ولا تميزها صفات ...
سماحة السيد كمال الحيدري: إن شاء الله سنثبت لك فيما يتعلق بمسألة الآيات التي قرأتها هذا خروج عن الموضوع، وأما إذا كان بمجرد أن بعض المسيحيين قالوا أن الله ليس له حد إذن نظرية عدم المحدودية باطلة، نظرية التشبيه موجودة عند التشبيه لماذا لا تقولون أن ابن تيمية يهودي وأن أفكاره أخذها من اليهود، هذا نقض يرد عليكم. بمجرد أنه إذا مسيحي قال هذا الكلام صار هذا الكلام باطلاً، ولذا أنا أعتقد بأن كثير من المباني الموجودة عند النصارى واليهود بعض الأفكار الموجودة عندهم أخذوها من أنبياءهم فقد تكون صحيحة، والقرآن الكريم لم يقل أن كل ما موجود عند المسيح من عقائدهم ... لأن الدين عند الله الإسلام، حقيقة واحدة لا تتبدل.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.